رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 13 - 2 - الثلاثاء 12/3/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر الثلاثاء
12/3/2024
بعد مُدة ليست بقصيرة، كان يصفُ سيارتهِ الجديدة والتي أشتراها من مالهِ الخاص، وأيضًا أكمل بـ المُتبقي من الأموال التي أخذها من البنك من حساب الشركة، هبط من السيارة بملابسهِ الكاچول المُريحة، ما أن رآوه العُمال والحرس، أنفتح فمهم علي آخرهِ من الصدمة، لا يصدقو أعينهم، تقدم هو منهم يُلقي التحية، فردو عليهِ ومازالوا تحت تأثير الصدمة، بخطوات سريعة كان قد صعد إلي الأعلي علي درجات السُلم ورفض أن يصعد بالمصعد الكهربائي.......
ماهي إلا دقائق وكان يقف أمام مكتب والدهِ، ما أن رآتهُ السكرتيرة أنتفضت واقفة بصدمة هي الآخري، فهي وكُل من بالشركة يعلمون أنه ترك المنزل،برغم أن"يوسُف"رفض الإعتراف بذالك،قائلاً أنه قد سافر لمتابعة العمل،لم يصدقوه بالطبع،فالخبر الذي كان يُنير المجلات،والجرانين،جاء ونفي كل ماقال،وأكد لهم صحة ما سمعوه في البداية، حمحمت مُرحبة بهِ:
_عُمر بيه أهلاً وسهلاً.... حمدالله علي السلامة؟
_آلله يسلمك....بابا موجود جوه؟
هزت رأسها إيجابيًا، وقد نسيت تمامًا أنه سبق ونبها عليها أن لا يدخل إليه احدٍ، لكن هذا والدهُ، كيف لها أن تمنعهُ من الدخول، لذا تابعت قائلة:
_أيوه اتفضل.... أتفضل هو جوه.
طرق طرقات خفيفة علي باب المكتب فـ لم يأتهِ ردً، ففتح الباب، ودلف، وجد والدهِ، جالسًا شاردًا، وقد ظهر ذالك واضحًا، عندما لم يستمع إلي صوت طرقهِ علي الباب، ثواني وقد أنتبه لوجودهِ، أمامهُ، فأنتفض واقفًا، يُطالعهُ في البداية بنظرات حنونة مُشتاقة، وقد لاحظ هو ذالك، لكن ثواني وقد تبدلت ملامحهِ إلي الغضب
ظلت حرب النظرات بينهم قائمة إلي عدة ثواني، كانت نظرات "عُمر" مُتخبطة، لا يدري أكان ينظرُ إليهِ بنظرات مُتضايقة منهُ، أمّ نظرات حنين إليهِ، لِمَ لا فهو والدهِ مهما حدث، قطع الصمت صوت"يوسُف"الصارم يقول بنبرة يُغلفها القسوة :
_أي إللي رجعك؟
أرتفعت زاوية فمهِ بسخرية، قائلاً:
_ كنت فاكر أن غيابي الفترة دى هيقدر يغيرك من نحيتي، بس للأسف أكتشفت إني غلطان....
أعتقادهِ كان صحيحًا، نعم هو قد أدركَ قيمتهِ، ولأول مرة يشعر أنهُ ضعيف إلي هذا الحد من غيرهِ، لكن ببراعة أخفي كل تلك المشاعر الحانية وراء كبريائهِ وقسوتهِ، وهتف بنبرة حادة:
_يا ترى القرشين اللي كانوا معاك خلصوا وعايز فلوس.....
نهض من مكانهِ، مُكملاً حديثهِ بنبرة ساخرة، مُستهزئة:
_لا خلصت أي؟ ده أنا نسيت إنك سارق مليون جنيه، وأكيد ملحقتش تضيعهم!.
_أنا مسرقتش حاجة، دي فلوسي، الشركة دي واقفت علي رجليها وبقت من احسن الشركات بفضلي أنا، ورغم كده كنت بتعامل زيي زي أقل موظف هنا........أعتبرها مكفأة نهاية الخدمة!.
خرجت كلماتهِ غاضبة مُنفعلة، فقد أتهمهُ بالسارق، كيف له أن يسرق أموال هي لهُ من الأساس، أستمع إلي كلماتهِ ومازالت معالم السُخرية تحتل وجههِ، فنبس بغرور:
_الشركة دي مكتوب عليها يوسُف التركي، يعني مجهودك أنتَ أو اقل عامل هنا، بيندرج تحت أسم التركي اللي مالي الأسواق ومسيطر، يعني ملكمش وجود في حضرتي يا أبن أمك.....
لن ينفعل ولن يثور، هو فقط سيقول ما جاء من أجلهِ ويرحل، أستعدادًا لبدء حياة آخري قد أختارها لنفسهِ، هذا ما أتخذهُ قرارً بداخلهِ، لذا هتف بنبرة حاول جاهدًا أن تخرج هادئة غير مُنفعلة:
_وأنا مش عايز يبقي ليا وجود.... أنا أخترت بنفسي أن اسيب كل حاجة وأدور علي حياة شبهي وأبقي مبسوط فيها..
قاطعهُ قائلاً:
_ شوية كلام خايب بتقنع بيه نفسك....أنتَ كنت عايش عيشة كل إللي حواليك بيتمنو يوصلوا لنصها، بس تقول أي بقا فقري زي الست الوالدة...
_العيشة إلا أنتَ بتتكلم عنها دي، كانت زي السجن بالنسبة ليا، مكنش عندي حق اختيار أي حاجة، ده أنا يمكن كنت بأكل من أختيارك..
_علشان أنا أبوك ومن حقي أوجهك للطريق الصح، ولا كنت عايز أبن يوسُف التركي يبقي عيل صايع؟
لا يدري لِمَ تحجرت الدموع في عينيهِ، جاهد أن تظل مُحتجزة بداخل جفونه، لا يُريد أن يُظهر لهُ ضعفهِ فيستغله، لا يُريد أن يُظهر له كم يود الإرتماء بأحضانهِ، هتف قائلاً بصوت مهزوز:
_أنا كنت عايز أبقي عُمر، عُمر وبس، مكنتش عايز أبقي أبن يوسُف التركي، مكنتش عايز أبقي مُقيد بحاجات أنا رافضها لمجرد إني أبنك، كان من حقي أعيش زي ما أنا عايز مش زي ما أنت عايز، لمجرد أن أبنك ده ميدكش الحق في أنك تتحكم في كل كبيرة وصغيرة في حياتي؟
_طبعاً ليا الحق، أنتَ أبني، وأنا أبوك..... وبعدين أنتَ راجع تاني لي، علشان تقول الكلمتين الخايبين دول؟
تيقنَ أن الحديث معهُ لن يُجدي نفعًا أبدًا أبدًا، كان ذالك متوقعًا مُنذ البداية، ماذا كان سيتوقع منهُ غير ذالك:
_لا مش جاي أقول الكلمتين الخايبين دول... الكلمتين الخايبين معادهم فات، أنا جاي بس أقولك إني مش مستخبي ولا هربان من حاجة، بالعكس، أنا دلوقتي مُستقل ذايتًا، وبقي عندي حياة بعيدة عنك، يعني الحيوان الأليف إللي كنت مربيه خرج عن طوعك وأتمرد عليك.....
كانت تلك آخر ما نطق بهِ قبل أن يستعد في المغادرة، وصل إلي الباب، وقبل أن يخرج، عاود بنظراتهِ إليه قائلاً:
_وآه نسيت أقولك أنا أتجوزت.....
❈-❈-❈
خرجت من غُرفتها مُهرولة بخطوات هرجاء سريعة، بعد أن هتافتها سكرتيرة عمها، وأخبرتها أن "عُمر" بالشركة، لم تدري بنفسها إلا وهي ترتدي ملابسها بسرعة كي تلحق بهِ وتراه، وما أن خرجت إلي حديقة المنزل، وجدت آخر شخص تتمني رؤيتهِ، لا تدري لماذا أرتعشت أوصالها ما أن أستشعرت وجوده، و ما أن رآتهُ داهمتها اللحظات الأليمة التي عاشتها معهُ.....
كانت تنوي المُغادرة سريعًا دون حتى أن تُعيرهُ أدني أهتمام، لكن أوقفها صوت والداتها تُنادي بأسمها، عادت إلي حيثُ كانت تجلس، تنظرُ إلي "تامر" بنظرات مُتقززة مُحتقرة، بينما بادلها هو بنظرات غاضبة حارقة...
_رأيحة فين؟
نطق بها المدعو بزوجها بغلظة، وضعت هي يديها أسفل صدرها بتحدي وضيق، قائلة:
_وأنتَ مالك...ثم أنتَ بتعمل أي هنا؟ عايز أي تاني مش خلاص أتنازلنا لك عن كُل حاجة وخلاص هنتطلق عايز أي تاني؟
أبتسم إبتسامة صفراء، قائلاً بخبث:
_أي ده يا حماتي هو أنتِ مقولتلهاش ولا أي...
نظرت الآخري إلي والداتها بنظرات مُتسائلة، فأخفضت "ليلي" رأسها بخذي، تابع هو كلماتهِ:
_مش أنا غيرت رأيي ومش ناوي أطلقك.....
جحظت عينيها بعدم تصدق، من ثم صرخت بهِ في أنفعال:
_نعم..... علي جُثتي أن أرجعلك.... أنتَ أكيد بتهلوس، شكل المخدرات لحست دماغك...
_ما تتلمي بقا.
قاطعها صارخًا بها بعنف، لكنها لم تُعطي له الفرصة في التمادي عليها، فقالت نبرة عالية غاضبة:
_وطي صوتك، أنتَ جاي تزعق لي في بيتي، ده أنا بأشارة مني أخلي الحرس يشربو من دمك.
أجابها هازئًا:
_أي ده أي ده؟ ده القطة كبرت وبقت بتخربش.!!
زفرت بضيق، تذكرت مشوارها، فتعجلت في أنهاء هذا الحوار السخيف، مُتغاضة عن صمت والداتها الغريب هذا، قائلة بتوعد:
_أبعد عندي يا تامر، وإلا بقا...
_أيوه وإلا أي يا قطة؟
_لا دي خليها مفجأة بقا.....
رمت بكلماتها، من ثم فرت هاربة، لم تُبالي لنداء والداتها عليها...