رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 25 - 1 - الخميس 6/2/2024
قراءة رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر الخميس
8/2/2024
"أحياناً يكون البعد عن من نحب هو الملاذ الوحيد والنجاة
والقرب منهم هو لعنة تهدم السعادة وتجعل منا أمساخ مشوه لا تعلم سوي العذاب والجحيم
فإذا كان البعد هو المنجاة والحياة فأسلك طريقه
العمر يعاش مرة واحدة فعشها كما تستهوي
قبل أن تعود نادماً عن ما مررت به
في وقت لا ينفع به الندم أو التراجع "
أتسعت حدقتي عينه مرددا بعدم إستيعاب وتسأل بحذر:
-عهد أنتي بتهزري صح ؟
تطلعت له بإنكسار وإستدارت بوجهها إلي الجهة الآخري بكبر ورددت بتأكيد:
-طلقني يا شادي أنت أكبر غلطة غلطها في حياتي من يوم ما اتجوزت وأنا في عذاب وبحاسب علي مشاريب غيري وفي الآخر كنت هخسر أبني وبسببك أنت.
قبض يده بقسوة شديدة وتحدث بأسي فهي محقة في كل كلمة منذ أن خطت بقدمها في حياته لم تري يوم جيد ولم تهنئ بحياة سعيدة بل تحملت تقلباته الفظة:
-عارف إنك تعبتي معايا وإستحملتي كتير لكن غصب عني والله العظيم غصب عني أنا كنت مسخ مشوه وعلي إيدك أنتي خرجتي من جحيم
صمت قليلاً ثم إستدرك متعجباً:
-أنا أصلا لغاية دلوقتى مش فاهم جبتي كلامك منين أني هتجوز غيرك جالك قلب تنطقيها ؟ أنا كنت بوصلها لأنها راحة نفسك المكان يا عهد كنت رايح الأرض إلي جنب بيتها ووصلتها عيني مش هتشوف غير وقلبي مفهوش مكانك لحد يشاركك فيه أيه بس إلي وصلك لكده ريحي قلبي ؟
إستدارت بوجهها وهتفت بأسي:
-سمعت والدك وهو بيقول لولدتك كده لو شريف مات لقدر الله هتتجوز حنين عشان تربي ابن أخوك .
ضيق ما بين حاجبيه بحيرة وتسأل:
-أبويا وأمي قالوا الكلام ده أقسم بالله ما أعرف حاجة عنه ولو ده كان حصل فعلاً إستحالة كنت أعملها يا عهد سامعة إستحالة ياريتك كنتي أتكلمتي معايا بعقل وأتفهمنا مكنش حصل ده كله عهد أنتي كنتي بتصارعي الموت جوه وأنا بموت بره.
آخذ نفس عميق وإستدرك حديثه بوجع:
-عهد أنا خيروني بينك وبين إبننا مضيت إقرار بموت أبني وقاعد علي ناري مستني أسمع إنك بخير واستلم جثة أبني أدفنه شوفتي وصلت لأيه ؟
أتسعت عيناها وحاولت الاعتدال بآلم وهي تتسأل بلهفة وشوق:
-أبني كويس صح ؟
أوقفها بحذر وأرجع جسدها إلي الخلف بحنان وتحدث برفق:
-إطمني يا عهد هو بخير .
تجاهلت حديثه وتمتمت بإصرار:
-أنا عايزه أشوف أبني.
أردف بنبرة متأثرة:
-حاضر يا عهد لما الدكتور يطمني عليكي هنروح نشوفه مش هينفع يجي من الحضانة.
رمتقه بوهن وتتمددت علي الفراش مرة آخري وذهنها شارد بوليدها.
بينما تحرك هو إلي المرحاض توضئ وخرج بعد دقائق قام بفرش المصلاة وأدي صلاته أمام ناظريها.
❈-❈-❈
منذ أن وطئت قدميهم إلي الغرفة وهو يسلط أبصاره أرضاً لا يمتلك القراءة علي رفع رأسه ولا مواجهة وجه أبيه يشعر بالخزي من تصرفاته الرعناء.
يتطلع له والده بإشتياق وراحة يعلم أنه مخطئ لكنه في النهاية أب لا يعلم سوي السماح المغفرة إلي أولاده يحمد الله داخله أنه عاد اليهم سالماً فهو وزوجته لم يتحملوا مرارة الفقد والحرمان مرة آخري.
طال صمتهم فأراد أن يحسم أمرهم وتحدث بجدية:
-هتفضل جاعد ساكت إكده ؟ أيه ندمان علي إلي عملته ؟
رفع رأسه بخجل وهتف بنبرة متأثرة:
-أيوة ندمان يا أبوي أنا كت خابر أني إكده باخد بتار خيي مكتش خابر الوهم إلي عايش فيه.
رمقه سالم معاتبا ورد بعد أن شمله بنظرة حزينة:
-فوجت بعد أيه يا ولدي ما أطربجت فوج دماغنا طيب جدر يوسف كات كت هتعمل أيه وجتها ؟ كان التار هيتاخد منك وخيك ياخد تارك وكان هيبجي الدم للركب يا ولدي شهاب مكنش زين وقديس زي ما كت خابر خيك كان شيطان متجسد في إنسان كت كل صلاة أدعي له بالهداية لكن مع الأسف ربنا ماردش.
تنهد شريف بأسي وتسأل بحسرة:
-حتي شادي كان خابر إكده أني الوحيد إلي كت مخدوع فيه ؟ للدرجة ده كت مغفل ؟
ربت سالم علي ظهره برفق وتحدث بنبرة حادة:
-إلي حصل حصل نطمئن علي مرت أخوك وتتوكل علي الله علي مصر.
ضم ما بين حاجبيه وتسأل:
-وه أسافر ليه ؟
رمقه والده بجدية وقال:
-عشان تتأسف ليوسف يا ولدي ولا عند جول تاني؟
تنهد شريف بأسي وقال:
-لاه يا أبوي أن طوع أمرك.
ربت سالم علي ظهره وآخذه في أحضانه بحنان واردف بنبرة متأثرة:
-الله يهديك يا ولدي ويرضي عنيك ويبعد عنك شيطانك.
❈-❈-❈
ابتعد عنه برفق وتسأل بحيرة:
-أنت كت وين يا ولدي ؟
تنهد شريف وابتعد بمرمي بصره بعيداً عن والده وقال:
-كت في الدنيا يا أبوي كت في الدنيا كان لازم ابعد يا أبوي عشان أفوج من إلي أنا كت فيه.
أماء سالم رأسه بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:
-صوح بس مش تختفي وتسيبنا هنا علي نار يا ولدي أما وأمك ولا عارفين أنت حي ولا ميت ولا مرتك وولدك مفكرتش فيهم اياك ؟
مسح علي وجهه بضيق وقال:
-لأه يا أبوي كت شايل همكم ويعمل ربنا بس مرتي كت هجعد وياها أزاي بعد إلي عملته فيها وكومان كانت رايدة تطلج.
صمت قليلاً وإستدرك متسائلا:
-صوح يا أبوي هي رچعت ميتي وكيف ؟ أنا روحت أرجعها رفضوا .
رد سالم بتوضيح:
-أنا وخيك روحنا رچعناها طلاج أيه إلي تطلجه إلي زي مرتك تحط فوج الراس وأعمل حسابك لو زعلتها في يوم أو كسرت بخاطرها أنا إلي هجف ليك سامع ولا لاه ؟
رفع يده لأعلي باستلام وأجاب مبتسماً:
-خلاص يا أبوي توبت وأتعملت الدرس صوح .
هز سالم رأسه بإقتناع وتحدث بتوضيح:
-لأزم يا ولدي تكون أتعملت الدرس لإنك لو متعلمتوش أنت إلي هتحاسب علي المشاريع يا ولدي يلا جوم يلا هم أتسبح وغير خلجاتك عشان نروح لخيك.
هز شريف رأسه بإيجاب وإستقام واقفاً مرددا بإيجاب:
-حاضر يا أبوي بالإذن.
تحرك شريف إلي الخارج وتنهد سالم براحة متمتة داخله بشرود:
الله يرضي عنيك يا ولدي الله يرضي عنيك ويهديك ويبعد شيطانك عنيك.
❈-❈-❈
سار بخطوات متثاقلة خارج الغرفة وصعد إلي أعلي متجهاً إلي غرفته فتح الباب ودلف إلي الداخل وجد زوجته تقف أمام المرآة تضع نقابها علي وجهها.
أغلق الباب خلفه وتوجه إلي الفراش دون أن ينبت بحرف واحد وألقي بثقل جسده علي الفراش.
لاحظت ما حدث من المرأة إنهت وضع نقابها وإتجهت إليه وتحدثت بحذر:
-أنا چهزت لك الحمام وخلجات نضيفة رايد حاچة تاني ؟
حرك راسه بلا وتسأل بحيرة:
-أنتي خلصتي الوكل ؟
ردت ببساطة:
-أيوة ده فروچ مسلوج ناجص بس أجهز خلجات عهد والعيل الصغير.
أعتدل بوهن ونهض مستنداً علي كفيه وقال:
-عجبال ما تچهزيهم هكون أتححمت وغيرت خلجاتي.
ردت باختصار قبل أن تتجه إلي باب الغرفة وتغادر:
-ماشي في إنتظارك .
غادرت هي ووقف هو بوهن وإتجه المرحاض يأخذ حمام دافئ يزيل من فوقه عناء السفر والأرق.
وقف قليلاً يقف أمام المرآة يطلع لهيئته المذرية الغير مهذبة بالمرة ذقنه نامية تنهد بأسي وإتجه إلي المرحاض كي لا يتأخر عليهم يجب أن يحل سوء الفهم بينه وبين شقيقه يجب أن يعلم ما يخبئه عنه فقد حان وقت المواجهة ولا مجال للتفاوض.