قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 32 - 1 - الجمعة 16/2/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الثاني والثلاثون
1
تم النشر الجمعة
16/2/2024
ردت دعاء بهدوء قائلة:
- ريحوا دماغكم محدش هيمشي في حتة فضلبايت عند ولاده النهاردا و انتوا زي ما عارفين بخاف اقعد لوحدي
رد والدها بفضول و قال:
- هيبات ليه هناك في حاجة و لا إيه ؟!
- ابدًا مافيش لسه مكلمني و قالي إن بهجت ساب تميمة بنته
هو نفذ اللي في دماغه و عملها؟!
اردف جاسر جملته المتسائلة و هو ينظر لوالدته هزت دعاء رأسها علامة الإيجاب و قالت بأسف:
- للأسف يا جسور سابها
-احسن و الله أمه داعية له
- بس احسن تسمعك و تطلعنا من البلد
تابعت بجدية قائلة:
- أنا عن نفسي بتلاشها أصلًا من وقت ما دخلت هنا مش خوف منها لا تكبير دماغ بس اخواتها دول حاجة كدا قمرات و مسكرات و الله يا جاسر عكسها تماما سبحان الله .
ختمت حديثها وهي تقف عن مقعدها
- قوم يا بابا عشان اوريك اوضتك و تريح لك ساعتين
تابعت و هي تنظر لابنها قائلة بحنو وحب
- أنت بالذات متنامش تفضل صاحي عشان نرغي لحد الصبح هنفضل نتكلم لحد ما الكلام يخلص أنت سامع ولالا ؟!
- علم و جاري التنفيذ يا فندم.
عادت من جديد و جلست مقابلته تبادلت معه أطراف الحديث حول هذا و ذاك حتى انتهت من جميع آحاديثها و شعرت بأن ولدها غلبه النعاس لكنه يقاوم فقررت أن تعفو عنه وتطلب منه أن يمدد جـ ـسده في غرفته، نفذ في الحال دون أن أدنى تردد، أما هي ما أن ولجت غرفتها هاتفت ز وجها لتعرف آخر الأخبار .
حدثها عن حالة ابنته النفسية و عن جمودهاالذي تحلت به رغم ضعفها الداخلي، اغلق الهاتف و ذهب كلاهما للنوم .
❈-❈-❈
في مساء يوم الخميس
من المفترض إنه حفل زفاف " يوسف ورقية"
و لكن لو شئنا الدقة في وصف الوضع الذي كان فيه العائلة لـ قلنا أنه عزاء و ليس حفل زفاف، قرر
" يوسف" أن يغادر القاهرة دون إقامة أي مراسم حفل نظرًا للحفل الذي قام بإعداده الجد، على الرغم من السعادة البادية على وجه العروس ألا أن شعور الخوف والتوتر يسيطران عليها، لاتعرف لماذا لكنها قررت أن تتجاوزهُ دون أن تثقل على عقلها بالكثير من التساؤلات .
بعد مرور عدة ساعات
وصلا أخيرًا العروسان برفقة خالتها و زوجها فقط حتى والدها لم يجرؤ على أن يأتي معها ما دامت "خير ية " رافضة هذه الزيجة، حزنت كثيرًا لكن كلمات حبيبها كانت تربت على قلبها، القت نظرة سريعة قبل أن تترجل من السيارة عادت ببصرها لـ يوسف و قالت:
- يوسف أنا مش قادرة اقعد أكتر من كدا هو لسه في فرح ؟!
تبسم لها و قال بنبرة حانية:
- ديه عنيدنا الفرح بيجد لوش الفچر
- وش الفجر إيه أنا بنام على نفسي من دلوقتي
- و بعدين يا حبيبتي ديه عوايدنا متحمليش هم هاخطفك منيهم و نطلع طوالي
داخل قاعة الحفل المخصصة للنساء جلست "رقية"
وسطهن حاولت بكل ما اوتيت من قوة أن تنسجم مع
الحفل لكنها فشلت و غلبها النعاس اليوم كان بالنسبة لها شاق تنفست بعمق و على وجهه إبتسامة شديدة التكلف توزعها بين الجالسات حولها، أتى ز وجها أخيرًا كما وعدها تعالت الزغاريد في كل مكان حين صافح جدته و لثم يـ ـدها برقة، وقفت العروس تتأبطت ذراعه نظر ت لها جدته نظرات غامصة لم تستطع تفسيرها لكن استطاعت تفسير كلماتها حين قالت:
- مش هوصيكي على ولدي ديه كبير العيلة من بعد چدهُ يعني تجولي له حاضر و نعم و بس
نظرت " رقية" له ثم عادت ببصرها لها و قالت :
- يوسف دا كل حاجة ليا في الدنيا
- وه بتجولي يوسف كِده من غير خشى و لا أدب ؟! جولي سيدي يوسف الست عنيدينا تجول لچوزها يا سيدي و تاچ راسي
فرغ فاه" رقية" لترد لكن تدخل " يوسف" انقذ الموقف حينها سحبها في هدوء تام، و لم ترد الجدة بل زادت من غموضها بنظراتها تلك، جلست من جديد محل العروس جوار حفيدتها التي اعترت ملامح الحزن الشديد وجهها، ربتت على فخذ ها و قالت بحنو و حب:
- و الله ما هتعدي الچمعة إلا و أنتِ متشعجلة في يـ ـده
- بعد إيه يا ستي بعد ما دخلت عليها
تابعت بضيق و قالت:
- كنت رايده يدخل عليا لاول !
ربتت الجدة على فخـ ـذها بحنانٍ بالغ قم قالت:
- ليكي ما طلبتي يا عين ستك و دخلته عليكي الچمعة الجاية.
- و تفتكري چدي هيرضى يا ستي ؟!
- وه و هو يجدر يرفض طلبك ليكي ديه أنتِ الغالية ديه سماكي على اسمي مخصوص من حبه فيّ هييرفض لي طلب صغير كيف ديه ؟! اصبري يا ثريا و أنتِ تنولي اللي في بالك دا، جومي جومي هزي وسطك كيف الملبن ديه و فرچي الحريم مرت يوسف وحلاوتها كيف كش بت البندر اللي حلاوتها صناعي .
❈-❈-❈
ربنا يخلف عليكم يا ولدي بالخلف الصالح و يخليكم لبعض و يبعد عنيكم العين و شر حاسدًا إذا حسد .
اردف الجد عبارته وهو يربت على كتف حفيده، ثم تابع حديثه و هو ينظر لها و قال:
- نورتي بلدك يا بتي، خلاص ديه دارك و احنا بجينا أهلك و لا أنتِ ليكي رأي تاني ؟!
ردت " رقية " باسمة و قالت:
- لا طبعًا معنديش أي رأي تاني دا أنا اتمنى إن يكون عندي عيلة حلوة زيكم
- ربنا يبارك فيكي يا بتي
تابع بتحذير واضح و صريح
- حطها في عينك التنين و لو زعلتها محدش هايحوشك عني !
تبسم " يوسف" بجانبي فاه و قال :
- وه بدل ما توصيها عليّ ؟!
- ليه هو أنت مش راچل و لا إيه ؟! هي اللي محتاچة يتوصى عليها هي اللي سابت أهلها و ناسها عشانك مش أنت !
ختم حديثه بجدية و قال:
- يلا يا ولدي يلا خد عروستك و اطلع اوضتك و ربنا يتمم فرحتكم على خير يا ولدي .
❈-❈-❈
داخل غرفة " يوسف و رقية"
اوصد باب الحجرة خلفه في تلك اللحظة كانت نبضات قلبها تزداد سرعة، سار بخطواته الهادئة و البسيطة وقف مقابلتها اقترب منها لثم جبينها برقة ثم نظر لها وقال:
- مبروك يا حتة من جلبي
- الله يبارك فيك يا حبيبي
- أني مش مصدج نفسي أخيرًا اتجفل علينا باب واحد !
ردت " رقية" بنبرة حزينة
- شفت يا يوسف لا بابا و لا حتى ماما حضروا الفرح ! حتى بهجت محضرتش بس بهجت أنا عذرته هايجي ازاي ورجله متجبسة انما ماما اللي المفروض تبقى جنبي ابص الاقي نفسي وحيدة ! و لا عمو شهاب اللي بعتبره زي بابا يحضر كل حاجة ويجي النهاردا يقول السفر مش هيقدر عليه ؟!
رد" يوسف" بجدية قائلًا:
- جولي الحج يا رقية الراچل كان باين عليه التعب صُح وفوج كل ديه السفر بيتعبه جلبه مبجاش كيف لاول و يجدر يتحمل السفر و المشوار طويل جوي عليه يا حبيبتي
- عندك حق، طب و بابا
رد " يوسف" بنبرة حانية و هو يقربها إليه و قال:
- هملي الحديت الماصخ ديه على جنب بلا بابا بلا ماما و خلونا نعيش بجى الواحد جرب يخلل چارك .
بعد مرور ساعتين
اعتدل في جلسته و على وجهه غضبٍ و غيظٍ شديدان نظر لها ثم قال بتساؤل:
- فيكي إيه ؟!
ردت " رقية " بعدم فهم قائلة:
- فيا إيه ازاي يعني ؟!
ردت بعصبية و قال:
-أنتِ هتستعبطي ؟! في حاچة مش طبيعية ؟!
- أنا كويسة يا يوسف أنت اللي شكلك تعبان و كـ...
قاطعها بحدة قائلًا:
- أني راچل و صاخ سليم أنتِ اللي فيكي حاچة مش طبيعية
- و الله يا يوسف أنا كويسة
تابعت بهدوء قائلة:
- طب يا حبيبي جايز يكون فعلا انا تعبانة و أنا مش واخدة و أنت كمان طول الفترة اللي فاتت كنت مضغوط جامد اوي عشان كدا جايز تكون
- أني كيف الحصان بجولك أنتِ نسيتي كنت كيف في مصر ؟!!