-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 1 - 1 - 5/2/2024

 

قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الأول

1

تم النشر يوم الإثنين 

5/2/2024

 «سراج بين سماها وثراها» 




" بـ مِسرى (أغسطُس) أشد شهور السنه حرارةً" 

أسيوط.... 

تحت آشعة الشمس القاسيه بوقت الظهيرة، تسير حافية القدمين فوق تلك الجذور القاسية المُتبقية بعد حصاد القمح، جذور أقسى من الأشواك، كانت تقتلع تلك الجذور بيديها توقفت تشعر بإنهاك وهى تمسح ذاك العرق المُتسرب فوق جبينها من أسفل تلك العُصبه التى فوق رأسها، للحظه ثم عاودت السير وإقتلاع تلك الجذور، شعور الآلم بكامل جسدها مُصاحب كل خطوة، تدمي قدميها من قسوة تلك الجذور، رغم ذلك هى تحاول دائمًا نسيان ذاك الألم الى أن وصلت الى جسر للأرض فاصل بينها وبين الارض المجاورة جلست تلتقط نفسها تسريح بعضًا من الوقت، جذبت قدميها قدم خلف أخرى تنظر الى تلك الدماء التى تسيل منهما، كذالك تلك الخدوش القاسية بيديها، كآن حين جلست تضاعف شعور الألم بجسدها والوجع الأقوى بقدميها ،خلعت تلك العُصبه عن رأسها قامت بربطها حول إحد قدميها والقدم الأخرى وضعت عليها ذاك الوشاح الأسود التى كانت تستر به شعرها أسفل تلك العُصبه،تحررت خُصلات شعرها الكستنائية اللون ذات الطول المتوسط خلف ظهرها،ربطت ذاك الوشاح على قدمها الأخري،للحظه شعرت بهدوء الألم لكن لم تهنأ بذلك حين شعرت بلسعة كُرباج فوق يديها وسمعت الى من ينهرها قائلًا بتعسُف: 

إنتِ مين اللى سمحلك تجعدي، كانك صاحبة مِلك إياك... جومي فزي كملي شُغلك إنتِ مفكره نفسك صاحبة مِلك إنتِ إهنه خدامة جصاد لقمة عيشك...جولتلك هتعيشي عُمرك كله فى شقا... أنا هفضل عايش فى خيالك عشان أسود حياتك، جولتهالك قبل إكده

"أنا قدرك الأسود". 

أنهى قوله بصفعه بالكرباح ضربت يدها كأن جلدها إنشق...إنشق صوتها بصرخة آلم...


فجأة صحوت ترفع جسدها عن الفراش ترا الظلام حولها ليس بالغرفه أى ضوء،شعرت برهبه ،نهضت من الفراش وتوجهت الى ذِر الإنارة وأشعلت ضوء الغرفه نظرت حولها،هى بغرفة النوم وحدها...شعرت بالآسى على حالها كآنها تعيش بلعنة إلتصقت بها لا تستطيع التحرُر منها،نظرت الى يديها كآنها حقًا تشعر بآلم ذاك الكرباج،إنحصرت العباءة المنزليه عن ساقيها،تعرى فخذيها،وقع بصرها على تلك العلامة الكبيرة والظاهره بوضوح،شعرت بإشمئزاز مصحوب بآلم كآنها إحترقت للتو...بدأت تستذكر ذكريات ظنت أنها نسيانها سهلًا، بعد أن قررت البدء مره أخري،بقسوه لن تعود الى تلك الشابه الوديعة

"ثريا حمدين الحناوي"

التى تعلمت أن تنحني للحياة حتى كادت أن تقسم ظهرها بأوجاع كان صعب مداوتها الإ بعد أن

وئدت قلب تلك الشابه بالثرى وأنبت قلب آخر بلا إحساس، أصبحت غير باقيه على شئ بحياتها تعلمت الدرس جيدًا 

"إذا أرغمت النعجه على العيش وسط الذئاب إما أن تستذئب مثلهم، والا ستكون طُعمًا طريًا لهم، وهى لن تكون طُعمًا مره أخرى، بل ستذئب أمام الجميع". 

❈-❈-❈

سيناء

إحد الثكنات العسكريه

تمدد بجسده وضع رأسه فوق مِعصميه، يُفكر هذه آخر ليلة له هنا بين تلك الجبال الذى خاض بها معارك كثيره، ربما لم يخرج منها مهزومً لكن ليس رابحًا بعد أن خسِر بعض من زُملاؤه وجنود كانوا تحت ولايتهُ،رأى الموت قريب جدًا منه بعد أكثر من إصابة رصاص،تركت ندوبً ليس فقط فى جسدهُ بل على قلبه الذى أصبح أكثر قساوة...

تنهد بالغد سيتنازل عن مهامهُ هنا ويذهب الى مكان آخر لا يعلمه،مازال غموض حول ذاك المكان،لكن لا يُعطي لذلك أهميه هو تعود على العيش بأي مكان وتحت أى ظروف،نسي أنه 

"سراج"أحد أضلُع مثلث" عُمران العوامري"

بل الضلع الأكبر فيهم. 

❈-❈-❈

بـ دار السعداوي

بغرفة نومها كانت تجلس فوق فراشها... 

خطت آخر كلماتها بذاك الدفتر الذى بين يديها

وضعت القلم بتلك الصفحه ثم أغلقت الدفتر وقامت بوضعه على طاولة جوار فراشها، ثم تمددت على فراشها، نظرت نحو تلك اللمبة ذات الضوء المتوسط الإنارة، تنهدت تستذكر سابقًا 

حين كانت تقرأ فى كُتب الحكايات عن فتى الأحلام 

إما أميرً أو فارسً ذو صولجان ملكِي معقوف

لكن حين إلتقت بـ فتي أحلامها 

كان مُعاقً صولجانه القلم المُستقيم. 


تبسمت لكن سُرعان ما غص قلبها حين عادت للواقع، هنالك حرب بارده بين العائلتين وتذكرت أنها 

هى "حنان وجدي السعداوي" 

❈-❈-❈

بـ إستطبل خاص بـ عُمران العوامري

كعادته بالصيف يظل ساهرًا بالفناء فوق ذاك العُشب،يرى نجوم السماء يسرد بقلمه "حكايات من الغرام" 

يرسم شخوصً لأبطال ربما ليسوا موجودين سوا بالخيال فقط 

أميرةً عشقها صعلوكً، وأمير عشق تلك المُعفره بالتراب، حكايات ينسج بينهم تآلف، وإختلاف 

وغرام التضاد، لم يكُن يظن أنه سيكون يومً حكاية من ضمن الحكايات حين يقع 

بـجُب "غرام التضاد" 

الذى سقط فيه حين وقع بغرام تلك الأميرة التى إلتقى بها صدفه بين مُدرجات الكُتب 

غرام تخطي أكثر من سبع سنوات 

مدفون بجُب بُركان خامل لو ثار لن يرحم أحدًا بالنهايه هو 

"آدم"

الضلع الثانى لـ "عُمران العوامري"...أو كما يُقال عليه"المُعاق". 

❈-❈-❈


بـ صباح اليوم التالى 

القاهرة 

بأحد قيادات القوات المسلحة 

أدى التحيه العسكريه لـ قائدهُ الأعلى. 


تبسم له القائد قائلًا: 

إقعد يا سراج. 


جلس سراج ينتظر إخبار القائد له عن مكان خدمته الجديد، لكن تفاجئ حين مد يده له بورقه قائلًا: 

إقرأ دى يا سراج وقولي رأيك؟. 


أخذ الورقه منه ونظر له مذهولًا حين أتم قراءة الورقه قائلًا: 

ده طلب إستقاله وإعفاء من الخدمه فى القوات المسلحة، بس أنا... 


قاطعه القائد قائلًا: 

عارف إنك مقدمتش الإستقاله دى، بس زى ما إنت شايف فعلًا تم الموافقه على الإستقاله وإعفائك من الخدمة بالقوات المسلحه. 


إنزعج سألًا: 

مش فاهم يا أفندم أنا بخدم فى الجيش من سنين و.... 


قاطعه القائد مُفسرًا: 

إنت من أكفأ الجنود، وقلبك شُجاع وده اللى إحنا محتاجينه فى مهمتك الجديده يا سراج.


إستغرب سراج سألًا:

مش فاهم يا أفندم.


وقد كان الجواب صادمً: 

مهمتك فى الجيش إنتهت يا حضرة القائد. 

❈-❈-❈

بأحد مستشفيات أسيوط العامة

بعد إنتهاء دوامها بالمشفى 

كانت تسير تنظر الى هاتفها تقرأ إحد الرسائل،قبل أن تشعر بيد تقبض على ساعد يدها تسحبها الى داخل أحد الغرف،لوهله إنخضت وشعرت برهبه ثم برودة قوية  

سُرعان ما شعرث  إنقباض قلبها كآن نبض قلبها توقف للحظه قبل أن تعود وتستنشق الهواء بتقطُع، تنظر له بسُحق الى أن إستطاعت إلتقاط نفسها طبيعيًا لحد ما، تحدثت بغضب: 

إيه الهمجية دي، إزاي يا دكتور تسحبني بالشكل الوقح ده، مش ملاحظ اننا فى مستشفى وسهل أي حد يشوفنا أو يسمعنا، يقولوا علينا إيه. 


تبسم وهو يكاد يضع يدهُ على شفاها لكن قامت بصفع يدهُ بقوة وإبتعدت بغضب وكادت تتوجه نحو باب الخروج، لكن مسك يدها قائلًا: 

"حبيبة" 

أنا جايبك فى آمن مكان محدش هيشوفنا ولا يسمعنا.


تضايقت سائلة بإستهزاء ثم جالت عينيها بالمكان:

والله طمنتني، وإيه المكان البارد  ده؟. 


أجابها ببسمة: 

المكان هنا محدش بيسمع ولا بيشوف ولا بيتكلم. 


إستهزأت مره أخري وهي تُمسد عضديها بسبب البروده سائله: 

هو إيه المكان ده، ومالة ساقع كده ليه؟. 


أجابها ببساطة وبسمة سخيفة بالنسبة لها: 

إحنا فى المشرحة. 


-المشرحة

قالتها برعب وقد تجمدت جميع أوصالها للحظات قبل أن تصرخ فيه وترفع يديها تقوم بدفعه وتهرب سريعًا من الغرفة وهي تسب بذاك الغبي 

بينما هو ضحك على هروبها قائلًا:

خايفه كده ليه،هنا كل واحد فى حاله،ده أحلى مكان نتكلم فيه برومانسية،هدوء وسَكينة. 


سبته بغيظ قائله:

سِكينة تقطعك حتت، يا سخيف بعد كده مش عاوزه اشوف وشك ولا اعرفك ولا أسمع صوتك تانى. 


سارت تحلف لن تلتفت خلفها، ليس فقط رُعبًا، بل لو رأت ذاك السمج أقل ما قد تفعله  ستقتله.


بينما هو مازال يضحك بإستهوان قائلًا: 

هى مالها خافت كده ليه... ده تاني أحلى مكان بلاقى راحتي فيه.


بعد لحظات دلف أحد الاشخاص العاملين سائلًا:

دكتور إسماعيل أي خدمة.


نظر له قائلًا:

لاء مش عاوز منك أي خدمة بس إهتم شوية بنضافة المكان،مش عشان اموات تطنش،الإهتمام مش بينطلب،يلا سلام وخلى بالك انا عادد الجثث...سلام يا برعي.


خرج إسماعيل بينما قال الموظف:

إسمي مرعي يا دكتور.


لم يُبالى إسماعيل،بينما تفوه مرعي:

هو كان بيعمل هنا إيه،طبعًا إسم عيلته مقوي قلبة.  

"إسماعيل.. الضلع الثالث لـ عمران العوامري"


الصفحة التالية