-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 39 - 4 الأحد 10/3/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل التاسع والثلاثون

4

تم النشر يوم الأحد

10/3/2024

خرجت نرمين حاملة بيدها الشربات وتحركت بتوتر فهتف السيد مبتسما:

-قدمي الشربات لسحر هانم الأول يا بنتي.


أومأت وتحركت صوبها فابتسمت لها وأخذت الكأس ةتحركت فورا صوب جدها ولكنه أشار لها لتذهب لفارس ففعلت وبدأ الجميع بتناول الكؤؤس منها حتى وصلت ليزن الذي ركز بصره عليها وهي تنحني له لتناوله الكأس وظل يبادلها النظرات الساهمة فخجلت وابتعدت عن مرمى بصره فالتفت بسرعه لفارس الذي فهم نظراته وهز رأسه وتحدث مع جدها ووالدها:

-طيب بما اننا شربنا الشربات اظن جه وقت قراية الفاتحة.


صدحت الزغاريد الفرحة فور الانتهاء من قرائة الفاتحه فوقف يزن فورا متجها صوب نرمين التي وقفت هي الأخرى لا تتحمل النظر له من خجلها وهي تشعر بالسعادة التي لم تشعر بها من قبل، وشعرت أيضا بتيار كهربي سار بكامل خلاياها عندما لامست أنامله خاصتها وهو يلبسها الخاتم فسعل فارس عندما وجدهما أخذا وقتا لا بأس به بارتداء المحابس وتكلم وهو يلتفت للجد من جديد:

-كنت عايزك في موضوع كمان يا حاج.


استمع له السيد بانصات:

-زي ما انتو عارفين إن زين كتب على دعاء بس بره مصر فالجواز يعتبر مدني أكتر منه شرعي، وعشان يبقى شرعي لازم مأذون وولي يجوزهاله.


ضحكت هدى فورا معقبة بسخرية:

-بعد ايه؟ ما تجوزها وخلاص، هو بعد العيد بيتفتل الكحك!


وقبل أن يسكتها أحداً من الحاضرين رد فارس فورا:

-زين متممش جوازه منها احتراماً ليا ولعيلتها اللي هي حضراتكم طبعا ﻷن كلنا عارفين موقف والدها، فانا شايف إن الأفضل جدها يحل محل الولي ويتجوزوا رسمي.


وافق السيد:

-موافق يا بني، وأنا احترمته جدا لما متممش جوازه منها وده بيدل إنه انسان متربي.


بنفس التوقيت كان يزن لا زال واقفا بركن الغرفة وهي تقف أمامه وهو يهمس لها:

-انا مش مصدق نفسي بجد.


ابتسمت على استحياء فحدثها بتوسل وهي تنظر للأرض:

-بلاش تداري عنيكي عني يا نرمين، أنا ما صدقت بقيتي ليا.


همست تحاول تمالك نفسها من فرط سعادتها:

-أنا كمان مش مصدقه أنك قدرت تكسر الحواجز اللي بينا ونوصل للحظه دي.


أمسك راحتها فسحبتها بسرعة والتفتت تنظر لعائلتها التي تتحدث مع فارس ولكنه طمئنها:

-متخافيش، أهلك مشغولين بالكلام مع فارس.


رفعت وجهها وهي تعلق عليه:

-أنا مش خايفه من أهلي، أنا خايفه من ربنا ومينفعش تمسك ايدي واحنا مش متجوزين.


صدم من حديثها وسألها:

-بس انتي خطيبتي، معنى كلامك اني ممنوع عليا امسك ايدك؟


أومأت فضحك ساخرا:

-بس ده طلب صعب أوي يا نرمو، انا بحبك وعايز اقرب منك.


عقبت متسائلة:

-والقرب ميحصلش إلا باللمس؟ في حاجه اسمها كلام على فكرة.


ضحك عاليا ورغما عنه فانتبه الجميع لصوته وارتبكت هي وهو يمزح:

-مش باللمس في حاجه اسمها بوج.


ضحكت هي الأخرى ولكنه انتظر حتى عاد الجميع لتركيزهم بحديث فارس وأشار لها لتتبعه حتى الشرفة ووقفا بجوار بعضهما البعض يستندا على حافة الشرفة الرخامية وبدأ هو الحديث:

-بما انك مش عايزه تجاوز بينا فأظن أفضل حل لده هو كتب الكتاب.


رفضت بتعابيرها فحزن من ردة فعلها وسألها:

-هو أنتي مش بتحبني؟


أطرقت رأسها ﻷسفل ولكنه اقترب اكثر منها وأجبر عينيها لتنظر له عندما رفع وجهها وسألها:

-بتحبيني؟


أومأت فهتف بحدة:

-قوليها.


ردت مرتبكة:

-بحبك.


شعر فورا بكم هائل من الأكسجين يتدفق لرئتيه وصدره ومعها الكثير والكثير من المشاعر الجياشة؛ فأمسك راحتها بقوة وحاولت هي التخلص من حصارها ولكنه رفض وأكمل:

-يبقى نكتب الكتاب وأنا مبقولش نتجوز، ده مجد كتب كتاب يعني خطوبة شرعيه زي الدين ما بيقول.


وافقت وسحبت راحتها منه:

-موافقه، خلينا نتكلم مع بابا كمان كام يوم كده و...


قاطعها وهو يسحبها للداخل ويهتف بصوت مرتفع:

-أنا هكتب كتابي مع زين إن شاء الله يا فارس.


ضحك فارس عاليا وأخبره تاركا مقعده:

-بس ده زين هيكتب دلوقتي ونزل فعلا يجيب مأذون.


التفت ناظرا لها وغمز بعينه اليسرى والتفت يؤكد لفارس سريعا:

-وانا كمان هكتب دلوقتي.

❈-❈-❈


ظلت بسمتها تتسع ﻷذنيها وهي جالسة بجوار زوجها بسيارته بعد أن رأت سعادة توأم روحها ولاحظ فارس سعادتها البادية فعلق على ما حدث:

-كنتي ممكن تتخيلي إن نرمين توافق على كتب الكتاب بسرعة كده؟


نفت موضحة:

-ﻷ طبعا، بس الأغرب هو موافقتها على تحديد ميعاد للجواز كمان 3 شهور دول ميكفوش حتى انها تجهز نفسها.


احتضنها وقبلها من أعلى رأسها وهمس:

-سيبك بقى من نرمين ويزن وزين ودعاء وخلينا في حالنا وعيد ميلادك يا سلطانه.


ارتبكت وقضمت شفتها وسألته:

-هتوديني فين؟


غمز لها مبتسما:

-مفاجأة.


لحظات ووصلا لمرسى النيل ووجدت يختا كبيرا مزين بالأضواء التي تخطف الأنظار فتحركت كالمغيبة ناحيته وأسرعت بخطواتها لتلحق به وهو يسحبها للداخل ووقف بداخله وانحنى يهمس لها بنبرة خطيرة مؤججة للمشاعر:

-وقت ما كنا على اليخت في شرم الشيخ كنت هتجنن عليكي وانا مبفكرش في حاجه غير أخدك للكابينه تحت وأعمل معاكي الدنيئة بس قلبي مطاوعنيش.


لمعت عينيها ببريق الدهشة وسألته:

-انت بتتكلم بجد؟


ضحك وقبلها قبلة عاصفة وأضاف:

-واخواتي برده وجودهم كان سبب لتحكمي في نفسي.


دلفا للداخل وتفاجئت بتحرك اليخت فالتفتت متذمرة:

-بلاش نتأخر كتير عشان خاطري الولاد لوحدهم.


احتضنها وبدأ يتراقص معها على أنغام الموسيقى واكد لها:

-متقلقيش، بس أنسي شويه البيت والولاد وخليكي معايا انهارده.


وافقته بحركة طفيفة من رأسها وظلا يتراقصا على الموسيقى الهادئة فسألته بحيرة:

-احنا معانا حد هنا؟


أكد لها:

-ايوه طبعا، الكابتن والطاقم بتاعه بس مش مسموح لهم ينزلوا هنا، هم فوق على سطح اليخت وفي كابينة القيادة، يعني خدي راحتك على الآخر.


تركها وانحنى حاملا الحقيبة البلاستيكية وبداخلها زي الرقص الذي أخرجه ممسكا به وشاكسها وهو يحركه وكأن الزي يتراقص:

-البسي يلا ووريني كورسات مرات عمر جابت نتيجه ولا ﻷ.


ضحكت وسحبته منه وتحركت بدلال لداخل الكابينة المتواجد بها فراش وثير وبدلت ملابسها بذلك الزي ووضعت زينتها وخرجت له فعض على جانب شفته السفلى باثارة وسألها مبتلعا ريقه بنهم:

-عايزه اشغلك اغنيه ايه؟


ردت تتنحنح بدلال قتله قتلا بطيئا:

-بحبك يا صاحبي.


ضحك وأومأ لها وأراح جسده على المقعد المريح وصدحت الموسيقى وبدأت هي بالرقص بشكل ابهره وجحظت عينيه من منظرها البديع حتى انتهت من رقصتها وقبل أن تلتقط أنفاسها وجدت نفسها محمولة بين يديه كالدمية وسألها بنبرة مثارة ومؤججة للمشاعر:

-فاكرة الليسته بتاعتنا؟


أومأت وهي تعض على شفتها قاصدة إثارته أكثر وأكثر وهي لا تعلم ما قد يفعله بها بعد ان نجحت بذلك فأضاف:

-ونحط اليخت في الليسته أخيرا بعد طول انتظار.



يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة