-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 8 - 2 - الإثنين 4/3/2024

  

   قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثامن

2

تم النشر يوم الإثنين

4/3/2024



بالاستطبل مساءً

كان آدم يتريض بالمضمار على إحد المُهرات، تشعر بالحريه رغم ذاك اللجام الموثوق بعُنقها، لكن تسير كما تشاء دون توجيه منه أو شد لجام، تهرول سريعًا وببطئ كآنها تفهم عليه...

لاحظ دخول سيارة الى الإستطبل عرف هوية صاحبها

إنه إسماعيل 

لمعت عيناه ببسمة،وجود إسماعيل هنا خلفه سبب،لا يآتى بغير ذلك 


ترجل من فوق المُهره،وربطها بإطار المضمار الخشبيّ،ذهب نحو إسماعيل الذي يقترب منه،يحل أزرار  قميصه من فوق ساعديه ويشمر عنهما كذالك لمنتصف صدره،إستقبله ببسمه ومرح قائلًا:

دكتور التشريح إيه اللى جابنا على دماغك النهاردة 


تبسم إسماعيل قائلًا:

كنت معدي قولت أكيد الروائي بتاعنا هنا قولت أجي أرفة عن نفسي شويه فى عالم الأحياء.


ضحك آدم قائلًا:

عيبك يا دكتور إنك مش بتعرف تكذب يمكن ده الحاجه اللى إتعلمتها من دراسة التشريح

"الموتي لا يكذبون"

تعالى تعالى هنادي عالسايس يجيبلك فرسه هاديه ونتسابق.


ضحك إسماعيل قائلًا:

فرسه هادية ونتسابق إزاي بقى،وإنت مُروض الخيول دي وأكيد عارف قُدرة كل واحد فيهم،عالعموم أنا موافق،بس لو غلبتك إحنا آخر الشهر والمرتب بخ... هتغديني على حسابك.


ضحك آدم قائلًا:

إبن عُمران العوامري،بيعتمد على مرتب الحكومة برضوا،عالعموم كده كده هغديگ متقلقش.


بعد قليل تسابقا سويًا كل منهما يتباري بإجادة لركوب الخيل،فهما منذ نعومة أظافرهم كانوا لا يهابون من الخيول.


توقف الإثنان بنهاية المضمار،ينظران لبعض حين رأوا سيارة أخري تدخل الى الإستطبل 

سريعًا علم آدم هوية قائد السيارة فهي إحد سيارات الإستطبل بالأساس 

تبسموا حين راوا سراج يترجل منها...

ضحك الإثنان،وهو يقترب منهما 

حتى توقفا بالخيول 

تبسم آدم قائلًا:

الفرسان التلاته فى الإستطبل،من زمان متحمعناش هنا.


وافقة إسماعيل:

من سنين،فاكر مين اللى كانت تقول علينا كده "الفرسان التلاته". 


ضحك سراج قائلًا:

خالتي رحيمة. 


تبسموا وهم بترجلون من فوق الأحصنه، سار الثلاثه وجلسوا تحت إحد المظلات

فى البدايه تحدثوا بذكريات طفولتهم الذى شبه قضوها هنا لهوايتهم الثلاث فى حب الخيل،فهذا الإستطبل أُنشأ من أجلهم الثلاث 

تجارة أخري إكتسحها عُمران العوامري

مع تجارة الكتان الشهيرة بها عائلة العوامري

لكن الفرسان لم يهوا غير الخيول.


وضع أحد العاملين أمامهم الطعام الذي إلتهموه،ثم نهضوا يتسابقون الثلاث،كان الأمهر فيهم كالعادة منذ الطفولة 

سراج 

توقف بالحصان الخاص به وإنتظرهم حتى أصبحوا لجواره ضحك إسماعيل وهو ينظر لـ آدم قائلًا: 

كل قوي فى الأقوي منه 

سراج كسبنا بكل سهوله، مُتمرس. 


ضحك سراج، بينما آدم هو الآخر أثني على إجادة سراج قائلًا: 

الحصان اللى مع سراج ده هو اللى روضه فى أيام، رغم إني بقالى شهور بروض فيه. 


ضحك سراج بزهو، بينما تبسم إسماعيل قائلًا: 

تعرف يا آدم بستغرب إنك إزاي لسه بتحب الخيول بعد ما كانت السبب إنك توصل لمرحلة الموت، وكمان.... 


شعر إسماعيل بالندم كيف يقول ذلك ويُذكر آدم بحادث الماضي الذي  وصمه بكلمة 

" الاعرج"

لكن آدم لم ينزعج من ذلك وربت على كتف إسماعيل قائلًا: 

أنا بحب التحدي وبعاند دايمًا عكس التيار، لان لو إستسلمت هغرق، وده اللى حصل معايا 

قاومت جبروت وقدرت أخرج منه حي الإعاقه مش مآثرة على عزيمتي. 


خلونا يا شباب نقعد فى موضوع هام عاوز أتكلم فيه معاك يا سراج، وإنت يا دكتور من فضلك خباثة زمان لما كنت تحب تاخد فرصه على قفانا وتفتن لـ أبوي علينا 

لسانك يتلم لحد ما أنا اللى أفاتح أبوي بالأمر اللى نويت عليه. 


ضحك إسماعيل وهو يُشير بيده على فمه بآشارة انه سيصمت ولن يشي بذلك، كذالك سراج ضحك قائلًا: 

أنا كمان فى قرار مصيري أخدته لازم تعرفوه.


نظر لهما إسماعيل قائلًا:

النهاردة يوم القرارات المصيريه لفرسان العوامري.


بعد قليل كانوا يجلسون أرضًا تحت ظلال إحد أشجار الصفصاف،كل منهم يحكي ما إنتوي عليه.


إندهش إسماعيل من ما قالوا انهم إنتوا الزواج،وكل منهم يقول الفتاة التى سيرتبط بها 

إزدادت دهشته أكثر بمعرفة هوية تلك الفتاتان 

أو بالأصح 

فتاة وإمرأة تُعادي عائلة العوامري علانية 

وآخري مازال هنالك بصيص نار تحت رماد الثآر...تهكم على نفسه هو صاحب الطريق الأسهل بينهم،فمن يهواها 

فتاة بسيطة لا يوجد أي سور بينهم،السور موجود بعقله فقط لكن مازال لا يمتلك قرار حاسم مثلهما. 

❈-❈-❈


بين المغرب والعشاء

بمحل البقاله

كانت تجلس رغد تنظر الى ذاك الكتاب الذي بيديها تقرأ بعض سطورة وتشعر بعدم الفهم تزفر نفسها بغضب تُحدث نفسها:

مش فاهمه حاجه،كآنها طلاسم مش كتاب جامعي.


أنهت قولها وألقت الكتاب بقسوة بدل من أن يستقر على تلك الطاوله أمامها  إستقر على الارض أمام قد ذلك الذى توقف،ثم إنحني يجذب الكتاب،ثم نظر لـ رغد التى لمعت عينيها،ولم تهتم بشآن كتابها،تبسم قائلًا بمرح على غير عادته: 

كده ترمي العلم فى الأرض، إيه اللى مضايجك أوى إكده. 


خفق قلبها يضرب صدرها وهي تراه يبتسم هكذا كان وسيمًا للغاية ليته يظل هكذا مُبتسمًا 

ظلت تنظر له للحظات تائه بتلك البسمة قبل أن تسمع نحنحة والدها الذي دلف الى المحل،تبسم لـ ممدوح قائلًا:

كيف يا ممدوح؟.


تبسم له ممدوح وأخبره:

 أنا بخير يا عم "راضي". 


تبسم له راضي يربت على كتفه وهو ينظر الى ذاك الكتاب الذي بيد ممدوح، قائلًا: 

برضوا مش فاهمه اللى فى الكتاب يا رغد، جولت ليك شوفي حد من المدرسين اللى كانوا فى مدرستك يفهمك اللى مش فهماه. 


إرتبكت رغد وخجلت لولا نحنحة والدها لظلت هائمة بـ ممدوح 

الذي قال: 

وإيه اللى صعب فى الكتاب ده ومش فهماه. 


رد راضي بدل عنها: 

مش عارف مع إنها شاطرة بس كل المادة دي بتجول عليها صعبة. 


قرأ ممدوح ما هو مدون بعنوان الكتاب ووافق رغد قائلًا: 

فعلًا المادة دي فيها شوية دروس صعبة ومقعدو  محتاجة فك تشفير، بس بسهوله ممكن تفهميها. 


قال هذا وللصدفه العابثه قرأ إسم مدرس المادة على الكتاب، تهكم ببؤس، هذا كان زميله بالدفعه، وكان هو متفوقًا عليه، لكن هو تم تعينه مُعيدًا وأصبح أستاذًا، وهو.... 

هو ماذا... مجرد شريك فى مقهي صغير بالبلدة  

يُقدم مشروبات باردة وساخنه،بدلًا من ان يُقدم العِلم...لمعت عينيه بحسرة قلب سُرعان ما نفضها يكفي.... 

بينما

نظرت رغد له وأومأت برأسها، ودت أن تُخبره الم تعرض مساعدتك علي  منذ أيام هل تراجعت... أم نسيت. 


هو فعلًا قد نسي، أو تناسي غصبًا ليس لمشاغل الحياة، بل كي لا يآسف على حاله أكثر، هو كان يستحق أن يكون أستاذًا جامعيًا 

لكن لا يمتلك وساطه مثل ذاك الأستاذ،تنهد قائلًا:

جولي لى  إيه اللى صعب جدامك وأنا هاخد الكتاب أقراها وبأذن الله بكره هكتبلك ملخص يبسط الاجزاء اللى مش فهماها.


إنشرح قلبها واخبرته بتلك الأجزاء التى تستصعب إستوعابها. 


إبتسم وأخذ الكتاب منها قائلًا: 

تمام إن شاء الله الليله هكتبلك الملخص وبكره هجيبه ليكِ. 


تبسمت له بعيون سعيدة لاحظها راضي لكن لم ينتبة أنها غرامًا بـ ممدوح بل ظن أنها فقط مجرد إمتنان، بينما غادر ممدوح ترافقة نظرات  رغد، لكن إنتبهت لوقفة والداها الذي قال: 

ممدوح إبن حلال بس يا خسارة حظه سيئ 

وافقت رغد قول والدها... 


بينما أثناء سير ممدوح وبيده الكتاب تذكر أنه نسي أن يشتري السجائر من البقاله كما كان ذاهبًا، لكن نظر للكتاب، كم كان يهوا الكتب وقرائتها، وأمنية قديمه حين كان يقرأ كُتب زُملاؤه يُصحح لهم أخطائهم كآنه مُعلمًا 

تنهد بآسف فالاماني تعصف بها الحقيقة. 



الصفحة التالية