-->

رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 7 - 1 - الأحد 10/3/2024

  

رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي





رواية جديدة 

حرب نواعم (قواعد عشق النساء)


تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السابع

1

تم النشر الأحد

10/3/2024

❈-❈-❈


عاد قاسم إلى منزله وهو يحمل افكار كثيفة في رأسه، شغله أمر الأرملة وابناءها و الغفير أيضاً، 

المرأة التي هربت بأطفالها من دين ثقيل الحمل على كتفها، عزة نفسها وكرامتها وشهامة ابن أخيها وخوفه عليها 

كاد يفقد وظيفته وقوت عياله من أجلها، العائلة 

الدفء الحقيقي حين 

تزأر رياح الشدة، العائلة التي تحتوي الإنسان في ضعفه وترمم كل جرح له 

راقبت داليا دخول قاسم 

وشاهدت ملامح وجهه المشغولة أشارت بيدها إلى سمحة التي كانت تقوم على تنظيف بعض 

الفاظات أن تدخل الى المطبخ:

_شوفي نبوية ودلال دلوقت وهملي الفاظات التراب بيتعب العمدة

هزت سمحة رأسها علامة الموافقة و هي تسرع الخطى نحو المطبخ:

_حاضر يا ست هانم 

نظرت داليا إلى قاسم في حيرة ولهفة:

_مالك فيك اي ؟شكلك متضايق 

قاسم نظر لها في شرود:

_لا مافيش هو منذر فين؟ 

نظر قاسم إلى أعلى في حين قالت داليا وهي تضع يد على يد:

_منذر سافر بعد ما انت خرجت الصبح قال كفاية كدا الشغل متعطل ولو قعدت هنا يوم كمان  مش راجع تاني 

همس قاسم في صوت منخفض فيه حسرة:

_سافر!! 

داليا نظرت إلى قاسم في حزن حقيقي وقالت:

_ايوا سافر في أي يا واد عمي؟ خوفتني عليك هو جرى حاجة وأنت برا البيت 

هز قاسم رأسه علامة النفي، ثم نهض من مكانه وهو يقول:

_كنت عايز اقعد وياه شوية ملحقتش أشيع منه يا داليا لما كنت بدخل اشوفه هنا بحس

اني قاسم الجارحي وبس 

مش قاسم العمدة اللي الكل عايزة علشان مشكلة منذر بس اللي بيحسسني أن أنا اللي محتاج له وهو اللي مكملني 

نظرت داليا في قلق إلى قاسم وتابعت:

_خلاص أنا  هاتصل  عليه وأقوله يجي ويقعد ويانا كمان اسبوع 

قاسم أشار لها  إشارة قاطعة بيده مرة واحدة:

_لا، سيبه ل حاله سيبه يشوف شغله 

صعد قاسم درجات السلم نظرت له داليا في حيرة ثم صاحت في صوت مستنكر:

_انت مش هتتغدى ولا اي؟ 

قاسم قال في صوت ضعيف جداً:

_لا ماليش نفس 

صعدت داليا خلفه السلالم ثم قالت:

_ليه يا حبيبي انت من الصبح مكلتش شي

لم يجب قاسم واصل الصعود الى الطابق الثاني دخل إلى غرفته جلس على أحد المقاعد  أسرعت داليا خلفه أغلقت الباب جيداً ثم قالت وهي تجلس إلى جواره:

_عمري ما شفتك مهموم كدا في أي خوفتني اكتر؟ 

قاسم أشار بيده في هدوء:

_قلت لك مافيش يا 

داليا بلاش رغي كتير دماغي تعباني  كفاياك أكدا 

نظرت له داليا في حزن وقد شعرت بالضعف وقلة الحيلة نهضت من مكانها 

وهي تحاول أن تبدو متماسكة وقالت:

_براحتك 

أمسك قاسم بيدها ثم قال:

_و بعدين وياكِ بقولك مافيش تزعلي!؟! 

هزت داليا رأسها وجسدها في علامة رفض وتابعت:

_ لا مافيش زعل ولا حاجة، أنا هفوتك  لوحدك وانزل اشوف حال البيت تحت 

أسرعت داليا في الخروج 

قبل أن يحاول قاسم أن يتحدث معها أسرعت إلى الغرفة المجاورة لغرفتها غرفة مخصصة للأطفال 

لم تضيء النور فقط ذهبت إلى أقصى ركن به 

وانهارت باكية دون صوت، أنها تشعر أن ما يؤرق بال قاسم هو الانجاب، سفر منذر جعله يشعر بالفراغ شعر بفرق كبير منذر كان ينتظره 

يتحدث معه، يرافقة 

 يلتهم ما تبقى من وقته 

ويؤنس الساعات الموحشة التي تكون داليا مشغولة عنه، هي تعلم هذا الأمر جيداً تعلم أن قاسم يكتم شوقه وحنينه إلى طفل منه 

يستقبله أثناء عودته إلى المنزل يتحدث إليه يسأل عنه يشاهد لهفته وهو يدخل إلى المنزل، يملأ حياته بهجه، يعوض الحرمان الذي يبذل أقصى جهد حتى لا يظهر عليه، هي تعلم جيداً كيف يفكر زوجها؟ رفضه الحديث يؤكد لها هذا الأمر، ما كان ليخفي عليها اي شيء آخر 

ولكن كيف يحدثها في 

أمور الانجاب وحاجته إلى طفل وكل منهم سليم معاف؟ بماذا يخبرها؟لقد تعب كل منهم في رحلة البحث عند الأطباء قرار اتخذوه سوياً أن تتوقف رحلة البحث هناك، صمت قاسم اليوم يؤلم داليا أكثر من كلامه ليته تحدث عن شوقه إلى طفل من صلبه 

ليته أخبرها أن السنوات تمر مسرعة وهو خائف  أن يكون في الكبر والعجز وحيد دون ولد يتكيء عليه، ليته أفصح عما داخله ولكنه لم يفعل 

تنهدت داليا مسحت دموع يدها بكفها، والتقطت شهيق وزفير عميق ثم خرجت من الغرفة، ألقت نظرة عتاب على غرفتها تلك التي يجلس فيها قاسم، وكأنها تلوم الغرفة أنها تشاركها أحزانه، هبطت إلى أسفل 

في سرعة جلست في منتصف المنزل تماماً 

راقبت حديقة الثرايا 

و تأملت الأشجار والنخل 

لم تنتبه إطلاقاً على خطوات سمحة وهي تقترب منها ولم تشعر بها وهي تردد النداء عليها عدة مرات:

_ست هانم  ست هانم 


رفعت داليا رأسها إلى سمحة وقالت في صوت غاضب على الفتاة التي أفسدت تفكيرها وشرودها:

_في اي يا سمحة؟ 

تنحنحت سمحة لحظات ثم قالت:

_لا مؤاخذة يا هانم عايزة استذن النهاردة امشي بدري ساعة واحدة بس 

نظرت لها داليا في تحذير فهمت سمحة نظرت داليا فقالت  في لهجة تخوف:

_أصل في حاجة كدا في البيت  ولازم اكون هناك بدري شوي 

لم تجب داليا فقط ظلت تنظر لها في عمق وهي تحاول أن تكتشف إذا كانت الفتاة تكذب أو لا 

أكملت سمحة وهي تشعر بالاحراح:

_واد خالتي جاي يتقدم لي الليلة دي، وكنت عايزة عايزة 

تنهدت داليا في نفاذ صبر وقالت:

_عايزة تمشي من العصر اياك علشان واد خالتك اللي هيجي بعد العشا، وهو حفظك وصامك وعارف عنك كل شي ولا 

انت فاكرة أنه هيتعرف عليك لسه  هيجي واد خالتك يقول لابوك عايزاه 

وهو يقوله بركة يا جامع

وأنت قاعدة في الأوضة جوا مع اخواتك وامك  

اسمعي يا بت  مبحبش اللوع أنت شغالة هنا ولازم تفهمي أن نظام ثرايا العمدة مش زي اي بيت خدمتي فيه فاهمة ولا اي؟ 

هزت سمحة رأسها علامة الموافقة وقالت:

_ايو ا فاهمة يا ست هانم 

بس اصل 

أعقبت داليا:

_بسبسي  بقا  و اقلبي قطة واتعبي دماغي 


ظهر الحزن على وجه سمحة وقالت:

_ولا عشت ولا كنت يا هانم لو اتعبك بس امي مرضانة ولا تقدرش توضب البيت  وانا اكبر اخواتي وعايزة اروح بدري اجهز وكل واوضب البيت عشان مش يبان 

أن البيت فيه عيب وعشان:::

صمتت سمحة دقيقة وهي تكاد تبكي من الاحراج في حين قالت داليا وهي تنظر لها نظرة شفقه ورأفه ولكنها فضلت أن لا تظهر هذا الأمر لها:

_خلاص خلصنا  وجعني دماغي   اطلعي دلوقت ع بيت ابوك شوفي حالك

واسمعي يا بت من النجمة تبقي هنا والا متجيش تاني هنا 

أسرعت سمحة إلى المطبخ حتى ترتدي عباءتها السوداء فوق جلابية البيت التي تقوم بها بأعمال المنزل، فور أن خرجت أشارت لها داليا بيدها:

_تعالي يا بت

أسرعت  سمحة تقف إلى جوار داليا  تنتظر كلمة منها صرحت داليا في نبرة تهديد:

_لو جيتي بكرة تقولي أن واد خالتك مخطبكيش لاعرفك شغلك فاهمة ولا اي عاد؟ 

نظرت لها سمحة في لهجة استفهام في حين أكملت داليا:

_حسك عينك تيجي تقولي أن ابوك خالف كلامه ولا أبوه خالف فهمتي يا بت تيجي لي بكرة تقولي لي أن انخطبتي خلاص ليه و تعرفيني هتتجوزي امتا 

 

هزت سمحة رأسها علامة الموافقة وهي تكتم ضحكة فرح عن داليا:

_حاضر يا هانم 

نظرت داليا إلى سمحة وكأنها انتبهت فجأة إلى شي ما فقالت:

_بت خدى ليك سبع  حتت لحمة ليك انت وامك وأخواتك وابوك  بس فهمتي يا بت 

حاولت سمحة أن ترفض ولكن داليا قالت في لهجة آمرة:

_اديهم لأمك وقولي لها مرات العمدة بتقولك الله يتم ليكم على خير


الصفحة التالية