رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 14 - 1 - الأحد 3/3/2024
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الرابع عشر
1
تم النشر الأحد
3/3/2024
قربك مني كان مخلفًا لكل ذرة من كياني؛ كغرز سكين لمنتصف قلبي..
أقتربي أنتِ دائمًا فأنا مستعد لتحمل ذلك مرارًا فقط للنظر بعينك.
❈-❈-❈
مرت عده ايام،
كانتشمس تقف امام منزل سعاد تشعر بيدها تهتز قلقًا.
مد عاصم يده يدفعها بين أصابعها وهو يحصر أهتزازها في ثباته؛ أبتسمت تشكره بخفوت بينما رفع يده يدق الجرس.
يمكنها تذكر طلبها لعاصم بأخذها لأمها الحقيقة.. وتتذكر أفراغة لوقته كي يشاركها تلك اللحظات حتى يستطيع دعمها.
فُتح الباب و وقفت سعاد مذهوله وهي ترى شمس أمامها؛ شعرت شمس بدغدغه غريبه في قلبها وملئها التردد أكثر.
أسرعت سعاد ناحيتها تضمها لصدرها وهي تبكي هامسه بشوق
_ أخيرًا قررتي تزوريني يا شمس.. أخيرًا يا بنتي.
ظلت شمس ثابته رغمًا عنها وعن محاولتها لضم سعاد في المقابل؛ لم تغضب الاخرى وهي تبتعد عنها مرحبه بعاصم مفسحة الطريق للداخل
_ اتفضلوا ادخلوا .. ادخلو معلش المكان مش جد المجام والله
أبتسم عاصم مجيبًا بخفوت
_ متجوليش اكده يا حاچة سعاد
بعد دقائق جلست شمس لجواره علي الاريكه وأمامهم سعاد التي كانت تطالعها بلهفه وشوق.
نهض عاصم تاركًا كفي شمس
_ انا هستأذن منكم بس عندي مشوار وهرجع تاني
نهضت شمس خلفه سريعًا مؤثره صمتها حتى وصلا للباب لتسأله بأستغراب
_ انتَ مش جولتلي هتفضي نفسك وتفضل طول اليوم معايا؟
تنهد عاصم يحزك رأسه تأكيدًا
_ ايوه جولتلك أكده واني فاضي فعلًا؛ لكن مش هينفع أفضل جاعد في وسطكم اكيد عايزين تتكلموا براحتكم! ادخلي لامك يا شمس وخدي راحتك واني هستناكي في العربيه اهنه.
أولها ظهره وحينما صعد للسيارة عادت للداخل بخطوات متردده؛ جلست كما كانت وظل الصمت رفيقهم لدقائق قطعته شمس بتسأل
_ احكيلي كل حاچة؛ وازاي هي خدتني منيكي!
تنهدت سعاد ونهضت للجلوس بجوارها وهي تربت علي يدها
_ تعرفي اني عيشت نص عمري بفكر ازاي احكيلك الي حصل؛ واتخيل اليوم الي هيچي وتسأليني عن كل حاچه.. لكن دلوك حاسه ان لساني انربط
بصتلها شمس وابتسمت
_ انا محتاجه افهم.. محتجاكي تعرفيني كل حاچه عشان اجدر افوج!
اتنهدت سعاد وعادت بها الذكريات في بحورٍ عميقه؛ بينما تقص علي شمس بنبره هادئة
_ زمان ابوكي سافر لشغل والبلد كليتها كانت عارفه انه مسافر؛ لكن نزلي يوم زيارة ومحدش كان داري بيه.. بعديها لما مشي عمل حادثه ومات؛ اني ساعتها مكنتش اعرف اني حامل ولما عرفت فرحت جوي وكانت عاليه جايله انها حامل؛ كنت لسه فكراها كويسه عشان اكده عرفتها اول واحده اني حامل.. وجولتلها اني عايزه اچازه اروح افرح اهلي؛ لكن هي كانت زي الشيطان .. لفت عليا وجعدت تجولي ان محدش هيصدق انه ابن حلال.. وان كل الناس هيجولوا عليا بطاله؛ اضايجت وسكت لكن الموضوع كان مخوفني وعمال يدور في دماغي.. ساعتها اني حاولت المح لامي عن لو طلعت حامل او ان ابوكي نزلي زياره في نص شغله
اقتربت شمس منها وهي تتسأل بفضول
_ وصدقتك صُح ؟
تنهدت سعاد وهي تشيح بوجهها بينما العبرة عالقه في أجفانها
_ لاه اني ساعتها حاولت المح ليها لكن مچرد التلميح خلها تشك فيا وتسألني لو غضبت ربنا في حاچه ولو عايزه البس چوزي ربنا يرحمه في مصيبه اني عملتها؛ ساعتها خوفي زاد اكتر.. وبجيت مش عارفه اعمل ايه.. روحت لعاليه واني معنديش حيلة.. ولا عارفه اتصرف؛ وجتها هي خافتني عن الكل وخلتني في اوضه محدش يدخولها غيرها؛ وفضلت هي تمثل انها حامل لحد ما چه الوجت.. والنصيب كان ان محمد يبجا بره البيت.. وجت الدايه ولدتني واخدتك هي
صمتت سعاد تمسح وجهها بحزن وهي تنظر لشمس؛ كانت ملامحها مبهمه لم تستطيع تميز ما بين نظراتها.
مدت يدها تمسك كفها وهي تسألها بقلق
_ انتِ مصدجاني يا بتي صُح! والله العظيم اني ما خاطيه ولا غضبت ربنا.. اني.. اني كنت خايفه وهي لعبت بيا
هزت شمس رأسها وقاطعتها بهدوء
_ اهدي مصدجاكي؛ اني بس الكلام كلياته چديد عليا وهياخد مني وجت عشان اعرف اتعامل معاه
ابتسمت سعاد وهي تقبل باطن كف ابنتها بشوق
_ خدي كل الوجت الي في الدنيا يا شمس؛ دا اني صبرت فوج العمر عمر يا بتي.. معجوله مش هتحمل حبه كمان!! خدي وجتك كله.
كانت شمس تشعر بمشاعر متضاربه؛ بين خوفها من القادم.. وكيف ذلك الماضي قاسٍ بتلك الطريقة؛ وكيف يجب ان تتصرف رفقه سعاد؛ وبين الاطمئنان والسعادة التي غرزتهم الحقيقة في باطنها.
تلك السعادة التي ذكرتها بكلمات تحيه؛ حول من لا يملك الماضي لا يملك حاضر أو مستقبل.
هي سعرت بمعرفة الحقيقة انها علي أرض ثابته؛ كمن كان يطوف في الهواء.. بدون جاذبية والتحم مره واحده مع الارض وذلك جعلها اخيرًا مستقرة.
كانت ممتنه لوجود عاصم بالخارج؛ ذلك التصرف الذي أشعرها بالأمان والسند.
❈-❈-❈
كانت براءة تنام براحه؛ كانت تشعر بلمسات حريرية متفرقه علي جسدها.
تململت تتقلب بفراشها لتشعر باللمسات أكثر وضوحًا؛ قُبلات رقيقة ناعمه علي وجهها؛ عنقها؛ كتفيها .
فتحت عينها بنعاس لتقابل عين قاسم الذي ينظر لها بهدوء؛ ابتسمت بهدوء
_ صباح الخير يا قاسم
دفع رأسه بعنقها يقبل نهايه فكها الملتحمه مع عنقها مهمهمً؛ انفلتت من فمها ضحكة ناعسة
_ مالك علي الصبح اكدِه؟
تحدث بصوت هادئ
_ اتأخرتي في النوم جوي انهاردة.. اتوحشتك
رفعت يدها تعبث في خصلاته وهي تعدل من وضعها
_ معلش نمت امبارح متأخرة
تنهد قاسم معيدًا تقبيل عنقها بهدوء ورقه
_ وحشاني يا براءة
همس بهدوء وهو يبتعد عنها؛ عينهما التحمت بكلمات ركضت أسفل جلدها الرقيقة الذي مرر أصابعه عليه بخفه.
شعرت بقلبها ينفجر مما ولده بها؛ عينها إتسعت وهي تشعر بسوء ما قد تؤل إليه الامور ولكن لم تجد بداخلها قوة لدفعة.
كان قاسم يشعر بقلبه ملتهبًا وكل دفاعه ضدها سقط أسفل نظراتها البريئة الناعسة.
أقترب منها دون أن يحيد بعينه عنها؛ ومع اقترابه كانت أنفاسهما تتدافع.. تتسارع وكأنها حرب.
تولد بكل من هما توقًا للآخر منع الرفض أن يقف بينهما؛ أغمضت عينها من فرط مشاعرها والخجل الذي تلبسها ولكن قبل أن تتقابل طرقهما طرق الباب .
سَب قاسم أسفل أنفاسه وتمتم حينما فتحت عينها تنظر له ببسمة مكتومة
_ هرتكب چنايه فيكي او فيهم في مره
لم تسطتيع كبح قهقهتها الممتزجة بالخجل من الخروج وهي ترفع يدها تداعب عنقه بأصابعها عمدًا وتتحدث بعبث
_ واني مالي ترتكب فيا چناية ليه؟
لاحت في عينه نظرة عشق وهو يميل ناحيتها مجددًا متأثرًا بوجودها؛ لكن طرقات أخرى جعلته يقفز من الفراش منتفضًا بضيق
_ والله دي مبجتش عيشه ابدًا؛ عايز اجعد مع مرتي يا ناس
جلست براءة بخجل تجذب الغطاء حتى حلقها وكأنها تخفي قربه؛ بينما فتح هو الباب؛ كانت الخادمة مخفضة عينها للأرضية وهي تخبره بهدوء
_ ست زينب عيزاك تحت يا قاسم بيه
أجابها بهدوء وهو يلقي نظره علي براءة التي تنظر له بلمعه في عينها
_ رايح؛ وچهزي الغدى لست براءة تحت عجبال ما تنزل
_ أوامرك يا بيه
غادرت الخادمة وخلفها قاسم بينما نهضت براءة سريعًا لتجهز ذاتها وكان قرب قاسم قد دفع في دمائها ادرينالين السعادة.
❈-❈-❈
حينما ولجت الخادمة للمطبخ لتحضير ما طلب منها؛ كانت عزيزه تقف هناك.. ملامح وجهها مترقبة لكل حركة بينما وجودها كان يجذب نظرات الخدم لها.
كانت عينها تنطق شرًا وكراهيه وهي تتحرك بكل إنش تتجاهل الصوت الصارخ بعقلها عن خطورة وبشاعة ما تنوية.. ولكن ما لمع بعينها كان رغبتها فقط.
حينما أنتبهت للخادمه التي تحضر طعام مخصوص أنعقد حاجبيها بأستغراب وتمني وهي تتذكر ان براءة لم تتناول الفطور او الغداء معهم؛ تحركت نحوها
_ بتحضري فطور لمين يا بت انتِ؟
_ بحضر وكل لست براءة قاسم بيه الي أمر
ابتسمت عزيزه والشر يقطر من عينها؛ حمحمت وهي تخبرها بهدوء
_ روحي انتِ شوفي البيت واني هحضر الوكل؛ بس حسك عينك حد يعرف اني الي عملته فاهمه!