-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 18 - 3 - الخميس 21/3/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الثامن عشر

3

تم النشر الخميس

21/3/2024



. "مساءًا".


إلتمعت عيناي "غالية" الواقفة أمام مرآتها بسعادة، تتفقد مظهرها بتلك الملابس الجديدة التي إبتاعتها اليوم عندما كانت مع "سيرين"، التي أصرت عليها أن تشتري بعض الفساتين الجديدة، و قد أختارت لها عدة فساتين رائعة للغاية..... 


رفضت" غالية" أن تأخذهم في البداية لانهم لا يُنسبوها لانها وببساطة محجبة، لكن "سيرين" رفضت إرجاعهم قائلة لها بأن ترتديهم بالمنزل، لـــ"عُمر". 


أكتسي وجهها بحُمرة الخجل فور تخيلها أنها ترتدي مثل هذه الملابس أمام "عُمر"، فقد كانت فساتين قصيرة للغاية بالنسبة لها، وأيضًا مُحكمة التفاصيل علي جسدها، فكانت ترسم جسدها ببراعة، وتُظهر مفاتنها بشكل مُغري.... 


تعجبت بداخلها، من هؤلاء الفتيات التي يرتدون مثل هذه الملابس ويخرجون بها هكذا أمام الجميع؟ إلا يخجلون؟؟، أنها خجلت عندما رات مظهرها بهذه الملابس، برغم أنها تعلم ان لم ولن يراهم أحد بهم سواها، لانها غير قادرة علي إرتدائهم امام" عُمر"، ماذا سيفكر بها أن راها ترتدي تلك الملابس الفاضحة أمامه؟ اذًا ماذا عنهم وهم يرتدون مثل هذه الملابس أمام الناس جميعًا....... 


نظرت إلي إنعكاس صورة السرير عبر المرآه، حيث كان يوجد العديد والعديد من الاكياس المُمتلئة بالملابس و أدوات الزينة، ألتمعت عينيها بحماس عندما وقعت عينيها علي ذالك الفستان أزرق اللون، ذو الحمالات العريضة، تذكرت أن "سيرين" قد أخبرتها عندما أختارت لها هذا الفستان بالأخص، أن "عُمر" يعشق وبشدة اللون الازرق، وخاصةً في ملابس النساء، لمعت برأسها فكرة خبيثة قليلاً...... 


من ثم التقتت الفُستان من بين باقي الفساتين، وأخذت بعض أدوات الزينة، مُتجهة إلي المرحاض تود أن تُجرب ذالك الثوب عليها، نظرت إلي الساعة أولاً وجدتها تُشير إلي الثامنة مساءًا، جيد تبقي علي موعد عودة" عُمر"ساعة، حسنًا ساعة كافية جدًا لكي تتزين وتري الثوب عليها، وأيضًا تنزعه وتُعيد كل شيء الي مكانه قبل عودته........ 


❈-❈-❈

. "بعد عدة دقائق". 


وقفت أمام مرآة المرحاض بفاه مفتوح بدهشة، تتفقد مظهرها بإعجاب كبير، حيث كان الثوب ينسدل علي جسدها كانه جلد ثانٍ لها، أظهر مفاتنها ببراعة، تبدو كعارضة أزياء بقوامها الممشوق طبيعيًا، نظرت إلي وجهها بإبتسمة رضا، فكانت تضع القليل من أدوات الزينة، مثل بعض أحمر الشفاه وبعض الكُحل التي رسمت به عينيها الواسعة ببراعة.. 


وشعرها التي تركت له كامل الحُرية، فتركتهُ مُنسدلاً علي ظهرها، رفعت يديها تُلامس ذالك التاتو التي رسمته اليوم أيضًا بإصرار من "سيرين" حيث كان التاتو علي هيئة فراشة كبيرة وبجانبها بعض النجوم الصغيرة، كانت هذه الرسمة من إختيارها هي فقد إختارتها لانها رسمة هادئة وبسيطة، وتناسب شخصيتها الرقيقة........ 


كانت الرسمة، مرسومة أسفل عنقها، أي علي عظمة الترقوة، فتحة الثوب الكبيرة عند منطقة الصدر أظهرت روعة الرسمة علي بشرتها الييضاء الحليبية، بينما هي تتأمل مظهرها، سمعت صوت طرقات عالية علي باب شقتها، خرجت مسرعة بملابسها تلك دون أن تُغيرها ظنًا منها أن الطارق "سمر" حيث هاتفتها بعد أن عادت كي تُريها الملابس الجديدة التي إبتاعتها، فتحت الباب وإبتسامة كبيرة تعتلي وجهها، لكن فجاءة اختفت تلك الابتسامة فور أن وقعت عينيها علي "عُمر" الذي يقف أمامها.......... 


نظر لها الآخر ببلاهة، مُندهش من هيئتها الحابسة للأنفاس، لكنه سرعان ما تذكر أنه يقف علي الباب وهي أمامه بمظهرها الذي سيقوده إلي الجنون لا محالة، وإذا مر أحد من هنا سيراها كهذا، مجرد تخيلة لاحد آخر يراها هكذا، غلت الدماء بعروقة وشعر بالغيرة، أدخلها سريـعًا، ثم أغلق الباب بعصبية، أمسكها من يديها بعصبية، والغيرة تكاد تعمي عينيه هاتفًا بغيرة واضحة : 


_أنتِ بتفتحـي الباب وأنتِ بالمنظر ده، إفرض مكنتش أنا إلا جيت دلوقتي، إفرض كان وليد ولا حد تاني، كنتِ هتفتحيله الباب بالمنظر ده.....إنطقـي؟! 


بلعت ما بجوفها بتوتر بالغ، يديها تؤلمها بشدة أثر يديه التي تقبض علي يديها يعتصرهم بغضب دون وعي منه، خرجت حروفها مُتعلثمة متوترة: 


_أنا.... أنا فكرتك سمر، أنا كنت مكلمها وقولت لها تيجي..... 


_سمر ولا زفت تقومـي تطلعي لها بقميص نوم، أنتِ عقلك فين!؟ 


عضت علي شفتيها تمنع نفسها من البكاء لكن رجفة شفتيها فضحتها، إستفاق لنفسه، ثم ترك يديها التي كان يمسك بها، زافرًا بضيق، حاول تمالك نفسه اكثر، فهو لايعلم ما الذي حدث له ما أن راها تفتح له الباب هكذا، أشتعلت براكين الغيرة بداخله، فهي زوجته ولا يحق لأي مخلوق علي وجه الأرض أن يراها هكذا حتي أن كانت إمراه مثلها.......... 


_أنا أسف يا غالية أنـي أتعصبت عليكِ، حقك عليا، بس أنتِ بردو غلطانة أزاي تفتحي الباب كده حتي ولو ليا أو لسمر أفرضي كان حد طالع معايا دلوقتي..... 


_والله مكنت أقصد، أنا فكرت أن سمر هي الا بتخبط علشان كده طلعت لها كده عادي......


للتو أنتبه علي مظهرها، بلع لُعابه بتوتر، مظهرها هكذا وهي شبه عارية أمامه وفي كامل زينتها، شعر للحظة أن حرارة ما أنبعثت بجسده، بينما هي أخفضت رأسها للأسفل بخجل كبير، تود لو تنشق الأرض من أسفلها وتبتلعها الآن، نظر اليها بتمعن، يدقق النظر في شكلها، حيث كان هذا الثوب محكم التفاصيل علي جسدها، جعلها قابلة للإلتهام الآن، نفض من رأسه تلك الأفكار، حمحم قائلاً : 


_غالية بصيلي، أنا اسف والله مكنت أقصد اتعصب عليكِ، خلاص بقي متزعليش...... 


قال جُملته الاخيرة وهو يرفع وجهها، كي تُصبح موجه لوجهه، وجها بالكامل أصبح قرمزي اللون من شدة الخجل، راق له مظهرها الخاجل هذا، تبدو فاتنة بملامحها البريئة، تحدث بصوت رخيم : 


_بس أي الحلاوة دي.....الفستان ده إشترتيه النهاردة لما كنتِ مع سيري صح.... 


هزت رأسها إجابيًا، بينما وقعت عينيه علي التاتو الذي يظهر بوضوح اثر فتحة الثوب الكبيرة والتي تكشف جزء من صدرها من الاعلي، أشار بيديه إلي الرسمة قائلاً بخبث: 


_أي الرسمة دي، رسمتيها هي كمان النهاردة؟! بركاتـك يا سيرين.... 


ضحكة خاتفة خرجت من بين شفتيها رُغمًا عنها، إتسعت إبتسامة هو الآخر هاتفًا بمشاكسة وخُبث: 


_بس سيرين قالت لي أنهم رسمتين تاتو مش رسمة واحدة..... فين الرسمة التانية بقي عايز أشوفها....  


جحظت عينيها بصدمة وتوتر في آنن واحد، زاغت نظراتها، حيث أخذت تنظر في كل الإتجاهات عدا تجاهه هو، تفرك يديها بتوتر كبير، تشعر أن أحدهم أشعل النار بخديها، تعلثمت في الحديث: 


_هااا.... اممم لا هي الرسمة دي بس...... عن أذنك هروح أغير وأعملك العشا.... 


انهت حديثها، بينما فرت هاربة من أمامه، بينما هو ركض خلفها، وأرتفعت ضحكاته قائلاً بحماس: 


_لا أستنـي تغيري أي......وعشا أي دلوقتي! 


لحق بها قبل أن تُغلق الباب خلفها، وقفت هي بمنتصف الغرفة قائلة له ببعض الحدة: 


_عُمر لو سمحت عايزة أغير هدومـي، مُمكن تخرج.....!! 


بدء يسير تجهاها ببطئ والابتسامة الخبيثة لاحت علي ثُغرهِ، حاولت هي التراجع كلما يقترب تتراجع هي، حتي إصتدمت بالجدار من خلفها، حاصرها هو سريعًا قائلاً بخبث مُستلذًا بمشاكستها: 


_أشوف التاتو التاني وهسيبك.... 


أنفاسه الساخنة التي تلفح جلد بشرتها، تسببت في إثارة رعشة علي طول عمودها الفقري، اخذت ترمش بعينيها بحركات عشوائية في محاولة منها ان تتفادي النظر إلي عينيه الخضراء التي ستتسبب في إطاحة عقلها بيوم ما..... همست بتوتر: 


_عُمر لو سمحت إبعد، أنا بقولك مفيش غير رسمة واحدة بس وأهي.... 


هز رأسه برفض، قائلاً بعناد اكتر: 


_لا أنا مُتأكد إنهم أتنين، تحبي اوريكِ فاتورة البيوتي سنتر، أومال أنتِ مفكرة أي أن سيرين هي إلا دفعت كل ده، لي أنتِ مش مسئؤلة من راجل.... 


_لا، عارفة أنك أنتَ إلا هتدفع الفواتير..... ممكن تخليني أدخل أغير بقا.... 


همس بخدر أمام شفتيها: 


_تؤتؤ يا التاتو، يا خليكِ كده، أنا عن نفسي معنديش مشكلة إني أفضل واقف كده علي طول! 


زفرت بحنق ونفاذ صبر، تستحق كل ما يحدث لها، ماذا كان سيحدث أن كانت ارتدت إسدالها فوق الملابس....!؟  غبية تسرعت وفتحت الباب هكذا ظنًا منها أنها "سمر"، في النهاية قررت الاستسلام وتجعله يري رسمة التاتو الثانية، وتتخلص من ذالك الحصار المُهلك جدا لقلبها الصغير الذي لا يحتمل...... 


_طيب ممكن تبعد شواية علشان أعرف أورهولك..... 


إنصاع لكلامها مُبتعدًا عنها قليلاً، بينما لفت هي ظهرها له، من ثم رفعت يديها تحاول فتح سحاب الفستان من الخلف، لكنها فشلت، أقترب هو، يتولي عنها تلك المُهمة، ما أن فتح نصف السحاب، ظهر له بوضوح رسمة التاتو....


رفع حاجبية بدهشة ما أن رأي الرسمة، وأتسعت إبتسامته، حيث كانت رسمة هادئة كما الاخري لكنها أكبر من الاخري بقليل، وما جعله يقف مندهش هو إسمه الذي يتوسط تلك الرسمة، كان إسمه مكتوب بخط كبير يظهر واضحًا........ لم يدري بنفسه إلا وهو ينخفض يُقبل مكان الرسمة برقة. 


ومن هُنا كانت بداية قصة عشق ستولد بداخلهم هُما الأثنين كانت بداية ترك العناد،والبُعد جانبًا وحلول محلهُ مشاعر نبيلة عاشقة ظهرت رُغمًا عن أنف أصحابها،سندَ بجبهتهِ علي جبهتها قائلاً بنبرة ظهر الحُب فيها: 


_غالية...


تلفظ بإسمها بطريقة غريبة، فهمت هي فورًا، ماذا يقصد، هزت رأسها إجابيًا بخجل كبير، وعينيها هي الاخري تُقطر عشق خالص لهُ وحده هو فقط،وقد تركو العنان لقلبوهم لكي تتحكم بهم،تاركين عقولهم وأي حواجز تُعيق بينهم، يُحلقان بسماء السعادة والحب سويًا، وها هي الحياة بدأت تبتسمُ لهُ، فاتحة زراعيها علي طولهم تستقبلهُ بداخل أحضانها كي يرتوى قليلاً من نعيم السعادة، بعد المشقة التي عاشها 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة