-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 10 - 1 - الأربعاء 14/2/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العاشر

1

تم النشر يوم الأربعاء

14/2/2024



داخل السيارة التي تقلهم للعودة الى البلدة، كان الحديث الملح بين الثلاثة لم يتوقف بعد ، وعارف يضرب كفًا بالآخر يردد بعدم تصديق:

- اقسم بالله انا لحد دلوك ما مستوعب.


- تاني يا عارف، شكلك هتفضل تلت في الحكيوة سنة قدام 

قالها غازي باستهجان متأثرًا بإجهاد الأيام السابقة في السهر والقلق داخل المشفى، ليعقب على قوله الاَخر:

- ولتلاتة وأربعة كمان، انا لحد دلوك مش مستوعب عملة صاحبك المجنون، ولا مصدق كيف لف الموضوع لصالحه،  وفي عز الظروف الصعبة دي، جاب الفكرة بسرعة تدهش، طب يعني دا شفقة ولا هي البت عجبته، ما هو مفيش حد يعمل كدة لله يا عمنا .


لم يجيبه غازي، فضل التكتم على ما يخص صاحبه، لتتدخل روح وتدلي بدلوها:

- بصراحة انا حاسه الموضوع اكبر من الإعجاب، يوسف كان مبيشلش عينه من عليها، تقريبًا كان بيجي مخصوص ويجعد اليوم كله معانا في المستشفى عشانها، مش عشان مجاملة لصاحبه وشريكه، زي ما كنت فاهمة في الاول، هو يعرفها من امتى يا غازي؟


أجفل لسؤالها المباشر، حتى وضح عليه الإرتباك في البداية، قبل ان يتحمحم مجليًا حلقه، يجيب بمرواغة:

- لااا هو يمكن شافها مرة ولا مرتين مع أخوها لما كان بينزل البلد، اصله كان مستجدع بسيوني جدا، وبيروح وياجي معاه كتير  


- يا اارجل، يعني عايز تفهمنا ان الموضوع اصله جدعنة وبس.

تمتم بها عارف بنظرة تشكيك يوجهها بها،  حتى استفزه، فهتف به موبخًا:

- وحتى لو مش كدة، انت مالك ياخي ما تخليك في السواجة وانت ساكت،  عمال ترط وتفتح في المواضيع زي الحريم، ما تركز في اللي ف يدك.


رد عارف متصنعًا الحزن:

- اخص، بجى دي جزاتي ان شايل عنك ومتحمل تعب الطريق في السواقة لوحدي، عشان صعب عليا تعبك، صحيح المعروف ما ينفع ابدا مع واحد بينكر زيك .


عبس غازي بغيظ:

- طيب يا اخوي، اديك اتعلمت يعني متبجاش تعمله المعروف دا تانى مع ناس نكارة خير زيي، ابو شكلك ، عيل غلس، سرع شوية خلينا نوصل  


- لا يسرع فين؟ هو انا ناجصة تعب با غازي 

هتفت بها روح بنهي جعل زوجها يكف عن الابتسام ومناكفة غازي، ليعلق بقلق:

- اهو ده اللي كنت خايف منه، اكيد العيل اتأثر من السفر والوجفة، صح ولا لا يا ست روح،


- يعنى كنت هسيب البنية لحالها يا عارف وهي كانت زي اليتيمة وسطينا، اهي جات من عند ربنا ولجيت اللي يغنيها عن الجميع،  سبحان الله، من جلب المحن، ربنا بيخلق اللطف لعباده. 


- ونعم بالله. 

تمتم بها الاثنان، ليرد عارف بلهجة متأسفه:

- ربنا يتم فضله عليها كمان ويفوق اخوها ، برضك دا سندها الأهم،  حتى عشان تفرح.


ردد خلفه غازي بتضرع:

- اللهم امين يارب، اللهم امين 

- خلاص احنا كدة اول ما نوصل ، نريح شوية وبعدها ع الدكتورة عدل، عشان نطمن ع الجنين.


قالها عارف لتضيف على قوله هي:

- بس نوصل يا عارف ان شاء الله،  انا نفسي اطب سريري بس عشان انام، بجالنا يومين على اعصابنا   


❈-❈-❈


دلف الى المنزل ، يحمل عددًا من الأكياس المتلئة عن اخرها باحتياحات المطبخ الضرورية كالمعلبات 

والفاكهة، الأطعمة الجاهزة والنصف جاهزة.


خطا سريعًا لثقل الحمل الذي يحمله، حتى وصل الى  الطاولة بوسط المنزل ليضعه عليها، بحث بعينيه عنها لاهثًا يهتف مناديًا:


- ورد انتي فين؟

لم يكد يكمل سؤاله حتى تفاجأ بها جالسة بإحدى الاركان من الناحية الأخرى لصالة المنزل، رمقته بنظرة خاطفة، قبل ان تطرق برأسها مرة أخرى، رق قلبه لهيئتها الساكنة تلك، والمختلفة جذريًا عن طبيعتها، ف اقترب ليجلس مقابلها لها سائلَا باستغراب:


- انتي لسة قاعدة مكانك يا ورد ما تحركتيش، معقول؟ من وقت ما سيبتك وخرجت اوصل الجماعة، لساكي قاعدة ما تحركتيش من مطرحك؟

كانت تفرك بكفيها بتوتر يفضحه فعلها، لتجيبه بصوت بالكاد يخرج:

- يعني، ما انا كنت هروح فين؟ انا مقدرش اتحرك اساسا في اي مكان غريب عني.


امتدت كفه بدون ارداته نحو كفيها يبتغي بث الطمأنينة بها قائلا:

- بس دا مش غريب عنك، دا بيتك دلوقتي......

انتفضت تبتعد بكفيها عنه،  وقد برقت عينيها امامه بزعر تطالعه، حتى اضططر لرفع يداه الاثنان امامها باستسلام يهادنها:


- اهو ، اهو والله، انا مش هقربلك اساسا، عايزك تطمني ومتقلقيش ابدا من الموضوع ده 


اومأت برأسها تدعي استجابة لقوله، ثم ما لبثت تسأله :


- طب انت عملت كدة ليه؟ ايه اللي خلاك تتجوزيني؟


تطلع اليها بصمت ، رافعًا كفه ، يتحسس موضع الألم بفك وجهه، الذي ما زال تارك أثره حتى الاَن، ليعود بذاكراته لما سبق زواجه بها. 


قبل ساعات 


((وفي جهة بعيدة تمامًا عن تجمع الأفراد في المشفى،  انفرد به، ليوبخهه وينهره على رعونته:

- كانك اتجننت يا يوسف،  دي عملة تعملها ، الراجل لولا وجفتي معاك، كان طلع بروحك في ايده دلوك


رد الاخير محتدًا بعدم اكتراث:

- يبقى تكمل جميلك بقى وكمل وقفتك للاخر، لأن انا لا يمكن هسيبه يسحبها زي البهيمة كدة وهي قلبها مفطور على اخوها ، دا كان هيمد ايده عليها قدامنا، ومنكسفش مننا ولا من الوضع اللي هي فيه، تخيل بقى لما تبقى في بيته ولوحدها، كان عمل ايه؟ اقسم بالله ما هسيبه يروح بيها. 


كاد غازي ان يجن،  يضغط بصعوبة على الا يفتك به:

- انا اللي عايز افهمه دلوك،  عايز تمنعها من ابوها بصفة إيه؟ اذا كنت انا اللي كبير ع البلد كلها، مقدرش اعملها ، كيف امنع بت عن ابوها يا غبي؟


- انا اللي غبي برضوا؟ ولا انت اللي فهمك تقيل يا غازي؟ ما انا بقولك اهو هتجوزها؟ افسر اكتر من كدة ايه ؟


- الله يخرب بيتك .

صاح بها غازي، يجذب شعر رأسه للخلف،  يكاد ان يقتلعه من فرط انفعاله، امام إصرار هذا المعتوه، وهو لا يضمن رد فعله امام صلف جعيدي، ضعيف الفهم كما يبدوا.


تطلع اليه جيدًا والى هيئته المتحفزة للقتال، كم ود ان يكسر بقبضته صف اسنانه او يشبعه ضربًا حتى يعود لصوابه ، ولكن ما الفائدة وهو أعلم الناس بحماقته بفضل التاريخ الذي جمعهما منذ الدراسة في الجامعة وتحديه لرجال الأمن في العديد من المظاهرات من اجل الدفاع عن حقوق الضعفاء ، والذي لم يكن ابدا منهم، فما باله فيما اعتبرها تخصه؟

، وهو بالفعل يخشى عليه، تبا له ولهذه الورطة الذي وضعه بها.


تنفس بخشونه وقد حسم الامر داخله، ليضرب بكف يده على الجدار من خلفه بعنف ، حتى ظنه سوف يضربه، ثم صمت بصورة اوحت للأخر بأنه اقتنع، قبل ان يباغته غازي بجذبه من ياقتي قميصه، يهدر كازًا على اسنانه:.


- عارف يا يوسف انا نفسي اعمل فيك ايه دلوك؟

اومأ برعب يجيبه:

- نفسك تضربني، بس حتى لو عملتها فعلا، برضوا انا مش هسكت ولا اخليه ياخدها، ان شالله حتى اعمل فضيحة في قلب المستشفى..... اه .

صرخ متأوهًا في الاخير، اثر لكمة قوية تلقفها على فكه من غازي الذي نثر قبضته بعد ذلك وابتعد قليلًا يعدل من جلبابه، ثم يردف لاهثًا بتهديد ووعيد :


- هتيجي ورايا دلوك، وتخرس خالص مسمعش نفسك، ياما همسح بيك رخام المستشفى،  وتبقى عملت فيا جميلة ان اخلص منك بيدي. 


بعدها بقليل

كان اجتماعهما بالرجل الذي كان متجهمًا بصورة لا تشجع ابدًا على النقاش معه، ليبادره غازي بالحديث بمهادنة:


- عم جعيدي، انا جيبتك هنا في القهوة المشهورة دي، بعيد عن المستشفى وبعيد عن الناس، عشان نتكلم مع بعض برواجة ومن غير ما نتعصب وتفرج الناس علينا.


الصفحة التالية