-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 34 - 1 - الأحد 18/2/2024

  

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الرابع والثلاثون

1

تم النشر الأحد

18/2/2024


ما أن خرجت من الديوان نظر لحفيده وقال بجدية 


- اصبر يا ولدي و حجك هايرچع بس أنا رايدك دلوجه تحضر حالك للي چاي 


سأله " يوسف" بجدية قائلًا:


- و إيه اللي چاي يا چدي 



أجابه الجده بجدية و نبرة لا تقبل النقاش


- معاك تسع  شهور بالتمام و الكمال لو مچبتش اللي يشيل اسمك من بت البندر يبجى چوازك على ثريا بت عمك بعد تسع شهور و يوم .


رد" يوسف" معارضًا حديث جده و قال:

- وه ؟! كيف ديه !

-كيف الناس كلتها مابتعمل ! 

- يا چدي الحديت ديه كان زمان أيام چدي و چدك انما دلوجه 


وقف الجد و هو يضرب بعصاه أرضًا وقال:

- كلامي انتهى و اللي عنيدي جلته خلاص وياك تسع شهور و تچيب للعيلة حفيده يمد اسمها لسابع چد يا كِده يا أني ليّ تصرف تاني وياك .


فرغ " يوسف" ليرد على حديث جده لكنه غادر الديوان دون أن يلتفت خلفه،  زفر بحنق من تحكمات جده،  خرج هو الآخر متجهًا حيث غرفته بدل ثيابه و جلس يفكر في حديث جده كيف يمهد لها هذا و من أين سيأتي بتلك الوقاحة  أو الجرأة ليخبرها أنه سيتزوج بأخرى إن لم تنجب !  وضعت كفها على كتفه انتفض على إثرها تعجبت من تغير حالته المزاجية لكنها و على ما يبدو أنها ستتأقلم تدريجيًا لحالته  تلك .


تناول كفها من على كتفه ثم طبع قَبلة ناعمة على باطن يـ ـدها و قال بكذب 

- و لا حاچة يا حبيبتي 

- و لا حاجة ازاي إذا كنت بكلمك بقالي ساعة و أنت و لا أنت هنا !! 


حرك رأسه بهدوء و قال:

- و لا حاچة صدجيني تعيان بس شوي 

- يعني أنت عاوز تقنعني  إن دا هو وشك أول ما دخلنا من البيت 


رد بعصبية و قال:

- وبعدهلك يا رقية في إيه !!  أني خلاص معتش جادر اتكلم جلت لك تعبان شوية. خلاص بجى عاد ! 


التزمت الصمت و لم ترد على حديثه بكلم واحدة على الرغم أن ما يحدث الآن يتكرر دائما إلا إنه زادت حدته معها،  حركت رأسها علامة الإيجاب ولم ترد ابتلعت مرارة حلقها 

  استدارت بجسـ ـدها تجاه سريرها مددت عليه و ارخت جفنيها،   لم يتحمل فكرة أنه السبب في حزنها زفر بحنق و قرر أن يغادر قبل أن يذل لسانه و يسرد لها ماحدث بينه و بين جدهُ .


بعد مرور ساعة 


شعرت بيـ ـده تسحبها بقوة  حاولت فك قبضته لكنه كان ممسكًا بيدٍ من حديد، ضمها لصـ ـدره ودفن وجهه في عنقها، ظل يعتذر لها مرارًا و تكرارًا لو رأهُ جدهُ الآن لفصل رأسه عن جـ ـسده و نعته بالصبي الذي يتشبث في ذيل جلباب أمه، لفت له لتعاتبه و تصرخ و لكنه لم يُمهلها تلك الفرصة أبدًا،  اقتـ حم شفتاها و ترك  العتاب و اللوم جنبًا، قرر أن يُنسيها حتى نجح في ذلك .


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أسابيع 


بدأت أعراض الحمل تظهر على " دعاء"  بشكلٍ واضح،  طلب منها ز وجها أكثر من مرة 

أن تذهب للطبيب لكنها ترفض و بشدة و بعد محاولات كثيرة نجح في أن تذهب معه للطبيب و علم الجميع بخبر حملها  عمت السعادة  في البيت ماعدا " تميمة" التي شعرت بالغيرة الفطرية و ليست المرضية لكنها تر جمت ذلك بشكلٍ آخر حين قالت:

- هتسمي البيبي إيه يا بابا ؟! 


رد " فضل" و قال بنبرة حانية 

- لو كان ينفع كنت سميتها تميمة على اسمك ياروحي 


ردت باسمة و هي تحاوط عنقه:

- يا بابا يا بكاش قول بقى بجد هتسميها إيه ؟! 


ربت بخفة على ظهر يـ ـدها و قال بنبرة حائرة 

- و الله يا تيمو ما عارف لسه،  و بعدين هو احناعارفين لسه هو ولد و لا بنت دا يادوب دعاء حامل في شهرين لسه ادعي لها تقوم بـ السلامة و حكاية الاسم دا تيجي بعدين  .


استقامت بجـ ـسدها وهي تقول بهدوء 

-إن شاء الله تقوم بالسلامة ولميس تيجي بالسلامة


لجمت الصدمة لسان الجميع و على رأسهم فضل الذي لا يعرف كيف سيخرج من هذا المأزق الذي وضعته فيه ابنته،  نظرت لهم ثم قالت بتساؤل:

- مالكم مصدوين ليه ؟! هو مش بابا سمى دعاء على اسمك يا طنط و ماما سكت ورضيت ؟!


رفعت كتفها للأعلى و قالت بهدوء حد البساطة 

- أنتِ كمان سمي لميس على اسمها و ردي الجميل ليها 


ردت " دعاء" بإبتسامة واسعة

- كل مولود و بينزل باسمه يا حبيبتي و أنا شخصيًا معنديش مانع اسميها لميس مامتك موجودة فيكم و دا مقدرش انكره أبدًا .


ردت " تميمة" قائلة:

- الكلام سهل انما الفعل هو المهم مهما عملتي مستحيل تحسي باللي مامته حسته وقت بابا سمى بنتها على اسمك أنتِ بتقولي كدا عشان واثقة و متأكدة إنك الوحيدة في قلب بابا 


ختمت حديثها قائلة بمرارة :

- الرجالة كلها خاينة الرجالة كلها بتجري وار الست اللي بتضحك عليهم بكلامها الناعمة انما اللي بتحبه من قلبها مستحيل يبص لها و أنتِ زيك زي الحية لفيتي حوالين بابا لحد ما اخدتي مننا وكـ 


بتر والدها حديثها  بصفعة مدوية أمام الجميع للمرة الأولى التي يفعلها فيها هكذا المرة الأولى التي يعقابها أمام الجميع إن كان الأمر بينها و بين اشقائها لم تهتز  لكنه صفعها  أمام ز وجته و ابنها الذي كاد أن يفقد أعصابه لكن بعد ما صدر من "فضل"  قرر الالتزام بالصمت

أما هي عادت لغرفتها و دموعها سبقتها على خديها افترشت سريرها بجـ ـسدها خارت قواها في البكاء .


داخل بهو الفيلا


وقف " ساجد" و قال بعتذار 

- معلش يا جماعة  تيمو الفترة دي مضغوطة جامد واكيد متقصدش اللي حصل، خلونا نكمل  احتفالاتنا يلا 

- لا معلش أنا محتاجة اخدعلاجي و ارتاح شوية 

-لا و الله  هروح اعمل لكم أحلى دور عصير هيعجبكم اوي 


وقف " فضل" عن مقعده و قال:

- هرد على التيلفون دا و راجع تاني


نظرت " دعاء"  لز وجة أبيها و قالت :

- معلش يا دودو تيمو مش قصدها هي بس متعلقة بماما اوي زيما حكيتلكم قبل كدا و كمان موضوع إن بهجت سابها لسه مأثر فيها و خصوصًا إن هو اللي اخد دي مش هي كله جه مع بعضه 



نظرت حولها قبل أن تهمس بصوتها قائلة:

- من حاولي يومين حاولت تنتحر واخدت اقراص كتيرة اوي و بابا ما يعرفش حاجة زي دي  


ردت "دعاء" قائلة:

- وازاي تحصل حاجة زي دي و أنا معرفش ؟!

- ساجد اللي قالي متقوليش لبابا احسن يتعب و الحمد لله عدت على خير و لحقناها 


رد"جاسر"  وقال بهدوء

- طب بس عشان عمي جاي علينا .


جلس"فضل"  و قال بعتذار 

- معلش يا جماعة اتأخرت عليكم .



الصفحة التالية