-->

رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 13 - 1 - الأربعاء 27/3/2024

  

رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي





رواية جديدة 

حرب نواعم (قواعد عشق النساء)


تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الثالث عشر

1

تم النشر الأربعاء

27/3/2024



تأفف جاسر حين دقت الساعة العاشرة ولم يصل المحامي مكي، نهض من مكانه وقال وهو ينظر إلى جلال:

_يا لا بينا  علشان نلحق نوصل مصر قبل نص الليل، الظاهر كدا أن الباشا الافوكاتو هيجي على الفجر٠ 

جلال نظر له ثم فكر قليل وقال:

_اصبر شوية٠ 

ميرال نظرت لكل منهم في حسرة، ولم تجرؤ على الكلام، كل من الشقيقين لا يهتمون لها، لا يهتمون بها، لا يعرفون أو يشعرون بما تمر به من ألم نفسي بعد فقد والدها، كل ما يهم الشابين هو تجارتهم فقط ، نزعها من أفكارها صوت  جاسر وهو يهتف:

_لا كدا كتير، اتصل عليه وقول له يبقى يجي لنا مصر وأنا هديلة أجرة مواصلاته  و بنزين عربيته٠ 

نظر له جلال في نظرة تأنيب ثم تابع:

_اي المشكلة يعني لو صبرنا ساعة أو اتنين؟ كدا كدا هنسافر في الليل خلاص ومش فارق، ولو سافرنا في أول النهار بعد الفجر مش اشكال، أنا بس مش  عايز اسافر وامشي وموضوع مكي دا في دماغي، الراجل قال عايزنا وجاي من اسكندرية علينا في الصعيد، يبقى حاجة مهمة٠ 

اعترض جاسر في حنق:

_و لو مش حاجة مهمة؟ اي العمل وقتها؟ ضيع وقتنا على الفاضي وخلاص٠ 

جلال شرد قليل ثم تابع:

_مش بيتهيألي  أنها حاجة عادية، حتى لو حاجة مش مهمة، اكيد حاجة لازم نعرفها  قصدي معرفتها من باب العلم بالشيء حاجة هتفيد مش هتضر، اسمع يا جاسر لو عايز تسافر انت سافر وأنا هستنى مكي هنا

رمق جاسر جلال شقيقه نظرة تأنيب لما تحمله الصيغة من لهجة بها عدم الاكتراث له، ثم نظر إلى ميرال وقال: 

_هاقعد نص ساعة بس ولو مجاش هامشي٠

نهضت ميرال من مكانها تحركت نحو النافذة، شاهدت الغفير يفتح باب الفيلا، شاهدت سيارة المحامي وهي تعبر الحديقة، لم تهتم أن تخبر كل  من جلال أو جاسر  عن حضوره،  هتف جلال وهو يسمع صوت إطارات السيارة في الحديقة:

_اكيد هو دا ٠ 


ثم نظر إلى جاسر وقال:

_دقايق بس وهنفهم كل حاجة ونسافر سوا ٠ 


دخل مكي في هدوء وحزن شديد ، ثم نظر في أركان الفيلا وقال:

_الله يرحمك يا زهران يا اعز عميل عندي، الله يرحمك٠

ثم نظر إلى جلال وجاسر :

_البقية في حياتكم يا شباب البركة فيكم٠

ثم نظر إلى  ميرال وقال:

_شدي حيلك يا بنتي، البركة في اخواتك٠ 

جاسر قال في لهجة تحمل نفاذ صبر:

_خير يا استاذ مكي٠

جلال قال في سرعة:

_حياتك البقية يا استاذ مكي، ثواني اطلب من الخدم يجهزوا ليك عشا٠

هز مكي رأسه علامة النفي وقال:

_لا والله ما تيجي ابداً، أول دخلة ليا هنا بعد ما مات الراجل الطيب اقعد واكل واشرب ليه يعني؟ معنديش دم عاد! 

جلال ربت على كتفه وقال:

_خلاص تشرب قهوة؟ ولا عصير ولا مزاجك اي؟ 

مكي قال في لهجة استسلام:

_خلاص قهوة سادة٠ 

نظر مكي إلى ميرال وقال:

_اي حاجة تحتاجينها بعد كدا أنا موجود يا بنتي، اي حاجة تقف قدامك او  معضلة رقبتي ليك ٠ 

أحضرت وصيفة فنجان القهوة ثم قالت:

_هتعوزوا حاجة تانية يا بهوات؟ 

جاسر  قال في لهجة حاسمة:

_لما ننده عليك ابقي تعالي٠ 

 أنهى مكي قهوته ثم أخرج مكي من حقيبته الجلدية السوداء بعض الأوراق وقال:

_طيب دي عقود ملكية للست ميرال٠

جلال نظر إلى جاسر وقال:

_ملكية!؟ 

جاسر أقترب من مكي ثم نظر إلى الأوراق وقال:

_يعني اي؟ 

مكي رفع بصره إلى جاسر وقال:

_زهران بيه الله يرحمه كتب باسم الست ميرال 

الفيلا والأرض اللي وراها كلها والمصنع بتاع السكر اللي هنا وكمان ورشة الدهب والمحل اللي في المول باسمها بعقود ملكية ومسجلة في الشهر العقاري٠ 

جاسر أمسك الورق في عصبية شديدة وقال في صراخ:

_انت بتخرف بتقول اي؟ 

مكي نظر له في غضب وقال:

_اسمع يا جاسر لولا ابوك ومكانته عندي كان ليا تصرف تاني معاك، احفظ ادبك أنا محامي واي كلمة تقولها تتجاوز فيها حدود الأدب هاخد حقي منك بالقانون٠ 

جلال أمسك ذراع جاسر ثم قال:

_اهدى شوية وبلاش انفعال على الضيف اللي في بيتنا٠

ثم قال في لهجة آمرة:

 _وريني الورق٠ 

ميرال نظرت إلى اشقائها في حزن وتذكرت والدها

لقد كان يفكر في مصيرها بعد رحيله أيضاً، بل لقد خطط لها كيف سوف تواجهه الحياة؟ ولكن هناك عقبات اكبر من هذا، الأشقاء كيف سوف يكون المصير معهم؟ كيف سوف تمر الحياة بينها وبين جلال وجاسر؟ كيف؟ 


  قال جلال وهو يتصفح الورق:

 

_العقودات دي مكتوبة وابويا تعبان؟ 

قال مكي وهو يرفع رأسه في أسلوب ثقة:

_لا، زهران بيه كاتب العقودات  دي ومسجلها وهو في كامل وعيه، وعلى فكرة العقود دي مش النسخ الوحيدة، الله يرحمه وصاني احتفظ بنسختين كمان٠ 


نظر جاسر إلى ميرال في غضب وقال:

_انت اللي عملتي كدا، أنا عارف دماغك فيها اي٠ 


ميرال لم تجب، فقط اكتفت بنظرة حزن وحسرة في حين قال مكي وهو يشعر بالشفقة تجاه ميرال:

_زهران بيه عرفني كمان أنه كتب ليكم الشركات اللي في مصر واللي في اسكندرية بيع وشرا، يعني زي ما عمل معاكم وضمن لكم حقكم عقودات، عمل للست الصغيرة كمان٠ 

ثم نظر إلى جلال وقال:

_انت عارف وفاهم طريقة ابوك الله يرحمه، عقودات الملكية والاثبات

٠

هز جلال رأسه علامة الموافقة ثم نظر إلى جاسر وقال:

_دي أمضة ابوك وهو اختار يكتب ل ميرال كدا خلاص خلصنا ومافيش داعي للدوشة دي، واجب تشكر الراجل على مجيته ل حد هنا٠

ثم نظر إلى مكي وقال:

_حقك عليا أنا وانا بالنيابة عن اخوي الصغير باعتذر لك وابوس على راسك جاسر بس مش عارف بيعمل اي علشان صدمة موت أبوه٠ 

هز مكي رأسه علامة الموافقة وقال:

_وانا علشان خاطر عشرتي مع ابوك أعدي ل جاسر الصغير غلطه٠

كاد جاسر أن يرد ولكن جلال وقف بينه وبين مكي وتابع:

_وميرال أختي الصغيرة واي حاجة تحتاجها هتطلبها مني انا٠ 

ثم نظر إلى ميرال التي أشاحت بوجهها بعيد

وهي تشعر بحاجتها إلى البكاء والصراخ وأن تقوم بالنداء على والدها وتشكو له من كل ما تتعرض له من جاسر وجلال، لم يمض على رحيلة سوى يومين وشاهدت كمية كراهية وعداء لا يتصورها عقلها،فكيف سوف تمر باقي الايام؟ وهل سوف تصبر على تلك الامور؟ 


مكي اغلق حقيبته ووضع داخلها الأوراق وقال وهو ينظر إلى ميرال:

_عايزك دقيقة برا يا بنتي٠ 

اطاعت ميرال طلبه في حين وقف جاسر وجلال يتشاورن في ما بينهم في غل وحقد شديد،

مكي قال في صوت منخفض:

_متخافيش عل عقودات الملكية بتاعتك زي ما قلت لك معايا نسخ تانية،ودا بردوا لما اخوانك يسافروا هاجي الفيلا اسلمهم ليك٠ 


نظر مكي الى جلال وجاسر عن بعد وقال:

_في وديعة مكتوبة باسمك بمبلغ  مليون جنيه تعرفي كدا ولا لا؟ 

هزت ميرال رأسها علامة الموافقة وقالت:

_ايوا اعرف٠ 

مكي قال في لهجة تحذير:

_زهران بيه الله يرحمه عمل كدا علشان مش يحصل مشاكل بعد الوفاة على الورث، الله يرحمه كان عنده بعد نظر٠