-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 39 - 1 الخميس 29/2/2024

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل التاسع والثلاثون

1


تم النشر الخميس

29/2/2024



ظلت متخشبة مكانها رافضة عناق والدتها الذي أتى بعد فوات الأوان من وجهة نظرها دفعت " رقية" يـ ـدي والدتها بنفور  قائلة:

- متشكرة يا نبيلة هانم على النصايح العظيمة دي بس معلش وفري الاحضان دي لحد تاني 


تابعت بتذكر قائلة:

- إيه دا ازاي انسى إن النهاردا الخميس معاد المزاد الأسبوعي لمعرض الانتيكات  و ازاي قدرتي تفوتي معرض مهم زي دا !!  


ختمت حديثها بلهجة المعتذرة :

- آسفة شكلي عطلتك عنه روحي له و اطمني عليا أنا قوية و أعرف ازاي اداوي وجعي بنفسي مش محتاجة لحد يطبطب عليا أنا هاطبطب على نفسي بنفسي .



❈-❈-❈


بعد مرور عدة أسابيع

لم يحدث شيئًا جديدًا يذكر،  عاد الجميع لحياته اليومية دون العودة للماضِ،  قررت

 " رقية" أن تقف على قدميها من جديد بمفردها دون أن يساعدها لتجاوز  أزمتها، كما قالت أمها من قبل اعتادت شيئًا فشيئا على الفراق هكذا تخبر الجميع، لكن بحقيقة الأمر هي تفتقده حد النخاع، كان لها كل شئ عرف كيف يستحوذ على عقلها و قلبها معًا، و كان هذا سببًا رئيسًا في أن تحترق بالمادة الكميائية التي يستخدمها والدها في بعض المصوغات  في أحد الأيام قررت أن تهرب من جلسة ز وجة أبيها عندما هاتفها ولدها و ليتها لم تفعلها ولجت المطبخ لتُعد قد حًا من القهوة، كانت والدته تتعمد أن ترفع صوتها لتخبرها إن كان تزوج أم لا، كذبت و ادعت أنه عاد لابنة عمه 

فـ ارتعشت يـ ـدها وهي تجذب عُلبة القهوة 

ووقعت قنينة المادة على رقـ ـبتها و كتفها وجزءٍ من وجهها، دوت صرخاتها المكان هرعت على إثرها " خيرية" و ابنتها " فريال" و في أقل من عشر دقائق تقريبًا وصلت إلى المشفى 

كانت الحالة التي آلت إليها يرثى لها، تم عمل اللازمة لها و خرج الطبيب يخبرهم بما هو أسوء.


وقف " عبد الكريم" أمامه و قال بقلق شديد

- خير يا دكتور رقية عاملة إيه؟! 


رد الطبيب بأسف و قال:

- للأسف الجسم اتشوه و اكتشفنا إن مية النار لما وقعت جه منها في العين 

- يعني إيه يعني بنتي بقت عميا ؟! 


رد الطبيب بأسف و قال:

- بكل أسف مش هنقدر نحدد دا دلوقتي غير لما تفوق و نتأكد من دا 



ختم الطبيب حديثه وقال:

- بعد ما الحروق تهدأ تمامًا تقدروا تعملوا عمليات ترقيع و عمليات تجميل للأماكن المشوهة هي هتكون مكلفة شوية بس هتخفي بنسبة 80% من الحروق .


❈-❈-❈


بعد مرور يومين من الحادث، تحسنت حالتها و لكن تحسن بسيط و غير ملحوظ، ماازلت تشعر بالآلم تجتاح جـ ـسدها،  اليوم موعد زيارة طبيب الرمد،  طرق الباب ودخل جلس مقابلتها و بدأ الكشف وهو يقول بنبرة مرحة لتخفيف الأجواء

- أنتِ بقى يا ستي رقية اللي الدنيا مقلوبة علشان هنا في المستشفى ؟! 



دققت السمع لتعرف من صاحب هذا الصوت هذا الصوت مألوف بالنسبة لها، سألته بهدوء

- دكتور أمجد ؟! 


نظر لها و قال :

- أنتِ عارفاني ؟! 


ردت و هي تؤمي برأسها علامة الإيجاب 

- أنا شفت حضرتك في الكلية كذا مرة، جايز تكون مش واخد بالك مني بس أنا عرفت حضرتك من صوتك مش دكتور يسري يبقى والد حضرتك .


لم يرد عليها تابع كشفه بينما نادته هي فقال بنبرة مرحة

- استني بقى عاوز اشوف شغلي، شكلك رغاية ! 



حركت " فريال" رأسها علامة الاستفسار و على وجهها خوف وقلق شديدان،  نظر لها و لم يرد على تساؤلاتها،  وقف من على  حافة الفراش و قال:

- طب هشوفك تاني يا رقية 


ردت " رقية" قائلة بتوجس 

- خير يا دكتور ؟! 

- خير إن شاء الله متقلقيش 

- دكتور عيني الشمال دي أنا مبشوفش بيها بس في زي شعاع نور كدا بيمر قدامي بين اللحظة و التانية هي عيني حصلها إيه ؟! 

- عينك زي الفل هي بس لسه متأثرة بالمادة اللي وقعت عليها و طبعًا دا م هياخد يوم و لا اتنين عاوز يبقى عندك  أمل في الله و شوية صبر و كل حاجة هترجع زي ما كانت و أحسن 


ردت بإبتسامة مريرة وقالت:

- مافيش حاجة بترجع زي الأول اللي بيتكسر عمره ما بيتصلح ولو اتصلح بيبقى باين في الشرخ ! 



تركها بعد ما انهت حديثها،  وقفت أختها أمامه و قالت بهدوء 

- خير يا دكتور ؟!

- للأسف أختك فقدت عينها الشمال 


ردت بصدمة قائلة:

- يا حبيبتي يا أختي ! 



بلعت لعابها ثم قالتها باستفسار

- طب يا دكتور هي ملهاش أي عملية ؟! 

- في كام كشف كدا المفروض يتعملوا بعد شهر ساعتها هنقرر تقدر تعمل عملية و لالا بس على الأغلب لو هتعمل العملية دي هتعملها برا مصر مش هنا و مُكلفة جدًا .

- يعني خلاص مافيش أمل !!

- خلي أملك في ربنا كبير مين عالم مش جايز تنام تقوم تلاقي نفسها سليمة ومافيهاش حاجة ؟! 


ردت بتساؤل قائلة:

- علميًا حصلت حالات زي كدا ؟! 

- علميًا مافيش انما ربنا كبير و قادر على كل شئ .

- و نعم بالله يا دكتور .



❈-❈-❈


بعد مرور  عدة أيام خرجت " رقية" من المشفى علمت بفقدانها للعين اليسرى لم تُبدى أي ردة فعل، كل ما فعلته أنها رفعت اكفوفها و تمتمت بالحمدلله على ما قدمه الله لها،  لم تتركها " نبيلة" للحظة واحدة كانت كظلها في هذه الفترة تحملت غلاظة " خيرية" و تحكمات " عبد الكريم" لأجل ابنتها،  حاولت جاهدة أن تقنع ابنتها بالسفر لإحدى الدولة الأروبية  كي تخضع لعمليتها لكنها رفضت رفضًا باتًا،  نظر " بهجت" لأمه و قال بهدوء

- خلاص يا ماما سبيها دلوقتي براحتها لما تروق كدا نبقى نتكلم في الموضوع دا 

- يا بهجت أنا بعت الاوراق لأحسن دكتور في المانيا و هو في انتظارنا  و بيقول  التأخير مش في صالحنا أبدًا .


رد " بهجت" و قال بنبرة مرحة:

- خلاص بقى يا بلبلة هنبقى نشوف الموضوع دا بعدين يلا بقى خلينا نسيب رقية ترتاح .


 لم تعترض  " نبيلة" حديث ولدها قررت أن تبقى مع ابنتها لنهاية اليوم حتى يأتي 

" شهاب"  ثم تغادر معه،   البيت لا يهدا أبدًا الزيارات المتكررة لتلك المسكينة،  تود أن تصرخ بهم و ترفض هذه الزيارات لكنها تلتزم الصمت  و تتحجج بالنوم و الإرهاق،  أتى شهاب الدين و بين يـ ـده باقة من الزهور مد يـ ـده يصافح  " عبد الكريم "  لكن طالعه ذاك الأخير بنظراتٍ ساخطة تملؤها الغيظ و الغضب الشديد، رفض رفضًا باتًا حدثه بنبرة مقتضبة:

-اخاف على ايـ ـدي تتوسخ  

- كنت فاكر إن عقلك أكبر من كدا بكتير عموما  حصل خير .


فرغ فاه ليتابع حديثه، تركه دون أن يعنذر عن ذهابه حتى  اوصد باب غرفة النوم في وجهه  متعمدًا التقليل منه،  جلس على حافة الفراش جوار  ز و جته التي بدأت حديثها بنبرتها المغتاظة:

- بالذمة دي مش بجاحة صحيح البجاحة ليها ناسها و نبيلة و جو زها هما اساسها، بقى الراجل الخاين يجي لحد هنا هو و مراته و قاعدين في البيت  و لا كأنهم عملوا زمان حاجة !  


نظرت لز وجها الذي كان يحاول كظم غيظه الشديد و قابل محاولاته بالفشل الذريع، ظلت تحر كه تجاه الشر بين الفنية و الأخرى، حتى فقد أعصابه تمامًا هب واقفًا من مكانه. قام من بفتح باب الغرفة متجهًا حيث غرفة ابنته،  كان  " شهاب" جالسًا جوارها يحاول معها للمرة المئة بعد الالف في اقناعها بمغادرة منزلها ما أن ولج أبيها قالت بإبتسامة خفيفة

- شفت اهو بابا جالك بنفسه قل له يا بابا حاجة احسن مش عاوز يسبني و بقوله بابا مش هيرضى يخليني اجاي معاك و هو مصـ..


قاطعها " عبد الكريم" بنبرة مقتضبة و قال:

- روحي يا رقية مع أمك و جو زها هي أولي بيكي و هي اللي هتشيلك بحالتك دي انما هنا احنا مش فاضين لحد ! 


لو شئنا الدقة في وصف شعور " رقية"  لـ قلنا أن الزيت المغلي سكب فوق رأسها، بلعت لعابها بغصة  توقع الجميع مشاجرة جدىة من " نبيلة"  و ز و جها السابق لكن كانت هذه المرة حكيمة حقا ابتسمت بخفة و هي تجلس جوار ابنتها و قالت:

- لو مكنتش قلت كدا كنت هاخطفها منك و من الدنيا كلها 


نظرت لابنتها ثم عادت ببصرها لـ عبد الكريم و قالت:

- بنتي زي الفل الحمد لله بنتي بتحب تشوف غلاوتها عند الناس اللي بتحبهم مش أكتر و عموما عملت طيب أنا كنت لسه هنادي عليك عشان تقنعها  الحمد لله إنها جت من عند ربنا .


ربتت اسفل ذقنها  و قالت بنبرة حانية:

- حبيبتي هتقوم و تساعدني عشان نخلص لبس 


حركت " رقية" رأسها علامة الايجاب بينما رد " شهاب و بهجت" 

- أنا هنزل أنا و بهجت نستنى في العربية متتأخروش انتوا بقى 

- حاضر .




الصفحة التالية