رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 38 - 1 الأربعاء 6/3/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الثامن والثلاثون
1
تم النشر يوم الأربعاء
6/3/2024
من أصعب القرارات التي قد يتخذها الإنسان بحياته هو أن يبتعد عن شخص تمنى قربه بيوم من الأيام، ولكن تأت الرياح بما لا تشتهي السفن وتجبرك دائماً على اتخاذ قرارت صعبة قد تضعك ببئر الألم والعذاب.
ظل يوميا يذهب لعمله ويعود متجهم الوجه لا يتحدث ﻷحد بعد أن اضطر أن يعتذر من عائلة نرمين بحجة أن والدته مريضة، ولكنها تعلم الحقيقة كاملة بعد أن اختار إخبارها بها حتى يبدءا حياتهما معا دون كذب أو إخفاء.
صعد الدرج فاستمع لصوت والدته تستدعيه:
-يزن.
التفت ينتظر منها التحدث فهمت فورا:
-تعالى عيزاك.
نزل بضع درجات حتى أصبح بمقابلتها وجلس أمامها صامتا ومطرقا رأسه ﻷسفل فسألته بحيرة:
-هتفضل مخاصمني كتير؟
نفى بحركة من رأسه يؤكد لها:
-أنا مش مخاصمك يا أمي، أنا مضايق وأظن من حقي آخد وقتي عشان اتخطى الموضوع.
زفرت بضيق وتنفست عاليا وهي تخبره:
-أنا عيزالك الأحسن يا بني، نفسي ربنا يكرمك ببنت الحلال اللي تقدرك وتعرف قيمتك.
رفع وجهه ناظرا لها بحزن وسألها:
-ونرمين مش بنت حلال؟ مش هتقدر حبي لها، واللي هتجوزها جواز صالونات هي اللي هتقدرني؟
ردت بحيرة:
-جواز صالونات ايه؟
أجابها وهو يصر على أسنانه من الغضب والحزن:
-منا مش هتجوز عن حب، يبقى جوازي هيكون ايه غير جواز صالونات ومش بعيب في النوع ده من الجواز وأحيانا فعلا بيكون انجح من الجواز عن حب بس حضرتك يا أمي شايفه إن البنت اللي مش هنكون عارفينها ولا عارفين ماضيها وعيلتها احسن من نرمين عشان بنت بنوت؟
قضمت داخل فمها وهو يضيف:
-لما كنت في لندن واتعرفت على سيلينا البنت الانجليزية اللي كانت عجباكي ومبينتيش أي رفض ناحيتها نهائي، ولما سبتها فاكره قولتيلي ايه؟
صمتت وهو يتابع حديثه:
-ليه بس كده يا يزن كانت جميله وبتحبك، وأنا فاكر كويس اني قولتلك سبب انفصالنا.
ظلت على صمتها وهو يضيف:
-نظره في كلمه في بوسه لقيت نفسي هغلط ولما لحقت نفسي عشان انتي مربياني صح لقيتها زعلت واتفاجئت اني مش أول واحد يعني هي كمان مكانتش بنت بنوت ويارتها كانت متجوزه، فحضرتك بقى رافضه نرمين عشان العذرية ولا عشان ايه بالظبط؟
لم تجد ما تدافع به عن وجهة نظرها وهو يؤكد علمه بما يدور بداخلها:
-للأجنبيه ده مقبول ومتاح وعادي ﻷن سلو بلدهم كده ولو أنا تفكيري غير كده ابقى رجعي وشرقي وتفكيري غبي زي ما سيلينا قالت لي، ولو بنت عربية ومطلقه يعني لا زنت ولا عملت حاجه حرام يبقى رفض عشان نامت في سرير راجل غيرك.
ضغط على أسنانه ووقف أمامها غاضبا وهو يضيف:
-الكيل بمكيالين ده دايما سبب خراب الدنيا، أنا معنديش كلام تاني أقوله في الموضوع ده غير حاجه واحدة.
رمش بأهدابه وحاول تمالك غصته التي ملئت حلقه:
-عيلة غزال وعيلة الفهد قريبين من بعض لدرجة انهم عارفين عيوب ومميزات بعض كويس والعيلتين اجتمعت على حاجه واحده يا أمي، حاجه واحده سمعتها من كل فرد في العيلتين بالإجماع، إن نرمين أفضل واحده في البنات، في كل البنات من العيليتن يعني لو حضرتك معجبه ببيري عشان هاديه ومحترمه ومن شغلها لبيتها وملهاش في الفسح والخروج فاعرفي إن نرمين أفضل وأعقل منها، ولو عجباكي ياسمين عشان قادره تحافظ على بيتها في ظل جوازها من واحد زي فارس صعب العشرة وصعب التفاهم فاعرفي إن نرمين كانت متجوزه الأصعب والأسوأ واستحملت عشان متاخدش اللقب اللي بتتعاير بيه دلوقتي، وفي الآخر كله عاتبها على سكوتها.
زفر زفرة قوية وأشار لها وهي لا تزال جالسة أمامه:
-أنا حبيتها من قبل ما أعرف إنك ممكن ترفضيها بالشكل ده وفي نفس الوقت عمري ما هدخل بيتهم وأنتي مش معايا وموافقه وراضيه بيها فخلاص انا عرفت ردك وأظن الكلام في الموضوع ده خلص.
تحرك قاصدا غرفته فجلست هي تفكر بمفردها قليلا واتخذت قرارها بعد أن شعرت بما يعاصره نجلها من ألم داخلي وصعدت غرفتها تراجع أفكارها لتنفيذ ما قررته بداخلها.
❈-❈-❈
زمت شفتيها للأمام وهي تستمع لحديثها الغريب وطلبها الأغرب، ولكنها لم تبد رد فعل بالموافقة أو الرفض حتى انتهت تماما من إطنابها وسألتها:
-ها؟ قولتي ايه؟
نظرت لابنة عمها وسألتها:
-ونرمين رفضت يعني تكلمه؟
أومأت فوضعت شيرين سبابتها أعلى ذقنها تربت عليها بتفكير وعلقت عليهما:
-الشبه بينا كبير بس في فروق سهله تفرقنا عن بعض وخصوصا أهلنا هيعرفوا.
ردت چنى فورا:
-ما نرمين حلتها وقالت حد من بتوع الميك اب التنكري هيقدر يظبطها.
صمتت تفكر فسألتها ياسمين:
-أنتي قلقانه من ايه يا شيري؟
أجابت وهي تهدهد صغيرها النائم على قدميها:
-من ناحية كلام فارس مظبوط جدا وممكن تحصل كارثه بالخطه دي، ومن ناحية تانية مش انتو مش عايزيني أعرف ساجد عشان ميقولش ﻷخوه وينبهه، وطبعا مننساش إن نرمين خايفه من رد فعل يزن خصوصا وموضوعهم اتأجل لما مامته تخف و...
قاطعتها ياسمين:
-يا بنتي الحكاية كلها هتاخد 10 دقايق، هتروحي تتكلمي معاه وتسجلي المواجهة وبعدين چنى تعرفه انها عملت كده عشان يرجعوا لبعض وإن اللي واجهته دي تبقى شيرين وتنبه عليه محدش يعرف خالص.
تسائلت بحيرة:
-طيب يعني هقابله فين وهل لقيتوا حد يعمل الميك اب ده ولا لسه؟
ردت جنى فورا بحماس:
-أيوه لقيت واحده مشهورة أوي على التيك توك وفهمتها أننا عايزين نعمل مقلب في جوزك وجوزها وهي وافقت بس طبعا عايزه تكونوا أنتو الاتنين قدامها مش صورة تنقل منها ﻷننا لما بعتنا لها الصور قالت مفيش فرق واضح لكن في الحقيقة أكيد هتاخد بالها من الفروق دي.
رفعت شيرين حاجبها والتفتت تنظر لياسمين وسألتها:
-على كده نرمين هتوافق يعني بعد رفض يزن؟
رفعت الأخيرة كتفيها بعدم معرفة:
-مش عارفه، انتي عليكي بقى تقنعيها عشان أنا تعبت.
تنهدت وأومأت بالموافقة فصرخت جنى تحتضنها بقوة مما أيقظ الصغيرين فصاحت شيرين متذمرة:
-حرام عليكي يا چوچو الله يسامحك ده فارس منامش من امبارح وما صدقت نيمته.
اتسعت بسمتها وهي تسحب الهاتف من جوارها وتحمل عنها الصغير:
-هاتيه انا هنيمه وكلمي نرمين دلوقتي.
وافقتها وهاتفت توأمتها فأجابت الأخرى بعد عدة رنات:
-ايه يا شيري انا في الشغل ومش فاضية.
تكلمت سريعا قبل أن تغلق بوجهها:
-أيوه هقولك بسرعة بس اسمعيني.
صمتت واستمعت لشيرين تخبرها:
-البنات هنا قالولي على الخطة بتاعتكم وأنا موافقة عليها .
زفرت بضيق وعلقت عليها:
-هي كانت فكرتيفي الأساس أنك تكلمي مازن بصفتك انا بس يزن لما عرف رفض وأنا مش عايزه ابدأ حياتي معاه بمشاكل وزعل ولا بكدب يا شيري كفايه المشاكل اللي احنا فيها.
تعجبت وسألتها:
-انتو لحقتوا؟ مشاكل ايه بس؟
ضحكت بحزن:
-آه أصل الكل فاكر انه التأخير عشان مامته تعبانه بس الحقيقة أنها رفضاني يا شيري وفارس ويزن بيحاولوا يقنعوها وبجد انا تعبانه ومضايقه ومش حمل مواضيع وكلام من حد.
حزنت على حزنها همست:
-خلاص متزعليش، أنا هتصرف.
أغلقت معها والتفتت لهما تخبرهما:
-نرمين مش معانا في الحوار.
حدقت چنى بها متسائلة عن السبب فأجابتها:
-مامة يزن رافضه جوازهم ونرمين مضايقه فبلاش ندخلها في حوارات وانا هجيب لها صورة قريبه واهي ياسمين هتبقى معانا وهتعرف توجه الميكب ارتسيت لحد ما نقرب الشبه على أد ما نقدر.
