رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

مضيفة العمدة هي غرفة دائرية كبيرة  واسعة تسع خمسين مقعد فيها  ويوجد بين كل عشر مقعد منضدة كبيرة  تتدلي من أعلى الغرفة نجفة كبيرة خمسة ادوار كاملة   وعلى جدران المضيفة  توجد صورة والد قاسم وجده وصور اخرى لوالد قاسم وجده وهما في  مكة والمدينة المنورة، السجاجيد التي تكسى ارض المضيفة من الطراز الغالي الثمن والحديث الطراز 

منذر وقاسم كانوا قد جلسوا في المضيفة  التي يوجد  بابها  في الجهة الخلفية من المنزل يستقبلون عائلة السوالمة 

الذين حضروا واحد تلو الآخر يفصل عن حضور كل واحد فيهم دقيقة واحدة فقط قاسم  جاءت نبوية ودلال  أولاً للمشروبات مختلفة ومتنوعة وضعتها على المناضد  جلس قاسم على مقعد  في أول المضيفة أول المضيفة 

قام منذر بتقديم المشروبات إلى الرجال البعض شرب والآخر اعتذر في لباقة  عاد 

 منذر ثم جلس إلى جوار قاسم الذي صاح:

_اي يا ولاد عمي اسمع منكم اي المشكل؟ 

حاول عدد من الرجال التحدث في صوت واحد مما دفع قاسم أن يقول: _اكبركم  عمارة اسمع منه الاول

تحدث عمارة الذي كان يجلس في منتصف المقاعد:

_أحنا ورثنا كلنا من جدي الكبير لحد اليوم دي والساعة دي ما اتوزعش بينا علشان الكل اهني 

عايز الأرض والورث اراضي وبيوت ولما قلنا نبيع البيوت ةنشتري ارض ونرجع نقسم ولاد عمي هاجو علينا ازاي نبيع ملكنا دا عار في وشنا طيب نتراضى مافيش فايدة لحد ما تعبت يا واد عمي وقلت ما حد يحلها غير العمدة 

نظر قاسم إلى شخص آخر وقال:

_وانت يا بسيوني قولك اي؟ 

بسيوني وهو ينظر إلى عمارة اولا ثم إلى العمدة قاسم:

_عايز ارض أنا كمان عايز ازرع وىاقلع فيها معيزيش بيت أنا ما أنا قاعد في بيتي بس ارضي هتزيد لما اخد ورثي 

نظر قاسم إلى بسيوني وقال:

_بس انت مش فلاح يا بسيوني انت موظف وسايب ارضك ل فلاح

مأجره ليه غرضك تاخد الأرض ورثك وتاجرها هي كماني؟ 

بسيوني في لهجة ثقة:

_ايوا هعمل أكدا

العمدة وهو ينظر إلى الأشخاص الآخرين:

_عمارة وبسبوني كبار العيلة صح أكدا؟ 

تداخلت الأصوات مترابطة تهتف بكلمات تأييد 

_ايوا فعلاً هما كبار العيلة 

أشار قاسم إلى الآخرين وقال:

_وانتم الولد صح كدا؟ 

صاحت الكلمات من جديد:

_ايوا صح أكدا 

قاسم وهو ينظر إلى بسيوني وعماره:

_جيتم هنا  علشان حكمي أنا وانا راح احكم الأرض بالنص والبيوت كمان بالنص   عمارة هو الفلاح هو اللي يزرع أرضه وارض واد عمه وزي ما واد عمه بسيوني 

كان يعامل الغريب يعامل واد عمه واحسن شوية 

نظر بسيوني إلى قاسم واعترض في صوت منخفض:

_ايوا بس 

صاح العمدة في غضب:

_يا بسيوني ارض جدك من قبل ما تلمسها انت كان اللي زرعها جدك وعمارة جدك و مات ابوك وأبوه 

و فضلتم انتم

 الأرض عارفة اللي  بيزرعها و خضارها يزهز في ايده ويطرح وفرة 

ويزيد هو أولى من الغريب ولو الغريب خداها يا واد عمي 

ليقولوا الأرض بقت مركوبة واصحابها 

عايشين 

والبيوت يا واد عمي نصها ليك ونصها ليه 

البيوت اللي شافت سنين عمركم ضحكم  احزانكم 

افراحكم البيوت اللي لسه طوبها ماسك في مكانه ومتبت علشان 

عنده عشم أن الخلاف

دا يتحل 

البيوت اللي بناها جدودك

ما حد يسكنها غير ولدك 

والنسب بينك  وبين عمارة يشرفك و يشرفه ويصون ارضك وسيرتك

ساد الصمت في المضيفة لحظات قبل أن يقول قاسم:

_اي قولكم أن الخلاف دا مش راح ينتهي غير بنسبكم لبعض 

نظر بسيوني إلى عمارة في حين قال عمارة:

_يا حضرت العمدة أنا جيت هنا لاني حاسس أن الأجل قرب خلاص وعايز قبل ما أفوت الدنيا  

أنهى  تقاسيم الورث دي 

هب بسيوني من مكانه ثم اتجه إلى عمارة وقال:

_سلامتك يا واد عمي ايدي و كتفي أهو استند عليه ولا عمري  افارقك 

ولا اخالف كلمتك وشورتك  هي طريقي اللي همشي عليه 

هتف عمارة في صوت منخفض:

_عايزك بس تمشي في جنازتي انت و ولادك علشان الصعيد يشوف 

عيلة السوالمة كلها  ورايا 

ويقولوا عيلة السوالمة ودعوا عمارة وخدوا عزاه وواقفين على قبره كلهم 

مسبهوش  وحداني في خرجته عايز اللي ماشيين ورايا عايلتي

عايز اتونس بصيتهم 

في اخر مشية ليا في الدنيا 

هتف بسيوني في ذعر:

_ بعد الشر عنك يا واد عمي قوم با ولد منك ليه بوسوا راس ابوكم عمارة

قوموا ل كبيركم وكبير ابوكم ومن الساعة دي ما تفارقوه ليل نهار تحت ايده ورجله 

نهض الشباب يقبلون راس العم  عمارة ثم  صافح بعضهم بعض 

قال قاسم وهو ينظر إلى عمارة:

_لما جيت وقلت لي أنا عايزك حكم بينا كانت حاسس انك عايز عيلتك تكون وياك مش عايز تقسم الورث وبس 

أمسك بسيوني بيد عمارة وقال:

_وليه مش قلت ليا أنا يا واد عمي؟ كنت  اتنازلت

لك أنا ع كل شيء  ولا يهمك يا واد عمي دا انا ضهرك اللي تقدر  تتسند عليه 

عمارة وهو ينظر إلى بسيوني:

_انا بقالي سنين تعبان وبعافر في الدنيا واللي مضيقني اكتر فرقتنا 

كنت حاسس بكسرة نفس لما اشوف ولاد 

عم ماشين ويا بعض أو بيزرعوا سوا أو بيحصدوا مع بعض والفرح والنسب اللي فيه ولاد عم كان بيحسسني  بالفرق كتير 

قاسم وهو ينظر إلى الجميع:

_العيلة ضليلة العيلة هي العزوة والسند  كل واحد فيكم هنا من الساعة دي يستند على واد عمه يشوف مصالحه يقضيها 

يشوف أحواله ويهون عنه، انتم اللي فاضلين في الدنيا تشيلو اسم اهاليكم وتحفظوا  السيرة السيرة اطول من العمر وعيلة السوالمة رافعين راسهم بلمتهم  ولا اي يا شباب  الأيام الجاية لازم الكل يحكى عنكم زي ما حكوا سنين عن فرقتكم لازم يحكوا حكاوي ليها العجب في وقوفكم جمب بعض خليكم آية طوالي في كل شي ولا اي 

تعالت الأصوات في المضيفة:

_ايوا صوح

منذر وهو ينظر لهم في إبتسامة كبيرة:

_يااااه سنين عناد ولحظة بس تجمعكم، فعلا سنين الجفا قتالة و

ثواني الود ولادة خيرها ويعم بلد ومحافظة 

قاسم في هدوء:

_ربك و راد بيها يكون الصلح في بيت ولاد الجارحي واللي شاهد على الخير أنا وأنت  يا واد عمي 

صاح منذر وهو ينظر إلى الجميع:

_مبروك يا رجالة عليكم الصلح

ثم نظر إلى قاسم وقال:

_ربنا جعل القبول في حكمك علشان نيتك صافية وصالحة للاتنين

هز قاسم رأسه وتابع:

_نحمد الله يا واد عمي 

قاسم صاح في صوت مرتفع وهو ينظر في إتجاه المطبخ :

_العشا يا نبوية 

على الجانب الآخر في المطبخ استمعت نبوية إلى النداء نظرت إلى سمحة ودلال:

_غريبة دا عايز العشا

سمحة في حيرة:

_قصدك ان الجلسة كدا خلصت وتم الصلح 

دلال في ثقة:

_ايوا كدا الصلح تم والمشكل انحل ,   مش خابرة سيدك قاسم يا نبوية؟ سيدك قاسم  اسرع من المحاكم 

نبوية في سرعة وهي تخرج صواني البطاطس من الفرن:

_خابرة زين وعارفة المهم هما يتعشوا بدري ونوضب المطبخ ونروح 

حاجات سيدي منذر كمان خلصت

يتبع