-->

رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 9 - 1 - الجمعة 15/3/2024

  

رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي





رواية جديدة 

حرب نواعم (قواعد عشق النساء)


تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل التاسع

1

تم النشر الجمعة

15/3/2024


في محل المصوغات الذهبية الخاص ب ميرال 

رفعت ميرال رأسها إلى أعلى ثم همست في صوت منخفض ممزوج بدهشة عدم توقع مجيء الشخص:

_قاسم! 

هز قاسم رأسه علامة الموافقة ثم جلس أمامها وقال:

_ كنت ماشي من الطريق الصبح بدري، لفت نظري أن محلك الوحيد اللي فاتح في المول، والأمن تحت حكي  لي انك هنا من ساعة،  فاتحة المحل من الساعة ستة بدري اوي كدا، ولا منتظرة صفقة

لم تجب ميرال فقط نظرت إلى النافذة في صمت في حين استطرد قاسم:

_باباك كلمني امبارح قبل ما يسافر على لندن

تمتمت ميرال في حزن:

_بابا 

هتف قاسم في لهجة تأكيد:

_ايوا وطلب مني اشوف لو في حاجة وقفت قدامك، أو حاجة كنت محتاجة لها٠ 

همست ميرال في حنان:

_حتى وهو تعبان مش ناسيني، أنا مش عارفة من غيره هعمل اي؟ 

نظر قاسم إلى المحل في نظرة تفحص وقال:

_هو في حاجة هنا ناقصة أو متعطلة؟ 

هزت ميرال رأسها علامة النفي وتابعت؛

_لا أنا بس معرفتش أنام ولا اقعد مرتاحة،  جيت هنا حسيت اني مخنوقة بجد مش عارفة اقعد في الفيلا وبابا مش موجود


نظر لها قاسم في شفقة مما دفعها أن تقول:

_جاسر كان عايزني اروح معاه بس انا مش عايزة اسيب الفيلا، لحد ما بابا يجي هفضل هنا٠ 

نظر قاسم لها في هدوء ثم قال:

_طيب مينفعش تقعدي لوحدك هنا٠ 

هزت ميرال راسها علامة التصميم على قرارها:

_لا مش هسيب بيت بابا 

أطرق قاسم لحظات يفكر ثم قال:

_وصيفة وأختها زينات يباتوا معاك الأيام الجاية 

اعترضت ميرال:

_انا مش صغيرة ،مش هخاف من الضلمة لو النور قطع، أنا أعرف آخد بالي من نفسي٠ 

نظر لها قاسم في حدة ثم تابع ساخراً:

_الحياة هنا غير البندر غير اوربا، المسألة مش مسألة خوف النظام اللي ماشي في العائلات الكبيرة هنا ونظام البلد كلها بيقول لازم يكون وياك حد يرعاكي٠ 

ظهر الضيق على وجه ميرال وأشارت بيدها علامة الضجر وتابعت:

_أنا اللي محتاجة فترة غياب بابا اني اطمن عليه٠ 

قاسم وهو يدأ صبره ينفذ:

_يعني عايزة باباك يتحسن، طيب لو كلمك الليلة دي وقالك معاك مين؟ راح تقولي له اي؟ قاعدة لوحدي في الطل

! يقلق زيادة عليك ويتاخر علاجه ويبقى لا هو اطمن ولا انت اطمنتي اي الحل بقا؟ 

نظرت له ميرال في عمق ثم قالت:

_بابا هو اللي عايز ستات معاي في البيت؟ 

تنهد قاسم في نفاذ صبر:

_أنا وهو اتفقنا على كدا في مكالمة من ساعة واحدة وياه، هو عارف ومتوكد انك مش هتروحي ويا جاسر وهتفضلي هنا في الصعيد٠

نظرت له ميرال لحظات ثم قالت:

_طيب ليه مش كلمني أنا؟ غريبة أوي 

قاسم نظر لها في عمق ثم قال:

_جايز علشان وقته كان بيسمح بمكالمة واحدة بس، بالعموم المكالمة مكنتش كبيرة يدوبك تلات دقايق بس، وكل كلامه عن ناس تخدمك الفترة دي وتاخد حس الفيلا ويكونوا من أهل البلد 

نظرت له ميرال في هدوء ثم قالت:

_ولو اني معترضة على الفكرة كلها، أنا هشوف الناس دي ناس جاية تراقبني مش ناس جاية تونسني ، وجودهم هيعمل لي توتر في الاول 

وهياخد من مزاجي شوية علشان أتعامل معاهم أنهم موجودين، أنا مش بحب الدوشة، مش بحب كتر الحركة، بفضل  أن أكون لوحدي، وحكاية الونس دي  زي ما انت بتقول مش محتاج حراس،بابا طريقة في التفكير غريبة شوية لانه عارف اني بحب اقعد مع نفسي كتير٠ 

قاسم نظر في أنحاء   المحل وهتف في صوت به لهجة آمرة:

_ وصيفة وزينات هيروحوا على الفيلا الساعة عشرة،  أنا هعرفهم أن مافيش دوشة ولا صوت وهما بيشتغلوا، ولو عايزة تروحي بنفسك تعرفيهم في الفيلا يكون أحسن٠ 

نظرت له ميرال ثم فكرت قليل وقالت وهي تنظر إلى هاتفها:

_بابا مقلش ليك اي حاجة تانية؟ 

أبتسم قاسم وقال:

_قال ابلغك  أنه هيرجع قريب ومش عايزك تقلقي 


شعرت ميرال بالاحراج من وجه قاسم المبتسم، ظنت أنه يسخر منها أو يعامل طفلة، ولكنها رغم هذا قالت في صوت منخفض:

_اوكي معنديش مانع أن الناس تيجي الفيلا النهاردة الساعة عشرة، هاقفل المحل ساعتين 

وأشوف  الناس دي  وأحدد القواعد معاهم


قاسم اتجه في خطوات سريعة نحو باب المتجر حتى يخرج:

_تمام كدا

ثم انتبه فجأة الي شيء ما فأخرج هاتفه وقال:

_سجلي رقمي عندك، واديني رقمك في أي وقت تحتاجي حاجة أو حاجة وقفت معاك اتصلي عليا٠ 

أعطت ميرال الرقم إلى قاسم، أشار لها بيده واستمعت إلى صوت رنة الفون الخاص بها وهو يظهر رقم قاسم، ابتسمت 

له وأشارت له مودعة، 

جلست تفكر قليل بعد رحيله هو رجل جاد وحازم ويستطيع والدها الاعتماد عليه، لا ريب أن والدها يثق به ثقة عمياء لهذا قرر أن يكون أول اتصال له من الخارج له،

فكرت في كلماته قليل رغم الهدوء الذي يبدو على ملامحه ولكن غضبه 

لا يأمن حدته أو عواقبه، 

هو يستطيع أن يبدو رابط الجأش ولكن نظرت عينيه حين يفقد صوابه 

تظهر بها لمعة غضب 

محذرة للشخص 

لقد شاهدت وجهه وهو على حافة نفاذ الصبر منها، ولمست مثابرته معها من أجل الوفاء بكلمته مع والدها، 

أنه شخص يمتاز بأخلاق 

تكاد تكون مندثرة في هذا الزمن هكذا حدثت 

ميرال ذاتها وهي 

تفكر في أول لقاء بينهم 

حين رفض أن يتركها وحيدة على الطريق


جذبها من أفكارها صوت الهاتف وهو يرن شاهدت وجه والدها فأمسكت الهاتف في لهفة:

_هالو بابا كتير وحشتني٠

زهران:

_ميرال أنا لسه داخل المشفى في تحاليل كتير واشعات ممكن ساعتين قدامي، عارف انك ما اكلتي شي، لازم تفطري 

وتاخدي بالك من نفسك، 

هنا المستشفى فيها كل شي حديث وكل شي يبشر بالخير، عايزك تعرفي أن حاسس اني اتحسنت أول ما دخلت هنا، لازم تاخدى بالك من نفسك ميرال لازم لازم لو احتجت اي شي كلمي قاسم الجارحي 

ميرال شعرت بالفرح وهي تسمع كلام والدها عن تفائله لهذا قالت:

_بابا قاسم كان لسه معاي، كان بيحكي عن خدامين ستات وكان بيقول يشوفوا الفيلا 

أنا كنت معارضة بس خلاص وافقت وكل اللي أريده منك تكلمني كتير بابا، حاسة أن محتاجة لك كتير، ودي ترجع بسرعة، راح انتظرك، خلي بالك من حالك 

خلي بالك من الأدوية 

وكل شي يعطوك إياه 

لازم تاخده بمواعيد٠

زهران وهو يضحك:

_متخافيش يا ميرال في ممرضة هنا مخصوص مرافقة ليا جلال اتصرف من اول دقيقة والممرضه هتكون في اوضة جنب اوضتنا في الفندق اللي احنا فيه، هي ممرضة مميزة هنا بدماغها الذكية والسريعة مع كل الحالات، هي افضل ممرضة هنا، هي كمان فهمت حالتي واطلعت على كل التحاليل اللي جبتها من مصر، هي تكلمت مع جلال أنها اتعاملت مع عشر حالات من نفس الوضع،  لا تشغلي دماغك  بالوضع الصحي بتاعي  هنا، كله تحت نظر اطباء وممرضات، المستشفى هنا فيها برتوكول طبي هايل،   

أنا كمان عايز ارجع لك بسرعة، وحشتيني كتير حاسس أن مسافر من ألف سنة، راح اكلمك في وقت قريب أوي باي باي ميرال


الصفحة التالية