رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 12 - 2 - الأحد 24/3/2024
رواية رومانسية جديدة حرب نواعم
(قواعد عشق النساء)
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
حرب نواعم (قواعد عشق النساء)
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثاني عشر
2
تم النشر الأحد
24/3/2024
وضعت وصيفة طبق الشوربة الساخن أمام ميرال ثم قالت:
_تعرفي اي الحاجة اللي هتريحك يا ست هانم؟
لم تجب ميرال ولم ترفع بصرها إلى وصيفة في حين أكملت المرأة في ثقة:
_انك تشوفي سي زهران تاني، ايوا تشوفيه تاني ٠
رفعت ميرال بصرها إلى وصيفة التي أعقبت:
_تشوفيه في الحلم ويطمنك بنفسه و تكلميه، الاحلام دي رسايل من ربنا لينا، بس جفنك هيهدى ازاي وينعس؟ وهو مليان دموع وبطنك خاليه، اشربي بس شوية الشوربة السخنة دي وأنت عينيك تروح في النوم، وساعتها ابقي قولي وصيفة قالت، ولما يجي الصبح هتحكي لي ع الحلم ونفسك تهدى وترتاح٠
ترددت ميرال لحظة ولكن وصيفة وضعت أمامها طبق الشوربة وقالت:
_دا مش اكل يا ست البنات، دا شوية مرقة سخنه، مافيهاش حاجة تهدى الأعصاب شوية٠
استجابت ميرال إلى كلمات وصيفة وان لم تستطع أن تكمل طبق الحساء ولكنها اكتفت بأربع ملاعق فقط، ثم أسندت رأسها على الوسادة واغمضت عيناها ونامت من شدة الألم والحزن، أما وصيفة فلقد أغلقت زر النور وهي تتنهد سراً وتحدث ذاتها
شفقة على الفتاة المسكينة، في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم التالي كانت وصيفة وزينات يقفون في غرفة ميرال التي كانت لا تزال في الفراش، زينات اقتربت منها وقالت:
_احنا قلقنا عليك لما طولت في النوم كدا، قلنا نطل عليك، معلش يعني لو دخلنا كدا من غير اذن٠
نظرت ميرال ل زينات ثم قالت:
_انا فاهمة كويس اوي انتم فكرتم في أي, خفتم أكون اتخلصت من حياتي مش كدا؟
نظرت كل من و وصيفة وزينات إلى بعضهم البعض في حين أعقبت وصيفة:
_بعد الشر عليك يا هانم٠
ميرال نظرت إلى نافذة الغرفة وتابعت:
_فكرت اعمل كدا، بس خوفي من ربنا منعني، أنا صاحية من بدري بس شايفة أن مافيش داعي أن أنزل أو أتحرك من مكاني٠
وصيفة نظرت في توتر إلى ميرال وقالت:
_البهوات تحت في الجنينه٠
ميرال في دهشة:
_جلال و جاسر لسه هنا!!
زينات وهي تنظر إلى وصيفة في عتاب:
_وبعدين وياك بقا ٠
نظرت ميرال في إتجاه زينات وقالت:
_عايزة شاي بنعناع، عايزة ريحة النعناع توصل لي قبل ما تدخلي الاوضة٠
أسرعت زينات إلى الخارج وهي تقول:
_من عنيا٠
ميرال نظرت إلى وصيفة لحظات ثم قالت:
_انا حسيت أنه شفته حقيقي ولمسته ليا كانت بجد٠
وصيفة في لهجة ثقة:
_زهران بيه مش كدا؟
هزت ميرال رأسها علامة الموافقة وتابعت:
_ايوا كأنه حقيقي كان لسه معايا هو بنفسه بنظراته ليا بضحكته وكلامه وصوته، هو كان
كنا ماشين أنا وهو في ارض كبيرة ارض مشفتهاش قبل كدا، فيها ناس كتير معرفهموش، بس كانوا بعيد عننا، أنا وهو بس كنا في ركن لوحدنا ركن منور٠
وصيفة في لهجة لهفة وشوق:
_ جالك كلامي، قولي لي كل حاجة بالتفصيل
ميرال وهي تنظر إلى وصيفة:
_ كان واحشني اوي ولما شفته مبطلتش عياط، هو حط ايده على كتفي وقال لي كفاية حزن كفاية, عياطك دا تعبني اوي، وقال لي كمان أنه عارف اني هكمل صح و هاعرف اتصرف في كل حاجة٠
وصيفة قالت في لهفة:
_وبعدين؟
ميرال نظرت إلى صورة والدها في حزن وقالت:
_قال لي اخد بالي من نفسي، وقال لي منساش دروسه ليا٠
وصيفة ربتت على يدها وقالت:
_بلاش دموعك عليه يا ست هانم بتعذبه و تعذبي نفسك كمان٠
نظرت ميرال لها لحظة ثم قالت:
_مش قادرة ابطل حزن ومش عارفة هقدر اعيش ازاي وهو مش معايا ٠
تنهدت وصيفة وتابعت:
_ما هو قالك في الحلم أهو أنه عارف انك قوية وبنت رجاله وهتعرفي تعافري في الدنيا و تغلبيها كمان، بس اللي موصيك بيه اعمليه٠
دخلت زينات في تلك اللحظة تحمل صينية بها بعض البسكويت مع الشاي، مما دفع وصيفة أن تصمت في حين قالت زينات:
_مينفعش الشاي على معدة فاضية يا ست البنات ولو بسكوتة واحدة صغيرة بس٠
وصيفة قالت في لهجة تأييد:
_وبلاش الرقدة في السرير يا ست هانم، لو تتمشي شوية في الجنينه يكون احسن٠
زينات قالت وهي تضع الصينية إلى جوارها:
_سي جاسر سأل عليك وقال لي ابلغك تنزلي تقعدي معاهم تحت٠
لم تجب ميرال فقط اكتفت بشرب الشاي مع قطعتين بسكويت وحين حملت زينات الصينية واستعدت للخروج أشارت لهم ميرال في لهجة صارمة:
_تقعدوا في المطبخ ومش عايزة حركة كتير في البيت، هابقي اجهز لكم الاوضة اللي في الجنينه علشان تباتوا هنا في الفيلا الأيام الجاية٠
اعترضت زينات في لطف:
_مش هينفع أبات هنا المسامحة منك يا هانم بس أنا ليا ولاد شباب محتاجين اجهز ليهم اكل وشرب لما يعودوا من شغلهم٠
نظرت ميرال إلى وصيفة وقالت:
_وانت يا وصيفة؟
وصيفة قالت في لهجة أسف:
_نفس الموال يا ست هانم٠
أشارت ميرال لهم بيدها:
_خلاص عادي مافيش مشاكل كفاية عليكم ساعات النهار هنا، أنا هنزل تحت علشان لو في ناس تانية جت علشان العزا٠
وقفت ميرال أمام جاسر وجلال وقالت:
_خير يا جاسر كنت عايز اي؟ وطلبت مني انزل لك مخصوص٠
جلال أشار لها من أجل أن تجلس إلى جوارهم:
_كنا عايزن ندردش معاك قبل ما نمشي٠
لم تجب ميرال في حين تابع جاسر:
_احنا هنمشي بليل بعد ما المحامي مكي يجي٠
تمتمت ميرال في صوت منخفض:
_محامي؟
تبادل جاسر وجلال نظرة عميقة فلقد تيقن كل منهم أن ميرال لا تعلم ما يخفيه مكي عنهم وسوف يتضح اليوم مساء، لهذا قال جاسر في لهجة تحمل بعض التساؤلات:
_بيقول أنه هيسلمنا اوراق تخص بابا، معندكيش فكرة اوراق اي؟
هزت ميرال رأسها علامة النفي وقالت:
_لا٠
جاسر قال في لهجة تحذير وهو يحاول معرفة إذا كانت أمور خفيه عنه:
_اصل المحامي دا كلامه كدا مش مريح حد فينا، حاسين كدا أنه مش تمام، ما احنا أهو عارفين كل حاجة عن ابونا، حاجة اي دي بقا اللي خافيه عنا؟ الواحد حاسس أنه ملعوب منه علشان ياخد فلوس والسلام، أو هيظهر لينا ورق ملهوش لزمه و يخبي لينا ورق مهم٠
التقط جلال خطة جاسر في سرعة وأكمل في سرد الحبكة قائلاً:
_تعرفي أن أبوك كمان لي في آخر أيامه مكنش مرتاح مع الراجل دا، كان ديما يقولي مبقتش أثق فيه، ولولا المرض اللي جاله في آخر أيامه هو اللي عطله أنه يشوف محامي تاني، الله يرحمك يا بويا٠
ميرال نظرت إلى بعض زهور في الحديقة جفت وذبلت، وكأنها تشاركها الحزن على الأب، جذبها من شرودها كلمات جاسر الذي قال في لهجة ثقة:
_مافيش قدامنا غير أن احنا نستنى لليل نسمع منه كلامه ونشوف عايز اي؟ وبعد كدا هنسافر أنا وجلال مصالحنا متعطلة ومصروفك هيوصل لك كل أول شهر٠
نظرت ميرال إلى شقيقها في حسرة وتابعت:
_مش عايزة مصروف، أنا الدخل اللي بيجيلي من المحل بتاعي هيكفيني٠
جلال قال في لهجة اعتراض:
_ازاي يعني؟ لازم تعيشي زي ما كان ابوكي عايش، عايزة الناس تقول علينا اي؟ بعد ما ابوهم مات اختهم انحوجت؟ ومرتبات الخدم احنا اللي هندفعها، احنا هنبقى نيجي كل شهر مرة هنا
وهنباشر كل حاجة هنا واحنا هناك بردوا٠
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية حرب نواعم لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية