رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 10 - 2 - الأربعاء 14/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل العاشر
2
تم النشر يوم الأربعاء
14/2/2024
فهم الرجل على قصد غازي، ولكنه لم يبالي ليهدر بعدم اكتراث:
- جصدك عشان ماتعركش معاكم، طب كنت جول الكلام دا لنفسك، بدل ما تجمعني مع المجنون ده، يعنى انا اخلص منيه في المستشفى، عشان اشبط فيه هنا.
هم غازي ان يرد ولكن الاخر سبقه:
- ويا عم ما تيجي على نفسك وتسمع الاول ، ولا انت اللي عليك عايز تتخانق وبس
زمجر جعيدي بغضب:
- شايف البجاحة، انا جولت من الأول، الواد ده يطلبوله السرايا الصفرا أحسن.
- انا برضوا اللي يطلبولي السريا الصفرا؟
ردد بها يوسف من خلفه قبل يباغته غازي بلكزة قوية بكوعه على بطنه تأوه على أثرها بألم ، ليزجره بشراسة محذرًا بهمس:
- اخرص خالص ومسمعش صوتك، لهسيبك منك ليه؟
اومأ يغلق فمه مجبرًا، ليتولى غازي دفة الحديث بعدها:
- عم جعيدي انا عايزك تسمعني انا وسيبك منه دلوك، هتقدرني وهتعمل لي جيمة عاد؟
- العفو يا غازي يا بيه، بس انت لازم تراعي موجفي انا كمان، المجنون دا عايز يكتب على بتي واخوها في العناية، لا وكمان ، رأسه والف سيف ان مش هيسمحلي اخدها معايا، مين اللي يعجل الكلام ده بس؟
رد غازي يجاريه، قبل ان يصل لغرضه:
- طبعًا معاك كل الحق يا عم جعيدي، بس اللي انا عايز افهمولك، يوسف طلب ورد من اخوها وكان ناوي ياجيلك، عشان تبجى الخطوبة رسمي .
اعجب يوسف بالاخيرة، خصوصا وهو يرى رد فعل الرجل ، وقد ارتخت ملامحه بعض الشيء ليضيف عليه بلهفة وتسرع كعادته:
- ايوة يا عم جعيدي، زي ما بيقولك كدة بالظبط، يعني في كل الحالات هتبقي مراتي، يبقى ليه منخلصش دلوقتى بدل ما نتعب.
- طب رد عليه انت بجى؟
صاح بها جعيدي وقد عاد لحالته الأولى، ليحدجه غازي بتهديد وقد فاض به، فيجبره على غلق فمه مرة أخرى، قبل ان يعود للرجل بحزم كي ينهي:
- شوف يا عم جعيدي، انا هاجي معاك دوغري، إنت عارف زين ان البت روحها في اخوها، يعني لو حصل وخدتها غصب، الله اعلم هيبجي رد فعلها ايه معاك؟ دا غير ان سكة السفر من مصر للصعيد طويلة جدا، يعني صعب جوي تجيبها يوماتي ولا كل اسبوع حتى ، لو لا قدر الله طالت غيبوبة بسيوني، مصاريف سفر ومصاريف للبت اللي اخوها مجلعها من كله.
لاح التردد على ملامح الرجل، وقد تذكر ما ينتظره من مشاكل مع رفض زوجته الثانية لحضور ابنته المنزل معه، ولكنه أبى أن يظهر بهذا السوء:
- وافرض يعني مصاريفها كتيرة، ولا مصاريف السفر حتى، ما هي بتي وهو ولدي، ولا هو الدم عمره هيبقى مية!
كاد يوسف ان يبتسم ساخرًا دون مرح ليقارع الرجل بما يستحقه، ولكن غازي كان الأسبق، بحزم لا يقبل الجدال:
- عم جعيدي، الواد هيعجد ع البت على سنة الله ورسوله، يعني مش هتجعد معاه ف الحرام، على ما يجوم اخوها بالسلامة ان شاء الله، هنعمل فرح تشهد عليه البلد كله، يعني انت هتروح على بيتك وانت مطمن عليها انها في حما راجل، ومش اي راجل على فكرة.
هم جعيدي ان يجادل بتراجع مكشوف؛
- لكن يا ولدي الأصول، دي بتي يا ناس اللي عايزني الكلكها في السُوكيتي، وولدي ما بين ايدين ربنا.
- انا هدفع مهر وردة فوري، مية الف جنيه، دا غير المؤخر وكل حقوقها اللي يقرها المأذون وان كان ع الشبكة، فدي ليها وقتها ان شاء الله.
ازبهل جعيدي بعد سماعه لرقم المبلغ ، ليجمد غير قادر على الرفض، واستغل غازي يطرق على الحديد ساخنًا:
- نبعت نجيب المأذون حالا، ونعجد ع البت جبل سفرنا،
ابتلع جعيدي باضطراب قائلًا:
- اا ناخد رأي البت الأول))
عاد من شروده وهي تعيد عليه بالسؤال ولكن بصيغة أخرى:
- انا بسألك يا يوسف، كيف جدرت تقنع ابويا؟ وايه اللي بجبرك تعمل كدة.
زفر يطرد دفعة من هواء محبوس بصدره، ليجيبها بمرواغة وهو ينهض من أمامها:
- ممكن تعتبريها طقت في دماغي او تحسبيني مجنون زي ما كان والدك بيقول، المهم دلوقتي، قومي بقى معايا ناكل لنا لقمة، عشان كمان اعرفك على اؤضتك بعد كدة، عايزين نلحق الأكل وهو سخن، دا ريحته تهبل.
تحرك سريعاً نحو الطاولة يخرج الطعام المغلف، فلحفته باستفسارها:
- طب انا ليه مش شايفه حد خالص، هو انت ساكن هنا لوحدك؟
تبسم وهو يرفع عن احدى العلب غطائها، ليشاكسها بقوله:
- اه لوحدي ليه؟ تكونيش خوفتي ولا عقلك راح ناحية الظنون التكهنات؟
تجمدت بأعين فضحت ما تشعر به، لتطرق رأسها بحياء جعل الدماء تتدفق لوجنتيها، تضيف لها هالة من السحر، جعلته يزمجر بعدم تحمل:
- ورد، الله يرضى عنك يارب، تعالي كلي عشان تلحقي تريحي ، وانا اللحق اتخمد عشان كمان اللحق الشغل المتكوم عليا بعد ما اوصلك المستشفى.
❈-❈-❈
في حمام غرفتها وبعد ان انتهت من حمامها للتو، وقد كانت امام المراَة، تجفف على خصلات شعرها المبلل بالمنشفة، حينما وصل لأسماعها الصوت المعروف، بحديثه مع ابنها الذي هلل فور دلوفه الغرفة:
- بابا خازي يا ماما جه، بابا وصل من السفر يا ماما.
برقت عينيها، تشاهد الإجفال الذي ارتسم على ملامحها عبر انعكاس وجهها، لتوارب الباب قليلًا فتتأكد برؤيتها له،
بزعر تملكها مع تذكرها لموقفها الاخير معه، حينما اغلقت بوجهه الهاتف:
- يا مراري دا رجع من السفر صح،
بتوتر جلي ، عادت الى المراَة تحدث نفسها :
- طب انا هطلع اجابله ازاي دلوك؟ اضحك ف وشه واعتذر له بكهن الحريم، ولا اعمل نفسي عادي، وهو نفسه تلاجيه نسي، بس كيف؟ هو لحق؟
- كل ده بتعملي ايه عندك يا نادية؟
انتفضت من شرودها على الصوت الأجش، تجيبه باضطراب:
- انا طالعة اها
عدلت من هيئتها سريعاً، لتسحب شهيقًا مطولا ثم تطرده، كي تشجع نفسها وتهدأ من وتيرة القلق بداخلها، ثم خرجت اليه، بتحية فضحت توترها رغم ادعاء العكس:
- حمد الله ع السلامة يا غازي، انت جيت امتى من السفر؟
كان مسترخيًا على قائم التخت ، يطالعها بصمت يزيد من ارباكها، ثم يجيبها بتمهل كأسد كسول
- رجعت من نص ساعة تقريبا، كنت جاعد تحت مع جدتي، استنيتك تنزلي، لكنك منزلتيش.
- ما انا كنت بتسبح والله، زي ما شوفت اها.
كاد ان يضحك وهي تشير له على شعرها المبلل، ولكنه تمكن من الحفاظ على جموده في الرد عليها:
- حمام الهنا .
لماذا تشعر بريبة في لهجته؟ ابتعلت لترسم ابتسامة على ثغرها:
- الله يهنيك يارب، تحب احضرلك الحمام انت كمان تتسبح؟
سبقه معتز يخبرها:
- سوفتي يا ماما، اللعبة اللي جابهالي بابا غازي؟ سوفي بتنور كيف؟
اشرق وجهها بالابتسام لها:
- شوفت يا حبيبي، ربنا يخليهولك، وميحرمكوش من بعض ابدا
ضاقت عينيه مع انتباهه لتملقها الواضح، ليستجيب بنصف ابتسامة لها، فتابعت تخاطبه:
- ها يا غازي، احضرلك تتسبح ولا اروح اسخن الوكل تاكل احسن، شكلك هفتان، ولا اكنك كنت بتاكل اصلا، مفيش اخبار جديدة عن بسيوني؟
عبس بتذكره حال اوفى رجاله، ليعتدل يجيبها بأسى وهو يخلع عنه الشال الصوفي:
ادعيلوا ربنا ياخد بيده، ويقومه بالسلامة
لم ينتظر ردها، فنهض فجأة ليخلع عنه الجلباب مردفًا على عجالة؛
- انا داخل بسرعة ارش جسمي بالمية، متسخنيش ولا تعملي اي حاجة، عشان هطلع واترمي ع السرير دوغري..... سمعاني؟
اومات رأسها بطاعة:
- سمعاك حاضر من عيوني، ياللا يا معتز تعالى فرجني ع اللعبة فى اؤضتك، عشان بابا عايز ينام
قالت الأخيرة وابصارها ارتكزت عليه، بعدما اعطاها ظهره، تشعر بالأسى لحالته، هذه القامة المحنية، ليست ابدا من طبيعة زوجها المعروف عنه النشاط الزائد والحيوية ، تتضرع من قلبها ان ينجي رجله الأوفى حتى يقوم من كبوته.