رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

الفصل الخامس

(بتحبها يا ولد ابوي) 

نطقت داليا بالعبارة إلى منذر الذي يعطيها ظهره بعد أن وقفت خلفه تماماً 

نظر منذر لها في هدوء ثم قال:

_بعشقها عشق يا بنت أبوي بحبها بجنون،  

تنهدت داليا ثم ابتسمت:

_هنيالها  بنت رجوات منذر ابن الجارحي عشقها عشق،  عقله اتجن عليها خلاص  ما تقولي يا منذر اللي يخليك ترجع لعقلك ولا ايه اللي يخلي حبها يقل في قلبك؟ 

أقترب منذر من داليا وضع يده على كتفها:

_ما في شي في الدنيا يخليها تطلع من قلبي ولا عقلي, خلاص يا خيتي 

هي اللي داق القلب حلاوة الحب وياها 

ازاي ينساها دي هي اللي عششت جوا النافوح

سارت داليا خطوتين ويد منذر تحيط بها ثم توقفت وهي

 تقول :

_يعني لو اتجوزتها وحسيت أن سعادتك لستاها ناقصة ممكن تسببها

توقف منذر ثم أدار جسد داليا في مواجهته رفع ذقنها حتى تنظر له مباشرة:

_لا يا بنت ابوي عمرها ما اسيبها زي ما قاسم عمره ما يسيبك أبداً

نظرت داليا في عين شقيقها مباشرة ثم قالت:

_يعني انت لو كنت مكان قاسم، مش هتخاف من بكرة 

منذر بدون تفكير:

_بكرة دا بتاع ربنا وربنا اللي ممشي الكون طول ما قاسم بيحبك عمره ما يتخلى عنك أبداً بلاش الوساوس اللي تفسد فرحتك 

تنهدت داليا نظرت إلى أعلى ثم قالت:

_عارف يا خوي كلام الدكاترة نفسه هو اللي جنني يمكن لو قالوا لي فيك علة كنت ارتحت ليها علاج لكن لا في علة ولا في دوا امشي وراه 

منذر وهو. ينظر لها في شفقة:

'ربك لما يريد في حاجات ربك مأجلها علشان حكمته وكلام الدكاترة خير وفيه امل  

داليا نظرت في حزن إلى منذر ثم قالت: 

_ ساعات بيرجف قلبي من اللي فيه ،  

حديت قلبي ليه في السر   أن سعادتي مش هتكمل  أن في شوك كتير في السنين اللي جاية والله رجفته و حديته  دي يا منذر بتشيب شعر راسي شيب 

منذر نظر لها في استنكار ثم تابع:

_بلاش الكلام دا دا ضعف ايمان يا  بنت ابوي دا شي من تمكين الشيطان لللبني ءادم انت مش صغيرة على الحكي دا ولا جاهلة علشان افهمك الصح اي والغلط فين 

دا انت مدرسة وعلمتي يا ما تلامذة اي قولك 

نظرت داليا إلى شقيقها في حزن:

_أنا ست وخايفة على بيتي ورجلي قاسم دا دنيتي كلها 

منذر :

_ربنا بكرة يفرحك وتقولي منذر قال, بعد الصبر فرج وفرج ربك عطاياه 

نظرت داليا إلى السماء وخفق قلبها في شدة ثم قالت:

_يا رب

أمسك منذر يد داليا  حتى يسيروا إلى داخل الثريا:

_من صغرك يا خيتي وأنت عندك عناد وشدية زي الجبال صبرها  في جوفها شديد  واللي چواك صعب حد يعرفه 

والاصعب منه انك تتكلمي عنه, فاكرة يوم ما يدك انفتحت وأنت بتقطعي اللحم مع ابوي

اليوم دا عمري ما أنساه 

أنا اللي خدت بالي وشيلتك و جريت بيك على المستشفى وانت تقولي لي أمانة ما تقول لأمك أن جرحي صعيب 

يدك اتخيطت قدامي يا بنت ابوي وأنا ابكي عنك 

وأنت خايفة تكشفي المك 

لحد, من يومها وانا حاطك في دماغي وفي عيني صورة الجبل 

ولما عدنا لأمك وأبوك 

قلتلتهم انك بخير ودخلت اوضتك وأنا كنت خافي عنهم علاجك خدت علاجك ونمتي في حضني وأنا فضلت صاحي خايف عليك من اي شي تاني  ولما الفجر أدن قومتي صليتي وقلت لي قووم يا منذر 

أنا بخير ولا فكرتني خرعة و هزيلة وعود طري هارقد سنة كنت بتشتغلي شغل البيت بايد واحدة  

ابتسمت داليا واعقبت:

_انت لسه فاكر يا خوي؟

منذر وهو يضمها في حضنه:

_أحلي أيام يا بنت ابوي

ثم نظر إلى بوابة الثرايا واستكمل 

أنا محتاج اشرب طن قهوة علشان المعركة اللي هتكون في المضيفة بليل واد السولمة صعبين في كل شي كلامهم تفكيرهم 

دماغهم صخر ما يقتنعو بسهولة ولا يرضوا غير بالحكم الصعب وجايين الليلة دماغ اخوك في خطر 

داليا وهي تضحك:

_ولا يهمك قاسم هيقنعهم متخافش 

منذر وهو يهز رأسه في ثبات:

_واعي أنه هيحل المشكلة بس بعد اي 

ممكن نقعد طول الليل يتكلم وياهم وأنت 

خابرة  دماغتهم  اي 

كل واحد فيهم بيمشي عكس التاني مخالف يعني مخالف ما في حد في عيلتهم متفق مع اخوه ولا متفق مع واد عمه يا بوي عليهم 

كل واحد فيهم حالف ليكون كبير نفسه ورأيه 

من دماغه ولازم يتنفذ لازم انا شايل هم قاسم 

في المغاغة اللي هتدور 

طول الليل واللي بتعجب منه أنا كييف دماغهم مش بتوجعهم من العناد كييف؟ دماغ دي ولا حديد مصفح دي!؟ وكل ما عنادهم يتوحش 

صحتهم تفور وتبقي أحسن  

دول  المفروض  قوانين مخصوصة ليهم علشان يمشوا عليها وربعة حلوة كدة يعيشوا فيها مع نفسهم مش حد علشان صحة الناس اللي حواليهم 

وضعت داليا يد على فمها استحياء:

_عيب يا منذر الحديت  أكدا مهما كان اهلنا وناسنا

منذر وهو يهز كتفه:

_ما هو عشان اهلنا وناسنا مش عجبني طريقة تحكمهم في خلافاتهم المفروض يسمعوا الصح وينفذوه 

بلاش عناد وشجار 

هي يعني قطيعة الاهل اي غير حزن وبلا وعار كمان؟ انا اكتر واحد نفسي يتصلح حالهم ويتبدل ويكونوا متفاهمين وي بعض 

ويدهم واحدة حزمة واحدة مش متفككة أكدا

داليا وهي تدخل الى باب الثرايا بعد أن أفسح لها منذر المجال:

_ الطبع غلاب يا واد ابوي  بس هما دام چم هنا معناها هيرضوا بحكم قاسم متخافش 

منذر في لهجة شفقة:

_لا أنا خايف على دماغي من الصداع بس 

داليا في لهجة اعتراض:

_أنشف يا واد أبوي ليقولوا خرع بقا شوية 

زعيق يخلوا دماغك تصدع دا عيبه في وشك لما تقول دماغي صدعت من الكلام 

تنهد منذر في استسلام:

_وعيقولوا اي كماني؟ 

ابتسمت داليا وهي تسمع كلمات شقيقها الذي يثبت 

فيها لهجته التي لم ينساها رغم وجوده في القاهرة:

_و عيقولوا مصر بدلته غيرته عاد دماغه كيه البطاطا 

أمسك منذر يدها في مرح وهزها في رفق شديد:

_اي وحيات الصعيد كله لاقعد ليهم أنا واصدع نافوخهم نفر نفر 

ظهرت نبوية في تلك اللحظة في الصالة وهي تهتف في لهجة ظفر:

_منذر بيه يا منذر بيه كله جاهز يا بيه 

نظرت داليا إلى نبوية في حيرة في حين اقترب منذر من نبوية وهتف:

_كله كله؟ 

نبوية وهي تهز رأسها علامة الموافقة:

_الكنافة بالمانجه و القرع واللحمة المشوية با بيه والمكرونة البشاميل 

قال منذر في انبهار:

_طيب كويس اوي اوي 

نظر إلى داليا ثم نظر مرة ثانية إلى نبوية وقال:

_اعملو لي قراقيش وغريبة ورقاق شوفان وشوية سميط أخدهم وأنا رايح مصر وبالمرة اعملو لي فطير بالجبنه وبالمربي عايز الحلو لوحده والحادق لوحده 

يا لا يدوب تعملوه 

نظرت نبوية إلى منذر ثم تساءلت:

_دلوقتي يا بيه؟ 

هز منذر رأسه علامة الموافقة ثم قال:

_جهزوا نفسكم علشان تلحقوا تروحوا بليل في قعدة في المضيفة واحتمال تقعدوا ل نص الليل تخدموا 

نظرت نبوية إلى داليا التي أكدت كلمات شقيقها:

_جهزي عجين الفطير من دلوقت كل اللي عايزه منذر بيه يتعمل وبعدين عايزاكم تسلقوا خمس كيلو لحمة وتعملي ست صواني بطاطس في الفرن وعايزة رز يكفي خمستشر  راجل اهي جبت ليكم اخف عشا 

علشان تخلصوا طلبات سيدك منذر انت واللي وياكم 

انطلقت نبوية إلى المطبخ تحمل أوامر سيدتها داليا ومنذر

إلى دلال و سمحة 

في حين قال منذر:

_طبيخهم  عجبني اوي هواي أخدهم معايا مصر 

داليا نظرت عن بعد إلى المطبخ وقالت:

_ما يرضوا يروحوا أنا واعية ليهم عندهم خدمة الثرايا عزة وشرف ليهم وعندهم العمدة قاسم 

يعني الامان كله يخافوا يروحوا مصر يتوهوا فيها حتى لو شغل مصر اخف من هنا

الصفحة التالية