-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 36 - 1 - الخميس 22/2/2024

  

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل السادس والثلاثون

1

تم النشر الخميس

22/2/2024




ضحكت رغمًا عنها ردت ابنة عمها و قالت:

- ايوة كدا اضحكي يا بت دا الحزن قرب يتكتب على وشك بدل ما يبقى اسمك هدية يبقى اسمك حزينة !


تنهدت بعمق و هي تراقب الحارة يمينًا و يسارًا و هي تقول:

-  طب هنعمل إيه دلوقتي دا ممكن يكون جه و طلع نام و احنا منعرفوش ! 

- بصي احنا هنسأل الراجل اللي جاي علينا دا و هو يعرفنا البيت فين 

- لهو أنتِ كمان م عارفة فين البيت 

- بقولك إيه أنا اللي أعر فه إن ليا أخ ظابط و يابخت اللي حكومة قرايبها و من الآخر كدا اللي هيسد مع ولاد عمنا و يرجع لك حقك هو 


استوقفه بعتذار قائلة:

- معلش ياعم الحاج ألا فين بيت حضرة الظابط جاسر وجدي السباعي ؟! 


سألها جدهُ قائلًا:

- خير يا بنتي عاوزاه في إيه ؟! 

- معلش تشاور لنا على البيت ! 

- يا بنتي أنا جده أنتِ مين وعاوزاه في إيه ؟! 

- أنا سعاد أخته و دي هدية بنت عمي و عمه بردو و كنا محتاجينه في حاجة ضروري اوي يا عم الحاج .


رد الجد و قال بهدوء

- طب تعالوا معايا احسن الجو ساقعة اوي هو كان لسه طالع من شوية .


نظرت " هدية" لابنة عمها ثم عادت ببصرها للجد و قالت:

- طب معلش هو ممكن نكلمه 

- طب تعالوا اطلعوا فوق و اتكلموا ما ينفعش تتكلموا في الشارع يلا بس قبل ما ينام احسن دا بينام بدري .


داخل شقة " جاسر" خرج من غرفته بعد ما أخبره الجد بوجود الفتيات، مد يـ ـده و صافحهما و هو يقول: 

- أهلًا أهلًا اتفضلوا اتفضلوا 


رد اخته و قالت بامتنان 

- يزيد فضلك يا جاسر يا خويا يارب احنا مش هنعطلك جاين لك في مشكلة  و محتاجين وقفتك فيها معانا .


رد " جاسر" بنبرة حائرة :

- خير  في إيه ؟!

- بص من غير كلام كتير دي هدية بنت عمك  سالم 


حرك رأسه علامة عدم تذكره  له، تابعت اخته قائلة:

- أنا عارفة إنك متعرفوش بس هو عمك سالم اتجوز  و خلف هدية و بس و لما اتوفى هو و مامتها الله يرحمهم   مرضاش يكتب لها الشقة و قال شرع ربنا بيقول إن لما اموت اخواتي يورثوا فيا و اكيد يعني مش هيأذوكي  


رد " جاسر"  بتفهم و قال:

- و طبعًا هما أكلوا ورثك مش كدا ؟! 


ردت " هدية" بنبرة هادئة:

- مش بالظبط كدا بس هما بيقولوا احنا مش هنورث معاكي بس هنجوز ابننا في الشفة 

- طب و أنتِ هتسكني ازاي في الشقة ؟! 

- ما هي دي المشكلة عاوزين يدوني أوضة واحدة بس اقعد فيها و الشقة كلها عبارة عن أوضة و صالة يعني بالبلدي اطلعي برا الشقة  و أنا لما رفضت قالوا لي خلاص بيعي نصيبك 


رد " جاسر" بعقلانية و قال:

- طب دا حل كويس بيعي  الشقة 


حركت رأسها علامة النفي و قد خانتها دموعها و هي تسرد له سبب رفضها حين قالت:

- الشقة دي فيها عمري كله فيها ريحة بابا وماما و لما رفضت قالوا لي اشتري نصيبنا ولما قلت مش معايا  بدوأ يضايقوني في الطالعة و النازلة و آخر ماغلبوا معايا ضربوني و سحلوني و بهدلوني في الحارة 


تابعت حديثها بمرارة في حلقها وهي تصف له بأناملها قائلة:

- والله العظيم كانوا بيشلوني كدا من هدومي و كأني عيل صغير ولاد عمي اللي من لحمي  و دمي ضربوني و سحلوني و طلعوا عيني و أكلوا حقي في الدكان على أمل اني اعيش مرتاحة في الشقة .


ولج الجد و قال بنبرة متأثرة و هو يضع القهوة على سطح المنضدة :

- معلش يا بنتي ربنا منتقم جبار  اهدي و متعمليش في نفسك كدا 


ردت " سعاد" و قالت و هي تربت على كتفها  :

- دي يا حبيبتي دموعها مابتنشفش أبدًا دي ملحقتش تحزن على أبوها دا النهاردا الرابع لأبوها  


تنهد جاسر بعمق ثم قال بهدوء

- اهدي و كل حاجة هتتحل بإذن الله مش هسيبكم غير لما نوصل لحل يرضي الكل


بلعت  ريقها وهي تكفكف دموعها المنسابة على خديها بعد ما ناولها محارم ورقية، حدثته بصوتٍ هادئ و نبرة تملؤها الحزن قائلة:

- متشكرة،  أنا عارفة إني بايخة اوي إن طول الفترة الطويلة دي منعرفش بعض ولما نتعرف على بعض اجيبك في مشكلة 


ابتسم بجانب فمه و قال بنبرة هادئة:

- متقوليش كدا احنا أهل مهما كان و لو مكنتش هقف جنبك مين هايقف يعني ؟! 


ردت " سعاد" بصوتٍ هدائ و نبرة تملؤها السعادة بسبب ردة فعل أخيها وقات:

- مش قلت لك يا هدية إن جاسر اخويا عمره ما يقفل بابه في وشنا أبدًا .


نظر لها بعتابٍ و قال:

- يعني بقف مع الغريب و اجيب له حقه مش هقف مع بنت عمي اللي لحمي و دمي دا كلام بردو !!


وقفت " هدية" عن الأريكة، تبعتها ابنة عمها مدت يـ ـدها و صافحته ثم قالت:

- متشكرة اوي بجد يا أستاذ جاسر بجد مش عارفة اقولك إيه 


صافحها هو الآخر وهو يقول:

-  بلاش استاذ دي قولي يا جاسر على طول 


تابع بمجاملة قائلًا:

- و البقاء لله لو كنت أعرف كنت جيت أكيد 

- أنا عارفة عموما أنا هتعبك معايا و آسفة مرة تانية إني صحيتك من نومك، تصبحوا على خير .


- و أنتِ من أهله .


ما ان وصلت لباب الشقة  هي و ابنة عمها استوقفها قائلًا بتذكر:

- استني يا سعاد عاوزك 


لفت لها وجهها وقالت بتتبٍ واضح في نبرة صوتها:

- أنا هنزل تحت استناكي ماشي 

- ماشي 


بعد مرور عدة دقائق 


خرج من غرفته و بيـ ـده ظرفان وضعهما في راحتيها و قال:

- المبلغ دا ادي لهدية و متقوليش إنه مني و دا  ليكي أنتِ 

- جاسر مش هقدر اخد الفلوس دي 

- اسمعي الكلام يا عبيطة أنتِ مش أنا اخوكي بردو ؟! 

- كفاية وقفتك مع هدية عندي كلها معلش مش هقدر اخد الفلوس و كمان هدية مش هترضى تاخدها و مش بعيد تعيط دي بقت حساسة اوي اوي  دا اللي بقى يقولها صباح الخير دلوقتي بقت تعيط ريحني أنت يا جاسر وخلي فلوسك معاك 


رد " جاسر" بنبرة حزينة و قال:

- كنت فاكر إنك معتبراني اخوكي الكبير فعلا مش كلام و خلاص ! 


ردت بنبرة صادقة و قالت:

- و الله من غير حاجة أنت اخويا فعلا و اكبر دليل إني سيبت اخواتي و جيت لك أنت عشان البت الغلبانة دي بس صدقني مش هقدر اخد الفلوس دي متخلنيش اندم اني جيت لك يا جاسر .


رد بنبرة حانية و قال:

- خلاص يا سعاد مش هخليكي تندمي بس المرة بس اللي هسمع كلامك المرة الجاية هرميكي في الحجز اتفقنا ؟! 


ردت ضاحكة و قالت:

- اتفقنا 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين 


قرر " جاسر" زيارة منزل والده و لاول مرة منذ ولادته وحتى يومنا هذا،  المرة التي تقابل معه فيها كان حينها يبلغ من العمر خمسة اعوام  أما الآن لقد تجاوز الثلاثون عاما بأشهر قليلة حمل كل ما يستطيع حمله من هدايا و ذهب إليهم يتفقد الوضع، ما هذا  أين يعيشون داخل حاوية للقمامة ؟! أم بيت !!  صعد سلالم الدرج دون أن ينتبه لتلك المسكينة النائمة داخل غرفة حتى الفئران ترفض أن تسكنها قرع ناقوس الشقة، فتح له أخته 

" سعاد" لم تتوقع زيارته  ظلت  تمسح هذا و ترتب ذاك و يا لها من مسكينة هي الأخرى تظن أن الأثاث يحمل الغبار لكنه  يحمل مرور الزمن حقا جلس على مقعد و ناجت ربها بأن لا يسقط من عليه، تبادل مع والده أطراف حديث حول هذا و ذاك إلى ورد اسم " هدية" 

رد والده بتساؤل و قال:

- و أنت مالك يا ابني و مال هدية و مشاكلها ؟! 

- مش  لجأت لي و دي بنت عمي لو موقفتش معاها هقف مع مين يعني ؟!

- تقف معاها إيه و تهبب إيه يا ابني أنت طول عمرك بعيد عننا ويوم ما تعرفنا تعرفنا لمشاكل ؟!  خد واجبك و من غير مطرود من هنا يا ابني ملكش دعوة بمشاكل حد حتى لو كنت أنا 


ردت " سعاد" قائلة بعتاب

-  حرام عليك يا بابا يعني عجبك و هي نايمة في أوضة تحت السلم كدا ؟! 



الصفحة التالية