-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 18 - 1 - الخميس 21/3/2024

   

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الثامن عشر

1

تم النشر الخميس

21/3/2024




سهرة جميلة هادئة قضوها أثناء تناولهم للعشاء بالخارج، دامت جلستهم في المطعم لاكثر من ساعتين، مرت عليهم تلك الساعتين سريعًا، لم يشعروا بها ولا بمرور الوقت، ساعتين قضوهم في الثرثرة والحديث في أمور عدة ومواضيع كثيرة، كان يتحدث إليها بكل إرياحية ويحكي لها عن زكريات عديدة في فترة طفولتهِ، زكرياتهِ مع والداتهُ، وشقيقاتهِ، وأيضًا جدته والدة أمهِ التي كانت قريبة جدًا منهُ لكنها قد توفيت مُنذ ست سنوات، لاحظت أنه لم يأتي بسيرة والدهِ، ولا حتي ذكر أي زكري لهم سويًا...... 


كم شعرت بالراحة الكبيرة أثناء تواجدها بصُحبتهِ، طوال جلستهم كانت تُنصتُ له بكامل تركيزها، تُركزُ علي كل كلمة يتفوه بها، كان عفويًا، يتحدث بمرح وسلاسة، وكأنه أرتاح معها في الحديث وهذا قد جعل قلبها سعيدًا لشعورها أنها علي وشك أن تسكن قلبهِ، وتفائلت لتغيره هذا كثيرًا، مُتمنية بداخلها أن يزرع الله حُبها في قلبهِ كـ نبتة قوية لا تُنزع...... 


بعد أن غادروا المطعم، أقترحت عليهِ" غالية"، أن يتمشون قليلاً في الشوارع، فوافق سريعًا دون تفكير، وها هُم يسيرون في إحدي الشوارع الهادئة، بعد ربع ساعة دامت في السير هكذا بلا هدف 


أخذت تسير "غالية" بجانبهِ،ساندة علي يديه بعد إنكسـار كعب حِذائها العالي ،مُمسكه بالحذاء المُنكسر بين يديها ،بينما الآخر ترتديه ،كادت تتعـرقل عدة مرات لكن يديه تَلحـقُها قبل أن تقع علي وجهها ..... 


للمرة الرابعة كادت تقع علي وجهها لكنه أمسك بها في آخر لحظة مُتحدث بنبرة ساخرة :


_ لما أنتِ مش قد الكعب العالي بتـلبسيه لي أفهم بس؟!.


كادت تَضربهُ ،من شدة غيظـها ،وأيضًـا سُخريتهُ منها أثارت غيـِظها أكثر فأكثر،نعم هي لا تُفضل إرتـداء الاحذيه ذات الكعب العالي،هي بالأساس تتعـرقل في أحذيتـها الرياضيه،كيـف لها أن ترتدي ذو الكعب العالي إذًا؟!لكن هي تفعل كل هذا من أجلهُ هو ،تود أن تكون مثل الفتاة الشقراء كما تُلقبها ،تلك الفتاة التي كان يُحبَها زوجها قبل زواجه منها ،أرادت أن تكون مثلها،لعلهُ يُحبها مثلما كان يحب الشقراء.


تحدثت بغـرور مُصتنع :


_ لا علي فكرة أنا طول عمري بلبـس كعب عالي عادي جداً و متعودة عَليه كمان.....بس الجَذمـة دي كعبـها عالي أوي علشان كده أتكـسر !.


رفع حاجبيـة بشك ،فـكل شئ بها يؤكد أنها تكـذب ،فـ مَشيـتُها بذالك الحِذاء تُأكد لهُ أنها المرة الأولى التي ترتدي فيها حذاء ذو كعب عالي مثل هذا،كاد يضحك علي هيـئتـها وهي ترفع رأسها بغـرور أثناء حديثها، كادت تَقع للمرة الخامسة لكنه أمسك بها جيدًا ،قائلاً بنفس نبرة السُخريه :


_لا ما هو باين فعلاً أنِك متعودة عَليه،يا شيخه حرام عليكِ دي خامس مره دي تتكـعبلي وأمسكـْك ....أمشي يا غاليه أمشي يا ماما!!


لقد طفح الكيل للمرة الثانية يَـسخرُ منها ،لا يعلم أنها تفعلُ كل هذه من أجل أن تنال إعجابهُ ،لَـم يُكلف نفسهُ حتي أن يَمدحـها ولو قليلاً ، نزعت يديها من كتفه حيث كانت تسـتندُ عليه ،ثم رمـت بالحذاء المُنكسر علي الأرض،توقفت عن السيـر وتوقف هو كذالك ،تنـظر لهُ بغضب بينما وجهها مُمتعض .


_علي فكره بقي أنا رجـلي وجعـتنـي من المشي....تعال نقعد هنا أحسن ،ده حتي الجو حلو النهارده.


أبتسـم علي هيئتها المتذمـرة بينما ظهرت غمازتـه تتوسط وجنتـيه ،جاعلة مظهره رائع ،وجذاب ،سـألاً إياها بحماس بينما ينظر إلي عربه الذرة من خلفهم :


_ تأكـلي دُره ؟!


إلـتمع الحماس في عينيها ،وأبتسمـت بسعادة غامرة ترفع يديها بمـرح:


_ الله دُره ...ماشي بس هات لي أتنـين علشان بحبها .


سعاده أحتـلته فور أن رأي سَعدتهـا ،تشبه الطفل الصغير الذي جاء له والده بطعامـه المفضل،ضيق عينيه قائلاً بمشكـاسه قاصـدًا إغاظتـها :


_ طيب متاكـليني أنا كمان بالمره ...


ضربت أعلي كتفه بضجـر ،فقد فهمت مقصده :


_ قصدك أي بقي؟ قصدك أنـي مفجوعـة وبأكـل كتير؟ هتبـص لي في الدره الا هتجـبهالها خلاص يا عم مش عايزه حاجه منك 


فتح عينيه بصدمة ،فهو لم يقل شئ،لكي تقول هي كل هذا :


_ أي أي راديو واتفتـح عليا!! بهزر مـعاكِ في أي محدش يعرف يهـزر مـعاكِ أبدًا؟ أتـرزعي هنا لحد ما أجيب الدره....


جلست مكان ما أشار لها علي كرسي موضوع أمام النيل،تستـنشق نسمات الهواء الطلق،مرت عدة دقائق وعاد "عُمر" حاملاً بين يديه الذره ،بينما إبتسامة رائعه تزين وجهه، مد يدهِ بالذُرة قائلاً: 


_إتـفضلي يا ستي .....جيت لك ثلاثه بدل أتنـين علشان تأكـلي براحتك،يلا اي خدمه.


إبتسامة كبيره زينت وجهها ،بينما تاخد منه الذرة بحماس ،بدأت في أكلها بنهم شديد،أخذ ينظر لها وهي تأكـل تشبه الأطفال كثيرا ،بعينيها العسلية وجهها المستدير الابيض،أحمـرت وجنتيهـا حينما شعرت به وهو يراقبها وهي تأكـل، فحمحمت قائلة: 


_ أنـتَ مش بتأكـل لي ؟؟الدره هتبـرد وطعمها مش هيبقي حلو ....


أفـاق من تأملهـا علي كلماتها،بينما أبتسـم لها مقربًا الذره من فمهِ يأكل هو الآخر، أنتـهو من أكل الذُره ،بينما نهـضوا يكملون سيرهم ،قطع الصمت الذي أحتلـهم "عُمر "الذي سألها بفضـول :


_ أنتِ طولك كام؟ أصل مشاء الله يعني لابسه الكعب العالي ولا كأنك لابسه مش عامل أي حاجه خالص بردو أوزعـة ....


ألتـفتت إليه بحنـق قائلاً بدفاع عن نفسها :


_ لا علي فكره أنا مش قصيره ولا أوزعـة؟ يكـش بس أنـتَ الا طويل أوي بطريقه غير طبيعيه 


إبتـسامة جانبيه ظهرت أعلي ثغره ،يبدو أنه قد نجح في إستفـزازها ،متحدثًـا مره اخري بخبث ،ارد أن يثير حنقها :


_بردو أوزعـة يا غاليه ....وبعـدين أنـتِ علشان أوزعـة فشيـفاني طويل مع أني طولي عادي جداً.


توقفت بمكانها واضعه كلتا يديها أعلي خصرها قائله بحنـق ،فأكثر ما يجعلها تغضب هو نعت أحدهم لها بالقصيرة:


_ لا طويل أوي علي فكره!! ده أنا حتي متـوقعش أنـي أوصل لكـتفك .....


إنـحني قُرب أُذنـيها ،هامسًـا بصوت أجـش رخيم :


_ كفايه أنك وصلـتي لقلبي ....


فتحت الأخري عينيها بصدمة ،لا تُصدق ما سمعته للتو ،قلبها يدق بعنف ، جسدها بأكمله تخـدر ،أفاقـت من صدمتها علي صوت ضحكات "عُمر "الذي قد سبقها في السير ،أخـذت تضحك هي الأخري بصوت عالي راكضـه خلفهِ، تحمل الحذاء المُنكسر بين يديها ،بينما تتعركـل في سيرها مُتحدثة بفرحه:


_ عُمر أستنيٰ هنا أنـتَ قولت أي دلوقتي؟؟ طيب أسنـدنـي طيب هقـع ....ولاا يا عُمر أستنيٰ منك لله هقـع أتكسـر .....


الصفحة التالية