-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 6 - 1 - الإثنين 26/2/2024

  

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السادس

1

تم النشر يوم الإثنين

26/2/2024

 «أضعاف حقها الشرعي» 



بمنزل ثريا 

شعرت نجيه بالقلق بسبب تأخير ثريا

فالساعة إقتربت من التاسعة مساءً، وثريا لم تعُد للمنزل فكرت ربما عادت وجلست بالمكتب الخاص بها، فتحت ذاك الباب ونظرت بالمكتب كان مُظلمًا، إذن هى لم تعُد بعد، جذبت ذاك الهاتف الخيلوي القديم الطراز بحثت بين بعض الارقام حتى عثرت على رقم ثريا قامت بالإتصال عليه، لكن لم يأتيها رد، رنين فقط، شعرت بالحِيرة ربما ذهبت لمنزل سعدية، كادت تُهاتفها، لكن بنفس الوقت دق الهاتف بيدها وأظهرت الشاشه رقم سعدية، أجابتها سريعًا، لكن زاد القلق فى قلبها حين سألت عن ثريا وعاتبت أنها وعدتها بالذهاب لمنزلها ولم تأتي

لم تعرف نجية كيف تُبرر لها أتخبرها أن ثريا لم تعود للمنزل،لكن فى آخر لحظة تراجعت، ربما تعود ثريا بخير، ولا تكتسب سوا قلق سعدية هى الاخري.


ظلت لوقت أصبحت الساعة العاشرة مساء،إحتارت ماذا تفعل،لكن كأي أم يُحركها مشاعرها،تنهدت بحسم قائله:

هروح لـ ممدوح الجهوه اللى عيشتغل فيها وأجوله،ممدوح حنين وميستحملش الهوا على أخته.


بالفعل خرجت من دارها،لكن أثناء سيرها،تعثرت وكادت تقع،لكن تمسكت بأحد عواميد الإنارة بالشارع وقفت تلتقط نفسها، رأتها رغد التي كانت تقف بدكان البقالة الخاص بوالدها، خرجت مُسرعة نحوها... وسألتها بلهفه: 

خالتي نجية خير بتجري كده ليه وكنتِ هتقعي. 


إلتقطت نجية نفسها ونظرت الى رغد تدمع عينيها، لوهله أرادت الا تطلب منها مساعدة لكن إلحاح رغد، كذالك شعورها الطيب نحو رغد 

تفوهت بقلق: 

ثريا سرحت الغيط من قبل العصر ولساها مرجعتش لحد دلوك، وبتصل علي موبايلها بيرن ومش بترد، كنت رايحه لـ ممدوح الجهوه عشان يشوف أخته فين. 


حين ذكرت إسم ممدوح خفق قلبها، وكذالك هى تشعر مع ثريا بالأُلفة وتحترمها عكس الكثير من بعض الأهالي، ترددت قبل أن تعرض عليها: 

تعالي إقعدى مع أبوي فى الدكان، وأنا هروح له القهوه أنادي عليه. 


نظرت لها نجية بإمتنان وكادت ترفض لكن نهضت تسير معها الى أن وصلن الى محل البقالة،جلب والد رغد مقعدًا جلست عليه،سردت رغد لوالدها،بينما عاودت نجية الرفض ونهضت كي تذهب الى ممدوح  لكن والد رغد حثها قائلًا: 

خليكِ جاعدة إرتاحي يا ست نجيه وأحمد هيروح مع رغد ينادوا لـ ممدوح. 


نظرت نجيه نحو أحمد الصبي الصغير، وإقتنعت حين أكمل حديثه: 

إحنا فى الصيف والدنيا ماشيه وإطمني إن شاء الله ثريا بخير يمكن هنا ولا هنا، إنتِ عارفة حصيرة الصيف واسعة وثريا ليها محبين كتير. 


حاولت تهدئة قلبها وأومأت بتمني، أن يخيب حدس قلبها. 

❈-❈-❈


بالإستطبل

قبل قليل 

شعرت ثريا بالخوف من نظرات عصران القذرة وهو يقترب منها يخلع قميصه العلوي ومازال يرتدى سروال فوقه فانلة بنصف كُم، تُظهر ضخامة جسده، إزدردت ريقها، وذكرى سابقة تمر أمام عينيها 

لكن بشخص آخر، أغمضت عينيها لوهله، تسمع صوت ضحكة تشفي، ورائحة فم تفوح منها رائحة كحول مقيتة، فتحت عينيها سريعًا كآنها ترا نفس الشخص لكن هنالك اختلاف بالحجم بين هذا وذاك الذي كان رغم جبروته وإحتساؤه للكحوليات، كان يهتم بجسدهُ الرياضي كي يتباهي بذلك ويخدع أنه شخص مثالي، لوهله توجست خوفًا من ذاك البغيض،نهضت واقفة دون شعور منها سارت للخلف بخطوات  لكن كادت تتعرقل  لولا تلك الأصفاد التى بقدميها موصوله بسلاسل حديدية مغروسه بالحائط، نظرت الى ذاك الحجر التى كادت تتعثر به 

بسرعة فكر عقلها وإنحنت تجذب تلك القطعة، وإستقامت سريعًا، بينما عصران يقترب يضع يده فوق حزام بنطاله بحذر يخشي من تهديد سراج له، الى أصبح أمامها مباشرة ضحك ضحكة شر يقول: 

بتعصي أمر سراج باشا، متعرفيش غلاوة سراج باشا عندى ده موصي عليكِ أوي. 


تهكمت بسخريه وإستبياع رغم رجفة قلبها الذي ينتفض بداخلها، لكن لن تستسلم كما فعلت سابقًا بالنهاية ماذا جنت من خلف ذاك الضعف، قالت بتريقه: 

سراج باشا عليك إنت، وبلاش تقرب مني بدل ما تبقي نهاية عمرك على إيد "مره" (إمرأة). 


هو سابقًا كان مجرم لو مازال بنفس العقلية ما كان تركها تتحدث، كما أنه ربما كان مُجرمًا لكن لم يهتك عرض إمرأة سابقًا ولن يفعلها الآن هو يمارس تهديد فقط، لكن ثريا يدها ترتعش وهي تمسك ذاك الحجر، كما أنها مستبيعة لن تتنازل عن الأرض حتى لو أصبحت قاتلة وليتها فعلت ذلك من قبل.... 

يقترب بخطوات وئيدة الى أن أصبح خطوة أو إثنان بينهم، يستفزها بضحكته الشريرة 

بينما هي كآنها ترا غيث عاريًا يتلذذ وهو يحاول فرض ساديته عليها، وذكرى أخري وهو يأخذها لشقة بالمدينة ويأتي بإمرأة عاهرة يغصبها أن تشاهدهم بعينيها وهما يُمارسان الغرام بتقزوز من أجل إذلالها، وهدر كرامتها كأنثي وزوجة

ذكريات بائسة تمُر وهي فقط تشاهد لا تُعطي رد فعل، لأول مره عليها إتخاذ قرار أنها لن تكون بدور ثانوي فى قصة هي بطلتها ليحدث ما يحدث، قبل أن يخطوا عصران آخر خطوة 

أخذت القرار وتقدمت تلك الخطوة وفى لحظة جسارة منها ضربت عصران بذلك الحجر على رأسه بعد أن إستجمعت قوة شيطانية، فى الحال تلقى عصران الضربة برأسه لعدم إنتباهه، وعدم روؤيته لذاك الحجر،سقط مُمددًا أمام قدميها، تنزف دماء رأسه وهو شبه غائب عن الوعي، نظرت له بعلو وألقت ذاك الحجر من يدها تدمع عينيها بقسوة ما تشعر به لم تتوقع يومًا أن تكون قاتلة، من إتخذت طريق القانون بإختيارها أضحت قاتلة، كان دخولها لـ عائلة العوامري أكبر سوء مسها بحياتها، هم الجحيم بعينهُ، لكن شعرت بندم وهي ترا دماء عصران تسيل أسفل قدميها، كذالك كآنها توهمت أن عصران قد ينهض ويعاود ما بدأه، عادت بجسدها للخلف تبتعد عنه لعدم إنتباهها تعرقلت بسبب تلك السلاسل الموصولة بالأصفاد الذي بقدميها، إختل توازنها دون إنتباة منها لم تستطيع أن تحفظ توازنها فسقطت دون إنتباة للحائط وذاك الجزء الحاد البارز بها، خبطت رأسها بها، لم تشعر بشئ بعدها. 



بسبب عدم سماعه لأي إستغاثة، دلف الى تلك الغرفة بغضب تحول الى فزع و

ذُهول  من ما يراه أمامه، ذهب نحو عصران الجالس ارضًا يحاول إستعادة قُدرته يتآلم وهو  يلف قميصه حول رأسه يضع يديه فوقها،لكنه يرتدي ببقية ثيابه ليس به عاريًا سوا ساعدي يديه، لكن شعر بالغضب الساحق منه وأمسكه من تلباب ثوبه بعنف، يسحبه بقوة عاصفة جعله ينهض واقفًا وهتف بهجوم شرس: 

عملت فيها إيه يا حقير أنا قولتلك ترهبها وإياك تقرب منها حنيت للإجرام من تاني. 


شعر عصران برهبة وبرر بخوف ودفاع عن نفسه: 

والله ما لمستها زي ما قولتلى يا سراج بيه أرهبها بس... 


توقف عصران عن إسترسال تبريره يشعر بدوخة... 

قبض سراج على كتفيه بغضب سائلًا: 

بس إيه إنطق. 


أجابه عصران: 

معرفش يا باشا،دي ضربتني بالحجر على رأسي وبعدها حسيت إني دايخ ومش حاسس باللى حواليا،ولسه جدامك أها بحاول أفهم أيه اللى حصل.


تركه وذهب نحوها مباشرةً رأي رأسها تنزف،لا يعلم لما شعر بالرفق عليها،هكذا فسر عقلة،رفع ذاك الوشاح عن رأسها تفاجي بإندفاع الدماء، سريعًا خلع قميصه وزال ذاك الوشاح عن رأسها حاول الضغط على رأسها يكتم إندفاع الدماء،وحملها ناهضّا يسير سريعًا نحو الخارج غير مُباليًا لـ عصران وإصابته الشبة خطيرة... 

خرج من الغرفة ذهب سيارة نصف نقل كانت بالإستطبل، أمر سائقها بلهفة: 

إفتح الباب بسرعة. 


فعل السائق ما أمره به، فى ثواني وضعها بالسيارة، وتحدث للسائق: 

فين مفاتيح العربية. 

أخبرهُ: 

المفاتيح فى كونتاكت العربية يا باشا.


إغلق باب السياره وإستدار سريعًا نحو الباب الآخر، صعد يقود السيارة بسرعه جنونية وهو يصرخ على حارس بوابة الإستطبل الخارجية أن يفتح له الباب سريعًا 

قبل أن يصل الى الباب كان مفتوحًا سريعًا كان يقود السيارة فى ظرف دقائق صف السيارة بفناء الوحدة الصحية الخاصة بالبلدة وترجل سريعّا نحو الباب الآخر، حملها بين يديه، سمع بعض هزيان منها لم يستطيع تفسير منه سوا كلمات 

"أنا بكره عيلة العوامري". 


لم يهتم بما سمع ودخل بها سريعًا الى داخل الوحدة الصحية يصرخ عليهم بأن يساعدوه. 


أرشده حارس الوحدة نحو غرفة الإستقبال بالوحدة،وضعها على فراش طبي،بنفس الوقت دخلت إحد الممرضات نظرت الى الدماء التى تنشع من ذاك القميص الملفوف حول رأسها،نزعته ورأت ذاك الجرح،ثم نظرت نحو سراج قائله:

الدكتور النبطشي هنا فى الوحدة بيمر على حالة فى الدور التاني،هطلع أنادي عليه.


لا يعلم سبب لقوله:

ومفيش هنا دكتورة ست.


نظرت له قائله:

للآسف مفيش غير الدكتور النبطشي.


أومأ لها قائلًا:

تمام ناديه بسرعة.


أومات رأسها بدهشه ثم غابت لدقائق،كان يشعر أنها ساعات،وهو يسمع هزيانها غير المفهوم وكلمات غاضبة بشآن"غيث"، لا يعلم لما أراد النظر لملامحها وهى نائمة، لولا تلك الدماء التى تُغطي جبينها وجزء من وجهها لكانت ملاكًا، كذالك لاحظ تلك الشُعيرات الرمادية التى تتخلل شعرها البنية المحروقه تقترب من السوداء، لحظات كآن عقله شارد وقلبه مشدوه نحو تلك المُصابة... أخرجه من ذاك التآمل نحنحة الطبيب الذى دلف ببطئ معه تلك الممرضة 

لوهله أراد أن لا يدخل هذا الطبيب لكن أصبح الضماد الملفوف حول رأسها دمويًا، تنحى جانبًا، سعر بضيق خين نزع الطبيب عن رأسها ذاك الضماد،وقبل أن يبدأ يتعامل مع إصابتها،تحدث بمهنيه:

ياريت تطلع بره الاوضة لحد ما نخلص تضميد حرج المُصابة. 


نظر له سراج قائلًا: 

لاء مش هخرج وإتفضل شوف شغلك. 


كاد الطبيب أن يعاود الطلب منه، لكن الممرضة تحدثت بتبجيل لـ سراج قائله: 

ده سراج بيه العوامري، الوحدة مفتوحة بسبب تبرعات عيلته، وهو أكيد قلقان عالمصابة. 


لمعت عين سراج بغرور من معرفة الممرضة السابقة له رغم أنها بالبلدة منذ فترة وجيزة، وسأل عقله هل تعلم هاوية ثريا أيضًا 

لكن لم تُظهر ذلك، بدأ الطبيب يتعامل مع حالة ثريا 

الى أن إنتهي، وضع ضماد طبي يلف رأس ثريا شبة كاملًا... ثم خلع قفازيه، وبالصدفه بسبب إنحصار جلباب ثريا، رغم أنها أيضًا ترتدي بنطالًا أسفل جلبابها، لكن وضح جزء من إحد ساقيها وظهر به جرح واضح... ذهب نحوه الطبيب وكاد يرفع البنطال، لكن توقف بعد أن قبض سراج  على يده قائلًا بنبرة إحتقان: 

إنت هتعمل إيه؟.


أجابه الطبيب:

مش شايف الجرح الظاهر فى رِجلها،هعالجه.


زفر سراج نفسه بضجر قائلًا:

لاء كفاية عليك إكده،الجرح ده واضح إنه صغير والممرضة هتتعامل معاه.


نظر له الطبيب بحده قائلًا:

أنا هنا دكتور فى المستشفى،وكمان المسؤول عن النبطشية،وواضح من الخبطة اللى فى راس المُصابه،كمان الجرح اللى واضح فى رِجلها أن فى إشتباة جريمة فى الموضوع،وهفتح تحقيق باللى شايفه ده.


تهكم سراج من نبرة الطبيب الحادة،وقال بآستهزاء:

واضح إنك مش من البلد إهنه ومتعرفش أنا مين...


قاطعه الطبيب بلا إهتمام:

حتى لو كنت من البلد وأعرف جنابك كنت هعمل اللى يمليه عليا ضميري،واضح وجود جنايه.


ضحك سراج مستهولًا ومُستكبرًا:

جنااايه!

أعتقد مهمتك خلصت وتقدر تعمل اللى إنت عاوزه إتفضل.


كاد الطبيب يحتد لولا أن جذبته الممرضة وخرجت خارج الغرفة،طاوعها الطبيب فقط لانه لا يُحبء الجدال مع ذاك المُتكبر،

خرج وهي خلفه 

وقفت تقول له بذم:

إنت مش عارف مين الشخص اللى جوه ده

ده سراج بيه العوامري.


تهكم الطبيب سائلًا:

ومين بقى سراج بيه العوامري.


أجابته بمكانته وسط عائلة العوامري المعروفة،ثم أكملت:

أنا كنت زيك مكنتش أعرفة بس كان راكب حصانه وبيتمشى بيه فى البلد وكنت واجفة مع چوزي فى دكان العلف،واحد من   الفلاحين عرفه،وجال ده سراج بيه العوامري.


تهكم الطبيب قائلًا: 

مُتغطرس يعني. 


طب والمصابة دي كمان تبقى مين؟. 

أجابته: 

لاه دي مهعرفهاش، يمكن جريبته (قريبته).. 

أو تخصه، هنعرف هى مين لما يسجل إسمها فى المرضي، وكمان أنا هعاود أدخل الأوضه وهسأله هي مين، مع إن شكلها مش غريب علي. 


غصبًا إمتثل الطبيب وغادر... بينما عاودت الممرضه الدخول الى الغرفة وعرض خدماتها عليه وسألته بإستفسار: 

هي المريضة دي تقرب لجنابك. 


تنفس وإحتار بماذا يُجيب عليها لكن بالنهايه قرر واجابها: 

لاء دى لقيتها وانا ماشي عالطريق. 


الصفحة التالية