-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 5 - 2 - الثلاثاء 20/2/2024

  

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الخامس

2

تم النشر يوم الثلاثاء

20/2/2024


باليوم التالي 

صباحً 

شعور بالملل بل بعدم الرغبة فى فعل أي شئ، لكن لو إستسلمت لن تنهض مرة أخري 

أكملت إرتداء ثوب مُلائم لها، حملت حقيبتها وخرجت من المنزل تسير نحو موقف السيارات الخاص بالبلدة، لكن أثناء سيرها رغم إنتباها توقفت فجأة جوار تلك السيارة الفخمة ولسوء حظها كانت وقفتها جوار باب السيارة وفجأة إنفتح زجاج شباك السيارة سئمت ملامحها وشعرت بضيق وعاودت السير تُحايد السيارة وأكملت طريقها ... 


بينما قبل لحظات 

كان قابيل يسير بسيارته تعمد الإقتراب من مكان منزل والدة ثريا، عل الحظ يحن عليه ويراها حتى لو من بعيد يُشبع نظره بنظرة خاطفة منها، وها هو الحظ آستجاب له كانت تسير تعمد رغم إتساع الطريق، لكن ضيق عليها بسيارته، جعلها رغُمًا عنها تتوقف للحظات فتح زجاج السيارة ونظر لها وقبل أن يتحدث تجاهلته وحايدت السيارة وإبتعدت عنه تشمئز منه كما كانت فى السابق... بينما هو تتبعها عبر مرآة السيارة الجانبية، يضع يده فوق صدره بآشتياق وأمل فى نيل قُبلة بل قُبلات من ثغرها وإحتواء لها بين يدية ورغبة حالمة. 


بذاك الأثناء كان سراج يمتطي إحد الخيول يسير بها بالبلدة دون سبب، او ربما علم السبب هو رؤية ثريا تقف للحظات أمام تلك السيارة الفخمة ثم سارت من جوارها، لم يعلم هاوية صاحب تلك السيارة  لكن شعر بغضب، وأطلق الفرس يسير بسرعة جنونية وأصبح برأسة هدف واحد سيضع حد لتلك المُحتالة. 

❈-❈-❈


بالمركز الثقافي 

بنفس المكان كان قرار آدم الأخير: 

إكده مفيش غير حل واحد يا حنان أنا هتكلم مع سراج وأبوي الليلة ومتأكد إن محدش هيقدر يوقف قدام قراري، حتى إنتِ مش هستني تضيعي مني، مفيش شئ يمنعني عنك غير إنك تجولى مش ريداك. 


سالت دموع خوفها قائله: 

آدم إنت عارف مشاعري كويس ناحيتك، كل الحكاية إنى خايفة التار يرجع من تاني. 


مد يده يشعر بغصه فى قلبه قبض بأصابع يده بقوة  كان يود تجفيف تلك الدموع لكن منعته الاخلاق، بآسف نظر لها قائلًا: 

لازم نجازف يا حنان لو إستسلمنا هنندم ونعيش مجروحين القلب، هسألك سؤال... 

هتقدري تتحملي تعيشي مع حفظي. 


رفعت وجهها ونظرت له بحياء وأجابته: 

أنا مش هقدر أتحمل أعيش مع أي راجل غيرك يا آدم. 


إبتسم بإنشراح صدر قائلًا: 

يبقى كده آن آوان إننا نجازف ونتحمل النتايج. 

❈-❈-❈


بأحد المقاهي 

كان إسماعيل يتعمد مُغازلة قسمت التى رغم قبولها لتلك المغازلات لكن تدعي الضجر  منها كي يكف عن ذلك حتى يتحدثا بجِديه، تود معرفة نهاية لتلك العلاقة، أو بداية طبيعية حقًا تعيش بالمدينة لكن بالنهاية مجتمع صعيدي صعب حتى فى تمدُنه، إنتهزت مجئ النادل الذي أخذ تلك الأكواب وغادر وصمت إسماعيل لدقائق، نظرت له ثم فجأته بقولها: 

إنت إمتي هتتقدم ليا رسمي يا إسماعيل. 


تفاجئ بذلك، وإدعي البلاهه قائلًا: 

مش فاهم قصدك إيه؟.


كعادتها العصبية  تتحكم بعقلها، نهضت واقفة تقول: 

انت فاهم قصدي كويس،بس  عشان شايفني بوافق اقابلك فى كافيهات فكرت انى رخيصة. 


لم تنتظر جوابه عليها وجذبت حقيبة يدها من فوق المنضدة وغادرت سريعًا دون ان تلتفت لنداؤه عليها، بينما هو شعر بحِيرة وعاود الجلوس، ينظر امامه الى النيل، سؤالها المفاجئ لم يكُن فى حُسبانه عالأقل الآن، لا يعرف أي طريق يختار، وأمامه طريق للهجره يرا فيه النجاح كطبيب تشريح، أفضل من البقاء هنا ووئد طموحه كطبيب شرعي فقط يُعطي أسباب الوفاة،هناك قد ينجح أكثر ويكتشف أسباب للحياة. 

❈-❈-❈


قبل العصر بقليل 

بمنزل العوامري 

دلف سراج بالفرس ترجل من عليه، وسار بالممر  لفت نظره تلك السيارة التى تقف أمام منزل والده،دلف الى داخل المنزل،ذهب نحو غرفة السفرة مباشرةً ألقي عليهم السلام،جلس على أحد المقاعد لحظه جلس جوار قابيل،الذي رحب به أنه رغم وجوده هنا منذ أيام لكن هذا اللقاء الأول أو المباشر لهما،رغم عدم شعور تآلف مُتبادل بينهم منذ صِغرهم،لكن على مضض كل منها تقبل الآخر،لكن بفضول  من سراج تسائل: 

هى العربية اللى واقفة قدام الدار برة دى بتاع مين. 


كان الجواب من إيناس بسؤال: 

انهي عربية. 


أجابها بلونها... نظرت نحو قابيل بعشق وتبسم وأجابته: 

دي عربية قابيل. 


تحكمت الظنون برأس سراج، يبدوا أن فهم ثريا، يبدوا انها تُلقي شباكها على آخر من عائلة العوامري، ولن تجد أفضل من ذاك الخبيث التافه قابيل... لكن لن يُعطيها الفرصة لذلك. 


بعد وقت إنتهوا من تناول الطعام، نهض الجميع 

ذهبوا الى غرفة المعيشه، لكن وقفت ولاء تقول بأمر لـ "فهيمة" الزوجة الثانية لـ عمران 

هاتيلنا الشاي فى المندرة يا فهيمه. 


إمتثلت فهيمة لامرها بينما نظرت  ايمان نحوها وشعرت بضيق من ضعف والداتها وامتثالها لـ ولاء  وقالت: 

الدار فيها شغالين كتير، إطلبي من واحده منهم تعمل الشاي. 


إعترضت فهيمة قائلة بتبرير تعلم أنه كاذب: 

عمتك بتحب تشرب الشاي من إيدي، هروح أعمله. 


نفخت إيمان بضجر وشعرت بآسف من إمتثال والدتها لـ ولاء تعيش بكنف طاعتها دون سبب لذلك، بل تشعر انه خنوع من والدتها التى لا تمتلك أي حق للإعتراض، وهي لم تعُد تلك الطفلة التى كانت تصمت على ذلك الخنوع أصبحت صبية وشابه وتعترض وتود من والدتها ذلك حفاظًا على مكانتها كزوجة لـ عمران العوامري،لا تابعه لـ ولاء  

التى نظرت لها بتحدي نظرة تُخبرها أنها هي من تتحكم بهذا المنزل، ليست ضيفة، بادلتها إيمان بنفس نظرة التحدي أنها لن تمتثل لها وتخنع مثل والدتها، فهي تحمل دماء العوامري مثلها 

ويبدوا أن هذا الدم الثائر إرث. 

❈-❈-❈

أسفل تلك الشجره 

خلع قميصه الأبيض أصبح عاري الجذع، تمدد بظهره على الأرض داعبت الشمس القاسيه عيناه أغمضها للحظات ثم عاود فتحها ينظر بإبتسامه وهو يسمع صوت  ذلك النسر الذى يُحلق حول نفس الشجره  

 فتح  عيناه كانت الشمس قاسية أغمصها لوهله وهو ينظر الى ذاك النسر بالسماء، فكر، ثم جذب هاتفه وقام بإتصال مُختصر: 

عاوز إتنين ستات شُداد حالًا.


أغلق الهاتف وهو ينظر الى ذاك النسر الذي هبط أرضًا للحظات قبل أن يُحلق مره أخري وبمنقارة كان يتلوي ثُعبان صغير،تبسم ولمعت عيناه ونهض واقفًا ينظر أمامه الى مضمار الخيل تنهد يتردد برأسه جملة ثريا

"الارض زي العرض" 

سحب نفس عميق وقال: 

أما أشوف أنهي الأغلى عندها الأرض ولا العِرض 

مع إن عندي شبة يقين هتختار إيه... بس متعرفش هي بتلعب مع مين؟. 


أنهي قوله وعاد بنظره نحو النسر الذى إنخفض على الارض يلتهم الثُعبان بعد ان قضي على مقاومته... وأصبح وجبة دسمه له. 


الصفحة التالية