رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 33 - 1 - الإثنين 26/2/2024
قراءة رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثالث والثلاثون
1
تم النشر الإثنين
26/2/2024
"كلما ضاقت ،كلما فرجت بإتساع ،فلا تبتئس فهي مسألة وقت لا غير"
طال الصمت وقرر قطعه هو وتسأل:
-هتفضل ساكت كده يا عاصم ؟
رفع عاصم رأسه وتحدث بتهكم:
-والمفروض أعمل ايه
رمقه يوسف بإستهزاء وقال:
-تقوم زي الشاطر تغسل وشك كده عشان مش وقت القعدة دي أحنا هنرجع مصر أخر الأسبوع.
رد عاصم بالامبالاة:
-مع السلامة
زفر يوسف بضيق وقال:
-أنت أيه حكايتك بالظبط أيه البرود بتاعك ده.
تنهد عاصم بضجر وعقب:
-والمفروض أعمل أيه؟
صاح يوسف بغيظ :
أيه كل شوية أعمل أيه أنت علقت ولا ايه ؟ فوق يا عاصم لازم ترجع حقك وترجع بلدك وانت رافع رأسك.
تسأل عاصم بأسي:
-وهيفرق أيه ؟
جعد يوسف حاجبيه وتسأل بعدم فهم:
-هيفرق أيه في أيه قصدك ايه مش فاهم ؟
تحدث عاصم متهكما:
-يعني مع الأسف إلي حصل حصل ولا هيزيد ولا هيقل في حاجة تفتكر كرامتي هترجعلي؟ ولا إلي ضاع من عمري هيرجع ؟ لأ مع الأسف مفيش حاجه هترجع زي الآول.
هز يوسف رأسه بيأس ونهض فجأة وقام بجذبه من ملابسه كي يقف وإسنده علي الحائط ووضع يده حول عنقه وتحدث بفحيح:
-أنت غبي يا عاصم أغبي واحد شوفته في حياتي كمان يعني جزء من حياتك باظ بدل ما تحاول تنقذ الباقي منه تستسلم كده طيب يا سيدي دور علي ولادك متدورش علي نفسك .
أبعد عاصم يد يوسف بعنف وصاح بجنون:
-وهما فين ولادي ها ولا أختك الهانم فين إلي هدور عليهم في حضن عامر ؟ حتي لو طلع عامر زي ما أنتوا بتقولوا ده مينكرش إلي أختك عملته عليا دبحتني بسكينة باردة يا يوسف دبحتني.
تحدث يوسف مدافعاً بقوة عن شقيقته:
-عليا وقتها كانت لوحدها وحالتها صعبة بعد ما أنت هربت وأتخليت عنها وهو لف حوالين رقابتها زي الحية.
صاح عاصم بجنون وهو يهز رأسه بقسوة:
-برضوا بتقولي هربت أنت ليه مش فاهم أنا كل الطرق كانت مقفولة وانا لوحدي مكنش ده قراري مكنش ده إختياري مكنش قدامي غير هروب إضطراري.
صاح يوسف هو الآخر مهاجماً:
-وهروبك ده كان ضعف منك كان لازم تفضل وتدافع عن نفسك مش تهربخمن جحرك زي الفئران مع الأسف يا عاصم عامر علي قد ما هو وسخ لكن طلع ارجل منك مليون مرة علي الاقل سعة أنه ياخد عليا منك لكن أنت ما صدقت.
أشعلت كلماته النيران داخل قلب الآخر وصاح بهذيان:
-أخرس يا يوسف أخرس أنت بتتكلم كده عشان ما مرتش بظروفي لو كنت شوفت إلي ربع إلي أنا شوفته مكنتش وقفت قدامي تحاكمني زي القاضي والجلاد.
❈-❈-❈
ضحك يوسف مستهزاءا وقال:
-بطل حجج فارغة مالها ظروفك ؟ ها مالها ظروفك يا حبيبي؟ قولي أتربيت في ملاجئ ولا وأتربيت في الشارع ولا لاقي تأكل ولا تشرب أنت إلي ضعيف وغبب يا عاصم وبتعلق خيبتك علي شماعة فاضية.
جاء بيجاد من المطبخ بعد أن أرتفعت أصواتهم ويبدوا أن الأمر أن يتوقف عند الصوت العالي فحسب فقرر أن يتدخل ملطفا الأجواء.
أجلس صوته وتحمحم بخشونة:
-أيه يا جماعة صلوا علي النبي كده صوتكم عالي ليه الكلام يبقي بهدوء وعقل مش بالشكل ده .
أشار يوسف علي عاصم بغيظ وقال:
-مش شايف الحيوان ده وكلامه ؟
ربع عاصم ساعديه وتحدث بنبرة حادة:
-مسمحش ليك تتمادي في كلامك معايا بالشكل ده وكمان مطلبتش مساعده من جنابك ياريت ترجع مطرح ما جيت أنا هنا مرتاح ومبسوط.
رمقه يوسف شذرا وتحدث بنبرة ساخرة:
-يا خسارة يا عاصم يا الف خسارة.
إستدار إلي بيجاد وتحدث بإختصار:
-أنا رايح شقتك يا بيجاد أرتاح وبكره الصبح هرجع مصر أنا كنت جاي لعاصم أبن عمي وأقف جنبه بس مع الأسف أنا جيت في عنوان وغلط وإلي واقف قدامي ده واحد غريب عني مش من دمي ولا أعرفه حتي.
تحرك يوسف خارج الشقة صافعا الباب خلفه بعنف بينما نظر بيجاد إلي عاصم معاتبا وتحرك هو الآخر إلي الخارج خلف يوسف.
تهاوي هو بجسده علي الأريكة واضعاً وجهه بين كفيه بحزن شديد.
خرج من المرحاض مرتديا برنص الحمام يتطلع حوله بحيرة لا يوجد صوت أحد ولا يوجد غير عاصم تحرك صوبه ووقف أمامه متسائلاً بسذاجة:
-هو يوسف راح فين بيساعد بيجاد في الأكل؟
رفع عاصم رأسه وجهه لا يبشر بالخير وتحدث بفحيح:
-مشيوا وياريت أنت كمان تحصلهم.
صدم علي من حديثه وارتسمت معالم الحزن على وجهه وتحرك خارج الشقة غير عابئ بما يرتديه من الأساس فكلمات شقيقه كانت بمثابة خنجر مسموم رشق داخل ثنايا قلبه فهو لا ذنب له بشئ من الأساس مما فعله والديه أو شقيقه حتي.
رق قلب عاصم علي شقيقه وحاول إيقافه لكن ارتسم الجمود علي معالم وجهه وظل صامتاً مكانه كما هو.
❈-❈-❈
ألقي بثقل جسده علي الأريكة مستنداً بظهره إلي الخلف مغمض العينين تطلع له بيجاد بأسي إقترب منه كي يهون عليه لكن قطعه رنين الباب.
إستدار بجسده متجها إلي الباب قام بفتحه وأتسعت عيناه عندما وجد أن الطارق لم يكن علي ولكن ليست هذه المشكلة لكن ما يرتديه هو المشكلة تسأل بصدمة:
-هدومك فين ؟
لم يتحدث وأزاحه جانباً واتجه إلي الأريكة وجلس جوار يوسف بصمت تام واضعاً يده آسفل خده كمن سكب طعامها أغلق بيجاد الباب ضارباً كف بكف بحيرة واتجه نحوهم وجلس في المقعد المقابل يتطلع إلي علي محاولا كتم ضحكاته لكن لم يستطيع منع نفسه من آن ينفجر ضاحكاً.
فتح يوسف عينيه بإنزعاج وتطلع إلي بيجاد وجده بنظر إلي جواره إستدار بجسده وصدم من هيئة علي وتسأل بعدم إستيعاب:
أيه إلي أنت لابسه ده وهدومك فين؟
تحدث علي بحزن:
-طردني يا يوسف.
تهكم يوسف بفكاهة:
-طردك بس أنا لو كنت مكانه كنت طغيتك عيارين هو أنت فاكر الأمر يعدي كده بالساهل ده العرض يا اخوي وأنت ما شاء الله مقفوش بفوطة.
ضربه علي بغلظة وتحدث بنبرة حزينة:
-أنت ليك نفس تهزر أنت وهو بدل ما تقفوا جنبي وتراعوا أحزاني.
ابتسم بيجاد وردد ساخراً:
-بصراحة شكلك غني عن أي كلام يا علي أنا مش فاهم ايه الي انت لابسه ده هدومك فين ؟
رد علي بتذمر:
سيبتها في الحمام وقولت أرحرح شوية في البرنس.
ضحك يوسف بإستهزاء وعقب:
-ورحرحت يا أخويا خليك بقي مرحرح كده.
صمت قليلاً واخذ نفس عميق واستطرد قائلا:
-أحنا هنسافر في أول طيارة راجعة مصر.
تعجب بيجاد وتسأل:
-نرجع مصر طيب وعاصم؟
أحني يوسف رأسه بخزي وقال:
-ده مش عاصم ده واحد جبان عايز. يفضل طول عمره مستخبي في جحره زي الفيران .
تحدث بيجاد بتبرير:
-معلش يا يوسف نديله فرصة بردوا إلي حصل معاه مكنش هين المفروض نطول بالنا عليه وكمان نديله عذر.
تنهد يوسف وعقب بأسف:
-مع الأسف يا بيجاد إلي كان قدامي واحد غير عاصم إلي أنا أعرفه من زمان.
مط بيجاد شفتيه للأمام وتحدث بأسف:
زي ما آنت شايف يا يوسف .
توقف عن الكلام ثم استطرد مفكراً:
-طيب أحاول أنا أتكلم معاها كمحاولة أخيرة؟
رفع يوسف يده لأعلي بإستسلام بمعني لك ما شئت ثم عقب محذراً:
-بس بلاش دلوقتي خليه مع نفسه شوية.
أومئ بيجاد بتفهم وعقب:
-تمام يا يوسف متقلقش هنسيبه يوم كده يروق.
تسأل علي بحيرة:
-طيب هدومي محدش هيجبها ؟
زفر يوسف بضيق وعقب:
-مش وقتك هدومك روح ألبس أي حاجة من إلي أنت جايبها وبعدين نشوف هدومك.