رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 14 - 2 - الأربعاء 13/3/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر الأربعاء
13/3/2024
كان يتحدث بهدوء، ولكن بداخل عينيهِ كانت هُناك عاصفة، لاحظت هي لمحة طفيفة من القهر آثر ما يقول، بينما هو مازال مُمسكًا بيديها، وعينيهِ مصوبة علي عينيها مُباشرةً دون أن يحيد عن النظر إلي داخلها بتمعن:
_غالية أنا لقيت نفسي وسطكم، وخلاص اتأقلمت وحبيت العيشة هنا، أنا حاسس إني واحد من هنا وإني مش غريب، أنا خلاص قررت إني هكمل الباقي من عُمري هنا، وعايزك تساعديني...
عقدت جاجبيها:
_أزاي
_أنك تقفي معايا، غالية أنا عايز أكمل حياتي معاكِ، بس عايز نيدي لبعض فُرصة نعرف بعض ونقرب من بعض، حياتنا بالشكل ده مش هتنفع، أنا عارف أن ظروف جوازنا كانت غريبة وكل حاجة مشيت بسرعة، بس أحنا بأدينا نصلح كل حاجة..... عايزة نبدأ من الأول كأننا لسة في فترة الخطوبة وبنتعرف علي بعض.
صمتت لم تجد ما يُمكنها قولهِ، تفهم هو موقفها، فبدأ بالحديث مرة آخري قائلاً بكل مصدقية:
_عارفة أنا لو حد كان قالي إني هيحصل لي إللي حصل ده، وإني هعيش هنا وكمان أتجوز من هنا، ساعتها كُنت قولت عليه مجنون، غالية أنتِ زي ما قال الحاج جوهرة، بس أنتِ إللي مش عارفة قيمة نفسك، في الفترة الصغيرة إللي أتعاملت معاكِ فيها فهمت قد أي أنتِ أنسانة طيبة جدا ونظيفة من جواكِ،وتستاهلي كل خير.
بنبرة مُترجية أكمل:
_وأنا بطلب منك فرصة تانية وعارف أن قلبك كبير وهتوافقي وتسامحني عن أي حاجة حصلت مني في حقك، عايز حيانتا مع بعض تبقي طبيعية وكويسة، يمكن مفيش حُب بينا دلوقتي بس فيه أحترام ومودة، ومين عالم يمكن الحب ييجي بعدين...
قاطعتهُ في عقلها، وقلبها يصرخ فيهِ، قائلاً أنه بالفعل يوجد هُناك حب بينهم، يوجد حُب يُكَنُ لهُ بداخلها، تعترف لهُ في صمت أنه بالفعل قد أحبتهُ لا تدري كيف ومتي؟ لكنها وجدت نفسها هكذا تُحبه، وكأنهُ أحتل قلبها دون سابق إنذار، وخضع لهُ قلبها التي طالمَا عاهدت نفسها أنها لن تسمح لهُ أن يخضع لأي أحدٍ مهما حدث، ولكن عصها مُتمردًا بحبهِ لهُ
هل سمع أحدكم أصوات دقات قلبها التي تقرع كالطبول البلدي، هذا كثيرًا عليها ولا تعي علي أستيعابه، أمس يأتي من نفسهِ ويرتمي بأحضنها هربًا من كل شيء، والآن يقول كلماتهِ تلك، ظلت صامتة تُعيد علي مسامع نفسها ما قاله للتو، أبتسامة كبيرة أحتلت ثُغرها لا إراديًا، تهلل قلبهِ ما أن رآي أبتسامتها العذبة، هنا تأكد أنها تفهمت مع يقول وأدركته أيضًا ووافقت عليهِ من كل قلبها، أرتاح قلبهِ وشعر أنهُ كان هُناك عبء كبير وقد إنذاح، وجاء مكانهِ سعادة وتفائل بالمُستقبل القادم.
❈-❈-❈
"في اليوم التالي".
هبطت من سيارتها الفاخرة، تُطالع المكان من حولها بتقزز وإشمئزاز، رافعة رأسها بتعالي، تنظر إلي كل شئ حولها بتعجب شديد، هل حقًا هناك إناس يعيشون في مثل تلك الأماكن؟! كانت تظن أن تلك الامكان توجد فقط في الأفلام والمسلسلات، وليس لها وجود في الحقيقة، لكن ها هي تقف في أحدي تلك الأماكن النائية بالنسبة لها، وزعت نظراتها المُستغربة حول البيوت والبنايات المُتلاصقة لبعضها البعض بترابط أثار نفورها ، أيعقل أن" عُمر "يقطن هنا!؟.......
زفرت بضيق تعدل من نظارتها الشمسية تُغطي بهم عينيها الفيروزية، أخذت تسير بهدوء وغرور يليق بها، ضيقت عينيها بغيظ من نظرات الجميع إليها، للحظة شعرت بالريبة خاصة من نظرات تلك السيدة المُسنة التي كانت تُطالعها بنظرات غريبة نوعًا ما، لاحظت أنها تنظر إلي ملابسها، بحركة تلقائية أخذت تعدل من كنزتها الصغيرة التي تحتضن جسدها النحيل، لكن السيدة ضربت كفيها ببعضهم البعض بإستعجاب مُتمتة ببعض الكلمات التي لم تفهمها..... زفرت الهواء براحة بعد أن رحلت عنها بنظراتها الغريبة تلك، كانت تشعر بالخوف من نظراتها للحظة ظنت أنها ستنقض عليها......
_القمر عايز مين.....
أنتفضت مفزوعة، صارخة بصوتها الانوثي، وللحظة شعرت أن حلقها أصبح جاف من شدة خوفها، اخذت تُطالع الماثل أمامها بغضب صارخة به بغرور وتعالي:
_نعم..... أنتَ بتـكلمني أنا!!
إبتسامة جانبية لاحت أعلي ثغرة، ونظراته تفترسها كُليًا، شعرت هي بالتقزز من نظراته الجريئة نحو جسدها، وتلك الحركة الشعبية التي يمسح بها علي جانب فمه ومازلت البسمة تحتل ثغره، أغتاظت بشدة منه صارخة به مرة اخري:
_متحـترم نفسك أنتَ بتبصلـي كده لي؟! .
_براحة علي نفسِك يا زبادي محموقة لي كده....
رفعت حاجبيها بإستغرب، ثم رمشت بأهدابها عدة مرات مُتتالية تحاول إستيعاب ما قاله للتو، صارخة بوجه بملامح مُمتعضة غاضبة:
_نعم! هي مين دي إلا محروقـة!؟ أنتَ مجنون؟.
صرختها بصوتها العالي هذا جذب إنتباه المارة من حولهم، والذين هم منجذبين من الاساس يُطالعونها بظرات لم تفهم المغزي منها بتاتًا:
_مالك بس حامي لي كده يا زبادي.... إهدي كده أنا الغلطان أني عايز أساعدك وأشوفك جاية لمين، شكلك مش من المنطقة هنا؟
بنبرة مُتعالية أجابته وهي تنظر الي المكان بنفور تام:
_أكيد طبعًا مش من المكان هنا...... أنا أعيش في المكان المُقرف ده يستحيل؟
_ولي الغلط بس يا زبادي...؟
كادت ترفع حقيبتها وتضربه بها فوق راسه لعله يكفه عن النظر الي بنظراته التي تُثير ريبتها، نفخت أودجها بغيظ مكتوم قائلة:
_أولاً مسميش زبادي....... أنا كنت عايزة أسال عن بيت الحاج....... الحاج، أستنا نسيت، كان أسمه الحاج أي ياربي مش فاكرة.
حاولت التذكر، فاركة مُقدمة رأسها، قائلة بعدها بعدة ثواني:
_آه الحاج حلمي، تاجر القماش، تعرف بيته فين...؟؟
_الحاج حلمي ده أشهر من النار علي العلن، شايفة المحل الكبير إلا قدامه ناس كتير ده، هو هتلاقيه هناك كده.....
قال جملته الاخيرة وهو يُشير إلي إحدى محالات الحاج "حلمي"، حيث كان قريب من موقعهم، تحدث مرة اخري بفضول:
_إلا قوليلي أنتِ عايزة الحاج حلمي لي..؟!
طالعتهُ بأذدراء ونفور:
_وأنتَ مالك يابني أدم يا سمج أنت.....
هذا آخر ما تفوهت به قبل أن تسير من امامه تتجه ناحية المحل، تقدمت من حيث يقبع المحل وجدته مُزدحم كثيراً، إذا كيف ستدخل إليه، بالتاكيد لن تدخل في وسط هذا الحشد، ياله من تفزز.