-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 19 - 2 - الأربعاء 14/2/2024

  

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 



الفصل التاسع عشر

2

تم النشر يوم الأربعاء 

14/2/2024



خرجت من منزلها تتمايل بغنج مرتدية عباءة سوداء ضيقة مرتسمة على جس دها تظهر مفاتنة بسخاء، تدور بعينيها ناظرة حولها وهي تلوك علكتها مستمتعة بنظرات الإعجاب التي تراها بأعين كل من تقع عينه عليها تستقبل كلمات الإطراء بصدر رحب.


تنبهت بوجود شابين يسيران خلفها منذ خروجها وازدادت سعادتها عندما ترامى لأذنيها صافرات الإعجاب التي خرجت منهما أعقبها حديثهما عنها:


- شايف ياد يا مرزوق اللي أنا شايفه؟ أهي دي النسوان ولا بلاش دحنا طلعنا نعرف رجول كَنب مش نسوان.


- شايف يا صلاح يا خويا شايف آخ دحنا مش عايشين يا جدعان.


نظرت إليهما بطرف عينيها مخرجة صوت من شفتيها وهي تلويهما قائلة بتزمر مصطنع:


- حِكَم.


ظلا يسيران خلفها يمطرانها بعبارات الغزل وهي تبطئ من سيرها مستمتعة بما يقولانه وإن كانت تحاول إظهار عكس ذلك فشعورها بكونها مرغوبة من جميع الرجال هو ما تحيا عليه.


التفتت إليهما مقررة أن تشعل حماستها أكثر لتتحدث بغضب مفتعل:


- جرا إيه يا أخ منك ليه انتوا هتفضلوا ماشيين ورايا طول اليوم ولا إيه؟ ميحكومش.


نظر إليها صلاح من أعلى لأسفل مركزًا بصره على مفاتنها بعينان قاربتا على التهامها تتقد بهما الرغبة بها ولكنه تحدث بعكس ما يتضح على وجهه:


- جرا ايه يا مزمازيل حد كلمك احنا ماشيين في شارع الحكومة لمؤخذا ولا هما حرموا المشي في الشوارع اللي المزز بتعدي منهم.


وضعت يدها بخصرها وتحدثت وهي تهتز بغضب مصطنع:


- وهو المشي ميبقاش إلا ورايا ما شارع الحكومة طويل وعريض أهه:


اقترب منها لبضع خطوات متحدثًا بصوت منخفض وهو ينظر بوله إلى عينيها:


- هو فيه حد داسلَك على طرف يا جميل احنا ماشيين في أمان الله مدوسنالكيش على طرف بس برضه محدش يبقى حلو كدا.


أنهى حديثه ناظرًا إلى شفتيها الملونتان باللون الأحمر الداكن وهي تلوك علكتها  بتوتر تشعر بخجل على غير عادتها من حديثه لا تقدر أن صوغ كلمة واحدة لتنصرف من أمامهما سريعًا تاركة إياه يقف مبتسمًا واضعًا يديه بجيوب بنطاله وهو يتحدث بصوت عالٍ نسبيًا حتى يصل إلى مسامعها:


- الصبر جميل ياد يا مرزوق وأنا لابد هنا مش متحرك حَكِم المنطقة هنا هواها يرد الروح.


❈-❈-❈


- يعني ايه؟ فيه واحدة في التاريخ فعلًا اسمها إيزادورا وواحد اسمه حابي.


أماءت له بوجوم وهي تنظر في ذلك الهاتف اللوحي بعد أن قامت بكتابة اسم إيزادورا وحابي في محرك البحث ليظهر لها العديد من النتائج مفادها وجودهما على أرض الواقع والأدهى من ذلك هو وجودهم في نفس الحقبة الزمنية التي كان يعيش بها كبير الكهنة صاحب المقبرة.


لا تجد الكثير من المعلومات عنهما ولكن جميع المصادر ذكرت بأن إيزادورا قد ألقت بنفسها في مياه نهر النيل بعد رفض والدها زواجها من حابي وهي لم تكن تتخطى التاسعة عشر من عمرها.


ازدادت دهشتها كثيرًا فتلك الفتاة التي تراها في مثل ذلك العمر بالفعل ما ذلك الهراء الذي يحدث؟


لم تستطع النطق ببنت شفه كانت تتبادل النظرات بينه وبين الهاتف بينما سيطرت الدهشة على ملامحه هو الآخر لا يدري ما معنى هذا وقبل أن ينطق استمعا لصوت رنين هاتفها معلنًا عن مهاتفة شخص ما لها وفور إجابتها عليه استمعت لصوت زميلها يتحدث ببعض الحدة:


- انتي فين يا عهد؟ الدنيا مقلوبة عليكي.


- مقلوبة ليه؟ فيه حاجة حصلت ولا إيه؟


- صحافة ومراسلين أخبار عايزين يعملوا لقاءات معاكي دا غير القنوات التلفزيونية شكلك هتطلعي تريند يا بنت المحظوظة.


عقدت حاجبيها بعدم فهم فعن أي شيء يتحدث وما الداعي لكل ذلك:


- تريند إيه؟ وصحافة وقنوات إيه؟ وليه دا كله يعني؟


- ليه دا كله؟! شكلك مش مدركة انتي عملتي إيه افتحي الفيسبوك والإنستاجرام وكل مواقع التواصل الإجتماعي كدا وانتي تفهمي فيه إيه.


أنهت المكالمة وقامت بفتح إحدى وسائل التواصل الاجتماعي الشهيرة للتفاجأ بالفعل بأخبار فتح المقبرة الملعونة تملأ جميع الصفحات مع ذكرهم لإسمها بأنها الوحيدة التي استطاعت دخول المقبرة والخروج منها دون أن يحدث لها شيء كما وجدت بعض المواقع تتداول صورها أيضًا وصور المومياء وهي تخرج من المقبرة لتزداد عقدة حاحبيها فمتى استطاعوا فعل كل ذلك في هذا الوقت القليل؟


نظرت إلى يونس الذي يتآكله الفضول فأعطته الهاتف لتريه ما يحدث والذي اندهش كثيرًا مما يراه:


- ايه ده لحقوا يعملوا كل ده امتى؟ دا مفاتش ساعة على بعضها.


حركت كتفيها دلالة على عدم معرفتها لما يحدث فحدثها بمرح عله يستطيع أن يزيح عنها ذلك التوتر البادي على وجهها:


- يعني أفهم من كدا انك بقيتي تريند ومحدش هيعرف يكلمك ومش بعيد بكرا تبقي بلوجر ولا يوتيوبر ولا ادإنفلونسر أو أي حاجة آخرها r اللي طالعين اليومين دول وتطلعي تعملي فيديوهات عند فوايد الكُركم للبشرة.


ضحكت بصخب وهي تستمع لحديثه وعقبت بسخرية:


- لا وانت الصادق هطلعلك أعمل لايف وأعمل تحديات واخلي الناس تبعتلي أسد.


لم يتمالك نفسه من كثرة الضحك وهو يتخيلها تفعل ذلك:


- تخيلي تعملي كدا وحد يصدر عليكي حكم تحطي مشبك غسيل في مناخيرك وتغني.


- ياريتها تيجي على قد كدا بس دحنا بنشوف عجب.


رن هاتفها مرة أخرى لتجده زميل آخر فحدثته وهي تقف:


- انا همشي بدل ما ألاقيهم دايرين يدوروا عليا في الشوارع.


- ماشي بس عايزين نشوف إيه حوار إيزادورا وحابي دول.


أماءت له بموافقة وهي تهم بالذهاب:


- ماشي أشوف بس الزنانين دول ولينا قاعدة مع بعض.


أنهت حديثها وذهبت من أمامه لينظر في أثرها وعلى وجهه ابتسامة لا ترتسم على ملامحه إلا من أجلها هي فقط.

الصفحة التالية