رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 26 - 1 - الأحد 11/2/2024
قراءة رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السادس والعشرون
1
تم النشر الأحد
11/2/2024
لا تبتئس بالماضي فكل إنسان لديه ماضي يؤرق أفكاره
لكن عليك أن تهرب من براثنه وتحي من جديد
تاركاً خلف ظهرك ظلام دامس
مستبشراً بمستقبل مزدهر
فاق من حالميته وإنبهاره المندمج مع صوت نبضات جنينه وتحدث بعيون تقطر عشق وحنان :
-هو بخير صح يا دكتورة ؟ الخطر زال خلاص ؟
إبتسمت الطبيبة بعملية وإستدارت بوجهها معقبة علي سؤاله :
-هو بخير وحاليا مفيش خطر لكن الخطر ما زال قائم.
تطلع الي زوجته مجعدا حاجبيه وألتفت لها متسائلا :
-قصدك أيه مش فاهم ؟
تحدثت الطبيبة بلطف:
-يعني طول فترة الحمل في حاجات خطر أصلا عليها زيها زي أي واحدة حامل زي العصبية قلة الأكل عدم الراحة.
إنفرجت أساريره وتحدث براحة:
-الحمد لله دول مقدور عليهم المهم مفيش خطر زي الاول.
وضعت الطبيبة الجهاز في مكانه وقامت بسحب عدة مناديل ورقية وأعطتها نورسيل لمسح السائل من فوق أحشائها لكن عاجلها يوسف وآخذهم منها وبدأ بمسحه برفق من فوق أحشائها وعلي وجهه ابتسامة حانية.
تطلعت الطبيبة الي الثنائي مبتسمة ونهضت متجهة الي مكتبها مفسحة لهم المجال.
أنهي مسح السائل وألقي بالمنديل في سلة القمامة وساعدها علي الإعتدال برفق ، عدلت هي من ملابسها وتحركوا سويا متشابكي الأيدي وجلسوا أمام الطبيبة.
دونت الطبيبة الروشتة ومدت يدها بهم وتحدثت باهتمام :
-الأدوية دي تتاخد في مواعيدها ومحتاجين راحة تام ونبعد عن أي ضغط أو عصبية وفي الضهر الأكل الممنوع الفترة دي.
آخذ يوسف الروشتة وتحدث بإختصار:
-تمام يا دكتور بعد إذن حضرتك.
نهض يوسف وامسك يد زوجته وغادروا سويا وعلى وجوههم ابتسامة عريضة.
❈-❈-❈
يجلس في المقعد الخلفي ورأسها مستنده علي صدره وذراعه يطوقها بحماية إنتبه الي إبتسامتها فتحدث معقبا:
-ايه يا حبيبي مالك ؟
رفعت رأسها وأجابت مبتسمة:
-فرحانة أوي يا حبيبي البيبي كيوت أوي.
"ضحكة مجلجلة خرجت من فمه وسط تذمرها وإمتعاضها"
رمقته بضيق وتسألت :
-قولت أنا نكته عشان تضحك أوي كده ؟
قبل جبينها برقة وأجاب موضحا :
-أصلك بتقولي شكله كيوت وهو مش ظاهر أصلاً يا روحي.
وضعت يدها علي أحشائها وتحدثت بحب:
-ظاهر في قلبي.
إبتسم بهدوء وقبل جبينها بحنان وقال :
-ماشي يا قلبي ها تحبي تروحي ولا نتعشي في أي مطعم ؟
ضيقت عيناها وتسألت :
-هو إختيارين بس مفيش أوبشن تالت ؟
ضحك بخفة وقال وهو يداعب أنفها بيده:
-هو أختيارين لكن لو حبيبي عايز أوبشن تاني عنيا ليه.
تسألت بتشكك:
-أي حاجة أي حاجة ؟
ضيق عينه وتحدث محذرا :
-أي حاجة بس بعقل يا روحي.
"قصدك أيه بقي أني مجنونة أخص عليك يا حبيبي"
جملة نطقتها نورسيل ببراءة ، مما جعل إبتسامة ساخرة تنزوي علي فهم الآخر وتسأل بريبة:
-علي بابا يا نورسيل الي ربي خير من الي أشتري بس ماشي هعديها يا ستي ها بقي نفسك في أيه يا برنسس ؟
صقفت بحماس وقالت :
-نفسي نتمش علي الكورنيش وناكل درة مشوي ويا سلام لو كبدة إسكندراني وغزل بنات وحلبسة.
أتسعت عين الآخر وتحدث ساخرا :
- بجد ده كله مش عايزة كوباية شاي بالنعناع تحبسي وبعدين يا آخرة صبري أحنا هنا في القاهرة يا قطة مش في إسكندرية عشان تاكلي كبدة إسكندراني.
زمت شفتيها الي الأمام بحزن وقالت :
-بقي كده ماشي خلاص مش عايزة.
تنهد بقلة حيلة وقال :
-ماشي هنفذ ليكي كل الي طلبتيه ما عدا الكبدة دي يبقي يعملوها ليكي في البيت.
صمت قليلا ثم تدارك وتسأل :
-ثواني مش الكبدة أصلا في قائمة الممنوعات في الأكل ؟
ردت ببراءة مصطنعة :
-أيوة بس أنا بتوحم عليه يرضيك بودي حبيبي يطلع ليه وحمة حتة كبده ؟
رد بإستفزاز:
-هي المشكلة في بودي وحتة الكبدة المشكلة في أم بودي الطفسة.
تطلع أمامه وتحدث موجها حديثه إلي السائق :
-معلش يا عم أحمد علي كورنيش النيل.
منع السائق ضحكته بصعوبة علي حال سيده ورد بإحترام :
-أوامرك يا باشا نقف عند عربية كبدة معينة ولا أي عربية ؟
جحظت عين يوسف وردد ساخرا :
-ده أنت معانا علي الخط بقي يا عم أحمد.
تحدث الرجل بإحترام مدافعا عن نفسه:
-لا والله يا باشا الصوت الي كان عالي أنا لحم كتافي من خيرك يا باشا .
ربت علي كتفه بحنان وقال:
-عارف وبهزر معاك يا راجل يا طيب لا متقفش علي عربية كبدة شوف مطعم نضيف نروحه.
أومئ السائق بإحترام ورد:
-تمام يا باشا أوامرك.
ردت الآخري بتذمر:
-بس أنا عايزة أكل من كبدة الشارع بتبقي أحلي يا حبيبي.
رفع حاجبه وتحدث محذرا:
-يا كده يا مفيش يا هانم مش هيبقي ممنوع وتلوث كمان.
❈-❈-❈
زفرت بضيق وصمتت بعد ما يقارب النصف ساعة توقفت السيارة أمام إحدي المطاعم الخاصة بالكبدة والسجق هبط يوسف من السيارة بنفسه ودلف الي الداخل أحضر طلب مدللته وخرج بعد ما يقارب العشر دقائق وصعد إلى جوارها مرة آخري وأمر السائق أن يتحرك تجاه الكورنيش .
وقف بعد فترة وهبط يوسف من السيارة أولا وساعد زوجته أن تهبط اتجه بها الي إحدي المقاعد الخالية وأجلسها عليه وأعطاها حقيبة الطعام وبحث بعينه حتي وجد ضالته أطمن أن حرسه ملتفين حولها خشية أن يضايقها أحد وتركها بضع دقائق وعاد محملا بحوزته الذرة المشوي وكل ما طلبته وجلس برفقتها .
إبتسمت بسعادة وتطلعت الي زوجها بحب وامتنان وبدون سابق إنذار إقتربت منه وقبلته في وجنته غير عابئ بالمكان ولا الزمان ولا العالم أجمع.
أتسعت حدقتي الاخر وتطلع حوله بلهفة وتنهد براحة عندما وجد أنه لا ينتبه إليهم أحد استدار لها وتحدث بصوت خافت:
-أحنا في الشارع يا قلب يوسف كده مينفعش .
ردت بدلال:
-أنت جوزي حبيبي محدش ليه دخل في حاجة.
إبتسم ساخرا وعقب:
-يا قلب يوسف كده نتمسك في الشارع بفعل فاضح في الطريق العام إهدي كده وكلي كبدة احسن.
رمقته بتذمر تجاهل هو تذمرها وفتح لها الحقيبة وجذب إحدي السندوتشات وقدمه لها بلطف :
-يلا يا حبيبي هو ده بس عشان سلامتك انتي والبيبي تمام ؟
إبتسمت بتفهم وقالت :
-حاضر بس أنت هتاكل معايا صح ؟
تنهد بقلة حيلة واخرج سندوتش آخر معقبا :
-مع أني ضد أكل الشارع بس عشان خاطر عيونك يا قلب يوسف.
إبتسمت بحب وبدأت تناول طعامها بنهم شديد وبدأ هو الآخر مشاركتها في تناول الطعام.
بعد فترة كانوا يسيروا متشابكي الأيادي وهي تطلع الي النيل براحة وسعادة .
وقف أخيرا يتأموا ضوء القمر ويسرون عيونهم برؤية المياه الغلابة ممتزجين مع نسمات الهواء الباردة التي أنعشت رئتيهم .
إستندت برأسها علي كتفه بخفة وهتفت برقة:
-شكرا.
تطلع لها بريبة وتسأل:
-شكرا علي أيه ؟
ملئت رئتيها بالهواء وردت بحب وامتنان :
-شكرا علي أحلي يوم قضيته في حياتي شكرا إنك في حياتي أصلا ولو هتمني حاجة واحدة في حياتي هتمني أني أفضل جنبك وفي حضنك طول العمر وحتي لما أموت أموت وأنا في حضنك وكمان أبقي مراتك في الآخرة زي ما بقيت مراتك في الدنيا.
"كالنجم العالي أنت بسمائي بدونك ظلام معتم وبمجيئك زينت سمائي وأنرتها بشعاع ضوئك "
"عشقت رجلا في زمن انعدمت فيه الرجولة ،وأصبحت مجرد لقب في ورقة لا قيمة لها "
إنشرح قلبه وشدد من ضمها مقبلا رأسها بحب وقال :
-وأنا بحبك وبعشقك يا قلب يوسف لو هتمني حاجة هتمني إنك تبقي مراتي دنيا وآخرة يا قلب يوسف.
أغمضت عيناها براحة واستندت برأسها علي صدره العريض ، أما هو أسند رأسه علي رأسها بحب كأنه ملك الكون بأكمله بين يده وقد صدق في هذا فهي عالم أجمع وملخص بها فقط.