-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 31 - 1 - الأحد 3/3/2024

  

   قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الواحد والثلاثون 

1

تم النشر يوم الأحد

3/3/2024



نور يعمي العين حين ننظر له بشدة ، لذلك احذر فـ ليس كل نور جيداً 


رفعت عينيها نحوها وهي تنتظر تقول كل ما لديها ، وهي نظرت لها وشعرت بذلك لذلك تحدثت بتوتر : 


ـ بصي يا سلا أنا عارفه كويس جداً ، أن علاقتك بماما مش كويسه ، بس انا…


قطعت حديثها وهي تشرب كأس العصير البرتقال بتوتر وهي تحاول أن تتحدث بنجاح :  


ـ بس انا ماليش دعوه أنا مش زي ما أنتِ فاهمه خالص .


نظرت لها بجدية وهي تنظر إلي توترها الذي يدهشها بشدة ، اقتربت منها وهي تنظر لها بهدوء تشجعها على الحديث : 


ـ أنتِ عايزه تقولي ايه يا جميلة من الأخر ؟.


تنفست بعمق كأنها تشجع نفسها علي التحدث و أن تزيل ذلك التوتر وبالفعل نجحت في ذلك قليلا ، نظرت لها وهي تهتف بنبرة لهفة وسريعة : 


ـ بصي يا سلا ، بيجاد بيحبك بجد ، أنا عارفه أن حصل سوء تفاهم بسبب أنه مشرحش ليكي حاجه  بس ، بس ، بس لازم تعرفيه أن بجد غصب عنه ، هييجي وقت و هيقولك ، بيجاد كان بـ يحميني ، بـ يحميني من جوزي ، عشان كده قال للناس كلها انى خطيبته ، الكلام ده مش حقيقي ولا عمره هيحصل ، بس هو قال كده عشان جوزي السابق ميفكرش في أي حاجه غير الموضوع ده ، أنتِ فهماني ؟؟


قالت ٱخر جملتها بتوتر ، خوفاً أن تسئ الظن مرة ثانية وتبتعد عن " بيجاد " ، وهي لا تريد ذلك أن يحدث ، لا تريد مشاجرتهم أبداً ، تريد أن يتقربوا من بعضهم أكثر حتي لا تفكر والدتها بـ أبعاد " سلا " عن زوجها ، وعند هذه النقطة سوف تجبرها والدتها علي التقرب من " بيجاد " وهي لا تريد أن ذلك يحدث أبدا ، فهي تحب شخص واحد وهو " مالك " .


نظرت إليها ولم تفهم اي شئ عن ما تقوله  ، كيف " بيجاد " يحميها من زوجها ؟ ، ويحميها من حديثه ارتباطه عنها ؟؟ ، لم تفهم حديثها ، فـ حديثها ملئ بالغموض وهي لم تفهم الأمر ، وكيف أدركت أن " بيجاد " لم يقل لها شئ ؟؟ .


هناك عده تساؤلات برأسها ولابد أن تفهمها الأن ، فهي تريد أن تعرف كل شئ من " جميلة " ، نعم فهي اتخذت قرارها أنها سوف تبدأ حياة جديدة مع " بيجاد " ولكن عليها أن تحل سوء الفهم هذا الذي حدث بعلاقتهم ، لا تريد ابدا هذا الشرخ يكبر في علاقتها مع زوجها وحبيب قلبها ، هذه الفرصة جاءت لها ولا يمكن أن تضيع من يـ ـدها ، والفرصة هي عليها أن تفهم كل شئ من " جميلة " ، وتفهم أيضا كل شئ من " بيجاد " حتى تعرف نوايا " جميلة " هي سيئة مثل والدتها أما لا  ، لا تعرف ما الذي تشعره بنوايا هذه الفتاة التي أمامها ، ولكن شعورها يقول أنها مثل والدتها تماما في كل شئ ، وعليها أن تكشف الأمر الأن .


فهي تعلمت من تجربتها مع  " ياسمين " و " شريف " أن لا تثق باحد ، حتى إذا كان قريب منها ، هذا الدرس كلفها حياتها ، و حياتها هي علاقتها مع زوجها ، فـ علاقتها مع زوجها كانت سوف تدمر إذا لم تكتشف الأمر ، ولكن القدر كشف هذه الحقيقة أمامها وعليها أن تثق في زوجها ، وعليها أيضا أن تكشف نوايا تلك المرأة .


هتفت هي بنبرة غير فهم وتحاول أن تفهم شئ من حديثها : 


ـ يعني ايه انا مش فاهمه حاجه ؟ ، قصدك ايه كان بيحميكي ؟ .


تحدثت هي بثقة وصدق كبير في لؤلؤتها وهي تستعد أن تجعل علاقتها مع " بيجاد " قوية  : 


ـ بصي هحكيلك الحكاية ، أنا وبيجاد كنا اخوات ، و بيجاد بيعاملني زي أخته فريدة ، بس طبعا ماما مشافتش كده ، شافت أن بيجاد بيحبني وانا بحبه ، بس طبعا الكلام ده كدب ، فضلت ورا بيجاد لحد ما خطبني ، ومحاولتش افهم بيجاد ولا هو لان احنا اخوات يا سلا ، بيجاد مكنش بيأمن بحاجه اسمها حُب ، حتى لما تمارا علام كانت معه مكنش بيحبها كان معتبرها صديقة ، وأنا اعتبرني أخته ، وبعد شهور سبته ، مقدرتش اكمل في علاقة مستحيلة أنها تتحقق ، وهو دعمني وكان موافق أن احنا ننهي العلاقة دي ، وسبته فعلا وبعدها بسنه اتجوزت واحد اكبر مني بعشرين سنه ، اتجوزت راجل غصب عني بسبب ماما ، بيجاد مكنش يعرف بالموضوع ده لان كان مسافر في شغل ، ومعرفتش اتواصل معه يساعدني لحد ما اتجوزت غصب يا سلا .


بينما أكملت بحزن يملأ عينيها كأنها تخفي بريق هزائمها و اوجاعها : 


ـ عارفه كنت فاكره اني هبقي مبسوطة لما اسافر بعيد عن ماما ، بس من هنا بدأت رحلة عذابي ، مراته الأولى مسبتنيش ألا وهي بتقولي كلمه في الطالعة والنازلة ، وبناته بيحاولوا يقتلوني اكتر من مره ، وأنا كل ما بشتكيله ، يضربني ، يضربني أنا يا سلا ، ويقفل عليا الاوضه واقعد باليومين مش باكل ، ولما رحت اشتكيت لماما ، قالتلي كل ده مش مهم ، كل ده هينتهي لما تجيبي الوريث لي ، ولو مراته معرفتش انتي تعرفي ، وفعلا بقيت حامل وطلبت منه اكتر من مره ننقل من البيت ده ، وهو نفذ وفعلا انتقلنا من بيت تاني ، ولما روحت البيت حسيت أن كل عذابي هيروح ، و أن ابني هيجي وهينور الدنيا ، بس كل ده كان حلم .


بكت بحرقة وهي تضع يـ ـدها على عينيها حتي لا تري دموعها التي سقطت نحو وجنتيها رغم عنها ، حزنها كثير بشكل كبير ، وأحزنها تخفيها داخل بريق لؤلؤتها ، حاولت " سلا " تهدأتها وهي تشعر بالشفقة نحو هذه الفتاة ، الذي رق قلبها فورا حين سمعت قصتها المأساة ، ربتت على كتفيها بهون كبير كأنه تدعمها ، وتزيل دموعها التي تحرق وجنتيها ، ولكن " جميلة " أكملت ببكاء مفرطاً قلبها : 


ـ قطعوا فرامل عربيتي ، وعملت حادثة ، ومعرفتش أنقذ ابني ، معرفتش أنقذه ابدا ، بقالي يومين في المستشفي وهو حتى مجاش ، مجاش يطمن عليا ، ولما اعرف أن ابني مات ، خنقني وطلقني وقالي اني السبب ، اني قتلته ، أنا قتلت ابني يا سلا ، مقدرتش اتحمل وقتها ، ونفسي صعبت عليا اوى ، قولت لازم بيجاد يعرف بكل حاجه ، حاولت اتصل عليه اكتر من مره وتليفونه كان مغلق ، لحد ما تعبت واغمى عليا ، ولما صحيت قلت الممرضة أنها تكلمك تاني وتكلم ماما ، وبعدها نمت ومحستش باي حاجه غير بيجاد وهو جنبي هو وماما .


بينما أكملت بأبتسامة سخرية من نفسها وعينيها مازالت تبكي : 


ـ طلع جوزي السابق ، رميني في مستشفي زبالة ، وقال لـ ممرضين أنها عايزه تموت بالبطئ ، وفعلا لما بيجاد عرف هددهم كلهم اني خطيبته ، وطلعني ودخلني مستشفى قدروا يوقفوا النزيف وقدرت اتعالج ، بيجاد مكنش بينام يا سلا ، بيجاد كان بيبص على صورك طول الوقت ، مكنش بيتكلم معاكي لان فعلا كان مشغول ، من ساعة ما سابك وهو علطول مشغول ، بيفكر ازاي ينتقم من جوزي ويرجع حقي ، و بيفكر ازاي يبقى مع تواصل مع شركته ، هو الحقيقة كان خايف ، كان خايف تفهميه غلط من الاشاعات اللي نزلت ، بس الاشاعات مش حقيقة يا سلا صدقيني ، هو قال كده في وقتها بس عشان خاطر يهدد الأطباء ، أن لو حد فكر يأذيني ، هو هيبقي في وشه ، وعمل كده عشان الاخبار توصل لجوزي عشان ميفكرش في اي حاجه ، ولما نزلنا البلد كان هو قدر يرجع حقي وخسر جوزي كل الأملاك واترموا في الشارع هو ومراته وبناته ، جاب حقي يا سلا ، ضربه ، زي ما ضربني ، و دخله نفس المستشفى بالظبط اللي دخلني فيها ، وقال لدكاتره أنه يموت بالبطئ ودفعلهم فلوس ، زي ما دفعهم فلوس يقتلوني ، بيجاد جاب حقي وطلقني منه .


بينما أكملت بابتسامة حقيقية وهي تهتف بصدق : 


ـ صدقيني بجد ، بيجاد بيحبك بجد ، ومتغيرش ، وهو انسان كويس ، كويس اوي يا سلا ، ربنا يخليكم لبعض ، ويديمكم لبعض يارب .


وقفت " سلا " بجانبها وعانـ ـقتها بحُب ، فهي كانت تشعر أنها فتاة مثل والدتها ولكن هذه الفتاة تحملت كثيرا وكثيرا نتيجة والدتها الشمطاء ، فهي فتاة تتميز بقلبها الابيض ، ونيتها الصافية ، فهي تعرف أنها أساءت الظن بها ولكن تريد أن تتأكد من " بيجاد " اولا ، نعم هي صدقتها ، وصدقت أنها تقول الحقيقة ، ولكن التأكد واجب ، تريد أن تزيل أي توتر في علاقتها مع زوجها " بيجاد "  حتى لو كان صغير .



❈-❈-❈



أنتِ فقط من يُلفت إنتباه قلبي دائمًا .


فتحت عينيها التي كانت بلون القهوة بهدوء وببطئ شديد ، فهي تشعر بنور قوي يضرب عينيها بقوة يؤلمها بعض الشئ ، وبعد ثواني فتحت عينيها وجدت نفسها في مشفى ، وهي نائمة على فراش المشفى ، تشعر برأسها تؤلمها قليلا ، كيف جاءت الي هنا ؟؟ ، و ما الذي حدث ؟؟ ، حاولت أن تتذكر جيداً ما الذي حدث ، ولكن بعد دقيقة تذكرت كل شئ ، وشهقت من الصدمة ، وهي تضع يـ ـدها على بطنها المنتفخة بقلق وهي تهتف بخوف : 


ـ ابني ، ابني .


شعرت بأحد يحاوط كتفها ، رفعت رأسها حتي تنظر له وجدته " مالك " ، مالك قلبها ، عانـ ـقها بحُب واطمئنان : 


ـ متخافيش يا فريدة هو كويس .


جملته هذه الذي قالها كانت بنسبة راحة لها ، ظلت تضع يـ ـدها نحو بطنها المنتفخة قليلا ، كأنها تهدئ من روعة خوفها وفزعها علي ابنها  ، خرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها ، عانـ ـقها " مالك " من الخلف وهو يسند رأسه اتجه عنـ ـقها ، تشعر بأنفـ ـاسه الساخـ ـنه تحرق عنقها بشدة ، خفق قلبها من هذا القرب ، فهي حقاً اشتاقت له ، اشتاقت لاهتمامه بها ، وبحبه لها ، اشتاقت لاعـ ـانقه لكل شئ منه ، وضع يـ ـده فوق يـ ـدها التي كانت نحو بطنها ، وهو يسألها بقلق  ، وعينيه تراقبها : 


ـ أنتِ كويسه يا فريدة ؟؟ .


هزت رأسها ولم تتحدث وهي تتذكر كيف وقعت من الدرج : 


ـ كويسه ، بس مش عارفه ازاي وقعت يا مالك ، أنا كنت مركزه كويس ، بس مش عارفة ، مش عارفة ده حصل ازاي .


قبـ ـلها فوق فروة رأسها بحُب ، وهو يغمض عينيه ،  يحمد الله أن زوجته وابنه لم يصيبهم بأي مكروه : 


ـ الحمد لله ، الحمد لله ، انك مكملتيش السلم ، و انك وقعتي في آخر سلالم ، وانك مطلعتيش لـ فوق اوى ، الحمد لله .


ظل يعانـ ـقها مدة لم يعرفها ، ولكنه كان يريد الاطمئنان علي زوجته ، بلا كان يريد أن يطمئن قلبه الذي كان يأكله من الخوف ، فهو منذ أدركه بتلك الحادثة ، وهو لم يشعر بروحه ، كان خائف ، قلقاً ، يريد أن يطمئن عليها ، مشاعر كثيرة ومختلفة ولكنها كانت مأساة عليه ، وصل إلى المستشفى ، وظل خارج الغرفة منتظراً الطبيبة حتى تخرج من غرفة " فريدة " حتي تفحصها جيداً ، وحتي تداوي جرح رأسها ، كانت دقائق ولكن كانت بمثابة له كالدهر أيضا ، وبعد ما خرجت الطبيبة و طمئنته بالفعل ، دخل الى الغرفة منتظرها تفيق ، منتظر تفيق حبيبه قلبه وايامها ، ومعذابه قلبه وما هي إلا " فريدة "  .


أما هي 


سندت ظهرها على صـ ـدره وهي تشعر بالأمان الذي افتقدته ، والأن عاد لها الأمان من جديد ، تريد أن تصلح علاقتها بـ " مالك " ، فهي لم تشعر بالسعاده هكذا وهو بعيداً عنها ، ويعاملها بهذا الجفاء ، لا تعرف ماذا تريد أو ماذا تفكر ، ولكن الأن تريد أن الزمن يتوقف عند هذه اللحظة ، وتظل في احـ ـضانه الى الابد ، فهي سعيدة هكذا ، وتشعر بالدفء والأمان يحوطها ، تتمنى أن لا تزول هذه اللحظة ، وتظل هكذا .


الصفحة التالية