رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 15 - 1 - الجمعة 22/3/2024
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الخامس عشر
1
تم النشر الجمعة
22/3/2024
إن كان نهاية قدري الموت مقتولًا؛ أتمنى أن تكون يدك من تدفع السكين لقلبي
❈-❈-❈
كانت الصرخة التي شقت سكون المنزل.. هي البداية.. فقد لحقها صرخات متتالية جعلت الجميع يخرج من غرفة ركضًا ناحية الصوت؛ حتى توقفوا أمام غرفة راضيه.
أنتحابها وصراخها كان يزداد؛ وصل قاسم وبراءة بذات الوقت؛ نظرا لبعضهما قليلًا ثم أقتحم قاسم الغرفة ولحقتة براءة.
كانت راضية تمسك معدتها وهي تتلوى ألمًا؛ تجذب بيدها مفرش السرير وتصرخ ملئ حنجرتها حتى شعرت بها تُجرح.
أسرعت براءة تجذب عبائة وتتحرك ناحيتها بقلق
_ ثبتها معايا يا قاسم عشان البسها
ساعدها قاسم وهو يمسك راضية ويرفعها عن الفراش؛ وبمجرد ان أنتهت براءة حملها سريعًا وهو يركض للخارج..
كانت العبرات تسيل علي وجهها وكأنها ماء من شدة غزارتها؛ يدها غُرست عميقًا بكتف قاسم وصراخها كاد يصم أذنه.
وضعها في السيارة وصعد ينطلق سريعًا؛ بينما علي باب القصر تجمعت العائلة بقلق؛ عدى فتحيه التي كانت تنظر بملامح مصدومة لبراءة.. تحاول استيعاب لما وكيف؟
سندت زينب علي براءة وهما يعدون للداخل؛ وتحدثت باستغراب
_ يا ستار يا رب ايه الي حصل مره واحده جلب حالها اكده؟
تنهدت براءة وهي تشعر بالقلق
_ معرفش والله؛ ربنا يسترها معانا ويعديها علي خير يارب
بينما كانت فتحيه ثابتة بوقفتها وهي تشعر بالنيران تتصاعد في عقلها هامسه بغل
_ حية بسبع أرواح كيف هربتي أنتِ من السم! كيف هي الي أخدته.. بس لساني معاكي يا براءة لحد ما تختفي من وشي خالص
❈-❈-❈
قريبًا منهم وخلف إحدى الأشجار كان جابر متواريًا عن الأنظار؛ ترتفع شفاهه بأبتسامة ساخرة تعبر عما يعتمر صدرة وهو يهمس
_معجولة يا راضية عتعملي كل دِه عشان أشوفها؛ ههههه يارب بس ترچعي سليمة عشان أجدر أخد الي تخصني .
اخرج الهاتف متصلًا بالغفير وبعد دقائق كان يتسحب ملثمًا ناحية المنزل.
بخطوات سلسة كالخيال كان يتحرك علي الدرج حتى وصل للغرفة المنشودة
طرق علي الباب بخفه و وقف مستعدًا؛ فتحت براءة الباب بلهفه ظنًا أنه خبر عن قاسم وراضيه.
تجمدت أطرافها عينها إتسعت بذهول وهي تنظر لجابر؛ كانت تشعر بالانفاس قد علقت في حنجرتها ولم يستوعب عقلها ما تراه.
أبتسم جابر بوسع علي الخوف بعينها والصدمة التي الجمتها؛ رآها وهي ترمش حينها انقد عليها كاتمًا فمها وانفاسها أسفل كفه.
تخبطت براءة وهي تحاول الصراخ؛ ارتعشت وتجمعت الدموع في عينها.
دفعها جابر للداخل مغلقًا الباب بقدمة؛ بينما ينظر لعينها بمتعه وابتسامه منتشيه بينما يهمس
_ أخيرًا يا براءة! اتوحشت الخوف في عيونك جوي؛ كيف جدرتي تعلجيني بشوية دمع بنزلوا منيكي من غير حساب؛ كيف ربطي جلبي برعشه خوف منك! انتِ ساحره صُح؟ سحرتيلي يا براءة صُح!
كانت تشعر وكأن الهواء قد انعدم.. جسدها ينتفض دون قدره علي تمالك ذاتها؛ رفعت يدها تدفعه من صدره محاولة الابتعاد عنه.. لكن دون فائدة.
ابتسم جابر وهو يجذبها لاحضانه دون ترك فمها؛ مال برأس يستنشق خصلاتها وهو يهمس في أذنها بشوق
_ ياااه يا براءة! لساكي ريحتك تخلي الحريم يولعوا من الغيرة؛ ايه موحشكيش چابر؟ مجعدتيش تفكري فيا ليلة! بس متخافيش يا براءة.. اني مش هسيبك تاني واصل.. عايزك تعرفي ان باب الماضي الي هربتي منيه اتفتح لكن المره دي محدش هيجدر يجفله؛ متخفيش ابدًا واني مش اهنه عايز كل خوفك يبجا جدام عيوني عشان اوعدك هبكيكي دم علي السنين الي عشتيهم بعيده عني
حركت رأسها تحاول الفرار منه؛ تريد الصراخ؛ تريد طلب المساعدة؛ تساقطت عبراتها المًا وهي تشعر به يكاد يخلع خصلاتها؛ ضغطت اسنانها سويًا تحاول عدم البكاء.
لا ترغب بتحقيق مراده؛ لا تريد ان يرى المها ؛ بصعوبه تمالكت ذاتها وتوقفت عن البكاء.
ضحك جابر همسًا بسخرية
_ بجيتي جويه وبتعرفي تسيطري علي دموعك! غريب يا براءة اني عارفك ومش فارج معايا كل الي تعمليه ابدًا لاني عارف ان چواكي بتترعشي بخوف
تحركت كخطوه ناحيتة تنكر بها خوفها رغم علمها بصدقه هو.
ابتسم جابر يجذب خصلاتها اكثر
_ ها هتطلبي من مين يساعدك! لو شلت يدي عن بوجك دلوك هتلاجي مين تصرخي باسمه وچوزك العزيز مش اهنه؟ هتصرخي تجولي ايه؟ ايه رأيك نشوف؟؟
دفعها بحده للخلف؛ سقطت علي الارض وهي تنظر له بشراسة من خلال أعينها المبللة.
وأكثر ما أغضبها هو عجزها عن الصراخ بأي أسم مثلما قال؛ ضحك جابر بهدوء؛ وابتسامه شامته عملاقه تحتل وجهه
_ سلام يا... مرتي
اولاها ظهره يرحل من الغرفه لتتوالى عبراتها بيأس وهي تشاهد الباب المغلق..
انتصر مجددًا برغم كل محاولاتها الا تخشاه كانت ترتعش؛ ربما لو كان قاسم بالجوار لكانت اقوى.. لم يكن ليستطيع جابر من الاساس الاقتراب منها .
تحاملت علي ذاتها بصعوبه وصعدت للفراش تجر اذيال خيبتها معها؛ كانت وحيده.. وحيده في منزل من تحب وتعشق؛ وحيده خائفة في فراش زوجها الذي ترك جوارها منذ فترة برغبتة.. ربما لو لم يختر قاسم ذلك العقاب القاسي بزواجه؛ لكان هنا جوارها.. مهما فعلوا لبعضهم ولكنه لم يكن ليترك مكروهًا يصيبها من أخر.
❈-❈-❈
في ذلك الوقت كان قاسم يجلس علي مقعد بجوار راضيه؛ كانت الاخيرة مغمضه العين غائبة عن الواقع بينما هو هنا عقلة يكاد ينفجر من كثره الافكار.
لقد اجهضت راضيه طفلها.. طفلهما؛ حينما اخبره الطبيب انها كانت تحمل في احشائها طفل من صلبه شابه ذلك الصاعقه .
لم يهتم بكونها تسممت ؛ ولا بكون الطفل قد اجهض.. كل ما اهتم به انه كان علي وشك الحصول علي طفل من غير براءة؛ طفل أمرأة أخرى.
هل إستطاع خيانتها بتلك الطريقة حقًا؛ هل قد يعود ويقترب من راضيه مجددًا؟
أبدًا.
قفزت الإجابة لعقله كالصاعقه؛ كانها أجرمت بالحصول علي حقها من زوجها؛ لكن المجرم الوحيد كان هو.. منذ البداية أجرم في حق زوجته وحبيبته بجلب راضية.. مجرم بتحميلها جريمه لم تفعلها؛ ثم أجرم في حق راضيه.
عليه ان يطلقها .
الحقيقة المنطقية الوحيدة هي طلاقة منها؛ ثم محاولة تصليح ما افسده مع براءة.
يمكنه أرجاع إفاقته لحادثه الطفل المُجهض؛ ربما جعلة ذلك ينظر لكل ما حمل براءة ذنبه بشكل مختلف!
لكن يبقى زواجها لغز عليه معرفته ولما خبئته
_ اه.. اه
تأوهات راضية خطفته من عقلة؛ أسرع ناحيتها
_ راضيه انتِ كويسة؟
نظرت راضيه حولها بتيه ثم لقاسم
_ اني فين؟ وليه حاسه بتعب اكده! عملوا فيا ايه يا قاسم
تنهد قاسم مقررًا تخبئة سر الطفل حاليًا
_ أنتِ كويسه متجلجيش بس اتسممتي من وكل او حاچة اني هنده الدكتور وارچعلك.
غادر الغرفة وتنهدت راضيه بألم
_ اتسممت كيف بس؟
صباحًا كان قاسم قد عاد براضيه للمنزل.
تجمع الكل حولها وأتت عمتها وجابر؛ تحدثت تحيه بقلق
_ الف سلامه عليكي يا بتي ايه الي صابك بس! مين حسدك يا راضيه .
كانت الاخرى تستلقي في احضانها وهي تتنهد بألم محاولة معرفة سبب ما أصابها
تحدثت زينب وهي تربت علي كفها
_ الف سلامة عليكي يا بتي ان شاء الله تقومي منها سليمة
كان الجميع يواسيها بهدوء بينما قاسم يراقبهم؛ يفكر هي يخبرها عن الطفل بينما تحصل علي دعمهم ليبقى الأمر ذو أثر خفيف ام يصمت؟