قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 43 - 1 - الإثنين 4/3/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الثالث والاربعون
1
تم النشر الإثنين
4/3/2024
اردف " بهجت" عبارته و هو يقف على باب المنزل بينما ردت والدته بضيق من عناد ابنتها و قالت:
- اختك متعمدة تفوت علينا الطيارة انا متأكدة من كدا
خرجت " رقية" من غرفتها و قالت:
- أنا خلاص خلصت اهو اتفضلوا .
- اخيرًا يا ست هانم يلا اتأخرنا .
خرجت من المنزل مع دعوات الجميع بالشفاء العاجل كان بداخلها قلق شديد حول عملية عيناها تحديدًا، ظلت تناجي ربها كثيرًا بأن تعود عيناها كما كانت، نظر " بهجت" في المرآة و قال:
- إيه دا مش دي عربية يوسف ؟! دا قرب علينا .
توقفت السيارتان مقابلة بعضهما البعض ترجل " يوسف و بهجت" من السيارتان سار تقابل في المنتصف تصافحا، بلعت " رقية"
لعابها بصعوبة بالغة مدت يـ ـدها لتترجل هاربة منه لكن وجدت يـ ـد أمها تقبض على ساعدها و هي تقول:
- تبقي غبية لو نزلتي اللي عاوزة تهربي منه دا كان جوزك ولو كان أخدك زمان في احسن حالاتك جه الوقت اللي يشوفك فيه ، في أسوء حالاتك و يختارك بردو .
نظرت لوالدتها التي ختمت حديها قائلة:
- دا لو كان بيحبك بجد يا رقية جه اليوم اللي تكتشفي في حب يوسف ليكي .
انتفضت ما أن توقف اخيه امام باب سيارته و هو يقول بخفوت
- يوسف بيقولك هتتكلمي معاه كلمتين.
تطلعت " رقية" لأخيه بأعين تملؤها الحيرة و الحزن ثم قالت :
- مبقاش ينفع يشوفني كدا يا بهجت أنا مبقتش انفع حتى نفسي يوسف لو شافني كدا مش بعيد يتفزع و يبقى حقه قوله إنـ...
قاطعها" بهجت" و هو يفتح باب السيارة ليجبرها على الترجل قائلًا:
- هو اللي يقرر يكمل معاكي و لالا .
حاولت التملص من قبضته لكنه كان قايضًا على يـ ـده بقوة مجبرًا إياها أن تُنهي هذه الصفحة بالعودة أو الرحيل للأبد.
سار "يوسف" تجاهها وقال بعتاب
- فاكراني معرهفش اوصلك ؟!
لم ترد عليه تابع حديثه دون أن ينتبه لحرقها المغطى بالوشاح الأسود، تركهما أخيها و جلس في سيارته كانت والدتها تتابع ما يحدث و هي تخبر ابنها بما هو قادم و قالت:
- رقية هتتعمد تجرح يوسف عشان يبعد عنها و مش هترجع له
- اتمنى يحصل عكس كدا بجد لأنهم بيحبوا بعض بجد .
عادت بجـ ـسدها لخلف و قالت بجدية
- يبقى لسه متعرفش رقية يا بهجت رقية هتتعمد توجعه عشان يمشي لأنها مش واثقة في نسبة نجاح العملية .
اوعاكي تكوني فاهمة إني هصدج الحديت الماصخ ديه و الحب اللي بينتنا خلاص راح على كِده .
اردف " يوسف" عبارته وهو يقف مقابلتها أما هي كانت تشيح بوجهها للجهة الأخرى رافضة النظر في وجهه كي لا تضعف محاولاته المستميتة في عودتهما تجعلها تريد البقاء جواره ما تبقى من عمرها، ماذا سيفعل عندما يعرف ما حدث لها هل سيقبل بها و بتشوه جسدها أم سيرفض ماذا تفعل لتجبره على طوي هذه الصفحة، حسنا ستعرف كيف و متى تفعلها، نظرت إليه و قالت بهدوء ظاهري
- طب يا يوسف هحاول اصدق و هتعبر اللي حصل دا محصلش بس بشرط واحد
رد" يوسف" بنبرة حانية
- طلباتك أوامر يا حبة الجلب .
رفعت ذقنها بشموخ ثم قالت يغطرسة لم يعتاد عليها ولا هي أيضا و لكنها مُجبرة على ذلك .
- ثريا بنت عمك تيجي لحد عندي و تتأسف لي و مش بس هي و جدتك كمان و فوق كل دول جدك و يطلبوا مني السماح و وقتها هشوف أنا هقدر اسامح و لالا .
رد " يوسف" و قال بضيقٍ مكتوم
- متحطيش العجدة في المنشار يا رقية فوتك من أهلي كلتهم أني المهم عنيدكي مش كِده و لا إيه ؟!
ردت بعناد و قالت :
- اللي عندي قلته خلاص، متضيعش وقتي أكتر من كدا يا يوسف أنا مش فا ضية ورايا حاجات كتير مهمة .
❈-❈-❈
شفت رقية يا فضل كدا متسألش عني و لا حتى ترفع سماعة التليفون و تقولي مبروك ؟!
اردفت " دعاء" عبارتها و هي تجلس على حافة الفراش داخل المشفى، وقف ز وجها أمام صغيرته يداعب أناملها الصغيرة بأنامله
رفع بصره لها و قال بجدية
- معلش يا حبيبتي تلاقيها مشغولة عشان سفرها أنتِ ناسية إنها أخيرًا وافقت تتعالج
- رقية لو انشغلت عن الدنيا بحالها هتيجي عندي وتفضي نفسها أنا عارفاها دا أنا اللي مربيها على ايـ ـديا دول .
ترك صغيرته و ذهب إليها جلس جوارها و قال بهدوء:
- ادعي لها ربنا يوفقها في رحلة علاجها الطويلة عشان موالها طويل اوي اوي اوي
نظرت إليه و قالت بقلق :
- هو أنت تعرف حاجة أنا معرفهاش ؟!
- لا بس موضوع عيناها دا اتأخرت في جامد و احتمالية معالجتها و ترجع الأول نسبتها ضعيفة .
- بدأت تقلقني يا فضل كدا ليه
- مافيش قلق و لا حاجة كلنا عارفبن إن المفروض كانت تتحرك في عملية عينها بعد شهر من الحدثة مش بعد تسع شهور عموما ربنا يعديها على خير
- آمين يارب .
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
مش عارفة إن كان اللي جوايا دا حب حقيقي و لالا بس كل اللي حاسة بيه ناحية جاسر إني مش عاوزاه يبعد عني و لا يروح مكان غير و أنا معاه اليوم اللي مبسمعش في صوته بحس إني مش قادرة اتنفس نسيت اني كنت بعمل كل دا عشان اغيظ أمه نسيت إني كنت بعمل كل دا عشان اضايق بهجت، دا نسيت بهجت نفسه !!
اردفت " تميمة" عبارتها الطويلة بشرود و هي تجلس خلف مكتبها، كانت صديقتها تستمع إليها و علامات السعادة ترتسم على وجهها
بينما تابعت هي بتنهيدة عميقة:
- جاسر عرف ازاي يغيرني ازاي يحتويني بجد أنا بقت لو ناوية اعمل حاجة لمجرد العند بتراجع عشانه بيعرف ازاي يخليني اعمله اللي هو عايزه مش أنا !
ردت صديقتها بتساؤل:
- طب و دعاء؟!
- دعاء مش هقدر انكر انها طيبة و لذيذة فعلا بس أنا بحب اضايق فيها بحس بمتعة كدا
- يعني مش هتقولي لجاسر شكرًا لقد انتهت مهمتك و تم اغاظة الست الوالدة بنجاح .
ضحكت حتى دوت ضحكاتها المكان و هي تنظر لصديقتها سكتت قليلًا ثم قالت بإبتسامة واسعة
- يا بنتي أنا أصلًا كنت واخدة جاسر مش عشان سواد عيونه دا عشان كان هدف اساسي اني اقولها زي ما اخدتي بابي اخدت ابن و بصراحة بعشق مضايقة دعاء و ببقى مبسوطة اوي لما بشوفها مو لعة كدا قصادي يعني جاسر بالنسبة لي هيفضل الـ....
قاطعها دخوله المفاجى و هو يحمل بين يـ ـده باقة من الزهور استمع للجزء الأخير فقط من الحديث انتابه موجة كبير من الغضب الشديد لكن حاول التكم بها و نجح في ذلك اقترب منها و قال:
- الأهبل اللي صدق فعلًا انك بتحبيه، كان عندهم حق لما قالوا لي إني مجرد كوبري كنت بكدب نفسي و احساسي بس للأسف طلعوا و خسرت رهاني عليكي يا تميمة برافو قدرتي تمثلي فترة طويلة اوي و كنتي مقنعة اوي بجد
الق في وجهها باقة الزهور و قال من بين أسنانه :
- و دي هدية بسيطة على مجهودك طول فترة التمثيل .
ركضت خلفه حاولت إيقافه لكنها فشلت جميع محاولاتها باءت بالفشل الذريع، من فرط غيظه الشديد منها دفعها بقوة حتى سقطت أرضًا، وقف داخل المصعد الكهربائي وقبل أن تلج ضغط على زر المصعد لـ يغلق الباب و تختفي صورتها من أمامه .