-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 5 - 1 - الثلاثاء 20/2/2024

  

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الخامس

1

تم النشر يوم الثلاثاء

20/2/2024

 «إعصار غاضب» 



اثناء وضعه لأحد الملفات  الخاصة بتلك الخزانه دون إنتباه منه سقط الملف أرضًا ومعه ملفات أخري إنحني يجذبها كي يضعها مره أخرى بالخزنه لكن لفت إنتباهه تلك الصورة التى سقطت من بين أحد الملفات، وضع الملفات بالخزنه وإنحني مره أخرى ينفخ بتذمر جذب تلك الصورة سُرعان ما شعر برعشة خاصة فى يده،لا برعشة قوية بقلبه حين رأي تلك التي بالصورة لوهله شعر  بإختلال قبضة يداه على الصورة لكن تمسك بها وذهب يجلس على أحد المقاعد... جلس بالصورة بين يديه يتأملها بدمعة مُشتاقة، رفع إحد يديه أزال أثر تلك للدمعة التى سالت من إحد عينيه  عادت يديه تتلمس ملامح صاحبة تلك الصورة يشعر بإفتقاد  ، مازال رغم سنوات الفُراق يتذكرها قلبه يئن من عشقها الكامن بقلبه بسمة آلم شقت شفتاه يتذكر لقاؤه الأول بها

[ قبل خمس وثلاثون عام مرو عليه]

 تذكر رفض عائلة العوامري لزواجه بإبنة تلك "القابلة"(الداية) الذى 

رأها صدفه أمام أحد منحدرات إحد الترع النيلية... كانت تحمل بعض الآوانى بعد أن قامت بجليها، لكن لسبب إستعجاله ليعود بالماء كي يضعه جوار بطارية  السيارة يُهدأ من حرارتها لم ينتبه وإصطتدم بفتاة وقعت الآواني منها، كانت هادئه لم تتفوه بشئ وإنحنت تُجمع الآواني فى صمت لم تستهجن عليه رغم تلوث الأواني شعر بالآسف وأنه هو المُخطئ، إنحني على غير عادته المغروره ساعدها فى جمع الأواني، الى أن إنتهت آخر قطعه وقف وهي الاخري وققت كآن الزمن هو الآخر توقف بين الإثنين دقائق  مرت  لحظات إنتبهت حين إقتربت منها إحد الفتيات تقول: 

" رحمة"إيه اللى حصل المواعين بجيت كلها طين هترجعي للترعه مره تانيه تغسليها.  أومأت لها بصمت،لا يعلم لما اراد سماع صوتها،هل هي خرساء لذلك لم تتفوه بلوم عليه،لكن حين إقترب من الماء سمع صوتها تتحدث مع تلك الفتاة التى عرضت مساعدتها فهم جائوا الى الترعه سويًا تبدوان صديقتان مُقربتان،إنصبت عيناه عليها وهو يملأ نلك الزجاجه بالمياة رمقته هي الاخري لوهله تبسمت كآنها كانت مثل حوريات الماء الذي يسمع عنهن بقصص حكاوي الموالد الشعبية الذي كان يهواها وهو صغيرًا،إنتبه على وقفته حين أدارت ظهرها له،خرج من المنحدر وذهب نحو سيارته وضع المياة بها وقف قليلًا بتعمد منه،الى أن خرجن الفتاتان من الترعة،ذهب بسيارته خلفهن لم يُبالي أنه بقرية صعيديه وكلمه من إحداهن أنه يسير خلفهن بغرض قد تنتهي حياته،وصلت الاولى لمنزلها لم تهتم ولم تلاحظ سيره خلفهن،لكن رحمة لاحظت سيره خلفهن شعور بداخلها لا يخشي منه دخلت إلى منزلها، تبسم وشعر بإنشراح عقله سريعًا حفظ المنطقة... مرت أيام وعقله مشغول بها اراد معرفة المزيد عنها، عاود لتلك القرية ومن بعض الجيران سأل عن هوية أصحاب ذاك المنزل، علم أنهن ثلاث نساء، أم وفتاتين، والأم لها شُهره كبيرة بالبلد، هي "الداية" هكذا تعيش مع إبنتيهل تنفق عليهن من توليد النساء، بعد وفاة زوجها قبل سنوات قليلة، لكن إحد الفتاتين بلسان لاذع وأخري هادئة كآنهن الثلج والغليان 


مرت أيام وعقله وقلبه ينجذب يُرافبها من بعيد يقع فى عشقها، أصبح يعلم انها وصديقتها يذهبان بالاواني لجليها بالترعة فى وقت الظهيرة قصدًا منهن حتى لا تكون الترعة مُزدحمة بالنساء، الإبن الأكبر لعائلة العوامري والكبير القادم الذى كان من المفروض عليه الزواج بإحد بنات العائلة، أو حتى إحد بنات العائلات ذات الصيت العالي عشق إبنة" القابله"

لا حسب ولا نسب كما قيل له حين اراد الزواج بها، قوبل ذلك بالرفض القاطع، لكن روح العاشف بداخله تحكمت وأصر عليها، وافق والده آنذاك غصبًا، بإعتقاد أنها مجرد رغبة بمجرد ان تنطفئ ستخرج تلك الفتاة وقتها يختار له ما يشاء، لكن العشق بعد الزواج إزداد لاعوام وإزداد بوفود اول طفل "سراج" كان وهج العشق بينما يزداد والحقد من تلك الهادئة يزداد أضعاف من بعض نساء العائلة فهن أصحاب أصل عالى وصيت عنها وهي تزداد توهجًا عليهن بطفل خلف آخر أصبحوا ثلاث صِبية، وهنالك حقد فتاة إقتربت من السابعه والعشرون بعرف وقتها أصبحت عانسًا، وهى ليست قبيحة الشكل لكن قبيحة القلب والطباع كان يتوافد عليها العِرسان ليس لشآنها بل لانها سليلة عائلة العوامري، هذا هو المُميز عندها، لكن لسبب خاص تژوجت إبن عمها "حليم" الذي ترمل بوفاة زوجته التى تركت له طفيلن،صبي وفتاة كذالك كان شقيق زوج أختها الكبري،

مؤامرة تدبرت لها لم يعلم من الذى إفتعلها

شك بدأ يتسرب لعقله ناحيتها، تتحدث مع رجال، حين تذهب لزيارة والدتها بالبلدة، ما أسهل زرع الشك بالعقل، وتصديقة إذا كان المشكوك بها بلا نسب وكل ما تريده هو الستر فقط، لكن المؤامرات سهل تصديقها، صدق وبدات الحياة بينهم تزداد سوءًا، مُعيارات أنها بلا نسب يليق، ولو أرادت الرحيل سترحل دون اطفالها الثلاث،وكان الإختيار البقاء وتحمل ذُل عاشق مُتخاذل يُصدق وهو يرا الحقيقة أمامها،فجأة سقط قلبها بهوة المرض العُضال،الوردة ذبلت من الجفاء،حتى ماتت بمرض الشك الذي أصاب عقل عاشق جعله غافلًا،ماتت وتركته لعقلة وقلبه البائس الذي لم ينسي العشق

ندم وندم ولكن فات الوقت 

الشك أفسد بل قتل العشق. 


سالت دموعه فوق تلك الصورة التى كانت صورة تجمعه معها بليلة عُرسهما، كانت بهية الطلة إثني عشر عام قضتها معه بين العشق وعذاب الشك إنتهت وتركته لقلبه يتآكل من الندم ليس لانه ترك الشك يفسد حياتهم وهو كان الوحيد الشاهد على طهارتها، لكن الندم على أنه ترك قلبه يعشقها لآخر لحظة، بل الى الآن هي تسكن قلبه يرا صورتها بإبنه "آدم" رغم أنه القريب شبه الملامح منه لكنها يُشبه طباعها الودودة... جفف تلك الدموع بيديه ونهض يضع الصورة بداخل تلك الخزنه  مره أخري يضبها كآنه يضب مآساته مع العشق. 

❈-❈-❈


بمكتب ثريا

إشتدت قبضة يدي ثريا وإحتد عقلها شعرت بغضب واجل وقلب مثل الثلج يُعطي جسدها برودة تُشبة برودة الموتي،وذكري "غيث" البغيضة التى تكاد تجعلها تنهض وتقتل ذاك الوغد الذي يظنها عاهرة ،كادت تتحدث بغضب ساحق... لكن توقفت حين سمعت صوت خالتها التى دخلت الى المكتب عبر باب فاصل بين غرفة المكتب ورُدهة المنزل،تفاجئت حين رأت إنحناء سراج جوار ثريا الجالسه نظرت لوجهه ثريا ملامحها واضح بعينيها تلك الدمعة المُتحجرة بين أهدابها، ثريا ليست إبنتها لكنها الأقرب لقلبها، رغم انهن مثل القط والفأر دائمًا ما يتنازعان لاتفة الأسباب، لكن كانت هي السبب ببقاء ثريا حيه الى الآن لولاها لكانت ثريا سكنت الثري قبل مقتل زوجها، إقتربت بشرر هى ليس صعب عليها معرفة هاوية ذاك الذي إستقام واقفًا يشعر بتعالي، إنه "سراج العوامري" ولا داعي لسؤال لماذا هو هنا، بل السؤال لماذا كان مُنحيًا هكذا

والجواب واضح على ملامح وحركة يد ثريا، كذالك تلك الاوراق المقطوعة فوق مكتبها، إبتلعت ريقها وبقصد منها قالت: 

ثريا بجالي ساعة جاعدة مع نجية چوا أنا وچوز خالتك كنت عاوزه أجولك إن فى كيماوي نزل الجمعية الزراعية خدي حُجة حيازة الارض وروحي إصرفي الحصه بتاعتها قبل ما يخلص من الجمعية. 


كآن حديث سعديه أعطي لـ ثريا حافزًا وعادت الى طبيعتها التي أصبحت قاسية، ونهضت تحاول كبت ألمها المُضني قائله بعجرفة: 

أنا خلاص خلصت وكنت هقفل المكتب، بس واضح سراج كان مستني نضايفه، هو من ريحة المرحوم غيث، بس للآسف خانه الوقت والدار مفيهاش راجل مش هينفع نستقبله دلوك. 


نظر لها سراج بسُحق هي تقوم بطرده بشكل مباشر، كذالك وقوفها جوار تلك السيدة كآنها تُعلن أنها لن تخضع، وتتنازل عن تلك الأرض بسهوله، لكن لفت نظرهُ لاول مره يراها بعباءة مُهندمه ليست مُلتصقه على جسدها، إحتقنت عيناه بشرر وذهب نحو باب الخروج لكن توقف حين شعر بخطوات ثريا خلفه وإستدار ينظر لها بغضب ونظر نحو سعديه ثم عاد بنظره لها وأخفض صوته قائلًا بوعيد: 

إنتِ اللى قولتيها يا ثريا

"الأرض زي العِرض" 

وأنا جيتلك بالتفاهم لكن بعد كده إنتهى التفاهم والأرض هترجع للعوامريه قريب جدًا. 


أومأت ثريا براسها بلا مبالاة ولا رد فعل غير انها تود ان يخرج من الغرفه، وهذا ما فعله وهي بمجرد ذلك أغلقت باب المكتب، نظر خلقه شعر بغضب ود عقله أن يُكسر ذاك الباب فوق رأسها قليلة الذوق، بينما هي أغلقت الباب ونظرت نحو سعديه التى سُرعان ما رسمت بسمة مؤازرة رغم رجفة قلبها، وجود سراج هنا نذير غضب قادم. 


بعد وقت بغرفة ثريا، جلست على تلك الآريكه الموضوعه أسفل ذلك الشباك

وضعت رأسها فوق يديها على حد الشباك تنظر الى ذاك القمر الأحدب ذو الجانب المُظلم ذاك الجانب هو حياتها، تترغرغت الدموع بعينيها وذكريات مريره عاشتها ترا إنعكاسها بذاك الجزء الأسود من ذاك الأدحب الذى يتوسط النجوم الصغيرة، قديمًا كانت طفلة كانت تُحدث القمر ظنًا منها أنه يسمعها ويبتسم لها بوجهه المُستدير، لكن هي تمنت لو كانت إحد تلك الثُريات المُنيرة حوله، لكن فاقت من عقل طفولتها على حقيقة أن القمر ليس سوا نجم مُعتم معظم الليالي ينطفئ نوره،وهي لن تصل أبدًا الى إحد تلك الثُريات الامعة هي مُقيدة بمصير  مُعتم من طين الأرض، وعليها القبول بذلك... وذكري ليلة شتوية طويلة تنزف،وجلمة سمعتها وهي بين سكرات الهزيان 

"لو النزيف موقفش هنضطر نستئصل الرحم" 

وجملة أخري من ذاك الوغد سراج

"مش أنا اللى أضعف قدام مفاتن إمرأة" 

ضحكت بسخريه وإستهزاء من نفسها، عن أي مفاتن يتحدث، بل عن أي إمرأة حتى ذلك تشبية لها فقط، هي فقدت كل شئ كان قبل ليلة زفافها... 

دموع تنزف من ضنين قلبها، هي إنهزمت منذ البداية رفعت الرايه البيضاء لقدرها البائس لم يعُد لديها أي شئ تخسره، جففت دموعها بيديها وبداخلها تصميم مرير

ليفعل ما يشاء ويقول ما يشاء لن أرفع له راية الإستسلام يكفني الإنهزامات السابقة. 



بينما سراج منذ أن عاد ولم يجد أحدًا بانتظاره تنهد بآرتياح لا يود رؤية أي أحد الآن، يشعر بصعق فى عقلة من تلك المُحتالة، يشير عليه عقله العودة لمنزلها وإقتلاع لسانها، بل إقتلاع رأسها اليابس، ماذا تريد أكثر من ذلك ما سر تمسُكها بتلك الأرض، شعر بغضب مُستعر، ذهب الى حمام غرفته خلع ثيابه وقف عاريًا تحت المياة الباردة لوقت يحاول تهدئة غضبه، ظل وقتًا لا بأس به، ثم شعر بهدوء نسبي، جذب منشفه ولفها حول خصره وخرج الى الغرفه 

ذهب نحو ذاك الشباك الزجاجي نظر نظرة خاطفة نحو ذاك القمر لم يهتم جذب تلك الستارة شبه أظلمت الغرفة، بنفس الوقت سمع صوت هاتفه ذهب نحوه كانت رسالة، لم يهتم لقرائتها وأغلق صوت الهاتف وضعه بمقبض الشاحن خلع تلك المنشفة وألقاهت على أحد مقاعد الغرفة، ذهب وتمدد فوق الفراش عقد ساعديه أسفل رأسه مازال شعور الغضب مُسيطرًا عليه 

من تلك المُحتاله وردها الفج عليه، بنفس الوقت عاود وميض الهاتف يضوي زفر نفسًا طويلًا بضيق، وبعقله غضب وسخط من إثنتين 

إحداهن مُدللة وأخري مُحتالة... لا يُريد التفرقه فمن الأسوء فيهن، سُرعان ما نفضهن عن رأسه وسقط غافيًا. 



الصفحة التالية