-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 13 - 1 - الثلاثاء 12/3/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الثالث عشر

1

تم النشر الثلاثاء

12/3/2024



أصبحت قريبة من المكان المُتفق عليهِ لتلك المقابلة، فـ أوقفت السيارة علي جنبٍ، من ثُم هبطت بإستعجال، حملت حقيبتها، بينما كانت تعدلُ من ملابسها الصيفية الخفيفة نظرًا لتحسن الجو، تقدمت من الداخل بخطوات سريعة، بعد أن هاتفت" علاء" قبل قليل، وأخبارها أنهُ لم يأتي من الأساس لأنه قد جائته مأمورية هامة، وها هو في طريقهِ إليها....... 


كان المكان مُمتلئ بالأناس في كل رُكن من المطعم، أنهُ نفس المطعم الذي تقابلاَ فيهِ المرة الماضية، وقد كان المكان من تحديدهِ هو، لا تعلم لماذا يُفضل هذا المطعم علي وجهِ الخصوص، أقتربت من نفس الطاولة أيضًا التي جلسوا عليها سابقًا، وجدتهُ يجلسُ بإرياحية يعبث بهاتفهِ وعلي ما يبدو أنه جاء قبلها حيث كان يرتشفُ كوبًا من القهوة، رسمت إبتسامة هادئة علي شفتيها، قائلة بينما كانت تنزعُ نظارتها الشمسية: 


_مساء الخير..... آسفة جدًا علي التأخير. 


أعتدل في جلستهِ، وترك كوب القهوة، رد عليها التحية بهدوء أثار قلقها من أن يكون مازال غاضبًا منها، بالطبع مازال هكذا، فملامحِ وجههِ تُوحي بذالك، فقد كان جالسًا بلا مُبالاة و ينظر لها بنظرات خالية من أي تعبيرات، لم تستبشر خيرًا في تلك الجلسة...... 


لم يتفوه بأي حديث، ودام الصمتُ بينهم قليلاً، فحمحمت هي تبدأ الحديث قائلة بنبرة مُتأسفة: 


_أنا آسفة جدًا علي أسلوبي الغير لطيف المرة اللي فاتت؟ 


_تشربي أي؟ 


سألها مُقاطعًا حديثها، مما أثار الضيق بداخلها فكيف لهُ أن يُقاطعها بتلك الطريقة، كظمت غيظها، تقولُ في نفسها أنها كانت مُخطئة وهذا أبسط رد فعل منهُ، تغاضت عن قطعهِ لحديثها بطريقة مُهينة من وجهة نظرها، قائلة: 


_مرسي مُتشكرة مش عايزة أي حاجة.....


دام الصمت مرة آخري، شعرت بالضجر وتوتر الأجواء من حولها، كان ينظر لها مُنتظرًا حديثها التي طلبت مُقابلتهِ من أجلهِ، لكنها لم تتحدث، بسبب أنها شعرت بالإحراج الشديد من بروده المُستفز، فقرر هو الحديث، قائلاً: 


_ أظن أنك مش جايباني هنا علشان تسكتي؟. 


للمرة الثانية يتفوه بكلمات باردة مُهينة لها، إلي هُنا وكفا، لن تُعطي لهُ الفُرصة في إهانتها ثانيتًا، فأمسكت بنظارتها وحقيبة يديها أستعدادً للرحيل، قائلة قبل أن تنهض: 


_أنا كنت جاية أعتذرلك علي اللي حصل مني المرة اللي فاتت بس شكل حضرتك مش قابل أعتذاري ولا عايز تسمعه أصلا..... يبقي القعدة دي ملهاش لازمة بعد أذنك يا حضرت الضابط


نبست بكلماتها ثم نهضت، لم يكن يتوقع أن هذا سيكون رد فعلها، فترك تقمصهُ لدور الغاضب، وترك تلك الشخصية الباردة التي لبستهُ مُنذ أن جلس معها: 


_أستني يا سمر!. 


وقفت بمكانها ولم تلتفت له، وعلي وجهها ظهرت إبتسامة واثقة، ثم سريعًا بدلتها بمعالم الجمود، قائلة ببرود مُماثل لبرودهِ معها: 


_نعم؟ 


_أنا آسف..... اتفضلي تعالي أقعدي، متزعليش!. 


عادت أدراجها مرة آخري إلي الطاولة، من ثم جلست، وضع هو مرفقيهِ أعلي الطاولة قائلاً بإبتسامة أحتلت مكان الجمود السابق: 


_مفيش داعي للإعتذار.... حصل خير؟ 


نبست بشك: 


_مُتأكد أنك مش واخد علي خاطرك..... أنا عارفة أن أسلوبي مكانش ألطف حاجة، بس معلش يعني كُنت مضايقة شوية، وبصراحة أنت فجأتني!. 


أرتفعت ضحكاتهِ قائلاً بمرح أعتادت عليهِ مُنذ أن رآته لأول مرة: 


_حاسس أني سمعت الجُملة دي في فيلم قبل كده...... علي العموم انأ مش زعلان، أنا فعلاً أتسرعت وحطيتك في ضغط، واللي أنتِ عملتيه كان رد فعل طبيعي جدًا... أتمني أن أنتِ إللي متكونيش زعلانة؟. 


هزت رأسها بالسلب قائلاً: 


_لا هزعل لي؟ 


ثم أكملت قائلة ببعض الخجل مما ستقول: 


_طيب أي... يعني أحممم أنتَ لسة علي رأيك، يعني..... أنتَ فاهم بقا؟ 


قهقها ضاحكًا علي مظهرها وهي خجلة وعبثها بخُصلات شعرها بُني اللون، حمحم، ثم أبتسم يرفعُ عنها الحرج، قائلاً بتفهم: 


_أيوه لسة عايزة أتجوزك، لو مكنش عندك مانع يعني؟. 


_أنا معنديش مُشكلة فيك أنتَ.... 


رفع حاجبيهِ قائلاً: 


_أومال


تنهدت، ثم أخذت تشرحُ له وجهة نظرها: 


_المشكلة كلها في أننا يُعتبر منعرفش بعض أصلاً، يعني الظروف اللي أتقابلنا فيها كانت غريبة جدًا


_بصي يا سمر، أنا زي ما قولتلك المرة إللي فاتت، أنا راجل دُوغري ومُستعد أتقدم النهاردة قبل بكره، أنا مش عيل لسة هيكون نفسه.... 


_أنا فاهمة كل ده.... بس أنا عايزة أننا نيدي للعلاقة دي فرصة، يعني بحيث أننا نكون أتعرفنا علي بعض أكتر، وممكن نعرف بعض اكتر ونواجه مشاكل تخلينا منعرفش نكمل، فبتالي لو نفس المشاكل دي حصلت وأحنا متجوزين ساعتها هتبقي الخساير كتيرة


❈-❈-❈


وقف أمام المرآءة المُتواجدة بغرفةِ الأطفال الغُرفة التي أتخذها مُنذ البداية غرفة لهُ، وبما أن حالة"غالية"الصحية قد تحسنت وتعافت، فـ ليس هُناك داعي لنومهِ معها بنفس الغُرفة، علي الأقلِ لحين أن يُرتب أموره ويُنفذ ما خطط لهُ سابقًا، ومن بعد أن تسير الأمور كما يُريد، أول شئ سيفعلهُ هو أعطاء علاقتهم فرصة آخري لتكون حياتهم طبيعية مثلهم كمثل أي زوجين...... 


بعد ليلة طويلة قضاها"عُمر"في التفكير في ما آلت إليهِ الأمور؟، وجد أنه قد أعتاد علي الحياة هُنا، وشعر أنهُ وسط أهلهِ وليس بغريب بالمرة، ويكفي أنهُ وصل إلي مكان يبحث عنهِ طوال حياتهِ التي مضاها تحت رأية والدهِ، وهي "الحُرية"، الحرية ثم الحرية، حُرية الفكر، حرية أتخاذ القرارات، حرية أختيار نمط حياتهِ، حرية العيش كما يُريد هو،وبما أنهُ أصبح مُستقل ماديًا وأصبح يمتلك عمل ومكانة كبيرة لدي والد زوجتهِ، وأصبح لديهِ رأتب شهري مُمتاز، وأيضًا مسكن، أذًا ها هو أستقل أخيرًا، أذًا لماذا الإختباء...... 


إلي متى سيظلُ هكذا هاربًا، وبعد أن فكر كثيرًا وكثيرًا في تلك الخطوة، حسم أمرهِ، وقرر أن يُواجه والدهِ، أو يذهب إلي منزلهم ويطمئن علي والدته وشقيقاتهِ، ترك فكرة الذهاب لوالدتهُ جانبًا الآن إلي أن يحين وقتها المُناسب، وعزم علي الذهاب لزيارة والدهِ، زيارة مُفجأة...... 


التقط هاتفهِ سريعًا وأستعد للرحيل.



الصفحة التالية