نوفيلا جديدة خارج جدران القلب لفاطمة الزهراء - الفصل الأخير - 1 - السبت 9/3/2024
قراءة نوفيلا خارج جدران القلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا خارج جدران القلب
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الأخير
1
تم النشر يوم السبت
بعد انتهاء التحقيقات ظل أنور يفكر كثيراً فيما حدث و إنقاذ أسر لابنته أكثر من مرة هل أسر هو من يستحقها ؟!
ليقود سيارته و هو لا يعلم ماذا يفعل ؟!
لم يشعر بنفسه إلا و هو يقف بسيارته أمام منزل أسر و يفكر هل يترك ابنته مع من تحب أم يرفض هذه العلاقة ؟!
و ما النتائج التي ستترتب على هذا الأمر ابنته لن تغفر له هذه المرة تنهد بعمق ليخرج من السيارة و يطرق على باب المنزل فتح له أسر ليتفاجأ من وجوده عنده في هذا الوقت نظر له و هو يفكر هل يتراجع أم يكمل ما أتى من أجله إن كانت سعادة ابنته متوقفة على تواجدها مع أسر فلن يستطيع أن ينتزعها منها قررت شاهي الخروج لرؤية الزائر لتتفاجأ هي الأخرى بسبب وجود والدها اقتربت من أسر لتقف خلفه
هتف أسر بهدوء شديد و هي يحاول أن يبدو طبيعياً :
ـ أتفضل البيت بيتك
ليخبرهم أنور أنه وافق على ارتباطهما رغم سعادتهما لكن لا يعلم أسر سبب القلق الذي سيطر عليه لأنه يعلم شخصية عمه جيداً
ليتحدث أسر بجدية :
ـ ياترى ليه غيرت قرارك يا عمى و لا دي خدعة منك
كانت شاهي تريد أن تعرف الإجابة أيضاً ليهتف أنور بهدوء :
ـ لأنك فزت يا أسر أيوه نجحت في الاختبار مش هكدب و هقول إني راضي بنسبة كبيرة عن علاقتكم بس أنا اتاكدت إن مفيش حد غيرك هيقدر يحميها حاولت كتير معاها لكن حبك في قلبها كان كبير فشلت أخرج حبك من قلبها في السنين اللي فاتت و علشان مش عاوز أخسرها أكتر من كده لأنها بنتي
لا تعلم شاهي سبب توترها بعد حديث والدها لكنها لم تكرهه أبداً هي فقط كانت غاضبة بسبب ما فعله معهما اقتربت منه لتضمه بقوة و تبكي لتهتف من بين دموعها :
ـ أنا بحبك أوى يا بابا سامحني
ابتعد عنها ليتحدث بهدوء و هو ينظر ل أسر :
ـ عارف إني اذيتك كتير بس بكره تبقى أب وقتها هتعرف إحساسي ده كويس أتمنى ننسى اللي فات و نفتح صفحة جديدة سوا
كان يشعر بالتوتر فهو مازال يعاني بسبب تخلى الجميع عنه في الصغر ليجعلوا منه شخصاً آخر الجميع شارك في تدمـ.ـير طفولته لكن من أجل هذه الفتاة التي غيرت حياته سيفعل أي شيء قرروا أن يغلقوا صفحة الماضي و أن يبدأوا صفحة جديدة معاً
ليهتف أنور بجدية شديدة :
ـ ممكن الكلام اللي هقوله هنا يزعجكم بس شاهي لازم ترجع البيت علشان تيجي تتقدم ليها أظن وجودكم مع بعض دلوقتي مش صح
رغم توترها في البداية لكن تعلم أن حديث والدها صحيحاً لتتجه لغرفتها وتحضر أغراض بسيطة لها فهي لن تظل كثيراً في منزل والدها و ستعود مرة أخرى لكن كزوجة لمن أحبته منذ طفولتها ودّعا أسر و غادرا لا يعلم سبب شعوره بالحزن بعد رحيلها لكن عليه الصبر قليلاً و بعد ذلك لن يسمح لأحد أن يفرق بينهما
كانت ملك تجلس في الحديقة مع رائد و هما يفكران في طريقة لإقناع أنور بقبول علاقة أسر و شاهي ليجدوه قادماً بسيارته تفاجآ بسبب تواجد شاهي معه و أيضاً الحقيبة التي تحملها في يدها
تحدثت ملك بقلق و هي تنظر لزوجها :
ـ شاهي معاك ليه و إيه الشنطة دى فيه إيه
هتف أنور بجدية و هو ينظر لابنته ليري سعادتها :
ـ أنا وافقت على ارتباط شاهي و أسر كمان يومين هيجي يتقدم ليها
نظرت ملك ل زوجها بتعجب فهو حتى الصباح كان رافضاً أن يتحدث أحداً معه في هذا الأمر إذن ما الذي حدث ؟!
تركهم و اتجه لغرفته لتهنئ ملك ابنتها و جعلتها تتجه لغرفتها لتذهب لرؤية زوجها و التحدث معه وجدته يجلس في الظلام اقتربت منه بعد أن قامت بإضاءة الغرفة
ـ أنا عاوزه أعرف الحقيقة يا أنور إيه سبب تراجعك عن قرارك أظن حقي أعرف لاني مش هقبل إنك توجعها مرة تانية
نظر لها كثيراً و تذكر كم الألم الذي تعرضوا له معاً لكنه تجاهل ألمها و حملها مسؤولية ما حدث و تذكر حديث حسن في السابق له أنه يخطئ في حق نفسه قبل الآخرين ضمها بهدوء ليزيد تعجبها تشعر أنه يخفى شيئاً ما
ـ أسف على الوجع اللي عشتيه بسبب أنانيتي عارف إني اتاخرت في طلب السماح بس
قاطعته لتهتف بهدوء و هي تبتعد عنه :
ـ أنور أنا نسيت كل حاجة لما شفت شاهي راجعة معاك اهم حاجة عندي سعادة أولادى أنا كمان غلطت زمان بس وجود بنتنا معانا نساني أي وجع خلينا نقفل الصفحة دي و نفكر في اللي جاي بس عاوزه أعرف إيه سبب تغيير قرارك في علاقة أسر و شاهي
تحدث بجدية و هو ينظر لصورة تجمع أولاده و هم أطفال :
ـ خفت أخسر أكتر من كده صدقيني يا ملك أنا خايف عليها مش عايزها تعيش حياة صعبة
تعلم جيداً أنه يحب ابنته كثيراً و يشعر بالغيرة عليها بسبب تعلقها ب أسر لتردف بهدوء :
ـ شاهي بتحبك و إنت عارف كده و كمان بتحب أسر أنتم الاتنين مهمين في حياتها أنور انسى اللي فات علشان سعادة بنتك هي حقيقي محتاجالك البنت بتعرف الحب من صغرها بسبب الأب و اهتمامه بيها و لما تكبر تتمنى تلاقي شخص زى والدها نفس الحب و إنت عارف كويس إن أسر كان مهتم بيها طول وجودها معاه شوف أنقذها كام مرة أى شخص تاني كان أستغل أي فرصة و أتخلى عنها
يعلم أن زوجته محقه ليتركها و يتجه ليبدل ملابسه فهو بحاجة شديدة للراحة عند شاهي كانت تجلس في غرفتها و تفكر في أحداث هذا اليوم تظن أنها تحلم و تخشى أن تستيقظ من هذا الحلم الجميل أمسكت هاتفها بعد أن استمعت لصوت رنين لتجد أسر قام بإرسال رسالة لها وضعت يدها على قلبها و فتحت الهاتف لتقرأ الرسالة بصوت هادئ
ـ حُبِك لم يكن وقوعًا، حُبِك كان نجاة، كان حياة، كان علوًا بين السماء.
لا تعلم بما تجيبه الآن فقط تريد أن تراه أغمضت عينيها و كأنها تشم رائحة عطره التي أدمنتها طوال السنوات الماضية
لأنَّكَ أنتَ ،
مُعجزتي وُعجزي
أحبك كُل ثانيةٍ ثواني
كان ينتظر في الخارج بسيارته لم يستطع الانتظار في المنزل بعد رحيلها ليقف أمام المنزل و هو يراقب إضاءة غرفتها أغلقت الهاتف بعد ذلك لتتجه للحديقة و تنظر حولها لتراودها ذكريات كثيرة لكن ما يزعجها أنها تريد رؤيته الآن لكن كيف ظلت تسير لتنتبه لسيارة تقف في الخارج اقتربت ببطء لتجده أمامها ركضت إليه لتضمه بقوة هل أتى من أجلها ؟!
ابتسمت بسعادة و هي تنظر له :
ـ إنت هنا بجد يعني مش حلم !!
وضع وجهها بين يديه ليهتف بهدوء :
ـ أحبكِ بتفاصيلك التي تخشين أن يشاهدك بها الجميع ،بهندامك الذي ترتبينه على عجل قبل أن تفتحي الباب لضيف مباغت،بتثاؤبك الذي تخفينه براحة يدك وفوضى شعرك حين تستيقظين من النوم، بتذمرك حين تفشلين في فعل شيء صحيح في المطبخ، يلزمني نصفك الذي تخفينه
النصف الذي لن يحبه أحد سواي ...
جلسا معاً في السيارة لا يريد أي شيء سوى وجودها معه الآن كان أنور يراقبهما في هدوء من نافذة غرفته ليشعر بالغيرة لكنه سيتقبل أي شيء من أجل سعادة ابنته في الصباح عادت شاهي للداخل و هي سعيدة و تتمنى أن يأتى الغد سريعاً
❈-❈-❈
تمت خطبة لمياء و جمال و قررا أن يتم الزفاف في نهاية الشهر لتخبر أسر بما حدث و كان سعيداً من أجلها الآن بدأ يشعر بالسلام ليجد اتصالاً من أنور يطلب لقاءه ذهب لرؤيته وجده يجلس في النادي اقترب منه و ألقى عليه السلام ليجلس مقابله
تحدث أنور بجدية شديدة و هو يشرب القهوة :
ـ أنا طلبت أشوفك علشان عارف إنك متفاجأ من موافقتي على ارتباطك ب شاهي بعد رفضي و مش هكدب عليك أنا وافقت بس علشان سعادة بنتي رغم عدم اقتناعي بالموضوع بس لو في يوم دموعها نزلت بسببك وقتها صدقني رد فعلي هيفاجأك بالنسبة للماضي قررت اتجاهله علشانها و هحاول أتقبل إنك ابن أخويا و زوج بنتي أنا مش طالب منك غير سعادتها بس
تحدث أسر بهدوء و هو يتابع نظراته له :
ـ أنا أوعدك إني هحافظ عليها و مش هسمح لأى شخص يزعجها حتى لو أنا أطمن هي بالنسبالي كل حياتي أنا نسيت الماضي كله علشانها هي قبل أي شخص مش عاوز من الدنيا غيرها زي ما قدرت أحافظ عليها و هي طفلة هحافظ عليها أكتر و هي كبيرة عارف إنك قلقان من علاقتنا لكن الوقت قادر يثبتلك إني بحبها
أردف أنور بجدية شديدة :
ـ هستناك بكرة الساعة ٨ علشان نتفق على كل حاجة و نحدد ميعاد الفرح
تركه أنور و رحل و ظل أسر يفكر في حديثه تنهد بهدوء قام بالاتصال ب نزار كي يذهب معه في الغد لكنه أخبره أنه في المستشفى مع جده ليذهب لرؤيته و التحدث معه وجده يجلس في مطعم مقابل المستشفى ينتظره