قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 41 - 1 - السبت 2/3/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الواحد والاربعون
2
تم النشر السبت
2/3/2024
فرغ فاه ليرد لكن قاطعه صوت رنين هاتفه وقعت عيناها على اسمها نظرت له و قالت بنبرة مغتاظة:
- لا واضح فعلًا إنها بنت عمك و بس
نادت والدها بنبرة مرتفعة و قالت:
- بابي أنا تحت في العربية ماشي
كاد أن يسير خلفها لكنها اوقفته بسبابته و قالت:
- خليك مكانك مش عاوزة خدمات من حد
تمتمت بغيظ شديد و قالت:
-يا بتاع هدية !
تمتم بخفوت و قال :
- أنتِ هبلة ؟! و انتِ مالك ابقى بتاع هدية و لا غيرها يخصك في إيه أصلًا .
طالعته بحزن و حيرة شديدان، كأنها تخبره هي نفسها لا تعرف تشعر بهذه الغيرة، عادت لها " تميمة" التي تعرفها جيدًا و اعتاد عليها الجميع رفعت ذقنها بشموخ ثم غادرت من المنزل عازمة الأمر على أن لا يتكرر ماحدث مهما دفعها فضولها تجاه ذاك الجاسر .
عاتب نفسه و حاول ان يستوقفها لكن منع نفسه في اللحظة المناسبة، وقفت والدته جواره و قالت بفضول
- كانت بتقولك إيه تميمة يا جسور ؟!
رد بكذب و قال:
- هتقول إيه يعني يا دعاء كلامها العادي واللي اتعودت عليه تقريبًا
لم تصدقه والدته لكنها مجبرة على أن تجاريه حتى يتحدث هو دون ضغط، حركت رأسها وقالت بجدية حين عادت للأريكة التي جلس عليها أبيها:
- البنت دي عمرها ما هتتغير أبدًا .
تابعت و هي تناول أبيها قدح القهوة و قالت:
- تصورا من كام يوم اتقدم لها ابن صاحب أبوها و ماديًا مافيش احسن من كداو الولد زميلها في الجامعة و فضل بيقول إنه متوقع له إنه يكون محامي شاطر جدًا جدًا و اللي عرفته إن الولد بيسعى يكون وكيل نيابة .
رد " جاسر" بهدوءٍ عكس ما يدور داخله من صرعات نجحت أمه في تأججها، تناول منها قهواه و قال بتساؤل:
- و هي رأيها إيه بقى ؟!
تتطلعت إليه تقرأ تعابير وجهه الذي نجح و بجدارة في تحكمها و فشلت هي في قرأتها فقالت بهدوء و هي ترفع كتفيها للأعلى قليلًا
- رأيها كالعادة أنا مش عاوزة اتجـ ـوز دلوقتي أنا بكون مستقبلي و ناوية اشتغل بعد الدراسة مش اقعد في البيت و اخرط بصل و طماطم .
رد والد دعاء و قال بإبتسامة خفيفة
- البنت دي ذكية جدًا و شاطرة كمان بصراحة مكنتش متوقع إنها بالحنية دي
ردت " دعاء" بنبرة ساخرة :
- حنينة اوي اوي يا بابا
تابعت بجدية قائلة:
- اسكت دي عليها قلبة لما بتطلع يكفيك شرها ربنا واخواتها عاملين معاها زي الطفلة اللي عندها خمس سنين سياسة و محايلة عشان متقلبش قلبتها و اللي طالع عينه صحيح الواد ساجد بيحايل في دي و يدلع دي عشان محدش يحس بفرق في المعاملة .
ختمت حديثها قائلة بنبرة جادة:
- بس الشهادة لله تميمة حنينة على اخواتها بل بالعكس مش أي حنية دي حنية الأم، من الآخر متقمصة دور لميس اوي، و أي حد يطلب منها أي حاجة بتعملها حتى لو تعبانة و لا مش حابة تعملها بتعملها عشان ترضي اللي قدامها .
رد والدها بتساؤل و قال:
- و لما هي كدا ابن اختك يا اختي سابها ليه إيه مش وش نعمة ؟!
نظر " جاسر" لجده ثم عاد ببصره لأمه في انتظار ردها الحماسي حين قالت بتذكر جعل ابنها يشعر بضيق بالتنفس:
- اسكت مش ناوين يرجعوا لبعض تاني ؟! دا نسيت اقولك على الموضوع دا !
يعني اتفقوا على كل حاجة خلاص و لا مجرد تخمين منك ؟!
اردف " جاسر" سؤاله و بنبرة جاهدة كثيرًا لتخرج عادية خالية من أي مشاعر، نظرت له أمه و قالت:
- مش مجرد تخمين و لا حاجة. دا خبر مؤكد. شهاب كلم فضل و لسه فضل كان بيقولي دلوقتي و بيسألني يعمل إيه ؟!
رد " جاسر" بنبرة مقتضبة يتخللها بعض الغيرة
- و حضرتك قلتي له يعمل إيه بقى ؟!
رفعت كتفها ببساطة و قالت:
- قلت له قبل ما تعرض بنتك اصبر اسأل بهجت جايز يكون دا يكون كلام نبيلة و شهاب و بهجت ملوش نية يرجع تاني و وقتها بنتك هتزعل و يبقى حقها بصراحة .
سألها الجد و قال:
- و أنتِ سألتي الواد بهجت ؟!
- لا لسه هابعت اجيبه بكرا و نتغدا سوا و اتكلم معاه في الموضوع و ربنا يسهلها بقى و يرجعوا لبعض .
- ربنا يكتب لهم الخير يا بنتي و لو ليهم نصيب هيرجعوا و لو مافيش يبقى ربنا يوفق كل واحد في طريقه .
❈-❈-❈
داخل شقة هدية
كانت جالسة جوار ابنة عمها المريضة لا تعرف ماذا تفعل هل تخبر أخيها غير الشقيق أم تتصرف هي و انتهَ الأمر، قررت أن تهاتفه و يحدث ما يحدث، انتظرت طويلًا حتى يرد عليها فـ لم تجد منه أي رد.
على الجانب الآخر و تحديدًا داخل غرفة "جاسر" كان يأكل أنامله من فرط غيظه الشديد حاول تجاهل الرد على المكالمة في الوقت الحالي لكنه بم يتحمل ذلك الضغط الذي فعلته " هدية" ليرد عليها، قبض على هاتفه بعنف ضغط على زر الإجابة و قال بعصبية:
- إيه في إيه زن زن زن إيه مش كدا مردتش عليكي مرة اعرفي إني مش عاوز ارد خلاص خير عاوزة إيه ؟! يعني إيه مش عاوزة حاجة خلاص ما تقولي عاوزة إيه و بطلي برود، مالهم ولاد عمي
قاطعها قبل ان تُكمل حديثها و قال بعصبية مفرطة:
- بقولك إيه باين هليكي بتاعت مشاكل فعلًا على رأي بابا و هتوجعي لي دماغي و أنا مش ناقص أصلًا اقفلي و ماشفش رقمك علي تليفوني تاني أنتِ فاهمة و لالا ؟!
ضغط على زر القفل ثم القى هاتفه جنبًا وهو يزفر بضيقٍ شديد، ظل يهز ساقيه. بسرعة فائقة لم يعاتب حاله على ما بدر منه حاليًاهو لم يشعر بما فعله من الأساس .
❈-❈-❈
في عصر اليوم التالي
كان بهجت يتكأ بمرفقه على سرير خالته في منزل الجد يتناقش معها حول هذا و ذاك علمت بعدم رغبته في الرجوع لخطيبته السابقة و أن ما صدر من والده كانت رغبة منه وليس هو، لكزها في كتفها و قال بجدية مصطنعة:
- بقولك إيه سيبك من تميمة و مشاكلها اللي مبتخلصش هي بت أساسًا مش وش نعمة و خسرتني و خلينا في المفيد ياخالتي .
ردت بتساؤل قائلة:
- و إيه هو المفيد يا عين خالتك ؟!
- أنا مش مجوزك فضل الايوبي زينة شباب الايوبية عشان تقعدي لي كدا لا شغلة ولا مشغلة
- لا مش فاهمة ؟!
- مش فاهمة إيه يا خالتي أنا مجوزك فضل و رضيت عن الجوازة دي مخصوص عشان تبقي أنتِ عيني اللي بشوف بيها تحركات بنته
- عاوزني علي آخر الزمن افتن يا واد ؟!
- رد "بهجت " بجدية و هو يعتدل في جلسته
- و مين جاب سيرة الفتن ربنا ما يجيب فتن. أنا بس عاوزك. تعرفيني بتروح فين وبتيجي منين شايفة الشهيق و الزفير دول عاوز اعرفهم عنها
- طب ما تتجـ ـوزها و توفر عليا الحوارات دي كلها !
- لا جواز إيه بطلنها الشغلانة دي خلاص أنا عاوز اعرف تحركاتها العملية عشان أنا شاكك في حاجة و همو ت و اتأكد منها .
- حاجة إيه دي ؟!
- هقولك بعدين بس المهم دلوقتي تكوني عيني اللي بشوف بيها هناك فاهمة ولالا
ربتت على كتفه بخفة ثم قالت:
- إن شاء الله يا حبيبي و ماله بس كدا دا سهلة اوي .
كان " جاسر" جالسًا بجـ ـسده معهم و عقله في مكانًا آخر حاول أن يصل إيها و لكن جميع محاولاته باءت بالفشل الذريع، لقد ندم على بدر منه نظرت له والدته وقالت بتساؤل:
- مالك يا حبيبي ؟!
- مافيش يا ماما
- شفت ابن خالتك عاوز يعمل إيه ؟!
- يعمل إيه؟!
- لا دا أنت واضح فعلا إنك مش معانا
نهضت من مكانها و قالت بجدية:
- هروح احضر الغدا بقى احسن عمك فضل زمانه جاي في السكة .
-