رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 15 - 2 - السبت 16/3/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر السبت
16/3/2024
فتح طاولة الشطرنچ، وبدأو في اللعب، وأندمجت هي في أجواء اللعب، وقد نسيت تمامًا حزنها، وكأنها قد أخذت غفوة منهُ، صبت جم تركيزها في الشطرنچ، لـطالما كانت"غالية"من عُشاق تلك اللُعبة، فهي مُنذُ صِغرها وهي مُحبة لتلك اللُعبة بفضل والدها الذي يعشق لعبة الشطرنچ وقد تعلمتها علي يديهِ، وأصبحت مُحترفة فيها، وحتي الأن مازالت لُعبتها المُفضلة، تتذكر حينما كانت في التاسعة من عُمرها كان والدها يودُ أن يشتري لها عروسة لُعبة مثلها كمثل الأطفال في عُمرها، لكنها رمت بها وقالت لهُ أنها تود لعبة شطرنچ جديدة بديلة للتي عِندها، فذهب حينها وأتي لها بواحدة.....
تتذكر أيضًا أنها حينها ظلت تلعب بها لمدة خمس ساعات، حتي أنها كانت تُجبر والداتها علي اللعب معها رغمًا عنها في حين غياب والدها، مع أنها لا تفهم بها أي شيء، صرخت "غالية" بحماس، وأخذت تُسقفُ بيديها كالأطفال قائلة بسعادة:
_كش ملك.....وكسبت، وكسبت وكسبت، خمسة عليا والله أنا مبهورة بيا؟
_تعالي نلعب دور تاني، والمرة دي هكسبك...
رفعت رأسها بتعالي وغرور مُصتنعين قائلة بتحدي:
_بتحلم... يلا دور تاني، بس لو أنا كسبتك تاني
_عايزة أي؟
هتفت بحماس:
_عايزة أجدد بُرج الحَمَام بتاعي؟
_يادي بُرج الحَمام إللي مش بستفاد منه حاجة ده، يا بنتي سيبك منه وخلينا ندبحهم أهو نستفاد منهم حاجة من ساعة ما عملت لك البُرج وأنا مشوفتش، منك أنشالله بيضة مش حمامة....
ضيقت عينيها بـ عبوس طفولي قائلة بتذمر:
_في أي يا حاج الحمام ده لتربية مش للأكل..
_واللهِ....وبعدين يا بنتي مش أنتِ سبتيهم لأمك تربيهم بعد ما أنتِ أتجوزتي
_أيوه بس منبهة عليها متدبحش منهم حماماية!
ضرب كفًا بكف، قائلاً بإستسلام:
_علي العموم ماشي، يلا ألعبي.. ألعبي
بدأت في الأندماج مرة آخري، وبعدة عدة دقائق، أرتفعت الصرخات الحماسية، لكن تلك المرة كان"حلمي"هو من أرتفعت صرخاته بحماس كبير، قائلاً:
_أخيرًا... أخيرًا كسبتك لأول مرة في تاريخي معاكِ في اللعبة دي...
ذمت شفتيها بضجر، وعبوس قائلة:
_علي فكرة بقا أنتَ بتخُم يا بابا...
_شوف البت مش عايزة تعترف إني كسبتها وتتقبل الهزيمة، فين الروح الرياضية هاا؟
رجعت بظهرها إلي الخلفِ، قائلة بغرور:
_علي فكرة بقا أنا إللي سيبتك تكسب بمزاجي، صعبت عليا.... وكمان علشان لما تجي تعلب مع ولادي تفتخر أنك كسبتني مرة واحدة في تاريخك؟
أبتسم أبتسامة حانية، وقد لعمت عينيهِ بالحنان قائلاً:
_هاتيهم أنتِ بس، وأنا يا ستي مُستعد أمضيلك علي إقرار أنك مخسرتيش ولا مرة نهائي، بعيدًا يعني عن إني كسبتك كتير في بداياتك....
_أن شاءلله يا حبيبي.. بس أما مأجلة الموضوع ده شوية، يعني نعيش لنا يومين كده قبل زحمة العيال!.
دخلت عليهم "سُعاد" تحملُ صنية بها أكواب الشاي، وقد سمعت آخر حديثهم، فقالت:
_وتأجليه لي بقا أن شاءلله؟، أنا عايزة أشوف عيالك، ده العُمر بيجري هاتي العيال وأنتِ بصحتك دلوقتي علشان بعدين مش هيبقي فيكِ حيل لتربية...
وضعت الصنية أعلي المنضدة، ثم جلست تُشاركهم القعدة، بينما"حلمي"أيَدَ زوجتهِ قائلاً:
_أمك عندها حق، أنا مش ضامن عمري عايزة أشوف عيالك يا غالية، عايزة أشوف ولاد بنتي الوحيدة قبل ما أموت.
قطاعتهِ قائلة:
_بعد الشر عليكِ، متقولش كده أن شاءلله هتشوف عيالي وعيال عيالي كمان... ربنا يديك طولة العُمر والصحة يا حبيبي!.
❈-❈-❈
عاد من الخارج بعد ثلاثة ساعات قضاهم خارج المنزل، يحاول فيهم تصفية ذهنهِ وتهدئة أعصابهِ المُتوترة، ترك المنزل بعد شجارهم مُباشرةً، كان يود أن يهدأ ويُرتب أفكارهِ، يشعرُ بالأختناق كُلما تذكر أنه رفع يدهِ عليها وقام بضربها، يلعنُ نفسهِ مئة مرة علي عدم تحكمهُ في أعصابهِ، لكن هي السبب، هي من أستفزته، وأخذت تقول كلمات لا تفهم معنها ولا تشعر أنها هكذا تُهينهُ، نعم هو مُخطئ أيضًا لأنه لم يُفهمها كل شيء من البداية، لكنهُ كان يود أن يُصرح لها بكل شئ لكنها رفضت.....
زيارة "أمل" قلبت الموزاين بينهم، وخربت كل شئ سعي في تصليحهِ، تقدم من غرفة نومهم، ينوى الأعتذار لها عن كل ما حدث، وأيضًا سيُخبرها بكل شيء الآن، أخذ يطرق علي باب الغرفة لكن لا رد، ظل يطرق عدة طرقات مُتتالية، لكن لا رد أيضًا، في النهاية، أمسكَ بمقبض الباب، وبهدوء فتحهُ، أخذ يوزع نظراتهِ في أرجاء الغُرفة التي كانت فارغة، ظل يُنادي بأسمها ظنًا منهِ أنها من الممكن أن تكون بالمرحاض، لكن لا رد أيضًا، انتفض قلبهِ بهلع، هل أصابها شيء، أو فعلت بنفسها شيئًا، هرول إلي باب المرحاض يفتحه، فـ وجدهُ فارغًا أيضًا....
_غالية..... يا غالية، أنتِ فين؟
لم يأتهِ أي رد، فأخذ يبحث عنها بالشقة بأكملها، وأيضًا ليس لها أي آثر، بالتأكيد قد تركت المنزل وذهبت لمنزل والداها، جلس بوهن علي أول مقعد قابلهُ، نكس رأسهِ بضيق، ماذا أن قالت لوالدها أنه ضربها؟ كيف سينظر لهُ بعد الآن، هل سيثق بهِ مرة آخري، زفر بضيق شديد، نهض من مكانهِ وقرر أن يذهب إليها لن يجعلها تبيت خارج منزلهم أبدًا، وهو مُستعد لأي توبيخ من الحاج "حلمي" فهو يستحق.....
انتفض علي صوت رنين الهاتف،أرتفعت دقات قلبهِ بهلع،بينما أخذت تتسارع أنفاسهِ،ما أن وقعت عينيهِ علي أسم والد زوجتهِ يظهر أعلي الشاشة
❈-❈-❈
أغلقت باب غُرفتها والداتها بعد أن أعطتها دوائها وتأكدت أنها تناولت طعامها، من ثم توجهت إلي حيث تجلس شقيقتها، رمت بجسدها علي الكُرسي بأرهاق واضح، تنهدت تنهيدة طويلة، ثم زفرت الهواء دُفعة، نبست"سيرين "قائلة:
_ها يا سلوي رضيت تأكل..؟
_أيوه وخدت الدوا الحمدلله
_الحمدلله...سلوي حُسام معرفش حاجة لسة.
لمعت عينيها بالحزن،نبست قائلة بحزن طفيف:
_لسة يا سيري، كأنه فص ملح وداب، أنا مش قادرة أصدق أن عُمر يقدر يبعد عننا كل الفترة دي، طيب زعلان من بابا ومش عايز يكلمه قولنا ماشي، أنما أحنا عملنا أي علشان يسيبنا كده، ماما كل يوم بتموت بالبطئ بسببه وهو ولا هنا،ده مفكرش يكلمها حتي يطمنها عليه...
كل كلمة تقولها صحيحة، هي أيضًا مصدومة في شقيقها، كيف لهُ أن يبتعد عنهم كل تلك المُدة دون السؤال عنهم، تنهدت قائلة:
_أنا حاسة أن عُمر جراله حاجة، ماهو أنا مستحيل أصدق أنه يرمينا كده ويمشي ولا كأننا كنا في حياته وأخواته.....
قاطعتها قائلة بعتاب:
_بعد الشر عنه، أخص عليكِ يا سيرين متقوليش كده تاني، أن شاءلله هو كويس وبخير
تابعت قائلة بتحذير:
_أوعي تقولي كلمة من كلامك ده قدام ماما هي مش مستحملة...
_لا طبعاً، وبعدين يا سلوي أنا بقولك إللي أنا حساه، أصل أي إللي هيخليه يبعد كد وينسنا، أعقليها طيب؟
هزت رأسها برفض تام، لا تُريد تصديق كلماتها أبدًا،:
_لا لا..... أسكتِ بالله عليكِ متقوليش كده تاني، عُمر بخير، بس هو إللي واخد علي خاطره من إللي حصل...
_يارب يبقا بخير!.
أرتفع رنين هاتفها يقطع حديثهم، نظرت إلي أسم خطيبها الذي يملئ الشاشة، فزفرت بضيق من ثم قلبت الهاتف بعد أن جعلته علي وضع الصامت، عقدت الآخري حاجبيها تسألها:
_مردتيش لي؟
_ده سليم مش عايزة أرد عليه
_لي؟
قَلَبت عينيها بملل قائلة:
_بيزن عايزنا نحدد ميعاد الفرح، وأنا مش موافقة غير لما عُمر يرجع بالسلامة
_عُمر غيبته طولت أوي..
_ربنا يرجعه بالسلامة يارب.
بينما وهما جالسون أستمعوا إلي صوت عالي يخرج من غُرفة والداتها، وكان صوت الخادمة، أنتفضوا واقفين، يهرولون إلي غرفة والداتهم، وما أن وصلوا إلي باب الغُرفة حتي فُتح وخرجت من الخادمة صارخة ببُكاء:
_ألحقيني يا هانم.... الست نادية واقعة من طولها وقاطعة النفس خالص