-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 17 - 1 - الخميس 21/3/2024

    

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل السابع عشر

1

تم النشر الخميس

21/3/2024



خرجت "نادية" بصُحبة أبنها وزوجتهِ تودعهم بعد أن قاربت الساعة علي الواحدة مُنتصف الليل، لم تكن تود أن تجعلهم يرحلوا، سارت معهم إلي نهاية البوابة، أحتضنت "غالية" قائلة: 


_ كنت عايزاكِ تقعدي معايا علي طول، أنتِ خلاص بقيتي زي سلوي وسيري بالضبط....! 


_أحنا قولنا أي يا ست الكُل،ولو علي غالية أنا مُمكن أجبهالك كل يوم عادي!. 


لوت فمها بضيق ظهر جليًا علي ملامحها، قائلة بحزن: 


_بس أنا كنت عايزاكم انتو الأتنين تعيشوا معانا، كفاية بقا الفترة إللي كنت بعيد عني فيها، ما أنتَ خلاص رجعت يا حبيبي، لزمتها أي بقا بُعدك ده..؟!. 


تقدم منها، مُقبلاً كلتا يديها، قائلة بحُب: 


_يا حبيبتي ما أنا قولت لك مينفعش أسيب الحاج حلمي، أنا شايل الشُغل كله ومينفعش أسيبه كده مرة واحدة، وبعدين مش أحنا أتفقنا أن يوم أجازتي هاجي نقضيه مع بعض كُلنا.... 


_خلاص ماشي، يلا عم عادل جابلك العربية... هتوحشوني 


هتفت"غالية" قائلة: 


_وأنتِ كمان يا ماما.. 


❈-❈-❈


أغلقت "سلوي" باب شقتها من خلفها بعصبية كبيرة، أفتعلت صوت عالي آثر أصتدام الباب، فقد عادت للتو من عِند والداتها،فكانت تنوى البيات لكن ما سمعتهُ جعلها تأتي مهرولة وشياطين الإنس والجن تُلاحقها، تقدمت أولاً إلي غُرفة أطفالها، وضعت إبنتها الصغيرة بسريرها، من ثم خرجت مُتقدمة إلي غرفة نومها هي وزوجها، فتحت باب الغُرفة وجدت زوجها نائمًا بسلام، وبجانبهِ إبنها الأكبر، ينام بأحضانه....... 


هرولت إليه، وبعصبية أخذت تهزه وقد فتحت أنوار الغُرفة بالكامل، ظلت تُنادي بإسمهِ بعصبية كبيرة غير غابئة بإبنها النائم بجانبهِ والذي من المُمكن أن يستيقظ مفزوعًا علي آثر صراخها، فتح "حُسام"عينيهِ ببطء، من ثم نهض يعتدل في جلستهِ.... 


أخذ يفركُ في عينيهِ بنُعاس، أخذ يُطالع زوجتهِ الواقفة أمامه بتحفز واضح، وقد وضعت يديها أسفل صدرها بعصبية، هتف بإستغراب: 


_سلوي أنتِ جيتِ إمتا؟ أنتِ مش كُنتِ هتباتي؟؟. 


_فُكك منى دلوقتي وقوم لي كده وفوق لي... 


أستغرب أنفعالها الذائد، فصاح بها قائلاً: 


_وطي صوتك الولد نايم يقوم مفزوع.... في أي جاية تصرخي لي كده؟؟ 


_أنتِ كنت عارف عُمر فين وساكت كل ده!. 


فتح عينيهِ علي وسعها بصدمة، لكن سريعًا أخفي معالم الصدمة التي ظهرت عليه، مُتقمصًا الغباء، ولا يدري أنها تنتظر منهُ أن يكذب لكي تثور عليهِ: 


_لا طبعاً أي أللي بتقوليه ده؟ وبعدين أنتِ جاية شايطة كده علشان تسألي السؤال ده، أنتِ مالك في أي يا سلوي.... 


قاطعتهُ صارخة بهِ: 


_كداب، كداب أنتَ كنت عارف هو فين؟ لا وكمان حضرت فرحه..... يعني أنتَ كنت شايفنا بنموت من الخوف عليه وساكت، طيب سيبك مننا، ماما، ماما مكانتش بتصعب عليك وهي كل يوم حالتها بتسوء أكتر من اليوم إللي قبله. 


_أنتِ عرفتي منين؟!. 


تنهدت، تزفر الهواء بغضب قائلة: 


_من عُمر، هو قال لماما أنك حضرت فرحه وكمان كُنت شاهد علي العقد...


زفر هو الآخر بضيق، قائلاً بنفاذ صبر: 


_أيوه كُنت عارف، وهو قال لي مقولش لحد، أرتاحتي 


_وأنتَ بقا بتسمع كلامه؟!. 


نهض، يَزيحُ الغطاء بعصبية:


_سلوي أنا مش ناقصك علي المسا، قولت لك أيوه عارف وهو مكنش عايز حد يعرف، عايزة أي تاني.....


تقدم إلي باب الغُرفة يتركها تشتعل بمكانها، صاح بها قبل أن يخرج: 


_وسعي كد من قدامي، أنا رايح أتخمد بره.... 


تركها مُغادرًا الغُرفة، مُغلقـًا الباب ورآهِ، صرخت هي بغيظ كبير منه، ودت لو تُلقي بأي شئ تُحطمه لعل غضبها يتقلص.... 


❈-❈-❈


إعتدلت "سمر"  في جلستها حيث أصبحت موالية وجهها الي ذالك الجالس بجانيها متولي عجلة القيادة، بعد أن أوقف السيارة في إحدي الأماكن الهادئة، مُتحدثة بنبرة حزينة :  


_ أدينا جينا أهو وقعدنا في مكان هادئ ....قول لـي بقـي أي الموضوع المُهم أوي إلا كنت عايز تقولهولي ومينفعش يستني..علشان أنا كمان عندي موضوع مهم لازم تعرفه


أرخي ظهرهِ إلي الخلف يجلس بإرياحية علي مقعده، بينما ظل يتأملها، ويدقق النظر إلي ملامح وجهها الأسمر المُحبب إلي قلبه، عينيها العسلية الناعسة التي من نظرة واحده منها تجعله أسير لها في غصون ثواني..... إحمــر خديها بتورد، نظرا لتأمله لها، ينظر لها بشغف يظهران من عينيه، نظراته تفضحه دون جهد، أطلقت ضحكة خافتة قائلة له بخجل: 


_فــي أي يا علاء هتفضل باصـص لـي كتير كده...... متتكلم!؟ 


_تعـرفـي إن عيونك حلوة أوي، وبتكون أحلي وأحلي وأنتِ متوترة أو خايفة، بيلمعوا بطريقة بتخطف قلبـي..... 


فركت يديها بتوتر بالغ، فـ هذه المرة الأولي التي يتغزل بها أحد، وتحديدًا هو، إنها جاهلة وبشدة عن كيفية الرد علي تلك الكلمات المُغازلة، تعثرت الكلمات بحلقها، لا تعلم ما الذي يُفترض بها أن تقوله،حمحمت قائلة بنبرة مُرتبكة مُتقطعة أثر كلماته: 


_هو.... يعنـي أنتَ، قصدي أنك جايبني هنا علشان تقول لي عيونك حلوه، بطل هزار يا علاء،علشان في حاجة مهمه لازم تعرفها 


قَهقه بشدة، أنه يعجبه وبشدة مظهرها الخاجل ووجهها المُشتعل بالحُمرة الطبيعية، والتي جعلت وجنتيها متوهجتين كحبة الفراولة، تحثه علي قضمهم، لم يعتاد منها علي كل هذا الخجل فبطبيعتها تُداري خجلها خلف المزاح، هذا ما أكتشفه في الفترة الماضية، ضيقت هي عينيها بسأم من تصرفاته، أعتدل في مقعده حيث أصبح قريب منها بشكل يُهلك قلبه قبل قلبها، مُتمتمًا بنبرة دافئة رخيمة: 


_ أي موضوع يستني، جنب إني أقعد اتأمل العيون الجميلة دي، وبعدين، مين قال لك إنـي بهزر... ده أنا بتكلم جد الجد كمان، أنتِ فعلاً عيونك جميلة بشكل خطر علي قلبي.... 


هل سمع أحد ضربات قلبها المُتسارعة وكأنها خرجت من سباق لتوها، إقترابه منها بهذا الشكل، ذاد من وتيرة أنفاسها، أصبحت تننفس بسرعة لا تعلم لماذا، وقلبها الخائن لا يتوقف عن القرع، وكأنه أقسم علي فضحها امامه، كادت تقع مُغشية عليها من هذا الوضع، أنفاسه الساخنة تلفح جلد بشرتها، نظرًا لقترابه منها، حيث أصبح لا يفصل بينهم سوي بعض إنشات صغيرة. 


ولم يختلف حاله عن حالها فجسده بالكامل أصبح يُطالب بقُربها..... مصوبًا عينيه نحو شفتيها المُتكرزة والذي برز جمالها أكثر بعد صبغتها بأحمر الشفاه الداكن،جاعلاً من شكلها قابل للإلتـهام فوراً.....  حاولت هي إنهاء حرب التظرات القائمة بينهم، مُتحدثة بصوت خرج مبحوح وكأنها كانت تبكي: 


_علاء مينفعش كده إحنـــ.....


لم يجعلها تُكمل جُملتها حيث إنقض علي شفتيها، يتذوق شهدهم بنهم كبير، فقد طفح الكيل لم يعد يقدر علي التحُكم بنفسه أكثر من ذالك، ففاض به الامر منقضًا علي شفتيها الصغيرة، أخذ يُقبلها بشغف كبير، يُخبرها من خلالها  عن مدي حُبه لها، فتحت الاخري عينيها بصدمة، شُلت حركتها كُليًا لم تقدر علي التحرك ظلت ثابتة بمكانه... 


بينما،رفع هو كفيه يحتضن وجهها بين يديه، يذداد من عُمق قُبلته، ويذداد شغفًـا، إشتعل الضوء الأحمر بداخل عقلها يحثها علي الاستيقاظ من صدمتها، وبلحظة دفعته في صدره بعيدًا عنها، ولم تدري إلا وهي رافعة يديها تصفعه علي وجهه بقوة، وقد إمتلئت عينيها بالدموع، نظرت له بنظرة إستحقار حارقة...... 


وضع يديه علي خده مكان صفعتها، ينظر لها بصدمة وكأنه هو الآخر أستيقظ بعد أن كان منومًا مغناطيسيًا، شعر بندم كبير لما فعله، ماذا ستظن به الآن تحدث بنبرة متأسفة قائلاً بترجـي: 


_سمر أوعـي تفهميني غلط انا والله مكنت أقصد..... أنا..... 


صرخت به بملئ صوتها، والدموع قد أخذت مجراها علي خديها:  


_أخـرس خالص أنتَ حيوان قذر.....أنتَ أي مفكــرنـي زي الزبالة إلا بتعرفـهم، أنا استأهل لانـي وثقت في واحد ندل وجبان زيك. 


رمت كلمتها بوجه، من ثم فتحت باب السيارة تهبط منه بسرعة، ثم أخذت تركض بسرعة تكتم شهقاتها بيديها، هبط هو سريعًا ورآها يحاول إيقافها، أمسكها من ذرعها في محاولة منه بأن يجعلها تقف وتستمع إليه؛: 


_سمر أنا أسف.... والله مكنت أقصد أنا محستش بنفسـي والله..... 


وهو حقًا يحلف صادقًا فهو لم يكن يقصد أبدًا، لكن لم يدري إلا وهو ينقض عليها يُقبلها، مشاعره التي ساقته، نفضت يديها من يديه بتقزز بدي علي ملامح وجهها، ودت لو بصقت في وجهه، صرخت به بعصبية وهسترية: 


_إبعد عنـي بقولك أوعى تلمـسـني تانـي، إبعد عنـي هصوت وألم عليك أمة لا إله إلاّ الله......إبعد عنـي يا علاء. 


وقف أمامها بإصرار، مُمسكًا بيديها مرة اخري رُغمًا عنها مُتافديًا ضربتها علي كتفه، لكن لا يهم: 


_سمر علشان خاطري إسمعـيني انا والله مكنت حاسس أنا بعمل أي مشاعري كانت سيقانـي، أنا عملت كده علشان بحبك والله العظيم بحبك..... 


ذادت شهقاتها، تبكي بحُرقة، لا تُصدق ان هذا هو علاء التي أحبته بصدق، ووثقت به، وهاهو قد خان تلك الثقة، بفعلته الشنيعة التي يبررها بكلمات لاذعة بالنسبة لها، حقًا عُذر أقبح من ذنب، وقفت أمامه قائلة بثقة وقوة زائفة حاولت التحلي بها امامه حتي لا تُظهر له ضعفها وتأثرها بكلماته: 


_وأنا بكرهك يا علاء..... من ساعة بس كنت بحبك بس دلوقتى بقيت بكرهك، عارفة يعني أي بكرهك، يعني مش عايزة أشوف وشك تانـي علشان بقيت بقرف منك، إبعد عنـي وسيبني في حالي.... 


_مقدرش أسيبك يا سمر، حتي لو زي ما بتقولـي،أنا لايُمكن أتخلي عنك،أنا مصدقت لقيتك يا سمر مُستحيل أفرط فيكِ،أنا راضي بأي حاجة تعمليها،إلا إنك تبعدي عنـي، أبوس ايدك إدينـي فرصة أثبت لك أنـي بحبك والله ما كنت أقصد أعمل إلا عملته..... 


وكأنها أصبحت صماء لا تسمع في تلك اللحظة، رفضت وبشدة التأثر بكلماته الحانية، وكأنها لم تسمع شئ، ولم تتأثر بشيء، مسحت دموعها بحِدة، ثم أخذت تسير مرة اخري قاصدة الإبتعاد عنه...



 لكنه اخذ يلحق بها مرة ثانية يحاول إيقافها والتحدث إليها، فهو لا يقدر علي ما تنوي هي فعله، لكنها تلك المرة قد فاض منها الغضب وصرخت به بملئ صوتها قائلة بغضب:  


_بقولك إبعد عنـي هصوت وألم عليك الناس، أنتَ عارف إني مجنونة وأعملها........ 


_طيب إهدي طيب وخليني أروحك، وإبقـي أعملي إلا أنتِ عايزه براحتك 


_والله العظيم لو ما بعدت عني هرمي نفسي في المياه اللي قدامك دي... وأريح نفـسي. 


كانت تتحدث بجدية شديدة، وكأنها حقًا سوف تقوم بألقاء نفسها بالماء، حاول أن يجعلها تهدي لكنها أصرت علي موقفها وصرخت به مرة اخري وتلك المرة تحدثت بحِدة وعناد كبيران، تحثهُ علي البُعد عنها وتركها وشأنها...


 تركها تسير كما تُريد فهو يعلم جنانها وعنادها، وانه أن أستفزها أكثر ستُنفذ تهديدها دون تردد، فهي بحالة لا يرثي لها، عاد إلي سيارته وهي ينوي إتباعها بالسيارة لكن بعد أن تبتعد قليلاً حتي لا تُلاحظ سيره خلفها، بالتأكيد لن يتركها تمشي بمفردها في تلك الحالة


ضرب بقدميه عجلات السيارة بعصبية وغضب كبيران، يلعن ويسب نفسه علي تصرفه الغبي، الم يقدر علي التحكم بنفسه أكثر، منذ متي وهو مُنجرف هكذا، وطائش، وكأنه شاب مراهق، وليس برجل كبير وعاقل:  


_غبـي، غبـي، وحيوان، تستاهل إلا عملته وأكتر..


الصفحة التالية