رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 10 - 2 - الأحد 3/3/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل العاشر
3
تم النشر الأحد
3/3/2024
نزلت درجات السُلم سريعًا، أشبه بالهرولة، مُتقدمة إلي حديقة الڤلة حيثُ تجلس والداتها، أخذت تُنادي علي والداتها بصوتٍ عالي، وبين يديها تحملُ هاتفها والذي أبتاعتهُ لها والداتها بدلاً عن ذالك الذي أخذهُ منها زوجها
_ماما يا ماما؟
أتاها صوت والداتها المُستغربة من أندافعها بهذا الشكل قائلة:
_أي في أي؟ نازلة تجري لي كده...
فتحت الهاتف قائلة وهي تتفقد الخبر الذي رأتهُ للتو ووقع عليها كـ الصاعقة قائلة بغضب:
_هو بجد عُمر ساب البيت؟
زفرت "ليلي" بملل، ثم قالت بدون أهتمام:
_أيوا.. بتسألي لي؟
_يعني أي بسأل لي! هو عُمر ده مش أبن عمي....
بغضب مُبالغ فيهِ صرخت بها:
_أديكي قولتي حياله أبن عمك، وبعدين يسيب البيت يغور في ستين داهية أحنا ملناش دعوة.
بذهول نظرت إليها، لا تُصدق ما يُلقي علي مسامعها، نعم تعلم أن والداتها تكره "عُمر" للغاية بطريقة مُبالغ فيها، وأنها تُطيق العما ولا تُطيق زوجة عمها وأبنائها وكأنهم أعدائها، وليس أبناء شقيق زوجها، أمتعض وجهها، شيء بداخلها يؤلمها، أنهُ حبُ حياتها، الذي إلي الآن مازال مكانهُ قائمًا بقلبها، ومازالت تكنُ له الحب، ولِمَ لا وهو حبيب طفولتها ومُراهقتها وشبابها، أنهُ"عُمر" أول من دق لهُ القلب وعرفَ الحُب علي يديهِ......
_عُمر ساب البيت لي يا ماما؟.
سؤال تعلم أجابتهُ بالطبع بسببها، أنه ترك المنزل بسبب زواجها من شخصٍ آخر، لكنه ليس بيديها شيء لفعلهُ فقد أُجبرت علي تلك الزيجة، لم يكن هُناك مجالاً للأعتراض، فـ بمُجرد ما أن فاتح "عُمر" عمها في، طلب الزواج منها، أنقلب كُل شيئًا رأسًا علي عقب، رفض عمها أيضًا، ورفضت والداتها لأسباب غير واضحة، وبأقل من أسبوع كان قد جلبَ لها عمها "تامر"يطلب الزواج منها، وافقت والداتها سريعًا دون تفكير حتي.....أجبرتها علي الموافقة، قائلة لها بأن" عُمر" قد سافر إلي أحدي الدول الأوربية بطلب منه بأن يعيش في الخارج، وبالفعل أختفي"عُمر"عن الأنظار ولم تتمكن حتي من التحدث إليه وتأكدت من صحة كلام والداتها، بعد أن سألت زوحة عمها عنهُ فأجبتها أنهُ سافر بالفعل.....
كلمات والداتها السّامة بأنه تخلي عنها وقرر العيش بالخارج، وأنه كان يخدعها وأوهمها بالحُب طوال تلك السنوات وأنها كـ الساذجة صدقتهُ، ودليل علي ذالك أنهُ لم يُلح علي والدهُ في طلب الزواج منها، لم تُصدق أي شئ مما يقولونه، ولكن جائت القشة التي قسمت ظهر البعير، وهو رسالة منهُ يَقول فيها أنه لم يكن يُحبها وأنه فقط كان يتسلي بها، كلمات سخيفة لا يمكن لأحد تصديقها وخصوصًا هي، هي من تعرفهُ جيدًا، وتعرف أن من المُستحيل أن يقوم بتزييف مشاعرهُ طوال تلك السنوات، لكنها وبسبب الضغط الكبير عليها من قِبل الجميع صدقت كل ما يُقال..........
وبدون وعي منها وجدت نفسها بقلب جريح توافق علي الزواج من "تامر" والذي ولم يسبق لها أن رأته سوى مرتين فقط، وبسرعة كبيرة تم كل شيء ووجدت نفسها ترتدي ثوب الزفاف الأبيض لأحدًا آخر غيرهِ، أنتظرت أن يأتي ويُخبرها أن كل ما يحدث مجرد تراهات وأنهُ مازال يُحبها، لكنه لم يأتي.....
طال صمتها، فقالت "ليلي" بتحذير:
_بتفكري في أي؟ أوعي تكوني بتفكري فيه تاني، أنتِ ناسية هو عمل فيكِ أي؟
وكأنها لم تسمع أي شيء، وكأنها أنفصلت عن الواقع، لم تدري بنفسها إلا وهي تركض إلي الداخل بسرعة قائلة قبل رحيلها:
_أنا لازم أشوف عمي، لازم أفهم أي اللي حصل، وعُمر فين؟
_يا مجنونة أستني هتروحي فين.....
❈-❈-❈
لم يمر سوى ساعة واحدة فقط، وكانت قد صفت سيارتها أسفل شركة عمها، هبطت من السيارة سريعًا، ثم تقدمت إلي الداخل بخطوات سريعة، بعد أن علمَ رجال الأمن هويتها، سلكت طريقها إلي حيثُ مكتب عمها، كادت تدخل لكن أوقفتها السكتيرة الخاصة بمكتب عمها تمنعها من الدخول قائلة:
_أستني يا آنسة حضرتك داخلة كده رايحة فين؟
_عايز أقابل عمي....
برسمية أجابتها:
_في ميعاد سابق؟
_لا بس بلغيه أن أمل بنت أخوه سالم بره وعايزة تقابله...
_تمام ثواني...
أختفت بالداخل ثم خرجت بعد عدة دقائق تُخبرها أن تدلف:
_أتفضلي يا آنسة، يوسُف بيه في إنتظارك...
_مدام بعد أذنك...
تركتها ثم دخلت إلي المكتب، وجدت عمها جالسًا علي، مكتبهِ بكل شموخ وثقة، أستقبلها بأبتسامة لكن سرعان ما عقد حاجبيه ما أن لاحظ كدمات وجهها والتي بدت واضحة ولم تُخفيها مستحضرات التجميل كما كانت تظن:
_أي اللي في وشك ده...
لم ترد علي سؤاله، فقالت تسأل عن ما أتت إليهِ:
_مش وقته يا عمي.... عُمر فين، أنا سمعت أنه ساب البيت؟.
أمتعض وجههِ في غضب وضيق واضحان للغاية، ثم هتف ينفي ما قالت:
_مين قال كده.... عُمر مسافر لشغل!.
أقتربت بنفاذ صبر تجلسُ علي المِقعد المُقابل للمكتب قائلة بترجي:
_لي بتكذب؟ عمي أرجوك أنا عايزة أعرف عُمر فين ولي ساب البيت و أي اللي حصل لكل ده؟
_متشغليش بالك أنتِ...
_مشغلش بالي أزاي، عمي لو سمحت أنا عايزة أعرف هو فين يمكن أنا اقدر أقنعه أنه يرجع....