-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 20 - 1 - الإثنين 25/3/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل العشرون

1

تم النشر الإثنين

25/3/2024



جلست بهون علي حافة حوض الأستحمام، بعد أن عجزت قدميها عن حملها، بعد أن تأكدت من شكوكها، بلعت ما في جوفها بتوتر وهلع، إمتلئت عينيها بالدُموع، تنظرُ إلي ما بين يديها بعيون زائغة مُشوشة ، أخذت تُصوب نظراتها علي هاتان الشرطتان الحمرواياتان  بداخل الجهاز بين يديها،والذي لا يدُلان سوي علي أنها حامل بالفعل، أغمضت عينيها بضيق كبير تلعن نفسها وتلعن غبائها الذي سيتسبب في هدم كل شئ كفاحت هي في بنائهِ.......


في البداية كانت تشكُ بأنها حامل بسبب تلك الأعراض التي كانت تشعر بها ، كانت تتمني بداخلها أن تكون شكوكها خاطئة وأنها ليست حامل، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي بهِ السفن، ها هو الجهاز بين يديها يدل علي أنها حامل بالفعل، عندما رأت نتيجة الاختبار وجدتها إيجابية كادت تُجن، كيف ومتي حدث ذالك!؟ فهي متأكدة أنها تأخذ كافة إحتياطتها وتبتلع تلك الحبوب بإنتظام


لذا أتت بإختبار ثاني لعل هناكَ خطأ ما، ولكن خابت جميع آمالها وظهرت النتيجة مماثلة للإختبار الأول، هي حامل الآن، تحمل بين أحشائها قطعة منهُ...... من المُفترض أن تكون سعيدة بهذا الخبر، أنه خبر كفيل بأن يجعلها تطير مُرفرفة في السماء من شدة فرحتها بأنها تحمل بداخلها قطعة منه ستمنو وتكبر داخلها.


لكن حالها الآن لا يدل علي السعادة بتاتًا، فكيف ستُخبر"عُمر"بأنها حامل، مع علمها بأنه هو من جاء لها بالحبوب كي تتناولها لأنه وببساطة لا يُريد الإنجاب الآن مُتحججًا بأنه ليس الوقت المُناسب، وهو يُعتبر الآن في بداية حياتهِ ويُريد تأمين مستقبل جيد أولاً بعيدًا عن ثروة ولدهِ، وبعدها يُنجبون كما يشاءون......... 


صوت دقات عالية علي باب شقتها، أفاقتها من أفكارها،للحظة شعرت بالتوتر،تنظر إلي الاختبار بين يديها بعيون جاحظة،ماذا لو كان" عمر" هو الطارق!؟، سندت علي الحوض بجانبها،إستقامت في جلستها ثم ألقت بالإختبار في سلة المُهملات في المرحاض، ثم إعتدلت مرة اخري تغسلُ وجهها كي يختفي شحوبه قليلاً....... 


❈-❈-❈


. "مساءًا". 


جلست" غالية"في شقة والدايها بصُحبة والداتها،دخلت إليها والداتها تحمل أطباق صغيرة مُمتلئة بالكعك التي أعدتهُ في الصباح، وضعت طبق إبنتها أمامها، وجلست بجانبها قائلة: 


_أحكيلي بقا عملتي أي في الحنة، كانت حلوة، وأتعاملتي أزاي مع الناس إللي هناك، أكيد حبوكِ أنتِ أصلاً تتحبي وتدخلي القلب بسرعه، بس حماتك ست زي العسل خالص.... 


كانت تُثرثر معها، لكن الآخري كانت بعالم آخر، كانت شاردة تنظر إلي شاشة التلفاز أمامها، وهي لا تنتبه لمَ يُعرض أمامها، ولا حتي لحديث والداتها، قرارها بأن تأتي لوالداتها كي تُخبرها، وتُساعدها في حل تلك المُشكلة، كان خاطئًا، تراجعت عن قرارها الغبي ذالك، فوالدتها أول واحدة ستوبخها علي ما تنوى هي فعلهُ، تعجبت "سُعاد"، من شرود إبنتها، فنكزتها تُلفت إنتباهها، إلتفتت لها قائلة: 


_أي كنتِ بتقولي حاجة يا ماما؟ 


_كُنت بقول حاجات مش حاجة واحدة، بس أنتِ سرحانة في حتة تانية، أي في حاجة، حد ضايقك أو زعلك من أهل عُمر


_لا بالعكس دول بيحبوني جدًا، وأنا كمان حبيتهم جدًا، أنا بس اليومين دول نومي مش متظبط... 


ربتت علي كتفها قائلة بحنان: 


_سلامتك يا حبيبتي، طيب أنتِ تعبانة؟ 


إبتسمت لها بحُب مُتبادل، قائلة تُطمئنها: 


_الحمدلله أنا كويسة يا حبيبتي... 


_يجعلك كويسة دائماً، إلا بقولك أي؟ 


أستمعت إليها، بإنصات وإنتباه: 


_أي يا حبيبتي؟ 


_أنا بفكر كده أننا نعزم حماتك وأخوات جوزك، يعني نعمل معاهم الواجب، وبالمرة نتعرف علي بعضنا ده أحنا حتي نسايب وبقينا أهل، أنا قولت لأبوكِ وهو رحب جدًا وقالي أكلمك تكلمي حماتك تقولي لها! أي رأيك؟ 


_فكرة حلوة، بس خلي العزومة دي شوية كده، زي ما أنتِ عارفة أن أخت عُمر الصغيرة كلها كام يوم وهتتجوز، وهما مشغولين بقا في التجهيزات، وبعدين كده كده أنتو هتحضروا الفرح وتتعرفوا عليهم كلهم 


أومأت لها قائلة: 


_ماشي، نستنا وماله، أحنا بس عايزين نشرفك قدامهم كده؟ 


ألتقطت يديها تقبلها قائلة: 


_أنتو مشرفيني في أي حتة يا حبيبتي، ويلا بقا أنا هقوم علشان عُمر زمانه جه..... 


قالت كلماتها تزامنًا مع نهوضها، ترتدي حجابها، وتُحكمه علي رأسها، قالت والداتها: 


_أي يا غالية أنتِ لسة جاية؟ مش هتستني حلمي ده زمانه طالع برضو!. 


_لا معلش يا ماما، لازم أبقي موجودة لما عُمر ييجي مع السلامة!.


الصفحة التالية