-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 19 - 1 - السبت 23/3/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل التاسع عشر

1

تم النشر السبت

23/3/2024



." بعد مرور أسبوع ". 


‏هناك شعور يولد في لحظة مع شخص ثُم لا يتكرر أبدًا مع غيرهِ، هذا ما عاشتهُ بجوارهِ، دقت السعادة تطرق بابها لأول مرة بعد كم المُعاناة التي عاشت بها، ولا أحد يعلم عنها شيئًا، شعور أنك قد عادت لروحكَ الحياة مرة آخري،شعور،لم تشعر بهِ سوامعهُ هو فقط،رغم أنها عاشت تجربه الحب سابقًا،لكنها وبعد ما رآتهُ معهُ ومت عاشتهُ،أقسمت أنه لم يطرق الحُب باب قلبها إلا عندما رآتهُ هو، لم تجد أحدًا قبلهِ تمدد نحو حياتها بهذهِ الطريقة الدافئة ليعرّفها شكل الأمان سواه هو فقط.... 


قد منحها الله شخصًا أعاد أتزان قلبها مرة آخري، و لأنه جاء في الوقت الذي كانت  ترفض فيه الحُب ، أحببتهُ أكثر مما ينبغي، فبعد ما حدث معها كرهت شيئًا أسمهُ الحُب، ولكن عندما تعثر قلبها بهِ، خانتها تُلك العضله الصغيره يسار صدرها فأعلنت ولائِها لهُ ، فكان ما كان، وأصبحت غارقة بحُبهِ حد النُغاع.....


رمت بأي شئ يُعكر صفو حياتها ورآء ظهرها، وتعاهدت ألا تلتفتُ إليهِ مهما حدث، لن ولم تُفكر بأي شئ سوا حياتها القادمة فقط لا غير....... 


جلست علي سجادة الصلاة بعد أن أنتهت من تأدية صلاة الضُحي، تَدعي ربها أن يُتمم عليها تلك السعادة، وأن يُبارك لها في حياتها القادمة مع زوجها، رفعت أيديها تنظرو إلي الأعلي، تدعي من صميم قلبها قائلة تُناجي ربها: 


_‏‎يارب أجعلني زوجته الأولى والأخيرة وحبيبته الاولى والأخيرة ، اللهم أجعلني وإياه من الفائزين في الحب ، اللهم أكتب لنا نصيباً معاً يالله ، اللهم أنت الواحد الصمد رب قلبي وقلبه ، اللهم أجعله زوجاً وسنداً صالحاً ، أباهي فيه أهل السموات و الأرض يارب العالمين..... 


آمنت علي دُعائها، مُتنهدة بحرارة تسأل الله أن يتقبل دُعائها، نهضت من جلستها، ثم طوت سجادة الصلاة ووضعتها بمكانها، نزعت حجاب إسدلاها فظهر شعرها الأسود الفحمي ينسدُل بإنسيابية علي طول ظهرها...... 


ظهر من خلفها زوجها، والذي خرج من المِرحاض للتو قائلاً: 


_حرمًا!. 


أبتسمت لهُ قائلة بهدوء: 


_جمعًا أن شاءلله، أنتَ نازل الشُغل دلوقتي.... 


أخذ يُغلق أزرار قميصهِ أزرق اللون، قائلاً: 


_أيوه،كفاية كده 


_فعلاً كفاية كده، أنتَ بقالك أسبوع منزلتش من البيت.... 


غمز بطرف عينهِ بمُشاكسة: 


_ما أنا كنت واخد أجازة شهر العسل بقا 


ضحكت بغنغ قائلة من بين ضحكاتها: 


_شهر عسل.... شهر عسل أي بس، ده أنتَ لو كُنت قعدت يوم كمان كان بابا طلع اكلك العسل بنفسُه


_ما أنا نازل أهو، ولو عليا مش عايز أبعد عندك يا زبادي 


أخفضت عنيها خجلاً، فحمحمت، قائلة: 


_يلا بقا اتأخرت، بتحب تضيع وقت أنتَ.... 


تبعت كلماتها، تدفعهُ إلي الخارج عُنوة، بينما أرتفعت ضحكاتهِ هو، يضحك بصخب عليها، قائلاً قبل أن يخرج: 


_كُلها كام ساعة وراجع لك يا زبادي، وساعتها بقا هوريكِ أزاي تطرديني بالشكل المُهين ده...!؟ 


أبتسمت له بخباثة، قائلة: 


_بعينك، مش هتلحق أصلاً، أنتَ ناسي أننا معزومين النهاردة عند ماما نادية... 


_لا مش ناسي، بس برضو عادي هتروحي منّي فين يا زبادي.... 


❈-❈-❈


_يوه يا ماما ، أرحميني بقا... 


نطقت بها "سمر" بغضب ونفاذ صبر، من كلمات والداتها، بادلتها والداتها النظرات الغاضبة، قائلة بصوت عالي: 


_في أي يا بنت إسماعيل، مالك مش طايقة لحد كلمة لي، ونازلة طايحة فينا كده ومحدش مالي عينك....في أي؟؟ 


كادت تنزع خُصلات شعرها من شدة غيظها وغضبها، زفرت الهواء بعصبية قائلة: 


_أنتِ إللي في أي يا ماما.... قولت لك مش موافقة ومش عايزة أتجوز دلوقتي خلاص، لي الزن فوق دماغي بقا؟! 


_هو أي إللي مش عايزة تتجوزي، أومال عايزة تقعدي لحد أمتا يا ست سمر، لحد ما تبقي عانس، ده أنتِ تميتي الـ 22سنة من غير جواز، ده إللي قدك عيالهم طولهم دلوقتي!. 


طالعتها بإستنكار، قائلة: 


_والله؟؟ يعني دلوقتي بقيت أنا إللي برفض العِرسان، يعني مش أنتو إللي كنتو بترفضوا أي حد مش دكتور.... 


_وأهو جه الدكتور، قيمة وسيما وأبن ناس وحلو وخلاص أحنا موافقين!. 


_يا سلام أنتو موافقين طيب أنا أي؟ ياتري هتعزموني علي الفرح ولا لا؟. 


فهمت أنها تقوم بالتريقة علي حديثها، لوت فمها بغيظ من إبنتها، من ثم نبست بنبرة مُنخفضة قليلاً: 


_هنتكلم بالعقل، سيبك من كل ده أنتِ رفضاه لي؟ 


_هو كده مش بطيقه يا ماما بكرهه، بني آدم سمج وعنيه تندب فيها رصاصة....وأنا مش مُستعدة أكمل حياتي مع البني آدم إللي أطيق العما ولا أطيقه، كويس كده، ها بقا هتجبروني إني أتجوزه بالعافية، أذا كان أنتِ ولا بابا؟؟ 


الحديث لا يأتي بنتيجة معها، وعلي ما يبدو أنها تُحَكِم رأسها، وهي تعرف إبنتها جيدًا، أن أصرت علي شئ لن يُرجعها عنهُ أي أحد، لذا نهضت بخيبة أمل تاركة إياها بمكانها، بينما ما أن خرجت والداتها، أرتمت علي سريرها بإرهاق وحُزن، لا تُفكر سوى بـ "علاء" الآن،ماذا ستفعل معهُ........ عقلها يكاد ينفجر من كثرة التفكير!


وبأقل من ثانية وجدت من يقتحم الغُرفة بعصبية كبيرة، ولم يكن أحدًا سوى والداها،والذي كان بالخارج وقد حضر للتو، وجدتهُ يتقدم ناحيتها وعلي وجههِ إمارات الغضب الشديد، و والداتها تأتي من خلفهِ، وعلي ما يبدو أنها قد شحنتهُ من ناحيتها بما يكفي، أعتدلت هي في جلستها..... 


ووقفت في مُقابلتهِ، بينما والدها، وقف يُرجع يديه الأثنين خلف ظهره بعصبية، قائلاً بصراخ وعروق يديهِ قد برزت من شدة العصبية: 


_ أنا علي آخر الزمن تجي حتة بت زيك وتقرطسني وتلبسني العمة، وأنا أقول البت رافضة الواد لي، ده حتي ما يتعيبشي، أتاريها مقرطساني وماشية علي حل شعرها وأنا نايم علي وداني.... 


كان يتحدث بصوت عالي جدًا، لأول مرة ترآه بمثل تلك العصبية، ختم كلماتهِ، برفع يديهِ وهبط بها علي وجه"سمر"، التي صرخت بألم، تبعها صراخ والداتها هي أيضًا، ضربتهِ كانت قوية جعلتها ترتمي إلي الخلف، وقعت علي سريرها، بينما هرولت إليها والداتها تحتضنها بخوف وهلع شديد، تسأل زوجها، بفزع: 


_أي في أي يا إسماعيل؟ ده مكانش عريس ورفضته، بتمد إيدك عليها لي؟ 


_أنتِ تخرسي خالص أنتِ التانية مسمعش صوتك، يلي المفروض أنتِ أمها وست البيت ومسأولة عنها وعن تربيتها، بقا تقرطسك أنتِ كمان ولا أنتِ هنا......


لم تفهم أي شئ مما قال، فنظرت إلي أبنتها التي تبكي بأحضنها، فاشاحت هي ببصرها عنها، تحدثت بعدم فهم: 


_أنتَ تقصد أي؟ أي إللي حصل لده كله؟!. 


ضحك بسخرية لاذعة، قائلاً: 


_طبعاً ليكِ الحق متبقيش فاهمة حاجة، ما هي مقرطساكِ برضو، الهانم إللي أنتِ رايحة جاية تحلفي بأخلاقها وتربيتك فيها، ماشيالي مع واد ضابط صايع، ورفضت العريس علشانه يا هانم... 


شهقت بصدمة كبيرة، تبعتها بضربها علي صدرها بصدمة: 


_أنتَ بتقول أي؟ بنتِ أنا تعمل كده، سمر تعمل كده 


_إهي عندك اسأليها؟ 


اخرجتها من أحضانها سريعًا، مُمسكة إياها من كلتا ذراعيها، تهزها بعُنف، تسألها: 


_انطقي إللي أبوكِ بيقوله ده صح؟


لم تتحدث بحرف واحد حتي، ظلت صامتة، تنظر لها بعيون مُمتلئ بالدموع، صرخت بها بعصبية أكبر: 


_أنطقي ساكتة لي؟ إللي أبوكِ بيقوله ده حصل ولا لا، أتكلمي... 


أنخرطت في بُكاد مرير، وأيضًا لم تُحيب بحرف واحد: 


_عرفتي بقا يا هانم، بنتك خلاص فجرت وعيارها فلت، أدي آخر تربيتك.... 


نهضت "نجلاء" مُبتعدة عنها، تنظر لها بذهول تام لا تُصدق، هتفت بضياع وتشتت: 


_كده؟ تعملي فيا كده يا سمر، لي عملنا فيكِ أي علشان تعملي فينا كده، أنا مش مصدقة، سمر بنتي تربيتي إللي بتحاكا بيها وسط الخلق تعمل فيها كده... 


ذاد نحيبها، لا تدري ماذا تقول، هي في الأساس مصدومة كيف علم والدها، من أين لهُ بتلك المعلومات، نبست من بين دموعها: 


_يا ماما أنا..... 


لم تنتظر حتي تُكمل جملتها، قاطعتها والداتها تصرخُ بها بغضب: 


_أخرسي متقوليش ماما تاني، أنا مش أمك، أنا بنتي متعملش فيا كده، مش عايزة أسمع ماما دي منك تاني....أنطقي حصل بينكم حاجة لمسك... 


نفت سريعًا قائلة ببُكاء هستيري: 


_والله العظيم أبدًا، أقسم بالله ما مسك أيدي حتي... أبوس إيدكِ أسمعيني... 


قالت آخر كلماتها، تزامنًا مع نهوضها، تلتقط يد والداتها تُقبلها، بينما نفضت هي يدها من بين يديها، هتف والدها: 


_هي تقدر، ده أنا كُنت دفنتها صاحية لو حصل حاجة زي كده، أسعمي يا نجلاء، البت دي متخرجش بره باب أوضتها، وإلا لو حصل طلاق بالتلاتة مهتقعدي في البيت ده دقيقة تاني، والجامعة مش هتنزلها، إلا علي الإمتحانات، وهتوافقي علي الدكتور غصبن عن عينك..... 


ثم تابع قائلاً، بينما يُخرج هاتفهُ من جيب سرواله: 


_وأنا دلوقتي هرن عليه يجيب أهله ونتفق، وحسك عينك أسمع نفسك، وزي الكلبة هتطلعي تقعدي مع الناس، ولو نطقتي بحرف واحد ولا عملتِ أي حاجة تبوظ الجوازة، يمين بالله هتكوني في تربتك قبل ما يطلع عليكِ النهار، سامعة..... 


هزت رأسها بطاعة، وجسدها بالكامل يرتجف خوفًا، خرج هو يصفع الباب من خلفهِ بعصبية، انتفضت هي علي آثر صوت  صفع الباب، طالعتها والداتها بنظرات مُخزية، ثم خرجت هي الآخري وتركتها......


الصفحة التالية