-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 12 - 1 - الإثنين 11/3/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الثاني عشر

1

تم النشر الإثنين

11/3/2024



أخـذت "سلمي"تَجمع ملابسها بعجلَّـة في حقيبة سوداء كبيره،تُلـقي بكل ما تُقابله يديها من ملابس داخل الحقيبه ،غير عابئة بزوجها الذي يقف بجانبها يتـرجها ألا تترك المنزل، لكنها لم تكترث لهُ، ومازالت مُستمرة في جمع الملابس بأهمال في الحقيبة، بينما هتف هو راجيًا: 


_ علشان خاطري يا سلمي مـتمشيش ....أنتِ عايزه الناس تقول علينا أي...سابت البيت بعد شهر واحد جواز .


توقـفت عن جمع الملابس ناظـرة إليه بنظره إرعـبته قائله بعصبية:


_ ناس .... أنـتَ أهم حاجه عندك الناس ....مش مهم أنا المهم الناس تقول أي....والله ما أنا قاعده لك ثانيه واحده في البيت ده ..


عاودت مره أخري وضع ما تبقي من ملابسها في الحقيبه،بينما جذبهـا هو من مرفقـها برفق قائلاً بهدوء :


_ حبيبتي أهـدِي علشان خاطري....مينفعش نعمل إلا في دماغك أنا ما صدقت لقيت شقه زي دي....


نفـضت يديه المُمسكة بمـرفقها قائله بتبرم وعصبية :


_و أنا مش هستنـىٰ لما الاقي نفسي مرميـة فـي الارض وسايحه فـي دمي....علشان حضرتك شايف أن الشقه لُقطة ومتتـعوضش .


تحدث بهدوء مُحاولاً إمتصاص غضبها ،وأيـضًا يحاول إقناعها أن لا تترك المنزل وترحل:


_ هي فعلاً لُقطة ومتتعوضش ،خصوصًا فـي ظـروفنا، وأنـتِ بنفسك إلا قايلـة كده ....


تركت شماعه الملابس من يديها جالسه أعلي السرير قائله برعب لم يفارقها منذ أن رأت"غالية"سائحه في دمائها :


_ غيرت رأيـي يا سي حسن .....غيرت رأيـي بعد ما شوفت الاحصل.....عايزنـي أستـنا لما ترجع في مره تلاقيـني مقتوله علي ايد حرامي....


زفـر بنفاذ صبر ،لايعلم كيف يُرضيها ،فزوجتهُ عنيدة وعصبية إلي حد كبير،ولا تستمع لرأي أحد:


_ بِعد الشر عنك يا حبيبتي ....


أنتـفضت صارخه في وجهه بِحـدة وصرامة:


_ بلا حبيبتي بلا زفت،أنـتَ تسكت خالص ...أنـتَ مستغـني عن نفسك أقعـد ،لكن أنا مش مستغـنية عن نفسي .....


إنـتهت من نقل جميع ملابسها إلي الحقيبه ،مُغلقة إياها بغضب ،بينما تبحث عن هاتفها وحقيبة يديها كي ترحل...أقتـرب منها "حسن" ،مُمسكًـا بحقيبة الملابس يحاول جذبها منها :


_ هتـروحـي فين دلوقتي بس يا يا سلمي! أنـتِ عارفة الساعة كام ،هتـمشي إزاي لوحدك بشنطـتك دي؟؟


_ ومش عايزة أعرف ...رَيح نفسك يا خالد أنا ماشيه يعني ماشيه، ومتخـفشي يا خويا هكلـم سعيد أخويـا ييجـي ياخدنـي ،ما أنا مستحيل أقعـد ساعه واحده بعد الا حصل ....عايز تعيشـني في عمارة الحراميه بيتـنططوا عليها كل شوايه.......


من ثم عاودت حمل حقيبتها المُمتلئه بالملابس وأشيائها الأخري،تجرهـا خلفها بصعوبه ،فتحت الباب مُخرجة الحقيبه ثم خرجت هي مُغلقة الباب خلفها بِحـدة ،مفتعلاً صوت مزعج..... 


❈-❈-❈


هبطـت "سلمي "إلي الأسفل تجرُ حقيبتها المُمتلئه الثقيله،بينما كان يجلس الحاج "حلمي "بالاسفل بإنتظار عودة أبنتـه والاطمئنان عليها حيث لم يقدر علي الذهاب معهم ،بسبب رفض "عُمر" رفضًا قاطعًـا أن يذهب معهم ،حتي لا يُتعبه معهم متحاججًـا بأن لا يصلح بأن يذهـبوا جميعهم تاركين المحلات بمفردها ،وايضًا المنزل .


تركت حقيبه الملابس مُخرجـة الهاتف من حقيبتها تنـوي التحدث إلي"سعيد "شقيقها لكي يأتي ويصتحبها الي حيث منزلهم ،والذي يبعد عن هنا ساعه الا ثُلث تقريبًا.


هـرول "حسن" إلي الأسفل خَلفهـا يتحدث معها بترجـي لعلها ترجع عن ما بعقلها

:

_ علشان خاطري يا سلمي أطـلعي دلوقتي،و أوعـدك بكره الصبح أنا بنفسي هوديـكِ مكان ما أنتِ عايزة ....بس أطـلعـي دلوقتي.


وضعت يديها أعلي صدرها متحدثه بصوت عالي غاضب:


_ قولت لك مش طالعة، هـمشي يعني همـشي يا حسن و دلوقتي حالاً ....


أقتـرب منهم الحاج "حلمي" بعد أن سمع صوت شِجارهـم العالي،مستغـربًا هبوطهـم وفي هذا الوقت ،فـالساعه قد تخطت الثالثه منتصف الليل،نظـر بإستغراب إلي الحقيقيه الماثله بجانب "سلمي ". 


_ خير يا بـش مهندس أي الا منـزلكم في ساعه زي دي....في حاجه حصلت ولا أي؟!.


كانت هذه كلمات الحاج"حلمي" الذي قد أقترب من مكان وقوفهم هاتفًـا بقلق ،توتر "حسن"لا يعلم بِمَـا يُجيبهُ ،هل يقول أنه غير قادر علي إقناع زوجته التي تود المغادره في مثل هذه الوقت ،و أيضاً دون سبب واضح،فقط لمجرد هواجس داخلها ،لا ينكر أنهُ أيضاً شعر بالخوف عليها وعليه فور أن علم أن هناك لص قد دلـف إلي العمارة.


هتفـت زوجته بغضب ،بينما تعقد يديها أسفل صدرها بحنـق:


_ ما تقوله يا حسن .....قوله أننـا هنـسيب الشقه بعد الا حصل ده أحنا ملناش قُعاد هنا ...


نظر الحاج "حلمي"الي زوجها الماثل بجانبها والذي أخـفض بصره نـاظرًا إلي الأرض من أسفله،فهم الحاج "حلمي"أنه لن يتحدث في حضور شخصيه زوجته الطاغية لـذا وجه حديثه تجاه "سلمي " قائلاً بتعقل:


_ خير يا بنتي فهمـيني بس أي الاحصـل لـكل ده !؟


_ إحنا أسفين يا حاج بس إحنا مش هنقـدر نقعد في الشقه دي تاني ،إحنا يا دوب قعدنـا في الشقه دي شهر واحد بس ،وعايزين نفسـخ العقد .... وراضييـن بإي شرط جزائي.


أجابها بوقار وحكمه ،بعد أن علم من نظره زوجها أنه غير راضي عن رغبتها :


_ الحكايه مش حكايه شرط جزائي ولا حاجه .....أنتوا لقيـتوا عيب في الشقه خلاكـم عايزين تيسبـوبها !؟


هز "حسن " رأسهِ قائلاً:


_ لا يا حاج الشقه زي الفل ..


نظرت لهُ زوجته بنظره غاضبه حارقه متـمتمة بنفـي كلام زوجها:


_ لا فيها يا حاج ....فيها أن الحرامي بقت ليها رجل علي العمارة.


فهم الحاج "حلمي" سبب كل هذا،اذًا نزول الحرامي الي شقه ابنتهُ هو ما دفعها الي ترك الشقه والمغادرة:


_ حقك يا بنتي ....بس أحب أعرفك أنكم مش هتلاقـوا شقه كويسه زي دي وكمان بالسعر ده ،ولو علي الحرامي،ده مش حرامي ده الواد عابد أبن إسماعيل السمكري،إحنا مسكنـاه و وديـناه القسم خلاص..


ثم أكمل حديثه قائلاً بحكمه :


_وبعدين ده واد غلبان الزمن جه عليه وبقي بيشـرب مخدرات ،ولما ملقاش معاه فلوس قرر يسرق ،وجه عندي في العمارة....بس إطمنـي بعد ما يخرج من الحبس هيدخـل مصحه وتحت إشرافي.


نظرت إلي زوجها بشك ،ثم نظرت مره اخري للحـاج "حلمي" الذي أكمل حديثه قائلاً:


_ عارف ومـقدر أنك خايفه ....بس صدقـيني مبقاش فيه حاجه تخوف خلاص ....تقدري تطمـني وتنـامي وأنـتِ مطمنـة ......ودي أول مره تحصل ،وحتي أسالي المنطقة كلها .


رسمت علي وجهها إبتسامة صغيره مُقتنعه بحديثه ،فهي لا تقدر علي تكذيبـه ،قائلاً الي زوجها الذي تهلل وجه من الفرحه :


_ أنا طالعه ....أبـقي هات الشنطه و أنـتَ طالع ...


_ من عنيا يا حبيبتي.


ثم أتجهـت إلي المصعد كي تصعد الي شقتها ،نظر "حسن " ناحيه الحاج "حلمي" بسعادة شاكرا إياه مُتحدثً بإمتـنان :


_ متشكر جداً جداً يا حاج ....دي كانت رأسها والف سيف تمشي دلوقتي علي بيت أهلها ...


_ بتـشكـرنـي علي إي يا بني ده الحقيقه الواد اتقبض عليه خلاص ....روح أنـتَ يلا أطلع لمراتك الفجر قرب يأذن...


_ هي الست غاليه عامله ايه دلوقتي ...؟!


هتف بحزن شديد قائلاً وهو يَهمُ بالرحـيل :


_ لسه يا بني محدش كلمني،آخر مرة كلموني كانت لسة في العمليات....قلبي واكـلني عليها أوي.


_ أن شاء الله تقوم بالسلامه يا حاج متقلقـش ....ربنا كبير ...


_ ونعمه بالله.....يلا أطلع أنـتَ مراتك زمانها مستنـياك .


الصفحة التالية