-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 18 - 2 - الخميس 21/3/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الثامن عشر

2

تم النشر الخميس

21/3/2024



." في اليوم التالي ". 


كانت" غالية"تجلسُ في صالة المنزل تُتابع أحدي مُسلسلاتها المُفضلة، بإندماج، وبجانبها طبق الفُشار، التي أعدتهُ للتو، سمعت صوت الباب يُفتح، ودلف "عُمر"مُلقيًا المفاتيح علي الطاولة القابعة بجانب الباب، من ثم أقترب يرمي بجسده ِبجانبها، إبتسمت هي له قائلة: 


_ها قول لي عملت أي حددتو الفرح إمتا؟!. 


_يعني شهر، شهر ونص كده.. 


عقدت ما بين حاجبيها: 


_لي كل ده، مش كل حاجة خلاص جاهزة وسيرين كانت محضرة كل حاجة؟!. 


_أيوه بس هُما عايزين شوية وقت يظبطوا أمورهم فيهم، وكمان خطيبها عنده سفرية شهر هيرجع... 


تركت طبق الفُشار جانبًا، من ثم نهضت ترتدي خُفها المنزلي، قائلة: 


_ربنا يتمم لها بخير، هقوم أسخن لك الأكل شكلك جعان، عملت لك كوارع..... 


أتسعت إبتسامتهِ، هاتفًا بحماس: 


_هو ده الكلام، ألحقيني بيها بقا علشان جعان جدًا جدًا مأكلتش عند ماما جيت بسرعة!. 


_من عنيا، خمس دقايق بس!. 


هرولت إلي مطبخها، لكي تقوم بتسخين الطعام سريعًا.... 


❈-❈-❈


خرجت من الجامعة بِصُحبة بعض زميلاتها، يتحدثون سويًا في أمور شتي، جعدت جبهتها بإمتعاض وضيق، ما أن وجدته يقف علي بُعد مسافة قصيرة منهم، يستند بجزعه السفلي علي سيارته من الإمام، ببذلته الرسمية وتلك النظارة السوداء التي تحجب عينيه، إستاذنت من زميلاتها علي مضض، مُتقدمة منه ووجهها لا يُبشر بالخيرِ بتاتًا. 


بينما الآخر كان يُطالعها بإبتسامة واسعة، وعينيه المخفية أسفل النظارة  تلتمع ببريق خاص بها هي وحدها لا يظهر في عينيه إلا عندما يراها أو يستمع لصوتها....وقفت أمامه بملامح متهكمة وغاضبة، مُربعة يديها أسفل صدرها كنوع من الضيق، صارخة به بغيظ: 


_أنتَ أتجننت؟ أنتَ بتعمل أي هنا....!؟ 


تبدلت ملامحه اللينة إلي اخري غاضبة، فأجابها بنفس نبرتها الغاضبة: 


_ممكن أفهم تلفونك مقفول لي!؟ بقالي يومين بتصل بيك وتلفونك مقفول!؟ 


حديثه أثار غيظها منه أكثر وأكثر، يالهُ من وقح، هل يسألها لماذا لا تريد التحدث إليه بعدما فعله، هل هو غبي لهذه الدرجة، إلا يعلم ماذا فعل؟ أم أنه يتظاهر الغباء، وزعت نظراتها من حولها تتأكد أنه لا يوجد أحد يُلاحظ وقفتهم هذه، ثم صرخت به بصوت خرج عالي نسبيًا نظرًا لإستفزازه لها: 


_وأنتَ مالك أقفل تلفونـي ولا أولع فيه أنا حرة، وأتفضل أمشي من هنا بقا مش ناقصة فضايح. 


_مُمكن أفهم بقي أنتِ زعلانة منّي لي....؟ 


إلي هُنا وكفى، ذاد غضبها ومقتها منه، كانت تنوي الصراخ به، وجعله عبرة لمن يعتبر، لكنها في النهاية تراجعت، مُدركة أنها يُعتبر بالشارع، ولا يصح ابدًا أنّ تتشاجر معه ويرتفع صوتهم..


لذالك تنهدت بصوت مسموع، ثم عدلت من حقيبتها، وأخذت تسير بعيدًا عنه، قاصدة الرحيل وتركه هكذا، اليس يتظاهر بالغباء!نهض من جلسته سريعًا، بعد أنّ نزع نظارته الشمسية، يحاول اللحاق بخطواتها السريعة، أمسكها من ذراعها يُقفها قائلاً: 


_سمر ممكن بلاش شغل عيال بقي ونقعد ونتكلم.... 


نزعت يديه المُمسكة بمعصمها، قائلة له بأعصاب مشدودة: 


_أيدك جنبك لو سمحت...... وبعدين أنتَ إزاي بجح أوي كده؟ بقي بعد اللي عملته جاي تقولي نقعد ونتكلم، أنتَ عايز تجننـي؟. 


أجابها بهدوء وعقلانية يحاول إمتصاص غضبها: 


_طيب ممكن تهدي علشان أعرف أقول الكلمتين، أولاً أنا قولتلك مئة مرة كان غصبن عني، أنتِ لي مش عايزة تفهمي أنه غصبن عني، أنا مكنتش عارف ساعتها أنا كنت بعمل أي، مشاعري هي إلا كانت بتحركني وفجأة لقيت نفسي ببوسك..... 


أحمرت خديها من شدة الخجل، ما أن ذكرها بتلك القُبلة، التي تُعتبر قُبلتها الأولي، لا تنكر أنها هي أيضًا أعجبها الأمر وكادت تنجرف معه بمشاعرها، لكنها أستفاقت في اللحظة الاخيرة، ودفعته بعيدًا عنها، لاحظ هو تورد وجنتيها، علي ذكر تلك القُبلة، حمحم مُكملاً حديثه بمشاكسة، يُريد أنّ يُثير غضبها ما أنّ لاحظ خجلها: 


_وبعدين أنتِ المفروض تعذرينـي أنا رأجل برضو، وأنتِ البنت الوحيدة الإحبتها طبيعي معرفش أسيطر علي نفسي وأنا معاكِ، خصوصًا بقي لو أنتِ في اليوم ده كنتِ زي القمر أوي، وكُنتِ حاطة روچ يخلي أي حد يغلي من جواه كده..... ده أنا كنت حاسس والله أن شفايفك كانت بتقولي قرب بُـ.... 


ضربته بحقيبة يديها، اعلي صدره، ووجهها بالكامل يشتعل من الخجل، حديثه الجرئ هذا آثار الخجل بداخلها، وانعكس ذالك علي توترها الواضح أمامه، ابتسم هو داخليًا لنجاحه في مشاكستها وجعلها تخجل: 


_متحترم نفسك بقي، أنتَ عايز تجيب اللوم كله عليا، ده بعينك، ويلا بقي امشي هنا، أنا مش ناقصة حد يشوفنا وتبقي مشكلة.... 


إتسعت إبتسامته، ثم هتف قائلاً بهيام وهو ينظر بداخل عينيها البُنية التي تلتمع ببريق الخجل، متوهجة كحبات القهوة: 


_طيب متحني علي وأجي أخطبك علشان نقف براحتنا في أي حتة...... 


كادت تنتزع شعرها بين يديها من شدة غيظها من لوح الثلج هذا الذي يقف أمامها يُحدق بها ببلاهة، صرخت به بغيظ شديد وهي تصك علي أسنانها: 


_لا أنتَ أكيد مجنون...... أمشـ


_في حاجة يا سمر؟. 


قاطع حديثها، كلمات "نورهان" صديقتها، التي هتفت بقلق مرة اخري مكررة سؤالها،وهي تنظر بإستغراب شديد إلي"علاء"الذي يناظرها ببرود : 


_صوتك عالي لي؟ هو فيه أي!؟ 


رمت "سمر" سهام نظراتها الحادة والغاضبة  ناحية "علاء"، ثم إلتفتت إلي صديقتها قائلة بهدوء بينما مدت يديها تسحبها خلفها كي يرحلون: 


_مفيش حاجة يلا نمشي!! 


زفر الاخر بضيق، فهو منذ يومين وهو يحاول بشتي الطرق أن يتواصل معاها او يراها، وعندما يجد الفرصة تُخربها عليه تلك  التي تُدعي صديقتها، ضرب مقدمة سيارته من الإمام بغيظ، زافرًا بغضب، ثم أتجه يستقل سيارته، يستعد للرحيل....... 


❈-❈-❈


صوت طرقات عالية علي باب شقتها، أفاقتها من نومها، فتحت عينيها بكسل، تنظر إلي الساعة بجانب سريرها، وجدتهـا تُشير إلي التاسعة صباحًا، نهضت بتكاسل، إلتقطت إسدال الصلاة، ترتديه علي عُجالة، عندما إذدادت الطرقات أعلي الباب، تقدمت إلي الخارج بإنزعاج كبير، تلعن في نفسها هذا المُتطفل الذي يأتي لزيارة الناس في مثل هذا الوقت في الصباح......... 


فتحت الباب بعد أن عدلت من حجابها أعلي رأسها، تهللَ وجهها بإشراق، ما أن رأت شقيقة زوجها الصغيرة، رحبت بها بحبور: 


_سيري أي المفجأة الحلوة دي؟ تعالي أتفضلي؟ 


تقدمت تدخل معاها إلي الداخل، أغلقت الباب من خلها، ثم نزعت حجاب الإسدال من فوق رأسها، هتفت" سيرين"قائلة: 


_يلا مفيش وقت، أجهزي بسرعة؟ 


_هنروح فين؟ 


_هنروح يا ستي نشتري شوية لبس لجوازي كانوا ناقصيني، وعايزاكِ تجي معايا، ومتقلقيش قولت لعُمر وهو وافق.... 


أقتربت منها تمسكُها من يديها، تحثها علي التحرك من مكانها، قائلة بحماس: 


_يلا بقا أنتِ لسة واقفة هنتأخر كده.....


الصفحة التالية