رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

وضعت وصيفه ميرال في الفراش، في حين ذهبت زينات واحضرت كوب من الليمون، قامت على دفعه في فم ميرال وهي لا تعي ما يدور حولها، هتفت وصيفة في حدة:

_بتعملي اي يا مجنونة؟  انت هتموت مننا

زينات قالت في حدة:

_لو مشربتش اي حاجة دلوقت بعد ساعتين  هتخلص، لسه اليوم طويل وكله نحر وندب 

نظرت وصيفة إلى جسد ميرال الذي يرتعش وقالت:

_يا كبدي مش مستحملة صدمة فراقه٠ 

نظرت لها زينات في توبيخ وقالت:

_همي معاي تغير لها هدومها٠ 

وصيفة نظرت لها في تحذير وقالت:

_بقولك اي فوقيها الأول

زينات نظرت لها في غيظ:

_يعني عجبك منظر الليمون اللي اندلق على رقبتها وهدومها، اسمعي هاتي طقم اسود من دولابها بس و ملكيش دعوة انت

وصيفة فعلت ما آمرتها به زينات وشاهدت زينات وهي تخلع ملابس ميرال وتضع الملابس السوداء البديلة فوقها وقالت في لهجة تحمل صيغة الأمر:

_هاتي بطانية يا لا حطيها فوقها جسمها بينتفض وهي مش حاسة٠

وصيفة وهي تشعر بالخوف من تحمل المسئولية:

_بقولك اي لازم نكلم حد يقف معانا هنا، لازم دكتور٠

نهرتها زينات :

_دكتور علشان اي؟ اسمعي بس  هاتي ازازة الريحة اللي هناك وأنا هفوقها ٠

وصيفة وهي تمصمص شفتيها:

_يا كبدي يا بنتي صغيرة ولسه راجعة لابوها من سفرها ابوها فارق الدنيا كانت متعلقه بيه اوي بعد ما امها راحت٠

زينات وهي ترش ازازة البرفان على وجه ميرال:

_سنة الحياة كلنا مفارقين٠ 

وصيفة في شفقة وهي تشاهد وجه ميرال الذي بدأ ينتبه للتو بعد البرفان:

_ايوا بس الست ميرال هانم شكلها مش حمالة اسيه، بنت عز و متعودة على السهل والفرح ، و الحزن عايز الشداد٠ 

زينات في لهجة ساخرة:

_سهل وفرح اي يا مجنونة انت؟ انت مش شايفها فاتحة محل دهب ومشغله ورشة ابوها دي ولا اجدعها صايغ هنا، بيتهيالك  يا مغفلة 

وبعدين الحزن دا وفراق ابوها هما اللي هيخلوها أشد وأشد واخواتها كماني، أياك ناسية هما مين؟ 

نظرت زينات إلى وجه ميرال ثم قالت في لهجة توبيخ:

_بطلي كلام بقا هي قربت تفوق، بلاش تسمع كلامنا اول ما تفوق

_

بعد قليل كانت ميرال قد فاقت بصعوبة أشارت لهم في بطء:

_الساعة كام دلوقت؟ 

وصيفة قالت في صوت مرتفع وسريع جداً:

_الساعة  تمانية يا هانم 

همست ميرال:

_جلال جه ولا لسه؟ جلال جاب بابا؟ 

ثم انفجرت في البكاء مما دفع المرأتين أن يجلسن إلى جوارها ويحاولون مواساتها:

_يا ست هانم البركة في اخواتك الرجالة، اللي خلف مماتش، عز البنت ابوها واخوها، جلال بيه و جاسر بيه حتة من زهران بيه سايبهم ليكي 

حراس عليك٠ 

ميرال لم تكن تستمع إلى كلمات الخدامتين كانت تبكي والدها:

_بابا بابا٠ 

 أزاحت ميرال البطاطين من  أعلى ج_سدها قالت وصيفة وهي تنظر لها في شفقة:

_على فين يا هانم؟ 

نظرت لها ميرال في وهن وضعف شديد وهي تشعر بعدم قدرتها على الوقوف فقالت في صوت حاسم رغم الضعف التي يتخلل كيانها كله:

_وديني اوضة بابا هاستنى هناك لحد ما جلال يجيبه هنا 

وضعت وصيفة الراديو إلى جوار راس ميرال، أشعلت محطة القرآن الكريم، ظلت تردد آياات وسور قصيرة من القران الكريم على رأس الفتاة، إلى أن غفت في غرفة والدها ودموعها  على وجهها، نهضت من مكانها ونظرت من النافذة كانت سيارة جاسر تقتحم الفيلا في سرعة غريبة،  بعد أن فتح الغفير له البوابة

و اطاراتها تحدث زوبعة من التراب في المكان، 

نظر جاسر  إلى زينات ثم إلى وصيفه التي تقف في اعلى السلالم الطابق العلوي:

_انتم مين؟ بتعملوا اي هنا؟ دخلتم ازاي؟

هتفت زينات وهي تقترب منه في سرعة وجرأة أيضاً:

_انا زينات بخدم الست ميرال ودي اختي وصيفة احنا استلمنا خدمة الفيلا من امبارح وزهران بيه اللي أمر  بكدا علشان ست ميرال متبقاش لوحدها هنا البركة فيك يا جاسر بيه ٠ 

أشار جاسر لهم في إشارة فهم وتابع:

_طيب خلاص عرفت، المضيفة نضفت ولا لسه؟ 

وصيفة وهي تهبط السلالم:

_العمر الطويل ليك يا بيه حالاً انضفها يا بيه٠ 

نظر جاسر إلى كل منهم لحظة يفكر فيها ثم قال: 

_انتم هتعرفوا  توجوبوا من الهوانم  اللي هتيجي هنا ولا لأ ؟ 

زينات في لهجة استنكار:

_احنا نسد على بلد كاملة يا بيه، بس انت اؤمر وشوف هنعمل اي؟ هنشرفك٠

استطرد جاسر وهو ينظر في إتجاه المطبخ:

_ عايز الفناجين بتاعت القهوة المستوردة بس هي اللي تطلع والصواني المرايا بس والميه تكون بتلمع جوا الكريستال فاهمين؟ اللي هيجي هنا مش ستات عادية دول ناس من الناس العالية اوي البن اللي هنا كافي ولا اجيب تاني٠ 

نظرت زينات له في ثقة وقالت:

_عشرة كيلو بن  هنا يا بيه٠ 

جاسر أعقب في سرعة:

_ المقرئين هيجوا من مصر بكرة، عايز وجبات كتيرة علشان في رجال اعمال هيجوا هنا بكرة وجبات تكفي ستات ورجالة أنا هكلف ال طباخ بده بس انتم 

عليكم تباشروا الستات في تقديم الاكل والقهوة 

والرجالة أنا هسيب مساعد طباخ شيك كدا يشوف الوضع دا٠ 

سادت لحظة سكوت في المكان قبل أن تقول وصيفة:

_لا مؤاخذة يا بيه لو تسمح لي بالكلام٠ 

نظر لها جاسر في ضجر وكاد أن ينهرها بكلمة على ما تريد فاسلوب الكلام يوحي أن هناك أمر آخر تريد أن اقترحه الخادمة، ولقد فهمت وصيفة الأمر فتابعت في سرعة قبل أن يتحدث جاسر:

_الست هانم فوق تعبانة في اوضة زهران بيه الله  يرحمه، لازم حكيم يشوفها علشان تصلب طولها وستات الأكابر بتوع مصر بيعزوها، لازم حكيم يشوفها٠ 

جاسر نقل بصره بين كل من زينات و وصيفة ثم وضع يده في جيبه وأخرج رزمة من الأوراق المالية وقال وهو ينظر إلى زينات: 

_عايز احسن طباخ في البلد الصبح بدري هنا  الوجبة يبقي فيها اربع أصناف لحم كفته رقاق بشاميل، خدي اديله المبلغ دا وخليه يشوف عايز اي تاني ولو يجي دلوقت هنا يكون احسن٠ 

هزت زينات رأسها علامة الموافقة في حين قال جاسر وهو ينظر إلى وصيفة في نوع من أنواع العقاب تابع في لهجة آمرة:

_ عايز المضيفة تبرق من النضافة وريحتها توصل لكل حتة هنا  يا لا٠ 

اتجهت وصيفة إلى المضيفة في حين اتجه جاسر إلى أعلى حيث ترقد شقيقته، فتح الباب نصفه فقط  ألقي نظرة عليها ثم وقف بضع دقائق قبل أن يقرر أن يدخل إلى الغرفة يلمس جبهتها الساخنة  ويشاهد الدموع فوق وجهها ويلمس نفضات جسدها 

على الفراش أخذ رفير وشهيق حاد  ثم أخرج هاتفه وضغط على رقم الطبيب 

نادر أحد أصدقاءه المقربين القاهريين  الذي يؤدي عمله في المستشفى  في الصعيد  وقال في عجالة:

_ دكتور نادر، انا هنا في الفيلا  في الصعيد عايزك ضروري يا نادر، ميرال تعبانة وسخنه اوي وبتتنفض، حاول تجيب معاك كذا صنف علاج علشان ينزلوا الحرارة  ويا ريت لو مهديء يكون احسن

يتبع