رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 10 - 1 - الثلاثاء 19/3/2024
رواية رومانسية جديدة حرب نواعم
(قواعد عشق النساء)
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
حرب نواعم (قواعد عشق النساء)
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل العاشر
1
تم النشر الثلاثاء
19/3/2024
"لماذا فارقتني؟ كيف ومتي؟ في غفلة مني ابتعدت عني و لم أكن أنا شاردة، لم يبتعد قلبي عنك لحظة واحدة، لم يستدير عن حبك قيد انملة، لم افعل أنا، فلماذا تركتني؟ وهل يبتعد المحب عن حبيبه؟ فكيف ابتعدت؟ لقد خدعتني أخبرتني أنك سوف تظل الى جواري إلى الأبد، واليوم فقط يخبرني الجميع انك رحلت, لا ازال في حاجة اليك، لا يزال العمر كله يحتاج وجودك، أخبرني
كيف لك أن تترك يدي هكذا في بساطة وترحل عني كيف كيف؟ وكيف طاوعك قلبك على الفعل؟ ألم تكن تخبرني أن الحياة هي أنا وان أنا الحياة؟ فلماذا تركتني؟ وتركت الحياة! لماذا لم تجذب يدي إلى يدك ونرحل سوياً عد لي عد إلى؟ فقط امنحنى معك دقيقة أخرى، اعطني نظرة أخرى، اسمعني صوتك مرة ثانية، حتى أفيق من هذا الكابوس، أواستمع لي ومد يدك وانتشلني من هذا الحلم المزعج وأترك يدي في راحة يدك حتى يعود لي شعور الامان، وحتى أشعر أن كل شيء بخير،
دثرني معك في رداء الموت، لمن تتركني هنا؟ لمن ؟ كنت لي كل الاهل والاحباب وتركتني إلى
الوحدة والعزلة وذهبت
فقط لو يعود الزمن إلى الوراء بضع دقائق واشاهد وجهك من جديد
فأخبرك ان كل شيء هو انت، ليتك تحملني معك إلى هناك وتضمني إليك
ليت، ليت ليت،
رفعت ميرال هاتفها إلى أعلى ثم ابتسمت وهي تشاهد رقم والدها، قامت على فتح زر الاتصال سريعاً، أنها الخامسة صباحاً في اليوم التالي من سفره، اكيد هو للتو قد استيقظ لهذا أراد أن يلقي عليها تحية الصباح، قالت في صوت يحمل ضجيج الفرح:
_بابا صباح الخير، اخبارك اي يا حبيبي؟ وحشتني اوي٠
لم يكن هناك أي رد من الاب، لهذا شعرت ميرال ببعض القلق والتوتر، وسرت في جسدها رعشة حادة فكررت في صوت به لهجة توسل:
_بابا انت سامعني بابا٠
ارتعش قلبها في حدة وهي تسمع صوت جلال يجيب:
_ميرال
ارتعش الهاتف في يد ميرال فقالت في صوت منخفض:
_جلال بابا فين؟
لم يجب جلال في حين هتفت ميرال في صوت مرتفع بعض الشيء:
_جلال اديني بابا عايزة اسمع صوته، انتم في المستشفى؟ انتم في الفندق؟ انتم فين بالظبط!
لم يجب جلال في حين استمعت ميرال إلى صوت انثى يتحدث في صوت جاد إلى جلال واستطاعت ميرال أن تسمع من حديثها بغض الكلمات
_ايام سو سوري مستر جلال، هي أز ديد( آسفة مستر جلال هو مات٠)
صرخت ميرال في صوت حاد:
_جلال رد عليا، بابا فين؟ مين اللي بيتكلم جنبك، اكيد مش يقصدو بابا، ادي بابا الفون قوله بس ميرال عايزة تتكلم معاك,
هتف جلال في صوت حاد:
_اسمعي ميرال بابا مات، ماات من قبل ما نباشر علاجه أو نستلم التحاليل الخاصة بيه، هحاول تخلص الإجراءات هنا بسرعة علشان انزل بيه، لازم يدفن في الصعيد، هكلم جاسر يجي لك على الفيلا، اسمعي ميرال لازم الفيلا تكون مستعدة علشان الناس اللي جاية تعزي
هتفت ميرال وهي غير مستوعبة تماماً ما يحدث:
_انت بتقول اي؟ بقولك خلي بابا يتكلم معاي، بابا لو كلمني هيفوق و هيكون كويس صدقني٠
جاء صوت جلال عقب كلماتها مثل الرعد وهو يقول في نفاذ صبر:
_اسمعي يا ميرال جهزي المضيفة علشان الناس اللي جاية، اخوك هينزل النعي النهاردة في الجرايد كلها، وأنا على بكرة هتكون جيت بيه على الصعيد، وأخوك كمان هيجي عليك يا لا سيبني دلوقت اشوف الاوراق المطلوبة٠
جلست ميرال على الفراش في ذهول تام
تحسست ج_سد ها مرات ومرات، هل هي تحلم؟ هل ما استمعت له منذ قليل هو حقيقي؟ هل مات والدها؟ ربما كانت تحلم، انكمشت ميرال على ذاتها مثل الجنين
تقوقعت داخل ذاتها، واطلقت إلى عينيها أن تجود ب الدموع مثل شلال منهمر، قلبها كان مثل قطع من اللهب يتطاير داخل ذاتها الجريحة، تذكرت كل لحظة قضتها مع والدها
ثم ندمت على كلماتها وحثها له أن يسافر
هل كنت اترك إلى الموت؟ هل كنت أهديك إلى الموت؟ ربما إذا كنت جواري كنت لا تزال على قيد الحياة، ربما لقد كان رحيلك هو النهاية لكل شيء حدثت نفسها بهذا الأمر وهي تنظر إلى سقف الغرفة تشاهد وجه والدها وهو يبتسم، اهتز جسدها في عنف وهي
ترتعش كيف يمكنها أن تستوعب هذا كله
هتفت في صوت مرتفع:
_يا ربي يكون كابوس حقيقي وافوق منه ازاي بابا سبني فجأة كدا ازاي؟ لسه مكلمني ووصاني على نفسي وقال لي أنه هيرجع بسرعة، هيرجع بسرعة
هو دا كان قصده؟ مستحيل يسبني هو عارف أن ماليش غيره، اكيد في غلط اكيد هو مغمى عليه وهيفوق اكيد اكيد، جلال مش عارف
جلال مش بيقعد معاه زي، المرة اللي فاتت راح المستشفى هنا معاي وبقا كويس، اكيد في حاجة تانية، ممكن جلال بيخدعني، عايز يشوف غلاوته أد اي عندي؟
طيب بابا ليه ساب له التلفون ليه؟ ليه ساب جلال يعمل فيا كدا؟ ما هو عارف اني مبحبش كلمة واحدة عليه أن صحته مش تمام، ممكن بابا في الأوضة التانية وجلال واخد التلفون وبيعمل فيا مقلب،
أو بابا في مكان بعيد، طيب انا هتصل تاني
اكيد بابا جه دلوقت وهيمسك هو الفون وهيرد عليا، مش هقوله
على كلام جلال علشان مش يزعل، أنا بس هقوله أنه واحشني وان أنا لازم اسافر له ب دلوقت لازم
نهضت ميرال من الفراش وهي تشعر بألم شديد في كل جزء في جسمها، أمسكت الهاتف في يد ترتعش وضغطت زر الاتصال على رقم والدها مرات ومرات دون أن يجيب احد، تساقطت دموعها من جديد، كتبت رسالة من كلمة واحدة فقط:
_بابا
ارسلتها مرات ومرات إلى الهاتف ولكن لم تعطي اي اشارة استلام، عادت إلى الفراش مرة ثانية ثم كتبت بضع كلمات في رسالة إلى هاتف جلال
_انت كلمتني من شوية يا جلال؟ ولا دا كان كابوس؟
انتظرت بضع دقائق قبل أن تأتي رسالة من جلال
_كلمتك يا ميرال وعرفتك أن بابا مات، قولي ل عم حسن التربي يجهز مقبرة العيلة و ينضفها و يرشها ويجهز المقرئين من دلوقت، الركن اليمين كله لأبوك
وزي ما قلت لك اعملي
ارسلت ميرال رسالة مرة ثانية:
_قول يا جلال أني بحلم٠ قولي أن بابا عايش
جاءت بعد قليل رسالة من جلال:
_خلاص يا ميرال جاسر هيجي عليك دلوقت من القاهرة و هيخلص كل حاجة، متبعتيش رسايل تاني خليني اخلص الاوراق علشان اجي بكرة من غير تعطيل
ألقت ميرال الهاتف بقوة في ارض الغرفة ثم صرخت في صوت هستيري:
_لا لا مستحيل دا كله كدب
أثر صراخها انطلقت المرأتين وصيفة وزينات إلى أعلى وهم يرددون:
_ست هانم خير في اي؟
كلماتهم لم توقف صراخها وهم يحاولون أن يفهموا منها ما سبب الصراخ، وصيفة قالت في صوت متسائل وقد شعرت بانقباض في قلبها:
_هو زهران بيه تعب زيادة هناك ولا اي؟
نظرت ميرال لها في حدة ثم قالت:
_انت كمان زيهم اوعي تقولي بابا مات٠
ومع نهاية كلمات ميرال ارتفع صراخ ولطهم وصيفة و زينات في الفيلا بل إن صوت الصراخ وصل إلى الأماكن المجاورة ومع كل هذا الصراخ والعويل شعرت
ميرال بالأرض تدور في حدة أسفل منها وشاهدت دوائر سوداء أمام عينيها
خيل لها انها تستمع إلى صوت والدها يهتف لها في شفقة وحزن:
_ميرال
رفعت يدها إلى أعلى تتحسس إتجاه الصوت تحاول أن تعثر على ج_سده في غرفتها
ولكنها يدها كانت تغوص في الهواء مما دفعها أن تصرخ في صوت عالي:
_بابا
ثم سقطت مغشياً عليها بين المرأتين في الغرفة