رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 9 - 2 - الجمعة 1/3/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل التاسع
2
تم النشر الجمعة
1/3/2024
" في المساء"
أخذت تهز قدميها بملل كبير، أعتدلت علي الاريكة مُتنفسة بضيق، نظرت إلي الساعة أمامها وجدتها تُشير إلي الثانية عشر مساءًا، وهو لم يعود حتي الآن، زفرت بحنق وخيبة أمل، فمنذ ما يُقارب الساعة والنصف، وهي جالسه هكذا تنتظره، بعد أن قررت أن تُواجهه وتُريح قلبها من العذاب والحيرة،عندما رأتهُ في الصباح كانت هُناك رغبة مُلحة في أن تسأله، لكنها وجدت أن الوقت ليس مُناسبًا لـنقاش تعلم أنهُ سيكون طويلاً، خصوصًا أن والداها كان يُريده أيضًا،بجانب شعورها بأنه لا يتهم بتأثير كلماته عليها، ودليل أكبر علي ذالك أنه تركها هكذا دون توضيح،مما يدلُ علي أنه كان واعيًا لكامتهِ......
مرت عدة دقائق وقد بدأ ينتابها الملل، أرادت أن تُهاتف والدتها كي تسأل والدها عن سبب تأخره، لكنها في النهاية تراجعت، لا تريد أن تُظهر لوالدتها أنها لا تعلم عن زوجها الذي يعيش معها شئًا، ستُثير قلقها من ناحيتهم........
مرت نصف ساعه اخري وهي كما هي علي حالها، في النهاية زفرت بضيق، وقررت أن تنهض إلي غُرفتـها، فـ علي ما يبدو أنه لن يأتـي الآن، نهضت من مكانها قاصدة أن تدلف إلي غرفتها، لكنها وقفت بمكانها سرعان ما سمعت صوت المفتاح في الباب، فوراً علمت أنه هو قد عاد أخيرًا، دلف هو بهدوئه المُعتاد، وجدها تقف أمامه ويبدو أنها متوترة أو تود قول شئ هذا ما إستنبطه من ملامح وجهها..... إستغرب كثرًا لِمَ هي مُستيقظة حتي الآن فالساعة قد تخطت منتصف الليل، وهي بعادتها تخلد إلي النوم مبكرًا أو هكذا يظن هو...
تقدم من حيث كانت تقف، وضع مفاتيحه أعلي الطاولة، مُتحدثً بهدوء وبنبرته الرجولية:
_مساء الخير.......أي إلا مصـحيكِ لحـد دلوقتي!؟
ورُغمًا عنها هربت الكلمات من رأسها وأنعقد لسانها فوجدت نفسها تقول:
_أنا كنت مستنياك، علشان نتعشا سوا......
لم تكن قد أعدت أي طعام،فقط قالت كلماتها بدون تفكير،بعد أن تبخرت شجاعتها ، إلتفت موالـيًا لها ظهرهٍ، قاصدًا غرفة الاطفال التي أصبحت غرفتهِ، قائلاً بنبرة غير مُبالية:
_لا أتعشي أنتِ أنا مش جعـان،لو جُوعت هبقي أكل.؟....
بنبرة مُترددة، سألتـه قائلة:
_هو أنتَ اتأخـرت ليه....؟!
اوقفته بسؤالها، إلتفت إلها قائلاً بهدوء أثار حُنقها:
_ شُغل...... تصـبحي علي خير.
قال كلماتهُ بنبرة لا مُبالية أستشعرت هي ذالك، ثم تابع سيرهِ إلي غُرفتهِ، بينما وقفت هي صامتة لم تتحدث، تُجبر شفتيها علي التحدث، وبدون سابق إنذار إندفعت قائلة:
_للدرجة دي كُنت بتحبها؟.
وقف بمكانهِ، ثواني ثم إلتفت إليها عاقدًا حاجبية بأستغراب مُصتنع، هو بالأساس يعلم ماذا تقصد، كان ينتظرها أن تسأله مُنذ فترة، كان ينتظر أن تواجهُ ويرتاح ضميرهُ، لكن أجابتهُ المُتسائلة نَفت تمامًا رغبتهُ في أنه كان ينتظرها تتحدث:
_هي مين دي؟.
تنهدت تنهيدة طويلة، بعد أن حسمت الأمر في نفسها أنهُ لا بُد من المواجهة، إلي متي ستظل حياتهم هكذا مع وقف التنفيذ لذا هتفت برفعة حاجب:
_إللي كُنت بتنادينـي بإسمها وأنتَ في حُضني!.
للمرة الثانية يتقمص الجهل، قائلاً:
_برضو مش فاهمك.... هو فيه أي؟ أي الاسئلة الغريبة دي؟.
بأندفاع قالت:
_لما أنتَ بتحبها أوي كده لي سبتها، ولي أتجوزتني من الأصل.؟.
لا داعي للإنكار أكثر من ذالك، تنهد قائلاً:
_أظن أنها حاجة متخُصكيش علشان تسألي فيها؟.
_نعم!! متخصنيش أزاي أنتَ جوزي ولا ناسي، ومن حقي اسأل؟.
خرجت كلماتها غاضبة، مُدافعة عن الجزء، المُتبقي من كرامتها، البرود المُسيطر علي حديثهِ أثار الغيظ بداخلها، أجابها مُعترضًا:
_لا مش من حقك! أنتِ سألتني وأنا من حقي أجاوب أو لا.
_لي؟ مش عايز تجاوب لي؟.
يبدو أن المُنقاشة ستطول، لذا تقدم يجلسُ بهدوء يُثير الغيظ بداخلها، ثم قال:
_هو أي اللي لي؟.
_لما تبقي في حُضن مراتك، وتناديها بأسم واحدة تانية، يبقي ليا الحق اسأل، وأنت تجاوب...
_كُل واحد فينا ليه ماضي، وزي ما أنا مش من حقي أني اسألك عن ماضيكِ، أنتِ كمان ملكيش الحق فـ كده.....
ثم تابع بكلمات ذات مغذي:
_زي ما أنا مسألتكيش عن اليوم اللي اتضربت فيه، أنتِ كُنتِ بتعملي أي في الوقت ده! وفي المنطقة المقطوعة دي؟ ومين ده اللي كان بيحاول يعتدي عليكِ؟ خصوصًا بقا إني كُنت هروح فيها بسببك، لأني أعتبرت كل ده ماضي، وإني مش من حقي احاسبك عن حاجة غير اللي حصل من بعد ما عرفتك....
صمتت، لم تجد أي كلمات مُناسبة لقولها، فهو قد أنهي المُناقشة في صالحهِ، وأيضًا دون أن يُجيبها علي سؤالها القائم عليهِ تلك المُناقشة، كلماتهُ صحيحة ومعهُ حق، لكن أنها امرأة وما حدث يُعتبر خدش لِكرامتها، مع أن كلماتهُ كانت ذات معني آخر فهمتهُ هي، لكنها صحيحة، مُنذ مدة وهي كانت تنتظرُ سؤاله عن تلك الواقعة تحديدًا، لكنه لم يسأل ولا حتي لمحَ للموضوع، ولكن ها هو الآن ذكر تلك الواقعة.......
صمتها هذا تُرجمَ لهُ أقتناعًا بما قال، لذا حمحم ناهضًا من مجلسهِ، يقول:
_تصبحي علي خير!.