-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 14 - 1 - الأربعاء 13/3/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الرابع عشر

1

تم النشر الأربعاء

13/3/2024



الساعة تُشير إلي الحادية عشر صباحًا، وقفت هي بنشاط في مملكتها الخاصة مطبخها، تُعد الطعام بكل همة، تركت" عُمر" نائمًا، فاليوم لديهِ أجازة، فتركتهُ ينام كما يشاء، أستيقظت هي في التاسعة صباحًا، وجدتهُ بجانبها ينام بكل إرياحية وهدوء، كم بدت ملامحهُ بريئة هادئة وهو نائم، وقد تبدلت ملامحهِ الحزينة المُتشنجة، إلي آخري مُرتخية، أرتاحت قليلاً فكم كانت قلقة من أجلهِ، بسبب حالتهِ الغريبة ليلة أمس...... 


صوت كوكب الشرق أم كلثوم يملئ جُدران المطبخ، وهي تتحرك بنشاط وحيوية، تُعد كل ما لذ وطاب بنفسٍ راضية سعيدة، الأجواء من حولها تبعثُ السرور علي الأنفُس فكيف لها أن تكون غير ذالكَ، وضعت صنية الكعكة بداخل الفُرن، من ثم أغلقتهُ مُنتظرة نتيجة مجهودها في صُنعها، ألقت نظرة خاطفة علي الأناء فوق البُوتجاز، وجدتهُ قد أصبح ناضجًا، فأغلقت عليهِ فورًا.....


كانت مُندمجة مع الألحان العذبة، وتتمايل بنعومة ودلال مع الموسيقي: 


_صباح الخير؟ 


كانت تلك كلمات "عُمر"الذي حضر للتو، أنتفضت من مكانها بخضة، ألتفتت إليه بفزع، بينما وضعت يديها أسفل صدرها قائلة بأنفاس عالية: 


_خضتني؟ 


_سلامتك من الخضة.... 


أخذ نظرة خاطفة إلي أجواء بالداخل قائلاً بأبتسامة زينت محياه: 


_بتعملي أي؟ 


_بعمل الغدا... 


عقد حاجبيهِ: 


_غدا أي ده لسة الساعة حداشر ونص؟ 


_مش بدري أوي يعني..... بس أنتَ نمت كتير أوي؟


حك مُؤخرة رأسهِ بإحراج، فهو أيضًا مُستعجبً، أنه ولأول مرة ينام بكل هذا العمق، ولهذا الوقت المُتأخر، مُنذ أن أستقر هُنا، فأول ما أرتمي بأحضنها فغرقَ في النوم دون التفكير في أي شيء، فقط نائمًا بكل هدوء وسلاسة. 


فأجاب قائلاً: 


_فعلاً.... بقالي فترة منمتش كده، أظاهر أن حُضنك لي سحر تاني.. 


قال آخر كلماتهِ غامزًا بمُشاكسة، فأحمر وجهها، ولكي تُداري خجلها تصنعت أنها مُنشغلة بإنهاء الطعام،تقدم هو إلي داخل المطبخ، قائلاً وهو يتفقد الأواني: 


_أنتِ طابخة أي.....أنا شامم ريحة تجنن هي إللي جابتني من عز نوني. 


_أنا طابخة محشي..!. 


_واو محشي...... أنا شكلي هبقي مُدمن للأكل من إيدك؟ 


بإبتسامة حانية، نبست قائلة: 


_بألف هنا؟ تحب تأكل دلوقتي الأكل خلاص جاهز... 


_ياريت لحسن أنا جعان جدًا جدًا...تحبي أساعدك؟ 


هزت رأسها نافية: 


_لا متتعبش نفسك، أطلع أنتَ حضر السُفرة. 


_حاضر، أنا أصلا أحسن حد يحضر السفرة... 


أرتفعت ضحكاتها تعقيبًا علي حديثهِ، بينما خرج هو إلي الخارج كي يُعد السُفرة كما طلبت...... 


❈-❈-❈


بعد أنتهاء الطعام، نهضت هي تُلملم الأطباق، وتأخذها إلي المطبخ، نهض يُساعدها في تنظيف السُفرة من ثم قال بعد أن أنتهو: 


_غالية ممكن أتكلم معاكِ شوية؟. 


_آه حاضر هعمل شاي وجاية... 


_أنا مستنيكِ في البلكونة طيب!. 


أختفت بالدخل لعدة دقائق قليلة، من ثم خرجت تحملُ صنية بها أطباق مُمتلئة بالكعكة ألتي أعدتها سابقًا، وأكوابًا من الشاي،قد أعدتهم للتو، دخلت إلي الشُرفة وضعت الصنية علي المنضدة الصغيرة، من ثم جلست، قدمت له طبق الكعك الخاص بهِ..؟. 


_تسلم إيدك... 


_بألف هنا. 


أخذ يرتشف من كوب الشاي بتمهل، مُتلذذًا بطعمهِ الذي أدمنه في الفترة الأخيرة، بينما هي ظلت تُتابعهُ بنظراتها التي شملتهُ، مُنتظرة أن يتحدث، فيما كان يود قولهِ، وضع كوب الشاي، من ثم أعتدل وأصبح في مواجهتها مُباشرةً، قائلاً: 


_دلوقتي أنتِ بتسألي يا تري أنا عايزة أتكلم معاكِ في أي؟ 


_أتكلم أنا سمعاك..... 


حمحم ثُم بدأ في سرد كل ما خطط له وكل ما يجول بخاطرهِ قائلاً: 


_غالية أنتِ لي مسألتيش عن أي حاجة تخص حياتي إللي فاتت.... 


ببساطة أجابتهُ بإجابة كان هو قد قالها لها من قبل: 


_علشان ده يُعتبر ماضيك.. وأنا ميخصنيش أني اسأل في حاجة تخص الماضي ده طالما حصل من قبل ما تعرفني... 


ضيق عينيهِ يهتف بمرح: 


_بتردهالي يعني؟ 


_مش بالضبط أوي...!!. 


ضحك مُسترسلاً: 


_أو بالضبط عادي..... أنا فعلاً قولتلك الكلام ده قبل كده، بس عايزك تفهمي أنا لي قولت كده، علي فكرة هو من حقك تسألي وأنا أرد غصبن عني كمان، بس ساعتها أنا مكنتش حابب أتكلم في حاجة بخصوص إللي فات


تنهد مُكملاً حديثهِ بنبرة جادة: 


_أنتِ شوفتي صورتي إللي كانت نازلة علي الخبر.....والمفروض أن ده دافع أقوي يخليكِ تسألي وتصّري علي أن أجاوب لأن ده حقك.... بس لا أنتِ معملتيش كده، أنتِ سكتِ، ممكن أفهم سكتِ لي؟ أنا كنت مستنيكِ تسأليني؟ 


_زي ما قولتلك علشان ميخصنيش،!. 


_أنتِ علقتي ولا أي؟!. 


فلتت منها ضحكة صغيرة، أظهرت أسنانها البيضاء المرصوصة بعناية، أبتسم هو تلقائيًا لإبتسامتها، قائلاً: 


_خلينا نتكلم بجد لي مسألتنيش؟ 


رجعت بجسدها إلي الخلفِ، قائلة بتنهيدة: 


_يعني قولت أكيد هترد عليا نفس الرد وتقولي أنتِ مالك


نفي حديثها قائلاً: 


_أكيد مكنتش هقول كده....طيب بصي أتفضلي أسالي دلوقتي عن أي حاجة أنتِ عايزة تسألي فيها، وأنا جاهز للرد بكل صراحة ومصداقية!. 


_لي بتقول كده دلوقتي.... أحممم يعني مش فاهمة بصراحة التغيير المِفاجئ ده! 


_يآه دي حكاية طويلة أوي.... هحكهالك بعدين دي يطول شرحها


مال بجذعهِ إلي الأمام، ثم ألتقطت يديها بين راحتهِ، قائلاً بنبرة رخيمة حانية: 


_غالية أنا آسف علي كل أحساس وِحش حستيه بسببِ، أنتِ متعرفيش حياتي كانت ماشية أزاي أنا كل حاجة كانت متلخبطة وكُنت تايه، لحد ما لقيت نفسي معاكم هنا.....كانت خطوة كبيرة أوي أني أسيب حياة مُرفهة وأجي أتمرمط في مكان أنا معرفوش ومع ناس أنا معرفهاش...... 


كلماتهِ كانت غامضة بالنسبة لها، لا تفهم ثُلث كلماتهِ، لاحظ هو تبدل معالم وجهها إلي الأستغراب وعدم الفهم، فأكمل قائلاً يسرد عليها بطريقة أكثر وضوحًا: 


_بس كنت مُضطر أخد الخطوة دي وخدتها....ربنا وقف معايا والحمدلله متبهدلتش زي ما كنت متوقع، قابلت أكتر رأجل أنا مديون ليه برقبتي، عمل معايا إللي معملهوش أبويا، وقف جنبي، مع أنه ميعرفنيش، شغلني معاه وأمن لي وخلاني دراعه اليمين وبقي بيثق فيا ثقة أنا أستغربتها، والأهم من كل ده جوز بنته ليا وآمن عليها معايا....


الصفحة التالية