-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 8 - 1 - الإثنين 4/3/2024

  

   قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثامن

1

تم النشر يوم الإثنين

4/3/2024

 «أعشاب جافة» 


دفعها بعيد عنه كآنها وباءًا 

وهو يترك لها الفراش ينظر لها بجمود ينفخ أوداجهُ يزفر أنفاسه غضبًا، تبدل حالها بعد أن كانت مازالت هائمة بلذة سكرة تلك اللحظات الذي غمرها فيها بالغرام، فاقت على تلك الدفعة القاسية، نظرت نحوه وهى تسحب دثار الفراش تبتلع ريقها الذى جف وهو يُعنفها بالقول بفظاظة: 

سبق وأكدت عليكُ تاخدي وسيلة لمنع الحمل. 


تعلثمت وهي تُبرر برجفة قلب: 

أنا كنت باخد وسيلة ومعرفش حِبلت إزاي، بس الدكتورة جالتلي إن مفيش وسيلة مضمونة ميه فى الميه. 


نظر لها بسخط  قائلًا: 

وسيلة الحمل اللى مش مضمونه ولا عقلك اللى مفكر إنك بالخلفه هتبجي ست الدار إهنه، فوجي يا إيناس، سبق وجولتلك بعد ما ولدتي من سنه ونص إنى مش عاوز ولاد تاني دلوك قبل خمس سنين... فجأة إكده الوسيلة مبجتش مضمونه. 


نهضت من فوق الفراش شبه عارية توجهت نحوه بدلال  تضع يديها على صدره تحاول إثارة مشاعره، ربما تستطيع إمتصاص غضبه وتحدثت بغنج مُبررة : 

ورحمة أخوي "غيث"  الدكتورة جالت إكده،وأنى بعشجك ونفسي فى عيال كتير منك. 


ما كان عليها ذكر  سيرة أخيها، الذي يبغضه رغم أنهما تشاركا الأخوة بالدم منذ طفولتهما بعد أن أنقذ أحدهما حياة الآخر، لكن هو خدعه وخطف من سقط بعشقها من أمامه كي يُجبر هو على الزواج بتلك الثقيلة على قلبه يتحمل إرتباطه بها بصعوبة بسبب وعد سخيف منذ الطفولة، لكن حين أصبح شابً سقط بهوى إمرأة أخري،إختُطفت من أمامه وليت غيث صانها بل على يقين أنه دمرها... 

نظر لها بجحود وهو ينفض يديها عنه يبتعد عنها قائلًا بغلاظة: 

وأنا سبق وجولتلك معاوزيش عيال تانى دلوك، 

وتمام طالما الدكتورة جالت إن مفيش وسيلة مضمونة ميه بالميه، الحمل لساه فى أوله، شوفي طريجه تنزله، وأعتقد مش هتغلبي لو سألتي أمك أو خالتك اكيد عِندهم خبرة سابجه. 


قال هذا وتركها تسقط أرضًا راكعة على يديها تضغط بهما على أرضية الغرفة تنظر فى آثره وهو يدخل الى المرحاض يرتج بابه بقوة، سالت دموعها قهرًا، لكن لا مانع من رجاء آخر أو وضعه بالأمر الواقع أمام العائلة، ربما يهدأ لاحقًا ويتقبل ذاك الحمل. 

❈-❈-❈


بالبنك 

شعر بالغيظ والغضب من طريقة ثريا الفجة فى الحديث أمام مدير البنك، الذي نهض يُرحب بها بحفاوة، بينما هو ظل كما كان جالسًا بل عن قصد منه وضع ساق فوق أخرى متعاليًا، رمقته بعينيها لوهله كآن الماضي أمامها وغيث هو من يجلس هكذا إرتجف قلبها، أغمضت عينيها لوهلة وحايدت النظر نحو سراج، بينما بعد ترحيب المدير بها عاد ناحية مكتبة، تجاهلت ثريا سراج عمدًا، وهي تقترب من مكتب المدير سائله بإستفسار: 

حضرتك إتصلت عليا وجولت فى أمر مهم، خير، ياريت تجولي بسرعة، لآن وجتي محدود.


إستهزأ سراج بقولها، تُعطي لنفسها أهمية زائدة، بينما بإحترام تفوه المدير:

الموضوع بسيط مش هياخد وقت،إتفضلي إقعدي يا "مدام ثريا". 


" مدام ثريا"

شعرت بوجع غائر وعاصر فى قلبها من ذاك اللقب الذى إكتسبته من زيجتها بوغد دنيئ وحقير بالتأكيد ذلك الجالس أقل منه دناءة وحقارة... 

كذلك وقع رنين تلك الجمله على عقل سراج شعر بشعور غريب ضيق وغضب، ولا يعلم سببًا لذلك ربما كان الأفضل أن قال لها مثلما قال قبل قليل"أستاذة ثريا". 


بمضض جلست ثريا بمقعد مقابل لمقعد سراج مازالت تُحايد النظر له، مما جعله يشعر بغيظ 

بينما تحدث المدير: 

حضرتك عارفة إن  المرحوم غيث بيه، كان حط مبالغ مالية فى حسابك الخاص عندنا. 


أجابته بتأكيد: 

أيوه عندي علم بده، ياريت تدخل فى سبب إتصالك عليا مباشرةً، أنا مش بحب المُقدمات. 


اومأ المدير قائلًا: 

تمام، حضرتك مسحبتيش من المبلغ ده قبل كده، والبنك كنا بنعمل حصر بالعُملاء المُميزين اللى حساباتهم فيها مبالغ كبيرة وإتضح إننا للآسف سهو علينا نخطر حضرتك بالفوايد اللى إنضافت لحساب حضرتك، وعشان كده طلبت حضورك لهنا إعتذارًا عن خطأنا. 


فتحت عينيها بإتساع مُستهزأ فهذا سبب واهي، بل سبب آبله لإستدعائها، كما أن وجود سراج يؤكد ذلك، نهضت واقفه تدعي البلاهه وانها صدقت ذاك العته، وقالت: 

تمام، كان سهل تقولى كده عالموبايل، مكنش له لازمة إستدعائى وتعطيلي. 


لثاني مره تُعطي لوقتها أهمية زائدة، ضعط سراج على شفتيه بقوة، نهض المدير مُسرعًا يعتذر:

آسف إن كنت عطلت وقتك،بس فى قسيمة إضافة الأرباح لمبلغ حضرتك  لازم تمضي عليه،كمان إستخرجت لكِ بطاقة إئتمان بنكية عشان تقدري تصرفي بالمبلغ بتاع حضرتك بسهوله،ثواني هطلع أجيبهم من الموظف المسؤول. 


إستغربت ثريا خروج مدير البنك،كان سهلًا أن يطلب ذلك من دون الخروج من الغرفة،لكن تيقنت ان سراج السبب فى ذلك بعد ان لاحظت إشارة منه لمدير البنك،تهكمت ساخرة 

ثم نظرت الى سراج سائله بإستهزاء:

إنت كمان أكيد من كِبار عُملاء البنك،بس أعتقد إن عندك خبر بقيمة أرباحك،كمان عندك بطاقة إئتمان بنكية،بس أكيد فى سبب لوجودك هنا دلوك أكيد مش صدفة يا سراج. 


مجرد نُطقها لإسم "سراج" بتلك النبرة التي يشعر بها تقليل منه... يُعصبه بشده ويجعله يتمنى لو يصفعها على لسانها... أو يقتلعه أفضل... لكن أخذ نفسًا طويلًا... حتى هذا لم يجعلها تصمت وهي تبتسم قائلة بإستهزاء وعينيها تنظر الى أحد جوانب الغرفة: 

غريبة إنك مش قادر تتنفس مع إن المكتب فيه تكييف، عكس الحر اللى بره، يمكن وجودي هنا شفط الهوا... 


نهض واقفًا بضجر وكاد يقبض على عضدها بعصبيه لكنها عادت للخلف بتحذير قائله: 

أوعي تفكر تلمسني يا سراج، بسهوله وبكلمة مني أقول اللى كان عاوز يغتصبني هو إنت وتتبدل إشاعة من الشهامة لـ إشاعة الدناءة وهتك العِرض وصدجني البلد كلياتها هتصدجني لآن معروف إن أنا الوحيدة اللى قدرت تاخد من العوامريه......


قاطعها بغضب وهو يقبض على معصم يدها بقوة ينظر نحو أركان الغرفة رأي كاميرا بأحد زوايا الغرفه مثلما توقع، وهسهس يضغط على أسنانه بغضب: 

فعلًا وجودي هنا مش صدفة يا ثريا، ومش هينفع نتكلم هنا. 


لم يُمهل لها فرصة وسار نحو باب المكتب يجذبها للسير غصبًا سارت خلفه تحاول تخليص يدها من قبضته لكن كان يقبض عليها بقوة تنرفزت قائله بحِدة ووعيد: 

سيب إيدى هصرخ و... 


جذبها عليه لخطوة كادت تصتطدم بصدره، لكن إنتبهت وتوقفت، إبتسم رغم عصبيته قائلًا بتوعد وثقة: 

صرخي وشوفي مين هيقرب، هتجي معايا من سُكات أفضل لينا إحنا الإتنين. 


-سيب إيدي

مازالت تُعاند لكن تبسم ولم يهتم وعاد يسير قابضًا على يدها جعلها تمتثل عنوة، لكن لم تسير خلفه، بل اسرعت بخطواتها تُجاري خطواته وتسير لجواره تنفخ أنفاسها غضب وإرهاق من سرعة خطواته،  تنظر حولها الى الموجودين بالبنك بالتأكيد لو صرخت لن يهتم أحد بمجرد معرفة هوية سراج لن يتدخل أحد لكن لن تستسلم لاحقًا، بينما هو 

تبسم لذلك بزهوة نصر مؤقت. 

❈-❈-❈


❈-❈-❈


بالمشفى 

أنهي ذاك التقرير الطبي الخاص بأحد المُشتبة بسبب وفاته، كانت وفاته حقًا غير طبيعية بسبب نسبة سموم مُميته إبتلعها، هكذت دون التقرير، ثم ترك القلم، وإضجع بظهره على مسند المقعد، يزفر نفسه بزهق، أو شعور آخر هو الإشتياق، الى تلك الصيدلانية التى منذ أن رأها أول مرة شعر بخفقان فى قلبه الذي كان يعتقد أنه أصبح يابسًا بسبب عمله كطبيب شرعي، يرا الموتى فقط، لكن هي أحيت تلك القطعه مره أخري،  لا يتلاعب بها حقًا أحبها ويتمنى الإرتباط بها، لكن أيضًا برأسه هدف آخر، لا يعلم قرارها هل هي مُستعدة لمرافقته إذا إتخذ القرار وسافر للخارج يُكمل أبحاثه الطبيه كطبيب يكتشف أسباب الموت ويحاول تجنبها أو تقليلها بإكتشافات طبية تكتشف أسباب المرض وربما تستطيع علاجه، 

إرهاق يشعر به، وضع رأسه بين كفيه، بنفس الوقت سمع طرق على باب المكتب، سمح بدخول الطارق وأزاح يديه عن وجهه، سُرعان ما رفع ذاك التقرير قائلًا: 

تقرير التشريح أهو وصله لإدارة المستشفى تتصرف فى التحقيق. 


أخذ الآخر التقرير وغادر، بينما نفض إسماعيل ذاك الإرهاق ونهض واقفًا ذهب نحو شباك مكتبه، رأي تلك التى تُغادر تنهد بآسف على حاله وحيرته

فمنذ ذاك اليوم و وهو يراها من بعيد وهي تدخل أو تغادر المشفى، لا ترد على إتصالاته الهاتفيه ولا رسائله،ربما لو تحدث معها كان إتخذ قرار حاسم...

تنهد يشعر بحِيرة بين القلب والعقل

القلب عاشق لا يتسلى والا لما كان هذا الشعور يجعله حائر ومُشتاق 

العقل

هنالك هدف آخر إنتظار فرصة قد تكون قريبه 

فرصه من شآنها تعلية شآنه كطبيب ناجح.


زفر نفسه بضجر،وإتخذ قرار مغادرة المشفى عليه تصفية ذهنه من كل ذلك 

الصراع بين العشق والطموح. 

الصفحة التالية