رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 14 - 5 - الخميس 22/2/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الرابع عشر
5
تم النشر الخميس
22/2/2024
اتجه لجنى
-ازاي البيت ولع ياجنى، وجاسر اتصاب اوي
انسابت عبراتها ولم تتحكم بنفسها ثم ألقت نفسها بأحضان أخيها وشهقة خرجت من فمها
اهدي ياجنى خلاص..تحرك أوس للخارج
-هروح اشوف جاسر..قالها وعيناه على جنى ..استدار متحركًا فتحدث صهيب
-قوم شوف اخوك عامل ايه
❈-❈-❈
نهض عز بعدما طبع قبلة على جبين أخته
-هشوف جاسر وراجعلك ياقلبي..تحرك مغادرا خلف أوس
جلس صهيب بجوارها
-ازاي بيتكم ولع حبيبتي ، لما البواب كلمني كنت هموت من الخوف عليكم
زحفت بجسدها للخلف، وبدأت تزيل الكانولا من كفيها
-بابا عايزة أمشي من المستشفى، خدني البيت عند ماما
ضيق عيناه يطالعها بصمت وترقب للحظات ثم تحدث متسائلا:
-متخانقة مع جاسر ولا إيه؟!
اشاحت ببصرها بعيدا عن والدها متراجعة للظهر الفراش ثم أطبقت على جفنيها
-لأ ، بس عايزة ارتاح..ظل للحظات وعيناه تراقب نظراتها الهاربة
-مخبية على ابوكي ايه، رفع سبباته
-إياكي تكذبي عليا ، إياكي
نظرت إليه بأعين تقطنها الألم قائلة:
-أنا تعبانة يابابا اوي، عايزة ابعد عن كل حاجة، هكلمك بقلب مريضة الدنيا كسرت فرحتها بس قبل اي حاجة اوعدني تفكر بعقل صهيب الألفي اللي اتعودته منك طول حياتي
اهتز داخله حتى شعر بضلوعه تنكسر ضلعًا ضلعًا، وكأن صدره ارتطدم بصخرة أفقدته ثباته، فتحشرجت حروفه متسائلاً:
-ايه اللي حصل واتمنى متكذبيش عليا المرادي، علشان هزعل منك بجد ياجنى
شعرت بتخدر بجسدها من نظرات والدها المنساقة عليها فهمست بتقطع:
-جاسر رجع فيروز لعصمته يابابا
تصنم جسده وكأنه بإحدى كوابيس حياته التي دعى الله أن لا تحدث ابدا، كظم وجهه بنيران الخذلان من ابن أخيه ورغم ذلك سيطر على انفاعله
فابتلع غصة بطعم المرار والخذلان متسائلا:
-عرفتي منين؟!..رفعت عيناها لوالدها
-جاتلي البيت، وهو كان عندها، شوفتهم مع بعض يابابا، قالتها بشهقات مرتفعة تضرب بيديها على صدره
-شوفت جوزي في حضن مراته في شهر عسلي يابابا، راحلها من بعد مارجعنا من شهر العسل بيوم واحد
بعد ما كان مطلعني لسابع سما رامني لسابع ارض وداس عليا يابابا، ابن عمي داس عليا لحد ما موتني بالبطئ
احس بوجع يغزو اضلعه وكان أحدهم طعنه بخنجر بارد ففقده صوابه، ظلت نظراته على ابنته منتظر شاظايا حديثها الذي وصل إليه بسهم مشعتل لصدره..صمتت تسحب نفسا عندما فقدت قدرتها على التنفس، كأن الهواء انسحب من رئتيها.. دقائق وصمت مريع لصهيب بينما هي رفعت نظرها واستأنفت
-واجهته ومنكرش..قالتها تهز رأسها وعيونها التي انتفخت بالبكاء ..
- وبعدين ايه اللي حصل؟!
صمتت للحظات ثم همست بتقطع
-ولعت في البيت علشان ارتاح !!
توسعت أعين والدها بذهول ، فهب من مكانه فزعًا
-اتجننتي ..ايه الجنان دا
صرخت بقهر :
-كنت عايزة اموت واريح الكل انا بقيت تقيلة على الكل
جذبها لأحضانه بقوة:
-ليه يابنتي عايزة تكسريني كدا ..لدرجة دي ابوكي مش فارق معاكي
خرجت من أحضانه:
-بابا قلبي وجعني اوي يابابا، حوش وجعه يابابا ، جاسر كسرني وحطم قلبي
شدد من احتضانها قائلا:
-لأ ياقلبي اكيد فيه حاجة غلط، جاسر مستحيل يكسرك ولا يوجع قلبك ، انا متاكد
ابتلع غصته التي وخزت جوفه باشواكٍ حادة واحتضن وجهها
-جاسر بيحبك واللي بيحب مابيخنش ياجنى ..انا متاكد ان فيه حاجة غلط
هزت راسها بانسياب عبراتها وقلبها المفتت قائلة :
-قلبي بيقولي كدا والله قلبي بيقولي كدا وهموت عليه بس انا شوفت يابابا بقلبي المجروح قبل عنيا، شوفته يابابا رغم اني كذبت كل حاجة..
هز رأسه بعنف محاولا السيطرة على نيرانه التي تحرق داخله
-لأ ..فيه حاجة غلط، دا واحد عاشق مستحيل يخون، انا طلبت يرجعها يابت وهو رفض، ليه دلوقتي يروح يرجعها بعد ماتجوزتوا وقربتوا من بعض
ألقت نفسها بأحضانه وشهقات فقط تخرج منها ...نفسي اصدقك يابابا، نفسي ارتاح واكون في كابوس وأصحى منه، ادعيلي يابابا يكون دا كابوس لاني مش هسامحه ابدا
-طيب حبيبتي بطلي عياط وانا هتكلم معاه واشوفه، عايز اتأكد
احتضنت كفيه وتعلقت بعيناه:
-بلاش تعرف عز يابابا، أوس قالي أنه اتجوز على روبي حقيقي عز عمل كدا
أطبق على جفنيه ثم انحنى يطبع قبلة. على جبينها
-هشوف جوزك وارجع..ولجت نهى تبحث عنها
-ايه اللي سمعته دا ياصهيب..أشار صهيب على جنى
-بنتك كويسة اهي، اهدي الحمدلله شكله ماس كهربائي والحمد لله عدت
احتضنتها تبكي على هيئتها وبدأت تفحص جسدها:
-عاملة إيه ، حصلك حاجة ياقلبي
احتضنت كف والدتها قائلة:
-أنا كويسة ياماما والله، رفعت عيناها لوالدها
-بابا روح اطمن على جاسر..تحرك والدها بخطوات متعثرة وكلماتها تخترق روحه، هل جاسر فعل ذلك بالفعل قابله عز فتسائل:
-ابن عمك فين؟!
أشار على غرفته قائلا:
-في الأوضة دي، معاه أوس وياسين كمان جه، اتصلوا بيه..اومأ متفهما فتحدث متجهًا إليه دون حديث
-"بابا" فيه حاجة ؟!
هز رأسه دون حديث وتحرك متجها إليه ..ولج الغرفة كان مستندا على ظهر الفراش ، رفع أوس نظره لعمه، علم من حالته اخبار جنى له
كور قبضته محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يتحدث ويغضبه ..قطع شروده
رنين هاتفه :
نهض متوقفا ثم خرج للأيجاب على أخته
-أيوة ياياسو ..أجابته على الجانب الآخر:
-عز اخد روبي ومشي ياأوس، بقالي فترة بدور عليها، وبعدين دورت عليها ليكون مغمي عليها في مكان في تسجيل الكاميرا ، لقيت عز اخدها
❈-❈-❈
انفاسًا محترقة خرجت من رئتيه لو اقترب أحدهم منه لأحرقته، دفع الباب وولج إلى صهيب الذي جلس بجوار جاسر ينظر لحرق ذراعيه
-عامل ايه؟!
ابتعد بنظره واجابه:
-كويس الحمد لله..رفع نظره الى ياسين واردف:
-ياسو سبني مع عمو شوية حبيبي ، عايزه في موضوع مهم
ابتسامة سخرية تجلت بملامح صهيب، فاتجه لياسين سبني مع اخوك حبيبي
بتر حديثهم دلوف أوس كالمارد
-طيب قولي اعمل ايه في ابنك، اديني سبب يخليني عاقل ومرحش اموته دلوقتي
استدار ياسين
-ايه اللي حصل ، بينما جاسر الذي أغلق عيناه يريد الأختلاء بنفسه، لا يريد الاستماع لأحد..ولكنه فتح عيناه مذهولا :
-عز اخد اختي فين ياعمو، اكيد تعرف، قولي اقول لبابا ايه لما يتصل بيا ويقولي اختك اللي وصيتك عليها فين
ضيق جاسر عيناه متسائلا:
-مش فاهم ايه اللي حصل؟!
تحدث أوس بغضب:
-يارب تكون ارتحت دلوقتي ياجاسر باشا، اهو علشان يوجعك عمال يدوس على اختك ويوجعها، يعني مش مكفيه جوازه عليها ، لا راح وخطفها كمان
اقترب من صهيب
-عمو صهيب صدقني بحاول اتعامل مع ابنك على أنه اخوي، بس هيستعبط ويقل بينا مش هستكتله، ودلوقتي قدامه نص ساعة يرجع اختي
ثم اتجه بنظره الى جاسر وهتف بقسوة تجلت بنظراته
-بنتك عندك ياعمو، خليه يبعد عن اختي ، اختي حامل ولو حصلها حاجة ، صدقني هدوس على صلة الدم اللي بينا
-أوس..صاح بها جاسر بقوة
-امشي اطلع برة، مش عايز اسمع نفسك ، برررررة ..أردف بها بقوة حتى شعر بألم ذراعيه
كور أوس قبضته وتحرك دون حديث، بينما ياسين الذي خرج عن صمته
-عز خرج عن المألوف ياعمو ولازم اللي يوقفه..تحدث بها ثم تحرك للخارج
تنهد صهيب بغضب، وتحرك للخارج متجها إليهم :
وصل ياسين إلى غرفة جنى وجد عز يتحدث بهاتفه:
توقف ياسين يرمقه بغضب، انت كدا بتتمادى، ومتفكرش علشان ساكتين عليك دا ضعف مننا ياباشمهندس ابدا تبقى غلطان، دا علشان احنا متربين ونعرف احترام الصغير للكبير، لكن تغلط وتخبط في الحلل لا انا اعملك متربي في شبرا متخرجش عفاريتي ياعز ..ربى قبل ماتكون مراتك فهي توأم روحي، فياريت ترجعها
مسح عز على وجهه بعنف :
-ياسين ربى مراتي زي ماهي اختك ولازم نقعد نتصافى
-بس هي مش عايزاك دلوقتي ، ومتنساش أنها حامل
-اه وكمان ماتنساش أنه ابني
دفعه ياسين بقوة حتى اصطدم بالجدار
-طيب عمك جاي في الطريق عايزك تقوله الكلمتين دول
وولج للداخل إلى غرفة جنى
بينما أوس الذي توقف يهاتف بيجاد
-أيوة يابيجاد..للاسف البيت ولع، لا هم كويسين الحمدلله..تمام
أغلق الهاتف ثم لمح عز متجها إليه
-أوس ابعد ياسين عني علشان متغباش عليه
رفع جانب وجهه بإبتسامة سخرية واقترب منه بخطى سلحفية
-أنا كنت ساكت عليك وبقول يمكن يهدى ، إنما أنت ياعز بتغلط كل غلطة عن اللي قبلها
عقد ذراعيه مرة، ثم أشار بكفيه:
-تقدر تقولي بأي حق تاخد ربى من ورانا
-مراتي يااوس، ومش هتنازل عنها
جذبه أوس ضاغطا على أنيابه
-قدامك نص ساعة لو مرجعتش اختي هنسى انك ابن عمي، ومش هقولك زي جواد الألفي ، كرامة ومش كرامة ، لا دا انا لما بدوس بدوس بجد
نفضه عز غاضبا وزمجر مشيرا بسبباته
-خوفتني ياله وشكلك متعرفتيش، دي مراتي واي مكان حابب اخدها فيه محدش يقدر يوقفني
اشتعلت أعين أوس بغضب جحيمي فاقترب منه إلى أن توقف صهيب بينهما:
-اتهدوا انتوا الكل، ثم رفع نظره لابنه
-عز المصايب كلها فوق راسي، روح هات مراتك ...ثم اتجه لأوس
وانت اطمن على اخوك، مش ناقص غباء من حد
مش عايز حد فيكم هنا، ياله غوروا من وشي
أشار عز بسبباته
-الكل لازم يعرف، مراتي مش هتنازل عنها، ومتنسوش أنها حامل في ابني
وصل جاسر يوزع نظراته بينهم
-احنا في مستشفى يامحترم منك له، اظن احنا متربين مافيه الكفاية، اتجه ببصره لأخيه
-هو انا مقولتش امشي من هنا، ثم رفع نظره لعز
-ربى فين ياعز، على مااظن انك كسرتني مافيه الكفاية، بس نسيت. وانت بدور على حاجة تكسرني انك بتكسر اختي الاول
اقترب منه وغرز رماديته بعيناه
-عايز توصل لايه، عايزني أطلق جنى
تمام ياعز هطلق اختك وانت طلق اختي وكدا اتصفينا يابن عمي
صدمة نزلت على الجميع بوصول ، ونهى التي تساند ابنتها للخروج
وقفت كالذي سلبت روحها، وانسابت عبراتها بصمت، تحركت بجوار والدتها ثم همست بتقطع
-عندك حق يابن عمي، كدا يبقى خالصين..أما عز الذي انتفض قلبه بعنف وهو يرى شحوب اخته، لقد ذبحت على يد معشوقها، كما ذبح هو معشوقته، هل هذه العدالة الإلهية
تحدثت بتقطع :
-بابا ..عايزة ارجع بيتك بما إن حضرة الظابط وعز اتحكموا في حياتنا
قالتها واستدارت متجهة للخارج، تتحرك بندوب قلبها المتمزق
تحرك خلفها ، وصل إلى نهى ثم أوقفها
-طنط نهى لو سمحتي ..اومأت مبتعدة ثم اتجهت ببصرها لصهيب
❈-❈-❈
سحب كفيها وتحرك بجوارها، تحركت دون حديث، يكفي ماصار، يكفي آلمها وانشطار قلبها..وصلت إلى سيارته فهمست
-مشيت معاك علشان مولعش الدنيا زي مااوس قال، بس لحد هنا وكفاية
-ضم خصرها وهو يوزع نظراته بكل الجهات يهرب بنظراته :
-جنى مفيش حاجة حصلت بيني وبين فيروز، اقسم بالله دي الحقيقة، وأنا بحلفلك علشان اكدلك كل اللي وصل اليك ماهي الا اوهام
-بس أنا مش مصداقك ياجاسر، ومتنساش انت قولت فوق ايه
ضغط على خصرها واقترب من أنفاسها
-جنجون اانت عارفة ومتأكدة انا قولت كدا علشان افوق عز مش اكتر عايز اعرفه انه ممكن يفقد روبي بجد
تعانقت عيناها بعينه
-وأنا ياجاسر؟!
ابتسم لاحت على وجهه من همسها المميت لقلبه ، رغم كلمة بسيطة باسمه الذي حاولت ألا تنطقه إلا أن قلبها خانها وهمست بها:
-إنتِ روح جاسر ، وحياة ربنا دي الحقيقة، لمس وجنتيها
-وحياة جنى عندي انتي أغلى من روحي ..اهتزت نظراتها مع رجفة قلبها، نعم تعشقه ولكن كيف تتعامل معه بعدما تسرب الشك لقلبها فتحدثت:
-نفسي اصدقك يابن عمي
جذب كفيها وفتح باب السيارة
-هنروح فين يابن عمي..؟!
اركبي ياجنى ..مشوار هنروحه وبعد كدا قرري اللي عايزاه
استقلت بجواره فهي بحالة لا تقو على الجدال ..تحركت السيارة إلى أن وصلت إلى المبنى الذي تقطن به فيروز
نظرت حولها بوجهًا شاحب وبشفتين جافتين تحدثت بنبرة متقطعة
-جايبني هنا ليه ياجاسر؟!
استدار إليها وساعدها في النزول
-تعالي ياجنى، لازم تتأكدي وابرئ نفسي وتبعدي الشك
تراجعت إلى السيارة
-جاسر امشي لو سمحت مبقاش حاجة تتقال، انت لسة من دقايق قايل كل واحد اخد حقه
احتضن وجهها يلمس وجنتيها
-إنتِ حقي ومش هتنازل عنه حتى لو غصب عنك
ضمها لأحضانه واغمض عيناه وآآه حارقة خرجت من آلام قلبه
-متعمليش فيا كدا لو سمحتي، فين ثقتك فيا، جنى أنا بحبك، ومستحيل اوجع قلبك، أنا رجعتها لظروف وطلقتها
أخرجها من أحضانه مردفا:
-وحياة ربنا دي الحقيقة، وتعالي واثبتلك دا :
هزت رأسها رافضة حديثه:
-بتبرر ايه ياجاسر..اقتربت منه
بتبرر أن جوزي في حضن حبيته القديمة، بلاش اقول بتبرر لحبيبتك
اعتبرني مراتك وقولي ايه المبرر انك تكون في أحضانها
-احضان؟!..قالها مذهولا
-جنى القميص اندلق عليه قهوة من الخدامة وكان ليا حاجات لسة في الشقة، فهي جبتلي قميص وانتي جيتي وانا بلبسه دا كله الموضوع
دنت تنظر لمقلتيه
-كداب ياجاسر، لأن قبلها بدقايق كانت في حضنك، أمسكت الهاتف وفتحت إليه الصور
-شوف يابن عمي وقولي ايه رأيك في الصور دي ..دقق النظر بالصور وهز رأسه نافيا ما يراه
-بس الصور دي قديمة يامدام، بصي في الصور كويس، وإنت تعرفي الصور دي جديدة ولا قديمة
حاوط خصرها وطالعها بنظرات نارية
-طلعتيني خاين وكذاب من شوية صور، وجيتي تجري علشان تمسكيني متلبس، حاولت تموتي نفسك كافرة علشان شوية صور، فين الثقة يامدام
فين الحب اللي بينا اللي يخليكي تفقدي الثقة في اقرب الناس
لكمت صدره بقهر:
-اثق فيك ازاي وانت بتقولي رجعتها، دوست على كرامتي ورجعتها ليه ، جاية تكلمني على الثقة بعد ماسحبتها مني ياحضرة الظابط، أنا مبقتش اثق فيك ياجاسر ..ومهما بررت اللي شوفته هنا مستحيل اسامحك
سحبها بعنف متجها لشقة فيروز
-مش عايزك تصدقي ، بس لازم تسمعي، وتأكدي بعدها مبقاش فيه جاسر
صعد لشقتها سريعا، وطرق الباب بصخب :
فتحت فيروز تنظر إليه بذهول
-جاسر..!!ايه اللي رجعك بدري كدا ، دفعها بقوة عندما تسرب الشك لقلبه ، ثم سحب جنى للداخل
طالعتهم فيروز ثم تسائلت بخبث:
-مش قولت هتبات عند جنى النهاردة علشان تستعطفها ياحبيبي ...ذهل من حديثها، فوصل إليها بخطوة واحدة يقبض على عنقها
-بتقولي ايه يابت اتجننتي، استعطف مين وليه!!
أغمضت جنى عيناها بقهر وهي تستمع الى صوت فيروز المتقطع
-جاسر خلاص هي عرفت كل حاجة، وكدا أحسن، وجنى مستحيل ترفض تساعدنا
دفعها بقوة عندما صرخت به جنى تدفعه:
-كفاية بقى كدب وخداع
-هوت فيروز على المقعد تسعل بشدة عندما فقدت تنفسها، لحظات ثم رفعت رأسها تنظر إلى جنى بخبث
-آسفة ياجنى، ثم اتجهت لجاسر
-معرفش بتعاقبني على ايه ، احنا كنا متفقين من الاول جوازك منها مايقعدش اكتر من شهر، دلوقتي عديت تلات شهور، تقدر تقولي هتفضل مخبين لحد امتى، توقفت فيروز
-اسمعيني كويس ياجنى انا مش هخاف على مشاعرك لانك مش بنت عمي، بس انا مش عايزة الولد خلاص، الولد اللي هيخلي واحدة تشاركني في جوزي مش عايزاه ..صفعة قوية على وجهها
-أنا كنت مخدوع ازاي في الحقارة دي
حاولت التحرك ولكن تلاشت ساقيها وعجزت عن الحركة فهوت مرتطدمة بالأرض ...استدار ينظر إليها بذهول ، هرول سريعا يرفعها من فوق الأرض
-جنى .. ، جنى..قالها بقلبا ينتفض رعبًا،
رفعها على الأريكة وحاول ايقاظها
صرخ بفيروز
هاتي برفيوم افوقها بيه، وادعي ربنا يا فيروز مايحصلهاش حاجة
تحركت كأنسانٍ آلي وجلبت له قنينة من عطره ..قربها من أنفها مع لطم وجهها بحنية
-حبيبتي ، جنى، رفرفت بأهدابها عدة مرات متأوهة من رأسها
-آه..كررتها عدة مرات
ضمها لأحضانه ..يمسد على ظهرها
-جنى ليه كدا تخضوني عليكي ياجنى
كانت تراقبه بألم ينخر بجسدها على لهفته عليها، اقسمت لربها أنها لم تجعله يهنئ بحياته بعدما ألقاها بدون رحمة
احتضن وجهها ..يبحر بنظراته على وجهها
-حاسة بإيه ياروحي..أزالت كفيه بعدما لمحت فيروز تقف خلفه وتضع كفها على كتفه في حين نظراته منصبة عليها
نهض من مكانه يساند وقوفها ..أبعدته
-ممكن اكون وقعت كتير وكل مرة بستنى اللي يسندني بس دلوقتي انا لازم أسند نفسي بعد كدا
تواصل بصري مؤلم بينها وبين فيروز، وصورهما تروادها بقوة
تحركت متجهة للباب
-مفيش داعي انا هعرف ارجع لوحدي، اتجهت ببصرها لفيروز واكملت
-خليك يمكن هنا تلاقي السعادة
خرجت كلماتها مطعونة لقلبه برمح مشتعل ..تحرك إليها فوق غضبه منها كالذي يخطو فوق النيران لتجعل جسدة كتلة متفجرة...سحبها بعنف ولكنه توقف مذهولا من حديث فيروز
-شكرا ياجنى لأنك تفهمتي الموضوع ، ثم اتجهت لجاسر وااكملت ماهشم جسدها
-قولتلك جنى طيبة ومستحيل توقف قدام سعادتنا..تحركت تجر أذيال الخيبة والخذلان ..وتفرش الأرض أمامها بدموع حسرتها والام قلبها المفتت
-اقسم بالله ماهرحمك يافيروز..جلست ترمقه بنظرات تهكمية
-هخسر اكتر من كدا ايه ياحبيبي
هرول خلف جنى ، بعدما أردف
-بكرة هتعرفي يافيروز
❈-❈-❈
وصلت إلى الأسفل تنظر حولها بضياع تدعو الله من قلبها أن يأخذ روحها علها ترتاح من تلك الآلام التي لم تقو على تحملها
جذبها لأحضانه
-اقسم بالله كذابة ياجنى
-جاسر حبيبي ممكن تروحني، عايزة اروح وتاخدني في حضنك ، ينفع، مش عايزة غير كدا ..رفعت كفيها على وجنتيه
-لو انا حبيبتك بجد روحني بيت عمو جواد خليني انام في حضنك هناك بس
رغم ذهوله من كلماتها إلا أن عصرها بأحضانه
-روح حبيبك إنتِ ، وعد مش هخرجك من حضني ..ابتسمت متألمة ، ثم همست له
-بحبك أوي ياجاسر..ضربات عنيفة كادت أن تؤدي إلى توقف قلبه من كلماتها، لا يعلم بماذا تفكر، أم أن حالتها أساءت مرة أخرى
حاوط خصرها ، متجها إلى سيارته
قبل ساعات بالإسكندرية
ولج إلى منزله يبحث عن زوجته:
-غنى ، فينك ياقلبي ..خرجت بيديها سفيان
-كنا بناخد شاور يابابي قالتها بإبتسامة
ضمها لأحضانه
-حبيبي اجهزي هنسافر القاهرة بعد شوية ، انا حجزت ..ضيقت عيناها متسائلة:
-القاهرة!!..احنا لسة جاين من يومين، بابا حصله حاجة يابيجاد ومخبي عليا
لثم جبينها يهز رأسه بالنفي
-بابا حبيبي في السعودية، نسيتي ولا ايه، احتضن وجهها مردفا بهدوء
-بيت جاسر ولع ، لازم ننزل نطمن عليه، وكمان المجنون عز خطف روبي والدنيا والعة، وأوس طايح في الكل، لسة ياسين مكلمني
-جاسر حصله حاجة ، حاول طمئمنتها فأجابها
-لأ ، ياقلبي هو كويس متخافيش، يلا اجهزي بسرعة
لا لازم اكلم بابا، اكيد روبي دلوقتي مرعوبة من عز، وأوس مش هيسكت لما يعمل جريمة
كان مستغرقا بالنوم فاستمع إلى رنين هاتفه
-أيوة ياغنى حبيبتي ، عاملة ايه ياقلب بابا ..
شهقت.. بابا، اعتدل مبتعدا عن الفراش
-فيه ايه ياقلب بابا ، ابنك وجوزك كويسين
-بابا بيت جاسر ولع ..هزة عنيفة أصابت جسده، فتسائل بلسان ثقيل
-اخوكي حصله حاجة ؟!
كانت تقوم بتبديل ثياب ابنها فأجابته
-معرفش يابابا، المهم لازم ترجع علشان عز خطف روبي وأوس مش ساكت
أطبق على جفنيه ، وشعر بالدوار فتحدث:
-إن شاء الله على اول طيارة حبيبتي
باليوم التالي ..استمعت فيروز لباب منزلها، هرولت تبعد الخادمة ظنا أنه جاسر ..ولكن جحظت عيناها عندما وجدته أمامه بنظراته الشمسية
رفع نظراته ونظر إليها بهدوء
-قولتلك بلاش نتقابل تاني بس أنتِ فكرتيني برمي كلام
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية