-->

رواية جديدة أسيرة مخاوفبي لمنة أيمن - الفصل 1 - 1 - الجمعة 22/3/2024


قراءة أسيرة مخاوفي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أسيرة مخاوفي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن

الفصل الأول

1

تم النشر الجمعة

22/3/2024



جميعنا مُحاصرون بمصطنعي الود والمحبة، الكثير من الشخصيات، منهما المُضحون، ومنهما المحبون، ومنهما المنافقون، ومنهما من يصطنع العطاء حتى يُرغمك على رد جميِله عليك، حتى لو كنت لم تطلب منه ذلك العطاء، الكثير من المشاعر التي قد يكون بعضها صادق والبعض الأخر لا يمط لصدق بأية صلة، وها نحن نتعلم كل يوم، أجل ندفع ثمن ذلك التعليم الكثير من الوقت والمجهود والمشاعر والعُمر، ولكني يكفينا معرفة معادن الإناس الذين سيكملون معنا لأخر المطاف. 


فى إحدى الأيام كانت عائدة من المدرسة مع أصدقائها فى فرحة ولهو، تشعر بكثير من البهجة والسعادة، هي لتو أحضرت نتيجتها وعلمت إنها حصلت على المجموع الذي لطالما حلمت بيه، وأخيرًا سيتحقق حلمها فى الالتحاق بكلية الطب البشري، ستصبح طبيبة قلب كما تمنت دائما حتى تستطيع أن تُعالج قلوب البشر، كي لا يخسرون حياتهم كما حدث مع والدها عندما أُصيب بـ أزمة قلبية ولم يتمكن أحدًا من إنقاظه. 


تتنقل بكل سعادة وسرور غير مُدركة أن سعادتها هذه من الممكن أن تختفي، لا تعلم أن الحياة ليست بهذه اللطافة والبساطة، من أجل الحصول على شيء، ستدفع المقابل شيئًا أخر، لذا لا تتسرعي يا صغيرتي، فثمن تحقيق تلك السعادة سيدق بابك فى أقرب وقت. 


دلفت "سيلا" منزلها المُتواجد داخل بناية جميلة فى حيًا راقي نوعًا ما، فعلى الرغم من أن شقيق والدها رجل أعمال كبير، إلا إنه لن يُساعدهم إلا بأشياء بسيطة جدا بالنسبة له، ولكنها بالنسبة لهم تعني الكثير وهي أساس حياتهم. 


دلفت "سيلا" المنزل وأخدت تبحث عن والدتها "زينات" وهى تصيح مُنادية عليها مُردفة بحماس: 


- ماما.. يا ماما، أنتي فين يا ماما؟ 


صاحت "زينات" مُجيبة على ندائها مُردفة بحب: 


- تعالي يا قلب ماما، أنا هنا فى المطبخ يا روحي. 


أسرعت "سيلا" فى الدخول إلى المطبخ بكثيرًا من الحماس واللهفة صائحة بلهفة: 


- بركيلي يا ماما بركيلي. 


أبتسمت لها "زينات" وهي بالفعل أدركت ما هو سبب سعادة أبنتها، ولكنها عزمت على أن تستمع إليه منها وتجعلها تشعر بلذة زفاف خبر نجاحها إليها، لتردف "زينات" مُصطنعة عدم معرفتها بالأمر مُعقبة باستفسار: 


- شكل كده النتيجة ظهرت، طمنيني عملتي أيه؟ 


صاحت "سلا" بكثير من السعادة والفرحة: 


- أنا نجحت يا ماما، نجحت وجبت المجموع اللى كنت بحلم بيه وكلها شهرين وأدخل الكلية وأبقى دكتورة، أنا هطير من الفرحة يا ماما. 


أدمعت أعيُن "زينات" من شدة فرحتها بنجاح أبنتها ووصولها لما كانت تحلم به، لتفتح زراعيها مُحتضنة أبنتها مُردفة بحب وسعادة: 


- ألف مبروك يا حبيبة قلبي، أنا كان عندى ثقه فى ربنا ثم فيكي وكنت عارفه إن ربنا هيرضيكي يا حبيبتي، واحدة واحدة إن شاء الله يا عمري وتحققي كل اللي بتتمنيه. 


أغمضت "سيلا" عينيها وهي فى حضن والدتها وتشعر بكثير من الراحة والطمئنينة مُرددة بتمني: 


- يارب يا ماما يارب، دي أمنية عمري كله. 


ربطت "زينات" على كتفها وهى تخرج من عناقها مُطمئنة إياها مُعقبة بود: 


- إن شاء الله يا حبيبتي، هي التنسيقات هتنزل أمتى؟ 


تنهدت "سيلا" براحة قائلة: 


، بعد أسبوعين إن شاء الله. 


أضافت "زينات" وهى تبتسم لأبنتها مُعبرة عن سعادتها بها مُردفة بتمني: 


- إن شاء الله يا روح قلبي ربنا هيجبر بخاطرك أنا واثقة فى كده. 


أومأت لها "سيلا" برأسها موافقة على حديثها مردفة برجاء: 


- إن شاء الله يا ماما. 


❈-❈-❈ 


دلف إلى داخل الشركة ليقف له الجميع إحترامًا وتقديرًا له، نعم وأيضا خوفًا منه فهو حاد الطباع وصارم جدًا أثناء عمله وخاصة إذا كان بمزاجًا سيء، توجه "يوسف" ناحية المصعد مُحددا وجهته، توقف المصعد مُعلانًا عن وصوله ثم فُتح الباب، ترجل منه وأتجه نحو مكتبه وما إن رأته مُساعدة "مى" حتى أسرعت فى النهوض من مكانها مُعقبة برسمية: 


- أجهز لحضرتك لسته بمواعيد النهاردة يا يوسف بيه؟ 


رفع يده أمام وجهها مانعًا إياها من فعل هذا هاتفًا بملل: 


- لا أنا مفياش دماغ لحد النهاردة، أطلبيلي قهوة سادة على مكتبي وألغي أي أجتماع النهاردة، وتعالي ورايا. 


أنهى حديثه ببسمة ماكرة مُصاحبها نظرات مُتوعدة، لتومأ "مى" بدلال مُردفة بطريقة مُثيرة: 


- تحت أمرك يا يوسف بيه. 


ابتسم بسخرية ودلف مكتبه وبمجرد أن أغلق الباب نزع سُترته وشمر أكمامه وجلس فوق تلك الأريكة يتفحص هاتفه المحمول وحسباته على مواقع التواصل الأجتماعي. 


دقائق حتى دلفت "مى" مكتبه بعد أن طرقت الباب وهو سمح لها بالدخول، وهي تحمل فنجان القهوة الذى طلبه، تقدمت نحو الأريكة التي يجلس عليها وهي تتمايل بطريقة مُثيرة، ثم توقفت أمام الطاولة وأنحنت بجزعها الأمامي حتى برزت مؤخرتها مُعقبة بدلال: 


- القهوة يا يوسف بيه. 


رفع "يوسف" حاجبه باستخفاف وأمتدت يده سريعا فى جذبها لتستقر داخل حضنه مُردفا باستهزاء: 


- أحنا فى المكتب يا بت، يعني ملوش لازمة الاحترام والادب اللي مش لايقين عليكي دول يا روح أمك. 


أطلقت ضحكة حقيرة لا تخرج سوا من العاهرات وهي تمد يدها تُحاوط عنقه وتطبع قبلة مليئة بالشبق والشغف على شفتي "يوسف" الذي بادلها دون تردد أو تفكير. 


ظلا يتبادلان القُبل والمُلامسات المُتفرقة حتى قامت "مى" بفتح أزرار قميصه وقام هو بنزع قميصها عنها حتى أصبحت بحمالة صدرها فقط، فرق "يوسف" قبلتهم وهو يلهث ليردف بصعوبة وهو يشعر بالرغبة والشهوة قد سارت فى جسده بالكامل مُتمتما وهو يسحبها من ذراعها: 


- تعالي. 


سحبها نحو المكتب وألقى ما فوقه أرضًا وسريعًا ما أرغم جسدها على الانحناء وجعل وجهها مُقابلا لهذا المكتب، أمتدت يده لترفع عنها تنورتها وانزال سروالها، لتشعر بالقلق من أن يراهم أحدًا وهتفت بتوتر: 


- مش هنا يا جو، أفرض حد شافنا. 


أمتدت يده لفك حذامه وفتح سحاب بنطاله وارتداء الواقي الذكري وهو يوجه حديثه لها مُردفًا بكثير من الاهانة والاحتقار: 


- ومن أمتى الشـ***** اللي زيك بيفرق معاهم أمتى وفين! المهم إنك تتكيفي وتأخدي فلوس، وعلى ما أظن الفلوس بتوصلك وبزيادة، الكيف ده بقى بتاعي أنا. 


وبلحظة كان يتوغل داخلها لتئن بألم وصرخة مكتومة مُوضحة حجم الألم الذي شعرت به لكونها لم تكن مستعدة، بالاضافة لتلك الاهانة التي وجهها لها من خلال حديثه، بينما هو لم يكترث لصراختها المكتومة أو حتى لألمها الذي بات واضحًا كلما دفعها بقوة أحتدت جذبة يدها وهى تضعها على المكتب. 


ظل يُكمل ما يفعله وأحتدت دفعاتها وتعالت صرخات تلك التي أسفله إلى أن وصل إلى خلاصه وتركها كما هى غير مُهتما بها، بالكاد أنتزع الواقي الذكري وأغلق سحاب بنطاله وتركها كى تنهض هي الأخر، إلا وأن أستمع كلاهما لصوت الباب يُفتح دون سابق إنذر. 


فزعت "مى" وأنزلت تنورتها لكي تخفي أثار عملتهما الرخيصة وهي تشعر بكثير من الرعب والحرج عندما وقعت عينيها على كلًا من "فريد"و"كريم" الذي رائيها فى ذلك الوضع، شعرها مُبعثر لا ترتدي سوا حمالة صدرها وتنورتها غير مُرتبة وسروالها أسفل قدميها. 


بينما "يوسف" لم يتأثر أو يهتم وظل على نفس حالته عاري الصدر بفعل أزرار قميصه المفتوح، ليشعر والده بالغضب من تصرفات أبنه ورمقه باشمئزاز ورحل، لينظر "كريم" نحو صديقة بعتاب وألحق بـ "فريد" كي يُهدئه، بينما "يوسف" ذهب ناحية المرحاض مُردفًا بتقزز: 


- عايز أما أطلع ملمحش خيالك مفهوم! 


تركها ودلف إلى المرحاض تاركا إيها تُحاول إستعاب ما حدث ودموعها لا تتوقف عن الانسدال، أجل هي ليست بعذراء أو فتاة محترمة، ولكنه أهانها بشدة وما ذاد الأمر سوء إنها فُضح أمرها أمام "فريد" وهذا يعني إنها ستُطرد من العمل لا شك. 


الصفحة التالية