رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 29 - 1 - الإثنين 19/2/2024
قراءة رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع والعشرون
1
تم النشر الإثنين
19/2/2024
في عتمة ليلا حالكا في منطقة نائية يحيطها الظلام من كل جانب لا يوجد بها شئ منير سوي ضوء القمر توقفت أربعة سيارات جوار بعضهم وهبط كل رجلا من سيارته ووقفوا أمام بعضهم في مواجهة ضارية يعلاهم ضوء القمر وعواء الذئاب.
تحدث أحدهم بحذر :
-خير يا جماعة أيه سبب التجمع ده ؟
استطرد بتوتر :
-أنا لازم أرجع المستشفى عشان عهد ممكن تصحي في أي وقت ولا تحتاج حاجة .
تسأل الآخر بحذر:
-هو في أيه بالظبط يا يوسف ليه خلتني أجي من القاهرة علي ملى وشي في أيه ؟ وبعدين الجدع ده بيعمل ايه هنا أنت سمحته يا يوسف بعد الي عمله فيك ؟
تنهد يوسف بتعقل وتحدث بنبرة متذنة :
-لأ مسمحتوش يا علي بس المصلحة حكمت بكده .
قطب علي جبينه بعدم فهم وتسأل :
-مصلحة أيه الي تخليك تحط إيدك في إيد الي حاول يقتلك!
رد شريف بنبره متهكمة:
-حاولت أجتله وأنا معرفش الحجيجة يا علي بيه .
تغاضي عن حديثه وتحدث بنفاذ صير:
-أولا أنا بكلم إبن عمي موجهتش كلام لساعدتك من الأساس .
تمتم الآخر بإستفزاز:
-والله أنت هنتني وأني مش هسمع إهانتي وأفضل ساكت حتي لو علي رجبتي.
رمقه علي بإستخفاف وقال:
-حسيس أوي يا واد علي دمك يا أخويا.
زفر شريف بنفاذ صبر:
-بجولك أيه خليك في حالك يا خفيف وملكش دخل بيا واصل لا تعايرني ولا أعايرة الهم طايلني وطايلك.
تجهم وجه علي وصاح بإستنكار:
-بتقول ايه يا بتاع انت ألزم حدودك.
صاح يوسف بزمجرة :
-أخرسوا بقي أيه عيال صغيرين أنتم.
رد الإثنين في نفس واحد:
-مش شايف ولد عمك بيخبط في الحديت إزاي الجوالب نامت والإنصاص جامت ولا ايه ده انا شريف الشافعي.
-مش شايف الكائن ده بيتكلم أزاي مش عارف بيكلم مين ولا ايه ده انا علي المغربي.
مسح علي وجهه بنفاذ صبر وقال:
-خلاص إنفضينا إحنا جايين نتكلم بعقل مش نمسك في خناق بعض زي التيران.
أشار علي علي شريف بإستهزاء وقال:
-والله عندك حق ده زي التور الهايج بني أدم همجي غير متحضر.
إمتعض وجه شريف وإنتفخت أوداجه وصاح بجنون:
-بجولك أيه لم لسانك وحطه في حنكك بدل ما أجطعهولك.
ضحك علي ساخر وعقب:
-تقطعه مين يا بتاع انت مش عارف أنت بتكلم مين ؟
رد علي بأستهزاء:
-لاه محصليش الجرف يوه جصدي الشرف.
❈-❈-❈
إقترب شادي من يوسف مستندا بظهره نو الآخر علي السياره جواره وتسأل بريبة :
-هو فيه أيه بالظبط ومالهم دول ماسكين في خناق بعض زي جوز التيران كده ليه؟
إستدار يوسف بوجهه ساخرا وعقب:
-المفروض أنا جايبهم نتفق ونتكلم بعقل لكن بالمنظر ده معتقدش نتكلم اصلا.
تسأل شادي بعدم فهم:
-هو في ايه عشان انا عايز افهم أنتي جررني من المستشفي ليه ؟ وبعدين أنا اتصلحت أنت وشريف إمتي أنا مش فاهم حاجة ؟
تنهد يوسف بضجر وقال:
-هما يخرسوا شوية و هنعرف نتكلم.
ضحك شادي مستهزئا وهو يشير لهم:
-يسكتوا أنت بتحلم دول زي التور الهايج أقسم بالله عازف الواحد يجيب طبنجة يضرب عليهم هما الأتنين نار ونخلص عليهم.
إستدار له يوسف فجاءة وقال:
-تصدق أنت صح معاك طبنجة ؟
أتسعت عين شادي غير مصدقا وتسأل بعدم إستيعاب:
-طبنجة أيه ؟
صاح يوسف بنفاذ صبر :
-أنطق يا أخويا هتفضل مبحلق فيا معاك طبنجه ؟
حرك رأسه سريعا بإيجاب:
-أه معايا.
أشار له يوسف بيده وقال :
-روح هاتها إخلص أنا تعبت.
قطب جبينه بعدم فهم وذهب لإحضاره من السيارة وأعطاه الي يوسف.
آخذه يوسف وشد الأمان ووجه تجاههم وسط صدمة شادي وفي لمح البصر رفع يده لأعلي مطلقا عدة طلقات نارية في السماء.
توقف الإثنين بصدمة وألتفتوا الي يوسف غير مصدقين.
صاح علي بصدمة :
-يوسف انت اتجننت عايز تقلتني عشان الحيوان ده؟
لكمه علي في ذراعه بغيظ وقال :
-أنا مش حيوان يا ولد الفرطوس أنت.
زمجر يوسف بنفاذ صبر:
-هتخرسوا أنتم الأتنين ولا أفرغ الطبنجة فيكم وأخلص وآسيبكم هنا لديابة الجبل تقوم معاكم بالواجب.
صمتوا الإثنين وأعطي هو الطبنجة الي شادي وبدأ حديثه وعلي يسانده في الحديث هو الآخر وسط صدمة شادي وعلى من هول ما سمعوا او عن سر تصالح يوسف مع شريف والذين علموه للتو.
إنتهي اللقاء وغادر كل منهم الي سيارته يقودها بذهن شارد فالصدمة كانت كفيلة أن تطيح بهم.
❈-❈-❈
وصل إلى المشفى بذهن شارد من هو ما سمعه فالحقيقة ظهرت الأن كان يظن أن شهاب سئ لكن إتضح أنه أسوء فأسوء فقد رفع الحجاب عن أبصارهم وعلموا حقيقته المريرة
ساقته قدماه الي الحضانه وقف خلف الزجاج يتأمل صغيره بقلب ملتاع وعين متلهفة فلو هناك حسنة وحيدة من شقيقه فهو هذا الرضيع وزوجته لا غير.
تنهد بحزن وتحرك تجاه غرفة زوجته وفتح باب الغرفة ودلف الغرفة وأغلق الباب خلفه ضم زوجته في أحضانه مستندا برأسه علي رأسها بحزن سالت الدموع فوق وجنتيه ومنها علي وجه زوجته.
ما أن شعرت هي بسائل دافئ فوق صفحة وجهها البيضاء حركت عيناها بإنزعاج وفتحتها تنظر حولها لاحت منهت نظرة حانية علي وجه زوجها وجدته مغمض العينين ودموعه تسيل فوق وجهه.
إشفقت عليه لم تقدر أن تنبث بأي صوت لم تشأ أن يعلم أنها إستيقظت ورات حالته تلك لم ترغب في أن يعلم أنها رأته بمراحل ضعفه.
كل ما فعلته شددت من ضمه داخل أحضانها دافنة وجهها بصدره كي تحظي ببعض الدفئ والأمان من قربه.
شعر هو بحركتها تلك وعلم أنها إستيقظت ولم تشأ أن تقيظه ضمها هو الآخر بحب فهي نصيبه الجيد ورزقه في هذه الدنيا.
فإذا كانت الأرزاق توزع بنفس المقدار علي كل شخص مع إختلاف القسمة فمنهم من يأخذها أموال ومنهم من يأخذها صحة فهو آخذ رزقه بأكمله في زوجته يحمد الله بداخله على أنه آخذ رزقه به .
"إكتفي بها وحمد ربه فهي الروح الساكنه بين ضلوعه بها يحيي وبها يتحرك سائر جسده ، وبدونها هو جسد فاني لا حول له ولا قوة "
❈-❈-❈
يقود سيارته بجنون غير مصدق ما إستمع له حتي الأن كيف هذا هل عامر شقيقه حقير إلي هذه الدرجة ؟يملك كل هذا الشر بداخل قلبه يكنه لهم هلي فعل هذا بشقيقه ودمر حياته دون وجه حق وإستباح حقه وآخذ زوجته وصغاره ونسبهم اليه ، وبات الآخر هاربا من تهمة شنيعة ألتصقت بهم عقوبتها الاعدام ، يجلس وسط الغربة مع أناس غرباء أصبحوا هم أهله وذويه.
عوض بهم عن ذويه وما فعلوه به من أين جاء عامر بهذه القسوة لما كل هذا الكره والحقد عاصم شخص سوي من آول يوما جاء به الي هذه الدنيا يحيي في ظلم وحياة مريرة وذنبه الوحيد أن والدته توفت وهي تنجبه ووالده هو عوني المغربي.
لكن ما أصعب حياته الأن عاش طوال حياته شريدا وسط ذويه وعندما بدأت الدنيا تفتح ذراعيه له حقد عليه شقيقه ومكر له مكرا كمكر أخوة يوسف الصديق فهم رموه في غيبات الجب وألتقفه بعض السيارة أنقذوه وأصحب ملكا وعزيزا ، بينما عاصم فألقاه شقيقه في أحضان مستقبل مظلم لا بصيص نور له ، لكن حان الأن أن يسترد حقه ويعود لسابق قوته وعهده سيقف جانبه ويكون سندا وعونا له فما آخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
(9) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)سورة يوسف.