نوفيلا جديدة خارج جدران القلب لفاطمة الزهراء - الفصل 8 - 1 - الثلاثاء 13/2/2024
قراءة نوفيلا خارج جدران القلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا خارج جدران القلب
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الثامن
1
تم النشر يوم الثلاثاء
نظرت للسماء لتجد ألعاباً نارية ظلت لمدة نصف ساعة كان المشهد رائعاً حقاً نظرت حولها تبحث عنه و حين وجدته يقترب اتجهت مسرعة للداخل رغم اشتياقها له لكن عنادها تغلب عليها دلفت للمنزل و أغلقت الباب عليها لتجلس على الأرض خلف الباب و تبكي كان يقف في الخارج و يسمع صوت بكائها فبعد معرفتها الحقيقة لا تعلم ماذا تفعل ؟!
هتف بضيق بسبب صوت بكائها :
ـ آسف إني السبب في نزول دموعك شاهي أعطيني فرصة خلينا نتحدى الكل علشان نكون سوا أنا بحبك و مش هيأس أبداً خلينا نسيب كل حاجة و نمشي من هنا بلاش نضيع الباقي من عمرنا في صراعات و عناد أنا هستناكي لآخر عمري
كانت تستمع لحديثه و بكائها يزداد بسبب هذا الحب الذي قد يكون سبباً في ضياعه منها مرة أخرى غادر و اتجه لسيارته لا يعلم هل يرحل و يتركها أم يبقى ؟!
يشعر بالعجز الشديد من أجلها قرر أن يبقى فالوقت أصبح متأخراً بينما اقتربت شاهي من الصناديق و بدأت تفتح الصناديق لتبتسم بحزن بسبب هذا الألم الذي تشعر به اتجهت لغرفته مرة أخرى لتجد سيارته في الخارج لا تنكر أنها في لحظة أرادت أن تركض إليه ليأخذها و يبتعدا عن هذا العالم الذي لا يناسبهما .. استيقظت في الصباح و هي تشعر بالألم بسبب نومها في وقت متأخر نظرت مرة أخرى من نافذة الغرفة لتجده مازال في الخارج تنهدت بحزن بدلت ملابسها و أعدت فنجاناً من القهوة ثم غادرت للشركة بعد ذلك انتبهت له يسير خلفها لكنها قررت أن تتجاهل الأمر وصلت لتجد سارة في انتظارها مر الوقت لتخبرها السكرتيرة أن تتجه لمكتب مدير قسم التصدير رغم تعجبها من الأمر في البداية لكنها ذهبت لتعلم ما الأمر طرقت الباب لتجده أمامها وقفت مكانها عدة دقائق لم تتوقع أن تراه ماذا يريد منها ؟!
هل يريد أن يجعلها تتألم أكثر من هكذا ؟!
ظلت واقفه ليقترب هو منها و يتابع دهشتها من وجوده أمسك يديها لتسير معه و كأنها مغيبة عن الواقع أجلسها و جلس مقابلها
و قبل أن يتحدث طرقت السكرتيرة الباب لتخبره بوجود لمياء في الخارج ابتسمت له شاهي بسخرية و هي تشعر أنه يستهزئ بها و بقلبها
هتف آسر بهدوء و هو يتابع نظراتها الغاضبة :
ـ قوليلها إني مشغول دلوقتي لو فيه حاجة مهمة خليها تيجي بعدين
بعد مغادرة السكرتيرة هتفت شاهي باستنكار :
ـ نعم يا بشمهندس إيه المطلوب مني
كان يشعر بغيرتها الشديدة ليبتسم بهدوء مما أشعل الغضب داخلها لتقف كي ترحل وقف أمامها ليمنعها وضع وجهها بين يديه و نظر في عينيها :
ـ عاوز أرجع حبيبتي ليا من تاني بس هي عنيدة و مصممه توجع قلبي معاها .. عاوز أقولها إني مفيش في حياتي غيرها لكن هي رافضه تسمعني
أردفت بحزن و هي تبتعد عنه :
ـ إنت اللي اخترت و قررت عني إنت خرجتني من قلبك و عشت حياتك محاولتش تسأل عني مرة واحدة أنا كنت بموت الفترة اللي فاتت و لما اتقابلنا كان معاك حبيبتك
تنهد بهدوء لأنه يعلم أنها تألمت كثيراً :
ـ أنا كنت متابع خطواتك كل لحظه مفيش وقت غيبتي عن تفكيري إنتي سبب رجوعي للحياة من تاني و رجوعي لمصر شاهي كفاية عناد بقى أعطيني فرصة
لا لن تخضع بسهولة عليه أن يعاني من أجل استعادتها مرة أخرى :
ـ لأ يا آسر اللي بينا انتهى جيه الوقت اللي أعيش فيه حياتي بقى و أفكر في مستقبلي
أراد أن يعنفها بسبب حديثها لكنه يعلم أنها غاضبة منه و بقوة :
ـ مستقبلك معايا أنا يا بنت عمي بلاش تتحديني و إلا هتخسري
غادرت و تركته كي لا تضعف أمامه ابتسم بهدوء عاد لمكتبه لينهي بعض أعماله ثم اتجه للفندق المقيم فيه و هو يفكر كيف ينهي الأمر بينه و بين تلك الفتاة العنيدة استمع لصوت رنين الهاتف الخاص بالفندق ليجيب ليخبره المتصل أن هناك شخصاً يريد لقاءه و رفض الإفصاح عن اسمه ليقرر الهبوط للأسفل لرؤية هذا الزائر الغريب اتجه للمقهى الخاص بالفندق و تفاجأ بعد رؤيته ل أنور جلس و طلب قهوة لهما
هتف أنور بجدية و هدوء :
ـ عندي عرض ليك
آسر بتنهيدة عميقة :
ـ عرض إيه يا عمي أظن إنك قلت قرار من أسبوع
ـ تبعد عن شاهي و تسافر تاني مترجعش هنا و الأفضل لو تفهمها قبل سفرك إنك هتتجوز البنت اللي جت معاك
كان يلاحظ انفعاله الشديد و غضبه ليجيبه آسر بتفكير :
ـ ياترى إيه هو المقابل لإن اللي بتطلبه ده مستحيل هقدر أنفذه
أردف أنور بابتسامة هادئة :
ـ النسخة الأصلية من الفيديوهات هتاخدها و نقفل ملفات قضيتك قلت إيه !!
ـ آسف طلبك مرفوض و لو عاوز تسلم الفيديوهات للنيابة اتفضل مش همنعك تعرف أوقات كتير بفكر أعترف باللي عملته أنا آه غلطت كتير بس حاولت أصلح أخطائي .. مش هلومك لو بلغت عني بس وقتها مش هخسر بالعكس وقتها إنت اللي هتخسر بنتك للأبد و هتقربها ليا أكتر هي لو دلوقتي غضبانة بسبب بعدي عنها محاولتك إنك تبعدنا عن بعض هتفشل و بعترف إني غلطت لما مشيت أول مرة بس عاوز أقولك كلمة واحده أنا مشيت علشان حمايتها هي قبل أي حد تاني أظن كده عرفت ردي يا عمي معلش مضطر أستأذن عندي ميعاد مهم
غادر آسر و ترك أنور يفكر في حل آخر و لكنه يعلم جيداً أن استعادة ابنته لن تنجح بهذه الطريقة لكنه يخاف عليها من هذه العلاقة ليغادر لمنزله ليجد زوجته في انتظاره لم يتحدث معها لقد أصبحت علاقتهما معقدة هي تنتظر فقط لحين الإطمئنان على أبنائها و بعد ذلك سيكون لها قرار آخر
❈-❈-❈
وصل لهذه المستشفى ليلتقي أولاً بالمدير المسؤول عنها رحب به في البداية و اتجها معاً لمكتبه كي يتحدثا
آسر بابتسامة هادئة :
ـ طمني يا دكتور أخبار خالتي إيه !!
الطبيب بجدية و تنهيدة :
ـ هي حالياً حالتها مستقرة بصراحة متوقعتش أبداً إنها تتكلم مرة تانية كانت مفاجأة
ـ طيب ممكن أشوفها و أتكلم معاها
وقف كي يتجه معه لغرفتها وقف آسر ليتذكر أحداثاً مرت عليها أكثر من خمس أعوام حين كان يبحث عن أي دليل ضد قاتل أسرته لكنه استطاع الوصول لزوجة القاتل حين وجدها كانت لا تتحدث مع أحد و تشعر بالخوف الشديد فقد كانت مقيدة و محبوسة في أحد المنازل القديمة و حين حاول إنقاذها بدأوا يطلقون النار عليه لكنه نجح بعد معاناة في إبعادها عن هذا المكان و أتى بها لهذه المستشفى و طلب من الطبيب أن يعالجها و أنه سيتكفل بجميع المصاريف كانت تعاني من انهيار عصبي شديد و لا تتحدث مع أحد و لكن منذ عدة أيام بدأت تتحدث ليخبر الطبيب أسر الذي أجابه أنه سيأتي ليلتقي بها
دلف للغرفة وجدها تجلس على كرسي متحرك و تجلس في الشرفة اقترب منها و هتف بهدوء :
ـ مساء الخير يا أمي أخبارك إيه الدكتور طمني عليكي
نظرت له بحزن فهو ذكرها بابنتها التي ضاعت منها و سارت في طريق نهايته الموت و تعلم أنه تضرر من زوجها هو و أسرته لكنه ظل معها رغم كل جراحه فهو يشعر أنه بمساعدته لها و لغيرها يكفر عن ذنوبه السابقة
ـ رغم كل الوجع اللي عيشته بسبب جوزى و بنتي بتساعدني ليه إنت عاوز مني إيه
جلس أمامها و تحدث بجدية :
ـ عاوز أساعدك و أكفر عن ذنبي
هبطت دموعها على وجهها و هي تتذكر قسوة زوجها معها و ابنتها التي أصبحت مثل أبيها :
ـ إنت مش مذنب حاولت كتير أغيرهم بس مقدرتش الانتـ.ـقام كان مسيطر عليهم مشيوا في طريق الشيطان و النهاية بنتي هربت و هو مات في السجن .. إنت ساعدتني لكن متأكدة إنك موجوع بسبب اللي مريت بيه مش عارفه أساعدك إزاى
ابتسم بحزن و هتف بجدية :
ـ تساعديني إنك تخرجي من هنا بقى كفاية كده أنا جهزت بيت علشانك و هتكون معاكي ممرضة تساعدك طول اليوم
أومأت بموافقة ليخبر الطبيب أنها ستنتقل للمنزل لكنه يريد أن تكون معها فتاة كي تهتم بأدويتها لتنتقل للمنزل برفقته و معهم الممرضة كان المنزل في منطقة هادئة و منعزلة أطمئن عليها ليرحل بعد ذلك للفندق
❈-❈-❈
مرت عدة أيام و لم تره في الشركة لتشعر بالحزن هل استسلم و سيتركها مرة أخرى ؟!
أرادت أن تسأل لمياء عنه لكنها تراجعت تملكها القلق عليه قررت أن تتحدث مع رائد في نهاية اليوم و تعلم سبب اختفاءه ؟!
عند أنور كان يتابع ملفات بعض القضايا في مكتبه ليجد الضابط المسؤول عن التحقيق في قضية الطفلة التي اختفت من الملجأ يطلب لقاءه و سمح له بالدخول
هتف بهدوء و هو يجلس أمامه :
ـ مساء الخير يا سيادة اللواء بصراحة فيه موضوع مهم حبيت إنك تعرفه
أنور باهتمام شديد :
ـ اتكلم وصلت لأي معلومة جديدة ولا إيه